صور رائعة من قلب مخيمات غزة

صور رائعة من قلب مخيمات غزة
من تحت قصف الطائرات الصهيونية وتحت وقع أزيز القنابل التي باتت تنزل على رؤوس المواطنين بغزة وعلى أعين طائرات الاستطلاع الصهيونية خرج سكان المخيمات الفلسطينية، شيوخهم وأطفالهم و شبابهم، كلهم خرج لدعم المجاهدين وللتغطية عليهم وللقيام باحتياطات أمنية في ظروف غير طبيعية في المنظور الأمني.

فمن الطبيعي أن يطالب أهل المخيمات بالجلوس في بيوتهم في وقت لم تنفك الطائرات الصهيونية من استهداف كل مدني يتحرك والجلوس في بيوتهم لكن الوضع هنا يختلف تماما...

دعونا نتحدث عن لحظات قبل صلاة المغرب في قرية الزوايدة ومخيم النصيرات وسط قطاع غزة من يوم الأحد الذي شرعت فيه القوات الصهيونية بعملية برية واسعة تستهدف النيل من مقاومة غزة، ولأن المقاومة تتحرك في شوارع المخيمات وأزقتها ولأن طائرات الاستطلاع تقوم يرصدهم ومحاولة اصطيادهم خرج السكان من قلب المخيمات وقاموا بإحضار البطانيات وقطع القماش الكبيرة و لفائف الخيش وقاموا بتغطية الشوارع الكبيرة من فوق أسطح منازلهم حتى لا تتمكن الطائرات الصهيونية من رؤية رجال المقاومة.

لعل الرائع في الأمر أن تجد الشيوخ الكهل هم من يقوم بهذا الدور، فالمواطن أبو زياد من سكان مخيم النصيرات بلغ من الكبر عتيا وقف في وسط الشارع وهو يربط حبلا في قطعة الخيش الكبيرة وينادي في حفيده من فوق السطح حتى يمسك في الطرف الآخر، تجاعيد وجهه لم تزده إلا أملا بأن المقاومة الفلسطينية لابد أن نقدم لها كل ما عندنا حتى ننتصر على أعداء الأمة.

تحدث أبو زياد 69 عاما لــ " مفكرة الإسلام " وهو يتفحص قطعة الخيش، ليتأكد من خلوها من الثقوب قائلا: يا يني أنا لا أتمكن من الجري و الهرولة وأنت ترى العمر لكن هذا أقل ما نقدمه لمن يدافع عن أعراضنا وشرفنا، ولو تقدم العدو إلى قلب المخيمات فلن نتردد في مواجهته بكل الوسائل أنا وجميع أبنائي وأحفادي.

أما قي منطقة مسجد السنة إلى الجنوب الغربي من مخيم النصيرات فقد شرعت مكبرات الصوت في تصدح من مئذنة المسجد وتردد بالآية من سورة الأنفال: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " داعية المواطنين للتكافل حول دعم المجاهدين والتغطية عليهم... وفي خطوة سريعة واستجابة فورية لنداء المآذن أحضر أهل الحي سلالم طويلة ولعل الصورة الرائعة في الأمر أن المواطنين رغم شدة البرد من جهة و كذلك هم مجبرين على فتح النوافذ نتيجة للقصف المتواصل على بيوتهم ومنازلهم الأمر الذي قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في حال الإبقاء عليها مغلقة نجد المواطنين أحضروا بطانيات الواقع يقول إنهم في أمس الحاجة لها ولكنهم آثروا استخدامها لحجب الطائرات الصهيونية عن رجال المقاومة كما أكد المواطن منير من قرية الزوايدة قائلا: السكان في قطاع غزة يفدون المقاومة الفلسطينية بكل ما يملكون ولا يتوقف الأمر على بطانية في برودة الشتاء.

من جهة أخرى قام العديد من أصحاب الدكاكين بتفريغ موادهم التموينية وذلك للحصول على أكياس فارغة يمكن ربطها مع بعضها البعض من ثم تغطية الشوارع بها وهذا ما تم بالفعل أمام مفرق المؤدي لمدرسة خالد بن الوليد حيث شوهد العديد من السكان يقومون بخياطة الأكياس ببعضها وجلبها من الدكاكين ومن ثم تغطية الشارع بها في صورة تدلل على أن الجميع هنا في غزة ملتف حول كل من يدافع عن مقدسات الأمة وشرفها.

من جانب آخر وفي إطار التعمية على طائرات الغدر الصهيونية قام المواطنون بجلب عجلات السيارات التي وضعوها فوق أسطح منازلهم لتثبت السقف وذلك ليتم إحراقها إذا اشتد وطيس المعركة فشوهدت عند المفترقات وفي الأماكن التي من الممكن أن يتحصن فيها رجال المقاومة.

تجدر الإشارة والتذكير أن جميع من يشارك هم من عامة الشعب ومن كبار السن وممن لم يفضل أن يجلس في بيته أمام شاشات التلفاز ليرى الدم الفلسطيني يراق فآثر الدفع ببطانيته البالية أصلا مضحيا بالدفء والفراش في زمن تواطأ المتآمرون على النيل من عزة الأمة وكرامتها...من غزة الأمة لازالت حية وترنو للعزة.