صور من بيتنا حين كنت طفلة✨

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أرسلت لي زوجة عمي جزاها الله خيراً
ألبوماً ..فيه صوراً ..لمنزل الطفولة ..
كنّا نسكن وأعمامي مع جدتي ..
جالت بي الذكريات ..واستوقفتني مع آيات ..
تأملوها يا أحبة ..
ففيها عظات ..


الصورة الأولى


هذه الأرجوحة ..
طالما لعبت عليها أنا وأختي ..
مع أبناء عمي (رحمه الله )..
في الحقيقة هما أرجوحتان ..
إحداهما اشتراها عمي..
والأخرى اشتراها والدي ..كنا ونحن نلعب نتخاصم كعادة الصغار
فيعيبون الأرجوحة التي اشتراها والدي
ونرد عليهم أنا وأختي فنعيب أرجوحتهم
ويشتد الخصام وترتفع الأصوات
حتى يتدخل أهلنا الذين كانوا يجلسون قريب منا
يشربون الشاي والقهوة ..
فيفضوا النزاع ..كثيراً ما تكرر هذا الموقف ..
وفي يوم من الأيام ..
لازلت أذكره تماماً
كان الوقت عصراً ..
سمعت طرقاً على باب غرفتنا ..
وفتحته ..فإذا هي عمتي ..
كان عمرها آنذاك (١٥) سنة تقريباً
ابتسمت في وجهي ..
ثم قالت ..
أريدك في أمر خاص بيني وبينك ..
خرجت معها ..
واقترحت أن نمشي في ممرات البيت ونتحدث ..
ابتدأت حديثها بمدحي ..وتلطفت معي كثيراً ..
ثم قالت ..
أراكِ تتخاصمين مع فلان وفلان (تقصد أبناء عمي رحمه الله)
لأجل الأرجوحة ..
وأنا لا ألومك حين تدافعين عن أرجوحتكم ..
وأعلم أنهم هم من يبداً بالكلام فيستفزونكِ ..
ولكن ..
ولكن ..هم يتامى ..
اسأل الله أن يسكن والدهم أعالي الجنان ..
والله سبحانه وتعالى ..
يقول في كتابه ..
(فأما اليتيم فلا تقهر)
لاتقهرينهم ..واصبري ..
واصمتي مهما أغضبوك ..
يكفيهم رحيل والدهم ..
وأنت لك الأجر العظيم من الله ..بقي أن تعرفوا يا أخواتي ..
أن هذا الموقف مر عليه (25) سنة
ولازال عالقاً في ذهني ..
ولازلت كلما قرأت هذه الآية تذكرت موقف عمتي جزاها الله عني خير الجزاء لا أدري هل أعجب من رجاحة عقلها رغم صغر سنها؟!
أم ذكاءها في أسلوب الدعوة والنصح؟!
أم فقهها حين جعلت حجتها من كتاب الله ؟!منذ نصحتني ..
انتهت مشكلتنا ..
وارتاح أهلنا من تخاصمنا وإزعاجنا ..
لأني لم أعد أرد عليهم ..
فملّ أبناء عمي ونسوا الموضوع ..

الصورة الثانية



كم أحب هذه الصورة ..
وأحب جهاز التسجيل الذي يبدو فيها ..
وأحب صاحبة الجهاز ..
إنها
(جدتي)
رحمها الله ..
مذ وعيت على الدنيا وغالب وقتها ..
تفتح المذياع على إذاعة القرآن وتستمع للآيات ..
وتتابع البرامج ..
كانت تعرف مواعيدها وتفرغ نفسها لسماعها ..
لا أنسى تذكيرها لنا بإلتزام الهدوء
وذلك حين تحين الساعة التاسعة والنصف
فهذا موعد برنامج (نور على الدرب )
تنصت بتركيز ..
ثم تبلغ غيرها بما سمعته من أحكام وفتاوى..
كانت فقيهه..وحافظة ..
وحين اسألها أين تعلمتِ هذا ..
تقول من (إذاعة القرآن)
جزى الله القائمين عليها كل خير ..رحلت جدتي لكنها تركت لي دروساً وعظات ..
منها ..
محبتي لإذاعة القرآن الكريم ..
فكلما فتحتها ووجدت بها شتى العلوم
تذكرت ..
(وقل رب زدني علماً)



الصورة الثالثة



صورة التقويم هنا ..
استوقفتني مع قول الله تعالى
(يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار)
إي والله فيها عبرة ..
هاهي الأيام مضت سريعاً ..
توفي عمي ..توفي جدي ..ثم توفيت جدتي ..وتوفي بعض الأحبة ..
جمعنا الله بهم جميعاً في الجنة
وسيأتي يوم تنقضي فيه أيامنا ..
ونرحل كما رحلوا ..
فأين من يغتنم عمره قبل الندم ؟!!