محب الورد
محب الورد
بسم الله الرحمن الرحيم
وفي الموعد المحدد بينه وبين الشيخ كان يعقوب مسرورا وأحس بسعادة تغمر قلبه واستقبل الشيخ كما لم يستقبله من قبل , وفي حديث هادئ مع الشيخ قال يعقوب إن الناس يقولون لي إن الشيخ يقرأ لولدك منذ مدة ولم تتحسن حاله فإلى متى يبقى كذالك ..؟!
فاطرق الشيخ قليلاًً وبدا عليه تأثر شديد وإقترب من الغلام وأخذ يتلو آيات من القرآن الكريم ورفع يديه يدعو وسالت عبراته ثم مد يديه على الغلام فامسك به وقال له قم بإذن الله تعالى معافى من كل داء...مضت لحظات .. وإذ بالغلام ووقفاً عل قدميه ثم مشى وكأنه ماكان به من الداء شيء..
ودهش يعقوب مما رأى ..! فلم يتمالك نفسه أن أكب على قدمي الشيخ يقبلها ..! فأبعده الشيخ وهو يقول له أنا لم أفعل لولدك شيئااشكر الله الواحد الأحد الذي شفى لك ولدك وعافاه ..!
وكان الشيخ في تلك اللحظات ونظراته على الغلام يكبر ويقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر ..
وخرج الغلام إلى صحن البيت يمشي على قدميه وسط فرحة أمه وأبيه وكانت ساعة سعلدة وفرح لاتعدلهاحيازة الدنيا بأكملها.. وعم الخبر أهل الحي ..وقد كان أهل الحي مابين لائم ليعقوب أو ساخر من صنيعه وهم يرون الشيخ يغدو ويروح منذ مدة ليست بالقليلة إلى بيته..
وشاع مع الخبر أن يعقوب أسلم لما رأى من شفاء ولده على يد ذالك الشيخ..
وتهامس الناس في ذالك ووصلت الشائعة إلى يعقوب من أسوأ الناس خلقاً وأشرسهم طبعاً فأسمع يعقوب كلاماً توعده شراً إن لم يعد إلى دين آباءه وأجداده .. ويعقوب صامتاً لايتكلم...
أخذ يعقوب يفكر طويلا كثيراً من الأحيان تراه شارد الذهن ...وبعد مضي أيام قلائل وفي الليل كان يعقوب نائماًمستغرقاً في النوم..

------------------
رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا
محب الورد
محب الورد
بسم الله الرحمن الرحيم

قبل الفجر بساعة إستيقظ يعقوب فجأة ولم يكن متعوداً على الإستيقاظ في مثل هذا الوقت ولكنه شعر بشء غريب في نفسه أحس أحساساً ماأحس به من قبل شعر بسعادة تغمر قلبه وسمو في روحه .. لبس على عجل وإتجه نحو الباب خارجا من منزله تجاوز حيه بسرعة متجهاً نحو حي المسلمين خطواته سريعة وكأن شيأ ما يحركه وصل إلى حي المسلمين ووقف متسمراً في مكانه لايدري مايفعل وقف للحظات .. وإذ به يسع صوتاً شجياً يخترق السكون... الله أكبر الله أكبر أشهد أن لاإله إلا الله أشهد أن لاإله إلا الله
أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله
حي على الصلاة حى على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله لاإله إلا الله ...
إطرق الرجل رأسه في الأرض وهو يردد... الله أكبر الله أكبر أشهد أن لاإله إلا الله أشهد أن لاإله إلا الله
أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله
حي على الصلاة حى على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله لاإله إلا الله ...
أخذ الرجل يسرع نحو المسجد وهو يردد ماسمع .. وإذ بالشيخ عبد الرحيم قادماً نحو المسجد لإداء صلاة الفجر.. ففوجئ الشيخ بالرجل وهو واقف على باب المسجد فسلم عليه وعبارات التعجب على وجه الشيخ فبادره يعقوب بالقول أنني أريد أن أسلم فماذا أقول ..
إذداد الشيخ تعجباً.. مع أنه كان يتفرس في وجه يعقوب كثيراً من صفاء الفطرة وطيب النفس ولطالما كان يدعو له بالهداية ولكنه لم يكن يتصور أن يتم الأمر هكذا وفي هذا الوقت ..
فقال له الشيخ عبد الرحيم قل لاإله إلا الله محمد رسول الله آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وخاتماً للأنبياء والمرسلين وبرئت من كل دين سوى دين الإسلام.. فقالها يعقوب .. فقال الشيخ أنت اليوم عبد الرحمن ..
بعد ذالك أدخله الشيخ إلى بيت إمام المسجد وقال له إغتسل وتعال لتصلي معنا ..
أصبح الصبح على عبد الرحمن وماأجمله من صباح
بعد ذالك أسلمت زوجه وأسرته وإنتقل إلى حي المسلمين ليعيش بين ظهرانيهم .. وعرفت تلك الأسرة بأسرة عبد الرحمن المسلماني ( على اللهجة التركية الشائعة يومها) .


------------------
رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا
عزيزة
عزيزة
جزاك الله كل خير على هذه القصة الرائعة

------------------
ولست أرى السعادة جمع المال
ولكن التقي هو السعيد
بدر الغد
بدر الغد
لا..لم تنته القصة بعد يا ضوء القمر..تابعيها فهي جميلة جدا..كما انها قصة واقعية...

------------------
اللهم رضّنا وارضى عنا.
محب الورد
محب الورد
بسم الله الرجمن الرحيم

أشكر جميع الإخوة والأخوات الذين شاركو أو قرأو الموضوع كما أشكر الأخت نورة على المشاركة في إستخراج العبرة من هذه القصة . أما الإخت بسمة القمر فأقول لها أنه لو رجعت إلى القصة وقرأتيها مرة إخرى لوجدت أنها حدثت في مدينة حلب في سوريا وفي زمن الدولة العثمانية في سنة 1899م.



------------------
رب اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا