أميره البنات..
نتابع القصة بحول الله و قوته
قلنا في المرة قبل الماضية أن الأم عرضت المشكلة على إحدى قريباتها فنصحتها بالذهاب إلى أحد الرجال الذين نفعوا المرأة في علاج حالات معقدة أصيبت بها هي و عائلتها ...
و قد بددت مخاوف الأم من أن يكون من السحرة أو المشعوذين عندما أخبرتها بأنه يعالج بالقرآن الكريم ...

ذهبت الأم مع قريبتها مصطحبة إبنتها و إبنها الأكبرإلى الرجل ...

و عرضت عليه حالة الطفلة بالتفصيل ...
فأعطاها بخورا و تميمة ...
فطرة الأم و ربما تخوفاتها جعلتها تسأل الرجل عن ماذا تحتويه تلك التميمة ..
فطمأنها و طلب منها أن لا تخاف لأن في التميمة آيات من القرآن منها سورة يس و أرشدها أن لا تفتحها حتى لا يصيبها أذى .. و أن تعلقها في رقبة إبنتها .. و أن لا تنزعها أبدا ...و طلب منها أن تعود إليه مرة أخرى ليكتمل العلاج ...
كما أعطى إبنها الكبير هو أيضا تميمة ليعلقها حفاظا عليه و و قاية له من الحسد و العين ...
سألت الأم الشيخ هل تستطيع نزعها عن رقبة طفلاها عند النوم و عند الدخول للحمام ؟
فأجابها بأن عليها أن لا تنزعها أبدا لا في الليل و لا في النهار و حتى عند دخول أطفالها للخلاء
واستحسن إخفاءها عن أعين الناس ...

عادت الأم إلى البيت و قد ساورتها بعض الشكوك بأمر الرجل و رغم ذلك فقد علقت التميمة على رقبة طفلتها ...

و مرت أيام قليلة عندما لاحظت الأم بعض الهدوء على الطفلة خاصة أثناء النوم فحمدت الله على ذلك و أيقنت أن الرجل قد أعطاها فعلا ما جعل طفلتها تنعم ببعض الهدوء و الراحة ...
و لكن مسألة إبقاء التميمة معلقة على رقبة الطفلة حتى عند دخولها دورة المياه زاد في حيرة الأم و تعجبها "
فكيف ندخل بكلام الله إلى أماكن النجاسة" ؟

لم يمضي أسبوعا على الهدوء حتى عاودت حالة الإضطراب و الصراخ و البكاء و التأوه الطفلة و أصبحت تتكلم أثناء النوم .. و تستيقض مفزوعة منه .. و تبقى مدة من الزمن حتى تستطيع إستعادة وعيها ....

تعجبت الأم من عودة الأعراض تقض مضجع طفلتها برغم أنها فعلت كل ما طلب منها ذلك الشيخ و نفذته حرفيا ....
ثم قالت : و الله لأفتحن هذه التميمة لأنظر ما كتب فيها ...فإن كان كلام الله فلن يضرني لا أنا و لا إبنتي و إن كان غير ذلك فسيكون لي في الأمر شيء آخر ...
سمت الله و قرأت بعض السور الصغيرة من القرآن ثم قامت بفتح التميمة
فماذا وجدت فيها يا ترى ؟؟؟

يا للعجب إنها ورقة صفراء .. بها رائحة .. مليئة بالطلاسم

فكانت مفاجأة كبيرة للأم و أحست بالخديعة و المكر ...
و أقسمت أن تفضح ذلك الساحر و تنبه الناس و تحذرهم منه

يتـــــبع
أميره البنات..
عذرا ع الأطاله بس اتوقع طووولت او ماطولت مااافيه احد ههه
الان ساكمل لكم نهاية القصة انتظرونـــــــــي........
أميره البنات..
هذه تكملة القصة
لقد عانت الطفلة معاناة شديدة لمدة سنوات سببت لها عزلة إنقطعت فيها عن مصاحبة الأطفال ....و حرمت من حقها الطبيعي في طفولة بريئة مليئة بالفرح و المرح ....
و ذات يوم سمعت في المنام مناديا يناديها و يدعوها للصلاة و لم تكن تعرف عندها معنى الصلاة .. لم تكن تعرف عنها إلا إسمها ...
فطلبت من والدتها أن تعلمها كيفية أدائها ...و بدأت تصلي قبل أن تتم تعلمها جيدا ...لكنها إجتهدت حتى أتمت تعلمها بسرعة و أصبحت الطفلة تصلي و تذهب أحيانا للمسجد ...
فكانت الصلاة أول باب يفتح للطفلة لكي تخاطب الله عز و جل و تحكي له عن قرب معاناتها
"فقالت كنت أحس بانقطاع أنفاسي عندما أسجد و أن الموت أقرب لي من الحياة و لكنني كنت أقاوم ذلك بالدعاء فقد سمعتهم يقولون أننا نكون أقرب من الله سبحانه في السجود "
كنت أطلب من ربي أن يرحمني و يخفف عني معاناتي و قد إستجاب لي سبحانه "

وذات يوم ذهبت لزيارة جدها و قد كان رجلا من الصالحين فوجدته كعادته يقرأ كتاب الله عز و جل فجلست تستمع له بإصغاء و تتفكر في معاني الآيات محاولة فهمها و تسليط معلوماتها البسيطة على ضوئها و عندما إنتهى سألته لماذا يكثر من القراءة في المصحف

فقال لها : لأنه كلام الله ... و هو يقوي الإيمان ...و يعطينا بكل حرف حسنة ...و يحفظنا من بين أيدينا و من خلفنا ... و من أي شر يتعرض لنا ...
فقالت له : أنت محظوظ يا جدي لأنك تستطيع القراءة من المصحف فقال لها : الحمد لله و أنت أيضا تستطيعي فعل ذلك عندما تكبرين
أطرقت الطفلة برأسها الصغير ثم قالت : أنا أعرف القراءة من كتاب المدرسة لقد تعلمت ولكنني لم أجرب من المصحف و أحس بأنه يختلف عن كتاب المدرسة
فقال لها : عندما تكبرين ستتعلمين حتما القراءة من المصحف أيضا
فسألته مباشرة : و كم بقي لي حتى أكبر ؟
فقال لها : و هل أنت مستعجلة على ذلك ؟
فقالت الطفلة : نعم أريد أن أقرأ مثلك يا جدي
فقال الجد : يا بنيتي العلم بالتعلم و لو إجتهدتي في تعلم القراءة من المصحف فسيكون لك ما أردتي
فقالت له : و لكنني لا أملك مصحفا و لا أدري من أين أحصل عليه

فقال لها : سأعيرك مصحفا من المصاحف القديمة و سأعطيك مدة شهر فإن تعلمتي القراءة منها فسيسهل عليك القراءة من أي مصحف كان و سيكون هذا المصحف لك مني هدية

"لقد كان المصحف من المصاحف الأثرية القديمة و كانت بعض الحروف تختلف عن التي نستخدمها هذه الأيام بل حتى أوراقه و غلافه كان مختلفا "
أخذت الطفلة المصحف و هي تكاد تطير فرحا و خرجت تحتضنه بعدما قبلت رأس جدها لتبدأ رحلتها مع كتاب الله عز و جل
و كان كلام الله الباب الثاني الذي فتح لها للتخلص من معاناتها
داومت الطفلة الصغيرة على الصلاة و على قراءة القرآن حيث كانت تجد فيهما سلوتها و قد كانت العزيمة تقودها بقوة و تدفعها قدما لتحقيق رغبتها في إجادة تعلم القراءة من كتاب الله فكان لها ما أرادت و هي بنت التسع سنوات و عندها بدأت تشعر بالتحسن يطرق أبوابها و الإستقرار يلوح لبياض أيامها و كانت كلما إشتد بها المرض فزعت لكتاب الله تقرأ منه تارة و تحتضنه أخرى...
كان هناك باب ثالث مهم سهل الله به للطفلة التخلص من معاناتها لتستعيد عيش حياة طبيعية فقدت فيها طفولتها و لكنها كسبت قوة الإيمان و حسن التقرب من المولى سبحانه
ذلك الباب هو الصدق مع الله و من يصدق الله فقد فاز فوزا عظيما
لقد دعت الطفلة و ألحت من الله في الدعاء و قالت إن كتب الله لي الشفاء قسأرتدي الحجاب و أستتر و هي بنت العاشرة أو ما يزيد عن ذلك بأشهر
و قد كانت ظاهرة الحجاب قليلة جدا و إن وجدت فبين كبيرات السن و العجائز و ما زاد في تثبيتها هو أنها كانت كثيرا ما ترى نفسها في المنام بعد دعائها أنها متحجبة
كم سخر منها جمع كبير من الناس أولهم الأقارب عندما كان بعضهم يبث سمومه كالعقارب ليثني الطفلة عن إرتدائه فثارة تلام الأم و أخرى يحاولون الضغط على والدها
و كم سمعت قريباتها يسخرن منها بكلمات مرة بلمزها و أخرى بإدعاء نصحها و موعظتها ...
و ما أكثر ما قلن لها بأناها كتبت على نفسها حياة العنوسة و هي لم تبلغ الحلم بعد فمن يرضى الزواج بمن تحمل على أكتافها خيمة كخيام الفقراء ...
لقد لاقت الكثير من الأذى قبل إرتداء الحجاب و بعده لكنها آثرت الوفاء و أن تصدق ما عاهدت الله عليه و كانت قوة إيمانها و صبرها و عزيمتها يمدونها بقوة التحمل برغم المشقة و صعوبة الطريق
و كان من فضل الله أن كتب لها الشفاء من رحلة معاناة دامت لسنوات
و كبرت لتصبح من الداعيات اللواتي إهتدين على يديها كثير من النساء

و هذه عبرة لنا نحن الكبار عندما نبتغي النجاة و لكننا نبتعد عن الله عز و جل و نطرق كل الأبواب إلا بابه

وإذا طرقنا بابه كان الإستعجال و سوء الظن به سبحانه يحدونا فيحرمنا من إجابة الدعاء
إنتهت القصة يا كرام و انتهت معاناة طفلة كانت تطعم الجن

و نسأل الله أن تنتهي معاناة كل من يعاني من سوء بالعودة الصادقة لله عز و جل و اليقين بالإجابة عند الدعاء و الإبتعاد عن الإستعجال قولا و عملا .. و من القول أن يقول دعوت و لم يستجب لي ...

و من العمل أن يقنط من رحمة الله عز و جل
فهذه طفلة إهتدت و عرفت بأن لله باب من دقه و سأل صاحبه فلن يرد خائبا فأحسنت طرق الباب فلم يحرمها من فضل رحمته و كرمه .
أميره البنات..
اب
أميره البنات..
رفـــــــــــــــــــــــع