: صيانة النيَّة, أساسٌ لا ينبغي الحِيادُ عَنْه !

ملتقى الإيمان

: صيانة النيَّة, أساسٌ لا ينبغي الحِيادُ عَنْه !

9 رمضان, بقي من رمضان 21 يوماً .

بسم الله الرحمن الرحيم



قال الله تعالى :
( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به
وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
).

قال مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما : ( على حرف ) : على شك .

وقال غيرهم : على طرف . ومنه حرف الجبل ، أي : طرفه ،
أي : دخل في الدين على طرف ، فإن وجد ما يحبه استقر ، وإلا انشمر .

وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن الحارث ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ،
حدثنا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس ( ومن الناس من يعبد الله على حرف )
قال : كان الرجل يقدم المدينة ، فإن ولدت امرأته غلاما ، ونتجت خيله ،
قال : هذا دين صالح . وإن لم تلد امرأته ، ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ،
حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أشعث بن إسحاق القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ،
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون ،
فإذا رجعوا إلى بلادهم ، فإن وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن ،
قالوا : " إن ديننا هذا لصالح ، فتمسكوا به " .
وإن وجدوا عام جدوبة وعام ولاد سوء وعام قحط ،
قالوا : " ما في ديننا هذا خير " .

فأنزل الله على نبيه :
( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به
وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه
) .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : كان أحدهم إذا قدم المدينة ،
وهي أرض وبيئة ، فإن صح بها جسمه ، ونتجت فرسه مهرا حسنا ،
وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأن إليه ، وقال :
" ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيرا " .

وإن أصابته فتنة - والفتنة : البلاء - أي : وإن أصابه وجع المدينة ،
وولدت امرأته جارية ، وتأخرت عنه الصدقة ،
أتاه الشيطان فقال :
والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرا .
وذلك الفتنة .

وهكذا ذكر قتادة ، والضحاك ، وابن جريج ،
وغير واحد من السلف ، في تفسير هذه الآية .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هو المنافق ،
إن صلحت له دنياه أقام على العبادة ، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت ،
انقلب فلا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه ،
فإن أصابته فتنة أو شدة أو اختبار أو ضيق ، ترك دينه ورجع إلى الكفر .

وقال مجاهد في قوله : ( انقلب على وجهه ) أي : ارتد كافرا .

وقوله : ( خسر الدنيا والآخرة ) أي : فلا هو حصل من الدنيا على شيء ،
وأما الآخرة فقد كفر بالله العظيم ، فهو فيها في غاية الشقاء والإهانة;
ولهذا قال : ( ذلك هو الخسران المبين ) أي : هذه هي الخسارة العظيمة ،
والصفقة الخاسرة .

تفسير ابن كثير .
منقول .
6
559

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

[رسالة خير]
[رسالة خير]



قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه و آله و صحبه و سلَّم - :

(رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش ، و رب قائم حظه من قيامه السهر).

الراوي: عبدالله بن عمر .
المحدث: الألباني .
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح .

قائم = حظُّهُ منها "السَّهَر" .
صائِم = حظُّهُ مِنْهُ "الجوع و العطش" .

استوضَحَت للنَّاسِ بَعْدَ هذا الحديثِ, مُوجِباتٍ على الصَّائِم أن يتمعَّنَ فيها .

1. حُسْنُ القيام بـ خشوعٍ و صِدْق .
2. حُسْنُ صيامِ الجوارِح, و اللِّسان و القَلْب, بـ حِفظها من الفواحش .

فما أَمَرَ الرَّبُّ ذَلِكَ العبدُ المُسْلِم, بـ تَرْكِ شَهوةِ بطنه, و لِسَانُهُ مفلوت .
ولا أَمَرَهُ بالقيامِ, و قلبه لاهٍ .

بل تجلَّى الصِيَامُ أيضاً في صِيامِ اللِّسانِ عن الفُحْش, فَوْقَ الجَسَدِ عمَّا تشتهيه من طَعام .
منظومةٌ مِثاليَّة, ابتغاها الرَّحْمانُ لـ عباده .

تكامُلٌ رُوحي و جَسَدِي, فـ ليسَ للهِ مَطْلَبٌ أمرَ بِهِ عباده .
إلاَّ مَرْجِعُهُ لَهُ فائِدةٌ على العَبد المؤمن أوَّلاً و أخيراً .

فـ ليتفكَّر ذَلِكَ الصَّائِم القَائِم, تِلْكَ الموجباتِ عليه :

* الصيام :
صيامُ اللِّسانِ عن فواحِش القَول .
صيامُ الجَسَدِ عن شهواتها .

* القيام :
قيامُ القَلْبِ و الرُّوح قَبْلَ الجَسَد .
قِيامٌ لَمْ يسبقه في يومه, معاصٍ و مُنكرات, و فُحْشٍ من القَوْلِ و زُوراً .

و لعلَّ في قولِ النَّبي المُصطفى, تنبيهٌ لِمَن غذَّى رُوحَهُ بالمُحرَّمات فـ تجاهلها .
يَدْعُو رَبَّهُ, فـ أنَّى يُستجابُ لَهُ, و قد أَرْسَى حاجزاً بَيْنَهُ و بينَ رَبِّه بـ معاصٍ لم يَتُب منها .

قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه و آله و صحبه و سلَّم - :
( " أيها الناس ! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا . وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين .
فقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } .

وقال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } .
ثم ذكر الرجل يطيل السفر . أشعث أغبر . يمد يديه إلى السماء .
يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام .
فأنى يستجاب لذلك
؟ ).

الراوي: أبو هريرة .
المحدث: مسلم .
خلاصة حكم المحدث: صحيح .

و عَلَى ذَلِكَ فـ " قِس " !

ام غيداء2
ام غيداء2
الله يجزاك خير
ريمان 6
ريمان 6
جزاك الله خير وكتب لك الاجر
ريماس غالي
ريماس غالي
؛؛؛

وقفــة ثمينة جدًا ورائعـة ..

الله يبارك لكِ وفيكِ ويعزك بدينه ويرفعك بكتابه ..


؛؛؛
"شبيهة البدر"
جزيتي الجنة ياغالية
ورزقك من حيث لم تحتسبي