ضابط في أحشائه طفلان

الأدب النبطي والفصيح

.


قصيدة جميلة ، في هذا الزمن الذي نطقت فيه الروبيضة ، ولكنها طويلة بعض الشيء ، وقد يكون موضوعها يستحق التطويل ...............


قفْ يا زمـانُ أبـوحُ بالأشجـان
فلعلَّ فـي الشكـوى دواءَ جنانـي
قف يا زمانُ أقصُّ ما حَفِلَـت بـه
أيامُنـا مــن ذلّــةٍ وهــوانِ
قفْ يا زمانُ لكـي تُقـارنَ حالنـا
بالصِيـدِ مـن آبائنـا الشجعـانِ
قفْ يا زمانُ أبُثُّك الشكـوى التـي
مـن هولِهـا يتحـدثُ المـلـوانِ
نطق الرويبضُ يازمانُ فقل معـي
آهٍ عـلـى الآثــارِ والـقـرآنِ
قوم تلوكُ الفقهَ لـوكَ « لُبانـةٍ »
فـي كـلِ مسألـةٍ لهـا قــولانِ
يتهافتـون علـى شِقـاقِ نبيـنـا
والمصلحيـنَ تهـافـتَ الـذُّبـانِ
لا يأبهونَ بمـا أتـى عـن مالـكٍ
والشافعـيِّ وأحـمـدِ الشيبـانـي
بل ما أتى عن سيد الثقليـن ضـد
شذوذِهـم يُرمـى بـدون توانـي
يُرمـى بتأويـلٍ سخيـفٍ بــارد
مـن بـاردِ النظـراتِ والإيمـانِ
وتجاوزَ الأمـرُ الحـدودَ جميعَهـا
حينَ استباحـوا حرمَـةَ القـرآنِ
تُصغي لواحدهـم فتعجـبُ عندمـا
يـتـأولُ الـقـرآنَ بالـهـذيـانِ
فيقـولُ عنـد الشافعـيِ وعندنـا
من أنتَ يا مسكينُ فـي الميـزانِ
حُبُ النصارى واليهـودِ فريضـةٌ
في فقهِ طائفـةٍ بـذي الأزمـانِ !
والملحدون وكـلُ صاحـبِ بدعـةٍ
أضحوا وأصحاب الهـدى سيـانِ
مـاذا الجفـاءُ لغيرنـا كـلٌّ لــه
ديـنٌ يديـنُ بـهِ بـلا نُـكـرانِ
إنْ قلتَ قد جاء الكتـابُ ببغضهـمْ
نصٌّ صريحٌ مـن عظيـم الشـانِ
قالوا لنـا تتبـدل الفتـوى علـى
مـرِّ الزمـانِ تبـدلَ القمـصـانِ
أمّـا الغنـاءُ فقـام شهـمٌ حـاذقٌ
فأبـاحَـهُ بالـنـايِ والعـيـدانِ
وتعسّـفَ الآثـارَ دون هــوادةٍ
وتــأولَ المقـصـودَ بالتبـيـانِ
وأتاكَ من هـذا اللفيـفِ جماعـةٌ
ببواقـعٍ ينـدى لـهـا الـخـدانِ
قالوا لنـا :تلـيَ الرئاسـةَ طَفْلـةٌ
فرعاءُ مـن عدنـانِ أو قحطـانِ
وتديـنُ آلافُ الفحـولِ لأمـرهـا
بلْ والشعـوبُ تُسـاقُ كالقطعـانِ
ويجوزُ أن تلـيَ القضـاءَ خريـدةٌ
في جِيدهـا شَبَـهٌ مـن الغـزلانِ
في حينهـا لا تـأتِ سُـدَّةَ حاكـمٍ
واهجـرْ حِماهُـمْ أيّمـا هِـجـرانِ
ولتـأتِ قاضيـةَ النسـاءِ فإنـهـا
تُذكـي الغـرامَ بثديهـا الفـتـانِ
واسمعْ مقالةَ جهبـذٍ منهـم أتـى
بمصيبـةٍ تربـوا علـى ثـهـلانِ
لا تتبعوا إن مـات منكـم مسلـمٌ
هديَ النبـيِ المُصطفـى العدنانـي
لُفّوه فـي كيـسٍ وواروه الثـرى
مـن دون تغسـيـلٍ ولا أكـفـانِ
قالوا : وكلّ مصيبةٍ فـي أرضنـا
من هيئـةِ المعـروف والنكـرانِ
دوماً يصيحون « الصلاةَ» أما لهم
شغـلٌ بغيـرِ أذيــةِ الجـيـرانِ
وفقيهـةٌ أُخـرى تنـادي قومنـا
الـرأيُ قبـلَ شجاعـةِ الشجعـانِ
يا مجلس الشورى تنحّوا واتركـوا
ثُلُثَ الكراسـي السـودِ للنسـوانِ
والدورةُ الأُخرى تكـون ُ جميعُهـا
محـجـوزةً لخديـجـةٍ وحـنـانِ
وهنا يكـون الـرأيُ رأيـاً ثاقبـاً
يرضى به القاصي ويرضى الداني
وأتاك جمعٌ في الجرائـدِ زمجـرتْ
أقلامُهمْ غضبـاً علـى الشِّيخـانِ
قالوا سلبتمْ حـقَ ساحـرةِ اللّمـا
يـا ويلكـمْ مـن سطـوةِ الدّيـانِ
قلتُمْ لهـا تبقـى حبيسـةَ دارِهـا
هل تُحْبَسُ الأقمـارُ فـي الأكفـانِ
هـذا كـلامٌ لا يليـقُ بعصـرنـا
قدْ كـانَ حيـنَ جهالـةِ النسـوانِ
والمَحرمُ المذكـورُ فـي أسفاركـم
يَقْضي على «السِّتاتِ» بالنقصـانِ
مـاذا الرّقيـبُ كأنهـا مسلـوبـةٌ
لا عقـلَ يعقِلُهـا عـن العصيـانِ
دعها تُسافرُ في الفضـاءِ وحيـدةً
وتهيـمُ سافـرةً بـكـلِّ مـكـانِ
هذا الحجابُ يحُـدُّ مـن حركاتهـا
في مرقـصٍ لكواعـبٍ وغوانـي
مِنْ عادةِ الأعـرابِ ليـسَ عبـادةً
فدعـوا عوائـدَ سالـفِ الأزمـانِ
قدْ جوّزَ الشيخُ المهيـبُ صلاتَهـا
مكشوفـةَ الأكتـافِ والسيـقـانِ
فَلِمَ الخيامُ علـى مكامـنِ حسنِهـا
حتّى تُرى في السـوقِ كالغربـانِ
دعها تُباشرُ في المطاعمِ كيْ تَرى..
يتـدافـعُ الــرّواد كالطـوفـانِ
دعهـا تكـونُ مُديـرةً ووزيـرةً
وسفيـرةً فـي سائـرِ البـلـدانِ
دعها تقودُ الجيشَ تدفـعُ صائـلاً
وتُـقـاومُ النـيـرانِ بالنـيـرانِ
لا تعجبـنَّ إذا التقيـتَ بضـابـطٍ
يومـاً وفـي أحشائـهِ طـفـلانِ
دعهـا تقـودُ بأرضنـا سـيـارةً
وتسيرُ سائحـةً علـى الشُطئـآنِ
تَلقى الحبيبَ , وهل تراها أجرمتْ
يا صاحِ إنْ باتتْ مـعَ الخـلاّنِ ؟
دعهـا تكـونُ إمامـةً ومـؤذنـاً
حتّـى يبـوءَ الجمـعُ بالغفـرانِ !
وترى الشبابَ الفاسدينَ جميعَهـم
خلفَ الإمامَـةِ خشيـةَ الرحمـنِ !
أوَمـا رأيـتَ إمامـةً غربـيـةً ؟
تاهتْ على الدنيا بحسـنِ بيـانِ !
أثنـى عليهـا ثُلّـةٌ مـن قومنـا
بالفقـهِ معروفـونَ كالنعـمـانِ !
رفعتْ إلى المأمومِ مأكمـةَ الهـوى
فهوى صريـعَ الحُـبِّ كالسكـرانِ
عجباً لكم يا مسلمـونَ ألـمْ يحـنْ
وقـتٌ يُقـامُ العـدلُ بالميـزانِ !
لا تقبلونَ شهـادةَ النسـوانِ فـي
حـدٍّ وتزويـجٍ وأمـرٍ ثـانـي !
وشهادةُ الرجـلِ الوحيـدِ مُقامَـةٌ
كشهادةِ «السِّتَيـنِ » يـا لِهوانـي
وظلمتـم الحسنـاءَ فـي ميراثِهـا
فجعلتـمُ الضعفـيـنِ للـذكـرانِ
يا معشرَ « الفقهاءِ » فقه جرائـدِ
هـلاّ احترمتـم شِرعَـةَ الرحمـنِ
عجباً لمـن يدعـو لنهـجِ محمّـدٍ
وتغيـبُ تحـتَ ثيابِـهِ القـدمـانِ
أمّـا اللحـى فكأنهـم قـدْ كُلّفـوُا
بِحِلاقِهـا فـي مُحكـمِ الـقـرآنِ
وعِداؤهم دومـاً لخيـرِ شيوخنـا
من « هيئةِ العلماءِ » في الميـدانِ
بينـا تراهـم يُحسنـونَ تصنّعـاً
لخصومِنـا فـي الدِيـنِ والديّـانِ
يَصِفُـون أمريكـا بكـلِ جليـلـةٍ
ويوبخـونَ قتيلـهـا الأفغـانـي
هل يا زمانُ رأيتَ مثـلَ مُصابِنـا
حتّى أُسلي النفسَ عـن أحزانـي
يا دولةَ الحرمينِ عشـتِ مُصانـةً
مـن كيـدِ حُسّـادٍ ومـن فـتّـانِ
محفوظةً بالدين ... فـي جنباتهـا
مـأوىً لـكـلِّ معـلـمٍ ربـانـي
0
325

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️