تؤخذ من الأمهات بحجة استخدامها في أبحاث السرطان
ضبط مستشفى بريطاني يبيع المشيمات لأغراض التجميل
لندن - خاص:
أفادت مصادر صحفية بأنها تستطيع ان تميط اللثام عن أن مستشفى حكوميا يقوم بتسليم مشيمات النساء في حالات الولادة لمن يستخدمونها للأغراض التجارية المتمثلة في تطوير دهانات مقاومة لتجاعيد البشرة وشامبوهات من النوع الفاخر الذي يستخدمه المترفون من الناس.
وأشارت صحيفة "ذي ديلي ميل" إلى أن هذه التجارة التي حققت لمستشفى في دورست ما مقداره خمسة آلاف جنيه استرليني في العام المنصرم قوبلت بالتنديد والادانة والاستهجان من قبل السياسيين وخبراء الصحة الذين أعربوا عن قلقهم ازاء ما ينطوي عليه ذلك من مساس بأخلاقيات المهنة وأصولها. ومن جانبها أعربت امرأة تبلغ من العمر 39عاماً، واسمها دونا نورمان، عن غضبها عندما تحققت من أن مشيمة ما بعد ولادة صغيرتها ميلي قد تم تسليمها الى شركة تعمل في مجال الطب الحيوي. وتحدثت قائلة: "لقد كان انطباعي أن مشيمتي سوف لن يتم استخدامها إلا لأغراض الأبحاث الطبية الحيوية - ليس للمساعدة على تصنيع بعض كريمات البشرة أو الشامبو. وأشعر بانتهاك خصوصيتي من جراء ما جرى لي. إنني أشعر وكأنهم سرقوا مني مشيمتي لأن كل ما تم قد تم تحت ذرائع واهية ومتوهمة. إنها جزء من جسدي. إنها بصمتي الوراثية وأشعر بأنهم أخذوها مني نصباً واحتيالاً".
وأوضحت دونا نورمان التي تعمل في مجال الطباعة والنشر أنهم أعطوها نموذج تنازل وموافقة طبية للتوقيع عليها بعد الولادة، وهو نموذج ينطوي على تعقيدات ويكتنفه الغموض. واسترجعت شريط ذكرياتها وقالت إنهم قالوا لها إن المشيمة سيتم استخدامها لإجراء بحث للمساعدة على علاج السرطان.. وأضافت قائلة انهم لم يذكروا أي شيء آخر.. وأردفت تقول: "لقد كنت مزهوة بإنجاب طفلتي فقمت بالتوقيع على النموذج". يشار إلى أن دونا، وهي أم لثلاثة أبناء آخرين، تشعر بأنها تعرضت للغش ووقعت فريسة خيانة اقترفها القائمون على أمر المستشفى.
واستطردت فقالت: "لو أنني علمت بحقيقة ما كان يحدث لما قمت بالتوقيع على النموذج". وأوردت الصحيفة ان المستشفى قام بجمع مشيمات الأمهات حديثات الولادة وباعها إلى شركة مواد طبية حيوية تقع بالقرب من المستشفى، وذلك بموجب اتفاق مدته خمس سنوات. يشار إلى أن الشركة تقوم باستخراج البروتينات القيمة الموجودة في المشيمة وتبيعها إلى علماء التجميل.. وتضم قائمة عملائها بعض أكبر شركات مستحضرات التجميل في العالم - بيد أنه يتعذر تماماً تحديد المنتجات التي تم تطويرها من المادة المستخرجة من أرحام النساء اللاتي يلدن بالمستشفى.. إلا أن الصحيفة أقرت بأن مشيمات النساء اللاتي يلدن في المستشفى قد تم استخدامها في أبحاث أجريت في أمريكا لإيجاد مرهم جلدي جديد "يقاوم الشيخوخة وكبر السن". وتقوم سيارة فان بقطع مسافة تبلغ أربعة أميال ذهاباً وإياباً بمعدل مرة في الأسبوع لجمع ما يصل إلى سبعين مشيمة مجمدة من المستشفى إلى مجمع المصنع الذي توجد به حراسة مشددة.. والمشيمات جميعها لولادات تمت خلال الأيام السبعة المنصرمة.. ويعتقد علماء الشركة ان المشيمة عبارة عن مادة خام غنية بمستويات عالية من البروتينات والانزيمات التي يستطيع علماء الشركة استخراجها وتحويلها إلى ما اجماليه سبعة مركبات كيميائية يتم عرضها للبيع للمختبرات على مستوى العالم. ومن بين هذه المركبات، هناك القلويات والكولاجين - وهو عبارة عن مادة تستخدم على نطاق واسع لتحفيز نمو الجلد ولمقاومة التجاعيد والترهلات في بعض مستحضرات التجميل.. وتستخدم هذه المادة ايضاً في الشامبوهات والمرطبات التي تفضي إلى تقوية الشعر.
__ جريدة الرياض ___

فيحاء15 @fyhaaa15
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة