هذا حفّارٌ يثقبُ الأرض ليكوّن حفرة استعداداً لتعبيد الشارع من جديد .. او لتمديد أسلاكٍ للهاتف او الكهرباء أو لإصلاح أنبوب مياه انفجر وأغرق الشارع بالماء ... وهنا خلاّط يخلط الإسمنت ليصبّه في البناية قيد الإنشاء وفي نفس العمارة عمّال يطرقون المسامير في الأخشاب وآخرون يسحبون أسياخ الحديد ويربطونها ليقوموا بعمل الخرسان المسلّح وبعضهم ينادي بعضاً وأصواتهم ترتفع وتمتزج بأصوات أدواتهم .. وفي الشارع المقابل توجد سيارة كبيرة مخصصة لإفراغ صناديق القمامة وصوتها يملأ الشارع وهي تلتهم النفايات من الصندوق .. وهذا رجل يجلس في سيارته ويطلق لبوق السيارة العنان ليستعجل اهله في النزول ... وفي العمارة المقابلة ارتفع صوت شجار بين رجل وزوجته من إحدى الشقق لأنها تطاولت على والدته التي خرجت من المنزل غاضبة وامتد الشجار الى الشارع وتجمهر الناس بفضولهم المعتاد محاولين فك الشجار وإصلاح ذات البين ... وفي البناية الأخرى خرج رأس رجل غاضب من النافذة ليصرخ على الصبية الذين يلعبون بالكرة تحت نافذته وترتفع أصواتهم وهم يلعبون ويشجعون .. وبعد قليل انطلقت ونّانات سيارات اطفاء الحريق والإسعاف والنجدة لأن بناية في الشارع الخلفي احترقت ...وعند صندوق النفايات كان هناك قطّان يتعاركان بمواءٍ عالٍ جداً ويحتدم الشجار بينهما ليفوز الرابح منهما بقلب تلك القطة التي تتفرج عليهما ... ومن داخل المنزل صرخ الطفل في بكاء متواصل دون سبب مع محاولات والديه المستمرة في اسكاته بإصدار أصوات من فميهما والتصفيق والتطبيل حينا وبتشغيل لعبة تصدح بالموسيقى والطبل حيناً آخر وحيناً بتحريك تلك الشخشيخة علّه يسكت ولكن دون جدوى .. . وفي صالة المنزل كان هناك طفلان يتشاجران على لعبة ويمسك كل منهما بشعر الآخر وأمهما تصرخ فيهما ليتوقفا عن هذا الشجار الذي لاينتهِ ... وفي الحجرة تجلس الجدة وتنادي على الخادمة بأعلى صوتها والخادمة لاتسمعها لأنها في المطبخ تشغّل خلاط العصير أو ماكينة تقطيع البصل والخادمة الأخرى تقوم بقرقعة الأواني التي تغسلها وهما تتحدثان بلغتهما وغلاّية الماء تصرخ طالبة من ينجدها من هذا الغليان ويطفيء النار من تحتها ... وفي حجرة أخرى كانت الفتاة تضحك مع صديقتها بصوت مرتفع بعد أن دق جرس الهاتف ونادوا عليها لتحدث هذه الصديقة .. وفتاة أخرى تجفف شعرها بمجفف الشعر لأنها مدعوّة إلى حفل وتُسلي نفسها بالإستماع الى الأغاني من جهاز التسجيل بجانبها .. والصبي يصرخ منفعلاً وهو يلعب بالبلاي ستيشن أو ألعاب الكمبيوتر التي تصدر بدورها اصواتها المميزة ... وعندما أجابت الخادمة نداء الجدة طلبت منها ان تفتح التلفاز لأنه حان موعد المسلسل اليومي وفيه طبعاً نفس الأصوات والأحداث التي تحيط بنا...وفي نفس الوقت دق حارس البناية جرس الباب يريد ان يصعد ليغير أنبوبة الغاز ... وتستمر الأصوات ويستمر الضجيج .
ثم نسأل أنفسنا لماذا نُصاب بارتفاع ضغط الدم والصداع ؟ ..ولماذا تنفلت أعصابنا بسهولة ؟ ولماذا لم نعد قادرين على التحكم في غضبنا :06:
:?
اتمنى ان احظى بخمس دقائق .. خمس دقائق فقط بالهدوووووووووووء التااااااااااام ولا اسمع اي صوت ... هل يمكن ذلك ؟؟؟ :08:
هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس :(
الفـــــــارسـة @alfars_3
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
يا لطيف .......... ما هذا ؟؟ كل هذا تجمع في بيت واحد ؟؟
أحمدك يا رب على أسرتي الصغيرة وحينا الهاديء ..... ذكرتني يا فارسة بنفسي عندما كنت أسكن في منزل مطل على شارع عام .... بل طريق سريع ... تئن فيه السيارات وتزأر وتزمجر وتشهق ......... دون انقطاع ..
ان كل هذه الأصوات لا تسبب الصداع فقط ..... بل انها تسبب لنا أمراضا عدة وبعضها خطيرة قد لا يخطر على البال أن سببها مجرد أصوات .....
أنا لا أتمنى أن أحظى بخمس دقائق فقط من الهدوء .. ولكنني أتمنى أن أرحل من عالم المدنية بالكلية الى الريف أو الى أي مكان هاديء ..
موضوع راااائع ..... لكن اقرأي موضوعي بعنوان ( صوت الحزن ) لتري الفرق الهائل بين الموضوعين .. ( وجه يغمز )
عطاء : أثرت ضحكي ...... سامح الله الفارسة ..
أحمدك يا رب على أسرتي الصغيرة وحينا الهاديء ..... ذكرتني يا فارسة بنفسي عندما كنت أسكن في منزل مطل على شارع عام .... بل طريق سريع ... تئن فيه السيارات وتزأر وتزمجر وتشهق ......... دون انقطاع ..
ان كل هذه الأصوات لا تسبب الصداع فقط ..... بل انها تسبب لنا أمراضا عدة وبعضها خطيرة قد لا يخطر على البال أن سببها مجرد أصوات .....
أنا لا أتمنى أن أحظى بخمس دقائق فقط من الهدوء .. ولكنني أتمنى أن أرحل من عالم المدنية بالكلية الى الريف أو الى أي مكان هاديء ..
موضوع راااائع ..... لكن اقرأي موضوعي بعنوان ( صوت الحزن ) لتري الفرق الهائل بين الموضوعين .. ( وجه يغمز )
عطاء : أثرت ضحكي ...... سامح الله الفارسة ..
مرحبا بك بيننا وسعدت كثيرا لطلتك
هههههههههه
كدت اموت من الضحك هذا كله في نفس الوقت
اللهم هدي سركم
قبل ان اقرا الموضوع كاملا تمنيت ان اكون معك بدلا من الهدوء القاتل هنا لكن مالبث البيت ان تفاعل معكم وصعد اولادي الي يشتكون من بعضهم والصغير يزأر ليقلد حديت اخوته
جينا
هههههههههه
كدت اموت من الضحك هذا كله في نفس الوقت
اللهم هدي سركم
قبل ان اقرا الموضوع كاملا تمنيت ان اكون معك بدلا من الهدوء القاتل هنا لكن مالبث البيت ان تفاعل معكم وصعد اولادي الي يشتكون من بعضهم والصغير يزأر ليقلد حديت اخوته
جينا
أعلم انني تأخرت جداً في الرد على هذا الموضوع .. وأرجو ان تعذروني
عطاء انا آسفة للصداع الذي سببته لكِ .. اتمنى لكِ نوماً هانئاً
تيمه وانا اتمنى نفس امنيتك هل تذكرين كوخ هايدي؟
جينا الله يديم الضحكة ويهدي اولادك ويرزقك برهم وصلاحهم .
عطاء انا آسفة للصداع الذي سببته لكِ .. اتمنى لكِ نوماً هانئاً
تيمه وانا اتمنى نفس امنيتك هل تذكرين كوخ هايدي؟
جينا الله يديم الضحكة ويهدي اولادك ويرزقك برهم وصلاحهم .
دونا
•
أنتم هناك ..
في السطور الأولى..
هلا صمتم قليلاً أريد أن أتحدث..
و أنتم أيضاً.. يكفي كلاماً..
امنحوني دقائق فقط..
أها..
هذا أفضل..
الفارسة..
أتعلمين؟!
لقد قضيت طفولتي في حي مليئ بالناس..
و المحلات..
و الدكاكين..
و عندما انتقلنا إلى حي هادئ..
شعرت بأنني أفتقد تلك الحركة..
و النشاط..
و الشعور بالأمان الذي كنت أجده في حينا..
و لكن عندما كبرت..
بدأت أكره الازدحام..
و الضجيج..
ربما لأنني عندما كنت طفلة كنت أترجم كل ما يحيط بي إلى حكاية أو لعبة..
نعم لقد تغيرت تماماً..
لدرجة أنني لا أستطيع أن أحضر حفل زفاف..
أو دعوة إلا و أقراص البندول في حقيبتي..
أعلم أن الضجيج نوع من أنواع التلوث..
و مصدر للكثير من الأمراض..
و لكن القليل منه ..
أو فلنقل القليل جداً..
يشعرك بالحياة..
أوه..
ها قد عاد الصراخ و البكاء ثانية..
إلى اللقاء يا فارسة..
و أهلاً بك بيننا..
//////////////////////////////
في السطور الأولى..
هلا صمتم قليلاً أريد أن أتحدث..
و أنتم أيضاً.. يكفي كلاماً..
امنحوني دقائق فقط..
أها..
هذا أفضل..
الفارسة..
أتعلمين؟!
لقد قضيت طفولتي في حي مليئ بالناس..
و المحلات..
و الدكاكين..
و عندما انتقلنا إلى حي هادئ..
شعرت بأنني أفتقد تلك الحركة..
و النشاط..
و الشعور بالأمان الذي كنت أجده في حينا..
و لكن عندما كبرت..
بدأت أكره الازدحام..
و الضجيج..
ربما لأنني عندما كنت طفلة كنت أترجم كل ما يحيط بي إلى حكاية أو لعبة..
نعم لقد تغيرت تماماً..
لدرجة أنني لا أستطيع أن أحضر حفل زفاف..
أو دعوة إلا و أقراص البندول في حقيبتي..
أعلم أن الضجيج نوع من أنواع التلوث..
و مصدر للكثير من الأمراض..
و لكن القليل منه ..
أو فلنقل القليل جداً..
يشعرك بالحياة..
أوه..
ها قد عاد الصراخ و البكاء ثانية..
إلى اللقاء يا فارسة..
و أهلاً بك بيننا..
//////////////////////////////
الصفحة الأخيرة
كان مني إلا ان هرعت إلىالخزانة لأبحث عن شيء أربط به رأسي,ولله الحمد
وجدت ,وأوثقته بذلك الرباط رأسي وأحكمت ذلك الوثاق وماطاش على السطح
من فكري,قادتني قدماي مذعنة فأطفأت النور ثم توجهت إلى فراشي
واستسلمت لنومة هنية!!
شكرا لك أختي الفارسة على إثارة هذا الضجيج الذي جعلني أظفر بليلة هادئة لم أحلم
بها في حياتي!!