ضحية ثرثرة نساء ليس إلا.

الأسرة والمجتمع

لم تكن تتوقع أن مصيرها سيؤول إلى ما آلت إليه. ولم يدر بخلدها أن نهايتها ستكون هكذا، حيث الوحشة والحسرة يعتصران قلبها بين لحظة وأختها، تساؤل يتردد عليها دائما:ً هل سيعود مرة أخرى من كان يطرق بابها خاطباً وقد شارفت على الخمسين من العمر وعلامات الكبر بدأت تغزو وجهها وتحضر الأيام أخاديدها على محياها النضير!!
ولكن هذا ما جنته على نفسها فلقد كانت تضع شروطاً صارمة ظناً منها أنها تحافظ على كيانها وشخصيتها في المجتمع، فهي ذات منصب مرموق ، وبنات جنسها يتطلعن إليه، فليس لديها استعداد للتخلي عنه، فالمنصب والوظيفة بالنسبة لها صفقة رابحة، ولم تعلم المسكينة أنها صفقة خاسرة إلا بعد فوات الأوان. فيا للحسرة ويا للندامه!!
لقد كانت تظن كما يظن غيرها من النساء العاملات أن الوظيفة هي الحصن الحصين، وهي الدرع المنيع، وهي الحماية التي تحميها من كل ما يعتريها في هذه الحياة، وهي سبب استقرارها وسعادتها.
وفجأة.. عاد من كانت تأمله وتحلم به، عاد من كانت ترجوه - بعد الله - أن يحقق مبتغاها في هذه الحياة، عاد ولكنه ليس طبق المواصفات والشروط. (مع أنه ممن يرضى دينه وخلقه) وجاءت لتحمل إلي الخبر، فاستبشرت به خيراً، وشرعت أسأل عن دينه وعمله ومسكنه وموطنه وهيئته وأهله وما إلى ذلك من الأمور التي كانت تضعها نصب عينيها حينما يتقدم لها شخص ما.
وكانت إجاباتها لي جميعها مطمئنة فقلت لها: إذن استقر بك الأمر قريباً - إن شاء الله- ستقر به عينك فلم تجبني. فأوجست في نفسي شيئاً، لعلها سترفضه كسابقيه. ترى ما حجتها هذه المرة؟! أرى نفسي تطيش وتمتلئ عليها حزناً وغضباً في نفس الوقت! لماذا؟ ما العيب الذي تختلقيه هذه المرة رجل مستقيم وحافظ القرآن وفي نفس بلدتها ومن بيت علم ودين ولديه عمل يكسب منه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). وبعد إلحاج مني أجابت: كل شيء قسمة ونصيب وهذا ما كتبه الله علي!!
رددت عليها قائلة: تختارين من تشائين وتقولين هذا ما كتبه الله عليّ؟! أتعلمين ما كتبه الله لك؟!
وقلت: ترى ما عيبه هذه المرة؟
فقالت: عادات أهله وتقاليدهم تختلف عن عاداتنا وتقاليدنا.
وهل تحتكمين للعادات والتقاليد أم لشرع الله؟ أسألك بالله ما هدفك في هذه الحياة الذي تسعين لتحقيقه؟
- أن أدرس وأتعلم لأنال الشهادة العليا وترتقي مرتبتي في وظيفتي.
- وهل الوظيفة كل شيء في الحياة؟
- بالضبط وظيفتي هي همي وأملي واستقراري وثباتي، فمن غيرها أشعر بأن لا قيمة لي في مجتمعي.
- والزواج ماذا يعني لك؟
- أعتقد أنه سيكون سبباً لزعزعتي وتغيير مجرى حياتي وفشلي ولا أريد أن أفشل بعد هذا العمر في الحياة.
- ولماذا التشاؤم واعتقاد الفشل في حياتك الزوجية؟
- لأن الزواج كالبطيخة والإقدام عليه مجازفة ومغامرة.
فقلت لها: لو كل فتاة فكرت فيما تفكرين فيه لما أقدمت إحداهن على الزواج ولكن عليك بالدعاء وتوكلي على الله (فاذا عزمت فتوكل على الله).
فقالت: لو تسمعين ما أسمع من حكايات وقصص لصور من الحياة في العمل وغيره لعلمت لماذا لا أتفاءل؛ فها هي ( ---) أخذ زوجها مالها وبنى بيتاً أوهمها أنه لها فلما أتمه تزوج ووضع زوجته الجديدة فيه.
وها هي (ن) التي خدعها زوجها بعمل توكيل عام لها واستولى على أموالها وضيع الأول والآخر عليها.
وها هي صديقتي (ي) أصر عليها بأن تستقيل من وظيفتها على أن يقوم هو بالإنفاق عليها وضحك عليها بكلمات معسولة وجميلة فلما استقالت لم يف بوعده بل جعلها تعض أصابع الندم لسماعها كلامه.
وصديقتي (ز) التي أخبرتني بأنها تقوم بدور الأب ولأم معا؛ً فهي التي تنفق من مالها؛ وهي التي تربي؛ وهي التي تعمل؛ وهي التي تعلم؛ وهي التي ... وهو لا دور له سوى أن اسمه أب!!
فرددت عليها: وهل الحياة جمع أموال فقط؟ صدق الله العظيم (يحسب أن ماله أخلده).
ألم تفكري بالولد الصالح الذي تنشغلين بتربيته التربية الإسلامية الصالحة في الحياة الدنيا ويدعو لك بعد الموت.
أنت متأكدة أنك حتى وصيتك لم تكتبيها، فعلى الأقل اجعلي لك من أموالك الثلث واعملي لآخرتك كأنك تموتين غداً.
أرأيتم إلى أي مدى تفكر بعض نساء مجتمعنا الإسلامي المعاصر؟
قلت لها أخيرا:ً هذه همسة في أذنك.
ليكن في معلومك أخيتي أن النساء غالباً ما يخفين سعادتهن في حياتهن الزوجية أمام الآخريات خشية الحسد، ولا يظهرن منها إلا ما ساء، وهذا مصداق لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (تملثري الشاكية) وفي رواية يكثر من اللعن، وإلا لو كان واقعهن كما يخبرنك به لما قرت إمرأة في بيتها، ومن هنا أوجه دعوة لأولئك النسوة المتزوجات أولاً أن يتقين الله في أنفسهن وفي أزواجهن وأن يقللن من التضجر والتأفف وبخاصة أمام من لم تقدم على الزواج فالزواج ليس ابيض ناصعاً كما أنه ليس أسوداً حالكاً كالدنيا تماما،ً فهذه الشريحة وإن كانت على خطأ إلا أنها ضحية ثرثرة نساء ليس إلا.

من موقع الاسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=14&catid=20&artid=630
9
1K

هذا الموضوع مغلق.

بحور 217
بحور 217
ليتنا ندرك تماما أن السعادة في الزواج وفي الحياة كلها إنما طريقها رضى الله ومن يساعد على ذلك هو الذي نضمن معه السعادة ..
والفتيات في هذه الأيام ضحية الثرثرة كما قلت أختي الغالية فكل واحدة تحلم بحياة ترى فيها السعادة وهي لا تعلم أنها بأحلامها تنأى عنها وتوغل في دروب الشقاء فمن تبحث عن الوظيفة ومن تبحث عن المال ومن تبحث عن الشهرة!وغيرها وغيرها
هدى اللهالمسلمات لكل خير.
ماوية
ماوية
جزاك الله خير

فعلا الفتاةالموظفة او المتعلمة اصبحت تضع
شروط تعجيزية وبعد فوات الاوان وعزوف الشباب عن خطبتها ترضى باي شخص حتى تدرك ماتبقى لها من شباب

شكرا لك
 بنت المدينة
بنت المدينة
فعلا اختي الغاليه بحور صدقت جزاك الله خيرا

نعم اختي ماوية بارك الله فيك
. دمعة ألم .
. دمعة ألم .
مشكورة اختي بنت المدينة على هذا الموضوع الهام

وبالنسبة لي فانا لا استطيع ان اتخيل حياتي بدون زواج

والبنت اللي ما تزوجت ما تعرف قيمة الزواج

والسلام
كاظمة غيضها
كاظمة غيضها
أعجبتني هذه الفقرة الأخير من موضوع أخيتي بنت المدينة (ليتني كنت جارتك أخيتي في الله بنت المدينة) أردت أن أجعله مشاركة مني. فليكن في معلومك أخيتي أن النساء غالباً ما يخفين سعادتهن في حياتهن الزوجية أمام الآخريات خشية الحسد، أو سرقة الأزواج ولا يظهرن منها إلا ما ساء، وإلا لو كان واقعهن كما يخبرنك به لما قرت إمرأة في بيتها،و استمرت في زواجها. ومن هنا أوجه دعوة لأولئك النسوة المتزوجات أولاً أن يتقين الله في أنفسهن وفي أزواجهن وأن يقللن من التضجر والتأفف وبخاصة أمام من لم تقدم على الزواج فالزواج ليس ابيض ناصعاً كما أنه ليس أسوداً حالكاً كالدنيا تماما،ًأصح بهن أن يحدثن بنعمة ربهن عليهن " ألا بنعمة ربك فحدث".
فهذه الشريحة وإن كانت على خطأ إلا أنها ضحية ثرثرة نساء ليس إلا.