كما الليل والنهار كما الشمس والقمر
كما الضياء والظلمة كما الخير والشر
مشاهد كثيرة تمر علينا في الحياة نسمع بها او نشاهدها
يجتمع فيها ضدان لكل منهما طريق
ولابد أن يغلب احدهما الآخر فينصهرا معاً
نعم هما ضدان لكل منهما طريق ولكن اراد الله أن يجتمعا
فهل سيتحدا في يوم من الأيام ,,
ومن سوف ينتصر ومن سيذوب في الآخر
مشهدان من واقعنا وغيرها الكثير احدهما لازال في صراع
اما الآخر فقد ذاب مع ضده
::
::
**المشهد الأول**
تعالت الاصوات
غناء ماجن
موسيقى صاخبه
ضجيج يملأ الارجاء
اصابها الدوار
انها تكره الضجيج والاصوات العاليه
فكيف بمزامير الشيطان
صغيرها بجانبها يغط في سبات ٍعميق
رمقته بنظرة مشفقة
وبيدٍ مرتجفة
امتدت لتخرس تلك الأصوات
** فـــــذاك اقوى الإيمان كما تعتقد**
ساد الهدوء في المكان
التفتت اليه فإذا به يرمقها بنظرة ٍحاده محرقة
يخفي خلفها ابتسامه ساخره لجرأتها عليه
فهمت من نظرته الحاده ان عليها
البقاء او ترك المكان فلا مجال لها كي تبسط نفوذها
او تفرض رأيها عليه
مالبث أن زمجر غاضباً
إليَّ بالريموت
واخرجي إن شئتِ
إنه يعشق الضجيج والحان الغناء
وبيدها الموهنه حاولت حرمانه
وبعناده استطاع أن يعيد تلك الاصوات الصاخبه
اتى ذلك الشيطان الخبيث
وسرق منها نظرة لتلك المشاهد
وبدأ يمارس وسواوسه الشيطانية
انظري ماذا يرى فانتي على خير
انظري لها نظرة ازدراء واحتقار
فهي لن تؤثر بك شيئا
تحاملت على تلك الوساوس
وقالت في نفسها
رباه تركتها من اجلك فعوضني خيرا منها
حملت رضيعها
وحبست دمعها
لتواري ضعفها
وانسلت من ذاك المكان بهدوء
وفي القلب آلآمٌ وحسرات
اختارت ابعد حجرة
وغلقت الابواب عليها
كي لايخترق سمعها شيئاً من ذاك الضجيج
استرخت هناك وضمت صغيرها لصدرها المنهك
ليغتسل بدموعها الطاهرة
النقية
واطلقت العنان
لدموعها
لافكارها
لأحلامها الموؤده
وبدأء الضجيج يعلو ويعلو
ليس خلف الأبواب
بل في صدرها الموجوع
زفراتٌ وآهات وأناتٌ
تترى
لتتراكم بين جوانحها
فتبدد الأمل
الفرح
الأمان
وينهمر القلب
دماً ودموعاً
رمقت صغيرها بنظرة ٍ
كلها خوف ورجاء
وبتنهيدة مثقلة بالشجن
تردد..
اما آن للضدان أن يتحدا
أما آن للشر
أن يغادر هذا المكان
**************
**المشهد الثاني**
هو شاب صالح منَّ الله عليه بالاستقامه
فقصر الثوب ،اطلق اللحيه ,
واغتسل من ادران المعاصي والآثام
بماء التقوى والإنابة
استبشرت امه بصلاحه وهدايته
فقد اصبح بارا بها ساعياً فيما يرضيها
تاركاً دروب الغواية
وسعدت به اخواته وكل من عرفه
ترك رفاق السوء والسهر حتى طلوع الفجر
منَّ الله عليه بالوظيفه
ومن بعدها طلب الزواج
الجميع بارك له هذا الخبر المفرح فهو الوحيد بين
اربع اخوات ,, ومنذ زمن ينتظرون ان يفصح عن رغبته تلك
بعد ان يأسوا منه
اوكلت الام امر البحث له عن عروس الى اخواته
سررن بهذا التكليف كثيراً
ولسان حا لهن يقول
(انه شعور جميل ان نختار لاخينا عروسا فما اجمل هذه الحظه)
اصبحت نظراتهن تجول بين الفتيات في كل مناسبه
يذهبن لها تكاد نظراتهن تأكل الفتيات أكلا
واخيرا وقع الاختيار
انها تلك الفتاه كيف لم ننتبه لها منذ البداية
جميله وخلوقة وفوق ذلك خفيفة الظل
وسوف نسعد بقربها ومجالستها
وستُسعد قلب اخينا الحبيب
سوف تسلب لبه,,,
** وما كذبن خبرا فقد فعلت**
ذهبوا لخطبتها وبلا تردد وافقت فمن ترفض مثله
وحدد يوم عقد القران رآها اعجب بها كثيرا ليست كوصف
اخواته انها بارعة الجمال
فرحت أمه و اخواته لفرحته بها
ولكن في قلب الام قلق لاتدري سببه
اهو الخوف من تغير ابنها عليها
ام هو قلب الام الذي لا يهدأ
الجميع كان يعتب عليها انهم لم يختاروا له
فتاه مستقيمة محافظه تعينه على دينه
الفتاه جميله وذات خلق ولكنها لا تهتم بجانب الدين كثيرا
يبدوا ذلك جلياً من لباسها العاري
وحجابها الذي يحتاج لحجاب يستره
وفي اول زياره لها بعد عقد النكاح استطاعت بدلالها ان تسلب لبه
**قالت حبيبي مااجملك لولا تلك اللحيه الكثيفة
انها تخفي جمالك وتجعلك
تبدوا شيخا كبيرا وتضايقني عندما اريد أن...
اتمنى في الزياره القادمه ان تخففها او تزيلها فهي لاتعجبني**
((قالها مازحاً أمام أمه وأخواته))
كان في بداية استقامته لم يشتد عوده
ولم تكن له رفقة صالحة تذكره
وتثبته
فتكررت الزيارات لبيت الحبيبه وتكرر الحاحها ودلالها
وصار ماارادت وتم ازالة تلك اللحيه التي جعلته لايبدوا جميلاً
ومثيرا في نظرها....
**بعض النساء يسلبن لب الرجل العاقل
فكيف بشاب في بداية الطريق**
انقبض قلب الام فهذا الذي لم تحسب له حسابا
فتمتمت..
نريدها لك عوناً فقضت عليك
وماذا بعد حلق اللحيةِ يابُني ...
****************
اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا
وتسلمه منا متقبلا
اللهم اجعلنا من صوامه وقوامه ياكريم
رائع.. توقفت كثيرا عند كلماتك..
ما أجملها.. اتقنت ارتباط الأحداث وتسلسلها..
بوركت يداك وحبر فيه صلاح..
سلمت ووفقت.
لك مني أجمل تحية تقدير.
أختك في الله
أمونة المصونة