الله يعينك
مالك الا الدعاء وطنشيه لانك لتكلمتي بتنضربي
الله يهديه ويسخره لكـ
يحدث أن تلتقي بشخص ما فيعيد إليك ذكريات غابت عبر الأيام، وبَرود التي كانت تختزن في ذاكرتها أيام الدراسة الجميلة، بكل تفاصيلها،
أنعشت الذكرى في قلبي، إذ كانت الحياة أكثر بساطة،
ولم يكن لدينا من هموم سوى كيف نجتاز الإمتحانات بدرجات مرتفعة، كانت أيامنها الجميلة لا ينغصها سوى ذكرى الإمتحانات، وفي ما عدا ذلك فهي رائعة،
لأيام العصرية في السكن عبق خاص في الشتاء،
إذ نجتمع معا في الحديقة لنشرب الشاي والقهوة مع البقسماط، ونتبادل النكات، وأذكر حينما تسابقنا سباقا غريبا، لا يعبر سوى عن بساطتنا،
فالسباق كان: من تستطيع رمي شبشبها إلى أبعد مسافة بقدميها،
فكانت إحدانا من فرط حماسها أن رمت شبشبها فوق المظلات،
ولم تتمكن من استعادته، ............ ذكريات،
فمن يمكن أن يصدق أننا ذات يوم من فرط بساطتنا تسابقنا برمي شباشبنا،
الحياة تمضي، والمجتمع الخارجي يطالبنا بالكثير من النظام والحياة الزوجية تلقي بثقل مسؤوليتها على قلوبنا وتنسينا كيف نستمتع بالأوقات الجميلة، بتنا نفكر في مشاكلنا في كل وقت، أثناء تناول الطعام،
وعندما نجلس تحت يدي المزينة في الصالون، وحتى حين نستحم، الحياة الزوجة باتت تشكل لدينا هاجسا، بكل ما تحمل من ألم أو جمال،غادرت صديقتي القديمة، وأبقت في قلبي حديثا لا يفتأ، الصداقة التي فقدت مع الأيام قيمتها، والتي باتت في حياتي حلما بعيد المنال، هل من أمل إلى عودتها، فمنذ أن اعتليت منصب الإستشارية،
لم يعد لدي الوقت للقيام بواجب هذه العلاقات الطبيعية، ...... مضى وقت طويل على آخر مرة تمتعت فيها بصحبة صديقة، ......
أمسكت بهاتفي، واتصلت بها،
- متى آخر مرة ركبت فيها الألعاب، .......؟؟
- لا أذكر، ربما كانت أيام الجامعة،.......؟؟
- مارأيك لو نفعل ذلك..؟؟
- هل أنت جادة........ ألعاب ماذا، وأين... أتمزحين..؟؟
- بل أتحدث بجدية، تحتاجين لبعض الترفيه،كما أحتاج.
- أين.....؟؟
- أرض المعارض، يفتتحون الألعاب هذا المساء للنساء فقط، إن شئت ذهبنا........!!
- رائع، سنركب الحلزون، والأخطبوط،.......
- لم لا، .......!!!
- هل أنت جادة..؟؟ في هذه السن...؟؟
- نعم، نحلق عاليا، ننسى الدنيا، ونعود طفلتين، ....؟؟
- خلاص، الليلة، تمرين علي، أم أمر عليك.......؟؟؟
وجاء المساء، وكنا قد استعددنا، بارتداء ملابس تساعدنا على ركوب الألعاب، مع أطفالنا، وبالفعل، كنا هناك، حيث كل النساء مجتمعات، فتيات وسيدات من كل الأعمار، كوكب نسائي فقط، يعطيك الحرية، لتنطلقي بلا قيود، فركبنا كل الألعاب تقريبا، حتى شعرنا بالتعب،
- الآن، إلى قاعة المطاعم....
- هيا.
وما أن جلسنا،
- لا أعرف كيف أشكرك، هذه الرحلة أنتزعت الكثير من ثقل مشاعري، عندما طلبت مني الخروج في رحلة للألعاب، استغربت، وقلت في نفسي، كيف تدعوني للألعاب وأنا أعاني من كل هذه المشاكل، لكني بعد تفكير، قلت لا بأس فناعمة على كل حال تعرف ماذا تفعل، وقد يكون هذا جزء من العلاج، ..... لا تصدقين أشعر بالتفاؤل، أشعر أني كنت أنكد على نفسي في السابق، وأحرمها من فرص المتعة والاستجمام.
- عندما يصيب الهم إحدانا، وأقصد نحن النساء، نحيط أنفسنا بهالة من الحزن، والإنطوائية، معتقدين أن علينا التركيز في مشاكلنا كنوع من العلاج، بينما العلاج يحتاج إلى بعض الترفيه، الرجل على وجه الخصوص، كلما زادت مشاكله كلما اتجه إلى الترفيه عن نفسه، وتجدينه يدمن الألعاب الإلكترونية، والورقة، والرماية، وكرة القدم، والرياضة، كل ذلك رغم مسؤولياته ومشاكله، إنه يعالجها بتلك الطريقة، وأنا شخصيا أجدها مجدية إلى حد ما، فالأعصاب المتوترة لا تحل المشاكل، والترفيه يرخي الأعصاب، وينقي الرؤية، ......
- كلما وجدت فرصة لألعب، أقول بأنني كبرت على ذلك، ...
كلنا نقول ذلك، وقد تفاجئين بأني كنت أعتقد أني كبرت على ذلك منذ أن ارتديت ثوب المرحلة الثانوية في الدراسة، وغيرت رأيي فيما بعد، عندما قرأت رواية كانت البطلة فيها تتحدث عن أسباب احتفاظها بشبابها، منها أنها تتصرف دائما كما لو أنها شابة، ....
- هل تعرفين ما يدور في بالي الآن......
- ماذا.....؟؟
- اقرئي أفكاري.......
- ومن قال لك بأني أقرأ الأفكار.....؟؟
- سمعت ذلك......
- هذا غير صحيح.......
- طيب، اسمعي ما رأيك لو نقوم نهاية كل أسبوع بزيارة للحدائق العامة لنلعب، ......
- هنا في أبوظبي ...... هذا غير ممكن.
- لماذا .؟؟
- لا توجد لدينا حدائق نسائية، الوحيدة حديقة المشرف، وهي قديمة، وبصراحة لا أحب زيارتها..... بل لا يمكن....
- كيف تبدو..؟؟
- لن أخبرك كيف تبدو، كي لا تصابي بصدمة، يكفي أن تعلمي أنها غير مناسبة البتة، للأسف......
- ياه، لماذا لا يهتمون بإعداد حديقة نسائية راقية وجميلة، نحن بحاجة إلى ذلك....!!!
- إن شاء الله، نعد رسالة نحن النساء ونرفع بها طلبا لما لا...؟؟
- فكرة ......هل هناك أماكن ترفيهية نسائية هنا........ هل تعرفين مكانا ما........؟؟
- فيمَ تفكرين.؟؟
- بأن أخرج كل يوم، وأجري كالأطفال، لأنقي قلبي، أشعر بأن الحياة جميلة، وكنت غارقة في مشاكلي، للأسف نسيت كل أنواع البهجة في حياتي......
- كيف حالك مع المنتجعات، ما رأيك بمنتجعات (ْْْْ .......)
- لا أعرف عنها شيء،
- إنها رائعة، لدي موعد بعد يومين، هل أحجز لك معي، نجلس في جكوزي تحت ضوء الشمس، في مكان بعيد عن الهموم، ونساء متخصصات يقمن بالعناية بك، يوم كامل للإستجمام، ما رأيك، .....؟؟
- أوووووووووه، أرجوك احجزي لي، أريد أن أعود للعالم، فقد كنت طوال تلك السنوات خلف الشمس.
- لا تنسي أن تحضري معك أدواتك الشخصية، كلها، من أمشاط، وفوط، وشورتات، للسباحة، وكل ما تحتاجين للرياضة، .... إنه يوم طويلة ...
- نعم، نعم، فلتحيا الحياة الجميلة، الله الله، لا أعرف لماذا كنت أحرم نفسي كل هذه المتع الحلال، لا أعرف ما الذي جعلني أغمض عيني عن العالم، ياه كم متلهفة لذلك اليوم، ....... هل لديهم خدمة الهاواي..؟؟
- لا أصدق أنك تذكرين، كنت سأخبرك وأنتظرتك أن تسألي، نعم لديهم خدمة الهاواي (( وهي خدمة تقديم الفاكهة لك وأنت في المغطس، وكنا نتحدث عنها في أيام الجامعة، ونسميها خدمة الهاواي))
- رائع، لن تصدقيي فآخر مرة زرت فيها منتجع من هذا النوع كانت قبل سنوات..!!
- ما رأيك لو نأخذ بعض الفوشار والعصائر ونذهب لنجلس هناك أعلى المدرجات، أريد أن أرى الدنيا من الأعلى، ........
- نعم، وهل تسمحين لو نكمل استشاراتي.....
- طبعا، ........
- والعيال، أين نتركهم........؟؟
- يلعبون على مقربة منا، بينما تراقبهم الشغالات.....
- جميل،.......
- هل ترين تلك الأضواء هناك، خلف تلك الأشجار، ...... هناك يقع بيتنا، إنه قريب جدا من هنا....
- إذا فزوجك ثري، تلك منطقة لا يسكنها سوى الأثريا
- ثري نعم، إلى حد ما، ..... كله من مال العائلة.
- موقعه جميل، ومثالي، لديكم حديقة أمام الدار كما أتصور، هل تستغلينها...؟؟
- لا أبدا، تعلمين أهل زوجي متحفظين جدا لا يسمحون بذلك،
- أقصد أن تضيفي لها ألعاب أطفال كبيرة، ليلعب أطفالك فيها، بدلا من البقاء في البيت طوال الوقت.
- لم أفكر في ذلك مسبقا......
- ها أنا أقترح عليك، فهي مناسبة للترفيه عنهم، ضعي سياجا أيضا، لتضمني عدم اندفاعهم للشارع.
- ياه ....... كيف تجعلين الحياة أسهل....
- إنها الحياة، تحتاج إلى القليل من التركيز لتصبح واحة استرخاء، ومنتجع مريح.
- نعم، فاتني الكثير من المرح طوال تلك السنوات، وارتكبت أخطاءا عدة، .........
أنعشت الذكرى في قلبي، إذ كانت الحياة أكثر بساطة،
ولم يكن لدينا من هموم سوى كيف نجتاز الإمتحانات بدرجات مرتفعة، كانت أيامنها الجميلة لا ينغصها سوى ذكرى الإمتحانات، وفي ما عدا ذلك فهي رائعة،
لأيام العصرية في السكن عبق خاص في الشتاء،
إذ نجتمع معا في الحديقة لنشرب الشاي والقهوة مع البقسماط، ونتبادل النكات، وأذكر حينما تسابقنا سباقا غريبا، لا يعبر سوى عن بساطتنا،
فالسباق كان: من تستطيع رمي شبشبها إلى أبعد مسافة بقدميها،
فكانت إحدانا من فرط حماسها أن رمت شبشبها فوق المظلات،
ولم تتمكن من استعادته، ............ ذكريات،
فمن يمكن أن يصدق أننا ذات يوم من فرط بساطتنا تسابقنا برمي شباشبنا،
الحياة تمضي، والمجتمع الخارجي يطالبنا بالكثير من النظام والحياة الزوجية تلقي بثقل مسؤوليتها على قلوبنا وتنسينا كيف نستمتع بالأوقات الجميلة، بتنا نفكر في مشاكلنا في كل وقت، أثناء تناول الطعام،
وعندما نجلس تحت يدي المزينة في الصالون، وحتى حين نستحم، الحياة الزوجة باتت تشكل لدينا هاجسا، بكل ما تحمل من ألم أو جمال،غادرت صديقتي القديمة، وأبقت في قلبي حديثا لا يفتأ، الصداقة التي فقدت مع الأيام قيمتها، والتي باتت في حياتي حلما بعيد المنال، هل من أمل إلى عودتها، فمنذ أن اعتليت منصب الإستشارية،
لم يعد لدي الوقت للقيام بواجب هذه العلاقات الطبيعية، ...... مضى وقت طويل على آخر مرة تمتعت فيها بصحبة صديقة، ......
أمسكت بهاتفي، واتصلت بها،
- متى آخر مرة ركبت فيها الألعاب، .......؟؟
- لا أذكر، ربما كانت أيام الجامعة،.......؟؟
- مارأيك لو نفعل ذلك..؟؟
- هل أنت جادة........ ألعاب ماذا، وأين... أتمزحين..؟؟
- بل أتحدث بجدية، تحتاجين لبعض الترفيه،كما أحتاج.
- أين.....؟؟
- أرض المعارض، يفتتحون الألعاب هذا المساء للنساء فقط، إن شئت ذهبنا........!!
- رائع، سنركب الحلزون، والأخطبوط،.......
- لم لا، .......!!!
- هل أنت جادة..؟؟ في هذه السن...؟؟
- نعم، نحلق عاليا، ننسى الدنيا، ونعود طفلتين، ....؟؟
- خلاص، الليلة، تمرين علي، أم أمر عليك.......؟؟؟
وجاء المساء، وكنا قد استعددنا، بارتداء ملابس تساعدنا على ركوب الألعاب، مع أطفالنا، وبالفعل، كنا هناك، حيث كل النساء مجتمعات، فتيات وسيدات من كل الأعمار، كوكب نسائي فقط، يعطيك الحرية، لتنطلقي بلا قيود، فركبنا كل الألعاب تقريبا، حتى شعرنا بالتعب،
- الآن، إلى قاعة المطاعم....
- هيا.
وما أن جلسنا،
- لا أعرف كيف أشكرك، هذه الرحلة أنتزعت الكثير من ثقل مشاعري، عندما طلبت مني الخروج في رحلة للألعاب، استغربت، وقلت في نفسي، كيف تدعوني للألعاب وأنا أعاني من كل هذه المشاكل، لكني بعد تفكير، قلت لا بأس فناعمة على كل حال تعرف ماذا تفعل، وقد يكون هذا جزء من العلاج، ..... لا تصدقين أشعر بالتفاؤل، أشعر أني كنت أنكد على نفسي في السابق، وأحرمها من فرص المتعة والاستجمام.
- عندما يصيب الهم إحدانا، وأقصد نحن النساء، نحيط أنفسنا بهالة من الحزن، والإنطوائية، معتقدين أن علينا التركيز في مشاكلنا كنوع من العلاج، بينما العلاج يحتاج إلى بعض الترفيه، الرجل على وجه الخصوص، كلما زادت مشاكله كلما اتجه إلى الترفيه عن نفسه، وتجدينه يدمن الألعاب الإلكترونية، والورقة، والرماية، وكرة القدم، والرياضة، كل ذلك رغم مسؤولياته ومشاكله، إنه يعالجها بتلك الطريقة، وأنا شخصيا أجدها مجدية إلى حد ما، فالأعصاب المتوترة لا تحل المشاكل، والترفيه يرخي الأعصاب، وينقي الرؤية، ......
- كلما وجدت فرصة لألعب، أقول بأنني كبرت على ذلك، ...
كلنا نقول ذلك، وقد تفاجئين بأني كنت أعتقد أني كبرت على ذلك منذ أن ارتديت ثوب المرحلة الثانوية في الدراسة، وغيرت رأيي فيما بعد، عندما قرأت رواية كانت البطلة فيها تتحدث عن أسباب احتفاظها بشبابها، منها أنها تتصرف دائما كما لو أنها شابة، ....
- هل تعرفين ما يدور في بالي الآن......
- ماذا.....؟؟
- اقرئي أفكاري.......
- ومن قال لك بأني أقرأ الأفكار.....؟؟
- سمعت ذلك......
- هذا غير صحيح.......
- طيب، اسمعي ما رأيك لو نقوم نهاية كل أسبوع بزيارة للحدائق العامة لنلعب، ......
- هنا في أبوظبي ...... هذا غير ممكن.
- لماذا .؟؟
- لا توجد لدينا حدائق نسائية، الوحيدة حديقة المشرف، وهي قديمة، وبصراحة لا أحب زيارتها..... بل لا يمكن....
- كيف تبدو..؟؟
- لن أخبرك كيف تبدو، كي لا تصابي بصدمة، يكفي أن تعلمي أنها غير مناسبة البتة، للأسف......
- ياه، لماذا لا يهتمون بإعداد حديقة نسائية راقية وجميلة، نحن بحاجة إلى ذلك....!!!
- إن شاء الله، نعد رسالة نحن النساء ونرفع بها طلبا لما لا...؟؟
- فكرة ......هل هناك أماكن ترفيهية نسائية هنا........ هل تعرفين مكانا ما........؟؟
- فيمَ تفكرين.؟؟
- بأن أخرج كل يوم، وأجري كالأطفال، لأنقي قلبي، أشعر بأن الحياة جميلة، وكنت غارقة في مشاكلي، للأسف نسيت كل أنواع البهجة في حياتي......
- كيف حالك مع المنتجعات، ما رأيك بمنتجعات (ْْْْ .......)
- لا أعرف عنها شيء،
- إنها رائعة، لدي موعد بعد يومين، هل أحجز لك معي، نجلس في جكوزي تحت ضوء الشمس، في مكان بعيد عن الهموم، ونساء متخصصات يقمن بالعناية بك، يوم كامل للإستجمام، ما رأيك، .....؟؟
- أوووووووووه، أرجوك احجزي لي، أريد أن أعود للعالم، فقد كنت طوال تلك السنوات خلف الشمس.
- لا تنسي أن تحضري معك أدواتك الشخصية، كلها، من أمشاط، وفوط، وشورتات، للسباحة، وكل ما تحتاجين للرياضة، .... إنه يوم طويلة ...
- نعم، نعم، فلتحيا الحياة الجميلة، الله الله، لا أعرف لماذا كنت أحرم نفسي كل هذه المتع الحلال، لا أعرف ما الذي جعلني أغمض عيني عن العالم، ياه كم متلهفة لذلك اليوم، ....... هل لديهم خدمة الهاواي..؟؟
- لا أصدق أنك تذكرين، كنت سأخبرك وأنتظرتك أن تسألي، نعم لديهم خدمة الهاواي (( وهي خدمة تقديم الفاكهة لك وأنت في المغطس، وكنا نتحدث عنها في أيام الجامعة، ونسميها خدمة الهاواي))
- رائع، لن تصدقيي فآخر مرة زرت فيها منتجع من هذا النوع كانت قبل سنوات..!!
- ما رأيك لو نأخذ بعض الفوشار والعصائر ونذهب لنجلس هناك أعلى المدرجات، أريد أن أرى الدنيا من الأعلى، ........
- نعم، وهل تسمحين لو نكمل استشاراتي.....
- طبعا، ........
- والعيال، أين نتركهم........؟؟
- يلعبون على مقربة منا، بينما تراقبهم الشغالات.....
- جميل،.......
- هل ترين تلك الأضواء هناك، خلف تلك الأشجار، ...... هناك يقع بيتنا، إنه قريب جدا من هنا....
- إذا فزوجك ثري، تلك منطقة لا يسكنها سوى الأثريا
- ثري نعم، إلى حد ما، ..... كله من مال العائلة.
- موقعه جميل، ومثالي، لديكم حديقة أمام الدار كما أتصور، هل تستغلينها...؟؟
- لا أبدا، تعلمين أهل زوجي متحفظين جدا لا يسمحون بذلك،
- أقصد أن تضيفي لها ألعاب أطفال كبيرة، ليلعب أطفالك فيها، بدلا من البقاء في البيت طوال الوقت.
- لم أفكر في ذلك مسبقا......
- ها أنا أقترح عليك، فهي مناسبة للترفيه عنهم، ضعي سياجا أيضا، لتضمني عدم اندفاعهم للشارع.
- ياه ....... كيف تجعلين الحياة أسهل....
- إنها الحياة، تحتاج إلى القليل من التركيز لتصبح واحة استرخاء، ومنتجع مريح.
- نعم، فاتني الكثير من المرح طوال تلك السنوات، وارتكبت أخطاءا عدة، .........
وتكمل حكايتها:
كنت قلقة طوال الليل، خائفة من اليوم القادم، لن أسمح له بالخروج من المنزل، لأمنعه من رؤيتها، وفي نفس الوقت، أتحاشى جرح كرامتي.
استيقظنا صباح اليوم التالي، لأجده يستعد للخروج إلى عمله، فاقتربت منه وسألته: هل ستراها....؟؟
- من..؟؟
- جوليا....!!!
- ولماذا أراها...؟؟
- لأنها جاءت لتراك.....
- من قال لك...؟؟ جوليا لديها أصدقاؤها هنا، هي تزورهم باستمرار....
- بل جاءت من أجلك، ولهذا راسلتك.....
- راستلني لتعلمني بقدومها لكن هذا لا يعني أني سأراها....؟؟
- هل تقسم أنك لن تراها.....
- أقسم، والآن هل تتركيني فقد تأخرت على العمل..
لا أعرف لماذا أحسست بشيء من المراوغة في صوته ، كان يكذب علي، فقد خرج لها، ولا أستبعد أن يكون قد عاشرها، لا تعرفين شعوري نحو هذه المصيبة آن ذاك........
- وكيف عرفت أنه ذهب إليها......
- عندما عاد من العمل، قمت بتفتيش جيوبه، وملابسه، لأجد بقع الروج، ورائحة العطر عالقة في ثيابه، كما وجدت ورقة صغيرة خاصة بالبنك، باسمها، مما يعني أنه أخذها لينهي لها معاملات بنكية.
- وماذا فعلت....؟؟
- واجهته بما وجدت، ...... وكنت منهارة وأبكي، فنظر لي بغضب في البداية وسحب الورقة من يدي، وهو يقول توقفي عن التدخل في حياتي، لا أسمح لك، ولا تضطريني للمبيت خارج البيت، تصرفاتك ستجعلني أسكن في بيت منفرد، وأزورك متى شئت، لا تستمري في التدخل في حياتي، ........
فنظرت له بصدمة غير مصدقة، إذ كان كلامه تهديد علني، بأنه سيستمر في علاقته معها، دون أي اعتبار لي ولحياتي.... وعندما رآى ما حل بوجهي من الكآبة، اقترب مني، وكنت قد انطويت في فراشي حزنا،
- اسمعي يا بَرود، علاقتي بك جيدة، طالما توقفتي عن التدخل في حياتي، أنا رجل لست طفلا، وما بيني وبين جوليا انتهى، إن كنت أزورها فذلك لأنها تطلب المساعدة....
لم أرد عليه، وكنت في تلك اللحظة لا أصدق أي كلمة من كلماته، فقط كنت أفكر كيف تجرأ على تهديدي بتلك الصورة، وأي واقع مؤلم ينتظرني، إنه يقولها بكل صراحة، إما أن أقبل بنزواته، أو يتركني على هامش حياته، وفي كل الأحوال لست في حياته سوى الهامش، ....... اعتراني هم عظيم، وصارت أفكاري تتضارب، فبينما عقلي يأمرني بالتخلي عنه، كان قلبي يأملني فيه خيرا،
أسوأ ما تمر به امرأة أن تحب رجلا، لا يحبها، أو أن يكون مغرما بامرأة غيرها، .......!!!
لكني اكتشفت فيما بعد أن جوليا لم تكن هي المشكلة الحقيقية، وأني لم أعاصر المشاكل بعد، إذ رأيت فيما بعد كيف يصبح زوجي، حينما يعشق أمرأة فعلا.....!!!
آثرت الصمت،...... بينما خرج من عندي ولم يعد حتى منتصف الليل، لا أعرف كيف احتملت، فالواحدة منا قد تحارب في البداية لكن عندما تعلم أن الحرب ستنقلب عليها قد تتهاون، وتتنازل، ربما، .......
مرت الأيام ثقيلة وأنا صامتة، كنت أفكر أكثر من مرة في رؤيتها والحديث معها لتتركني في حالي بصحبة زوجي، لكنني أتراجع في آخر لحظة، .........
وبقيت جوليا في حياة زوجي العشيقة السرية التي أعرف كل تحركاتها، اصطحبها معه أكثر من مرة في رحلات خارج الدولة، أخذها أسبانيا، البلد الذي كنت أحدثه دائما عن رغبتي بزيارته،
رأيتها، في صور وجدتها عند أخته، وأذهلني ما رأيت، فهي كبيرة في السن، جميلة، وتبدو من الصور أنها ذات شخصية قيادية، .......... هل ترغبين في رؤية صورتها.......؟؟
- نعم .. هل لديك واحدة.....؟؟
- أحضرتها معي توقعت أن تطلبيها.........
- دعينا نقترب من تلك الأضواء، أحتاج إلى نور أبيض لأرى الصورة بوضوح......
- هاه، ماذا رأيت...؟؟
- من النظرة الأولى أقول لك، أن منافستك هذه ضعيفة........ لا تساوي قرشا واحدا......
- أعلم..... لقد فهمت ذلك مؤخرا، ...... على كل حال أريد أن أفهم لماذا كان متمسكا بها...؟؟؟
- لأنها كبيرة في السن، وذات شخصية قيادية......
- ماذا قلت........ هل أنت جادة....؟؟
- نعم أنا جادة، فالرجل الجنوبي، يحب البقاء بصحبة امرأة حاسمة، تنظم حياته المبعثرة، ولهذا يميل للإعجاب بالنساء الأكبر منه سنا، والشماليات على وجه الخصوص، ولايعني ذلك أنه يوفق معهن لكنه يحب لديهن الثقة التي يتمتعن بها،
وبشكل خاص لو أفتقد والدته في سن مبكر، قد تجدينه يميل للزواج بمن تكبره سنا بأعوام،
- وهل يحبها، أم يحتاج إليها فقط....؟؟؟
- تظهر العلاقة في البداية بصورة حاجة، لكن المرأة الذكية تجعل من الإحتياج حب، والرجل الجنوبي يقع في حب من هي أكبر منه سنا، أكثر بكثير، وأسرع من الوقوع في حب صغيرات السن، لكن، واحذري من هذه الـ لكن، فالمرأة التي تتزوج الجنوبي، وتمثل معه دور الأم، لا تستبعد أن يأتي الجنوبي ليخبرها برغبته في الزواج من زميلته الصغيرة في العمل، أو زميلته في الدراسة،..!!!
لأنك حينما تمثلين دور الأم، لا يبقى أمامه، إلا أن يعيش دور الإبن المدلل الذي يحب أن يحياه، وبالتالي يبحث عن العروس التي سيقدمها لأمه، المطلوب من أمه التي تحبه أن تخطب له حبيبة قلبه، ..!!
- يا إلهي، هذا الرجل معقد، ........ كيف أتعامل معه بحكمة، وفي نفس الوقت أن لا أكون أمه، ...؟؟ هذه معجزة.
- ليست كذلك، فالأمر يتبسط، بالإعتياد، فعندما أصف لك طبخة معينة قد تستغرق منك ثلاث ساعات حتى تنجزيها في البداية، وبالتعود، تصبح سهلة، الرجل، أيضا يبدو معقدا في البداية و مع السنوات وبالإعتياد على سلوكياته يصبح أسهل.........
- بل هي عقد، كيف أفهم طريقة تفكيره، لو لم ألتقيك، لبقيت طوال الوقت أفكر ما سر ارتباطه بتلك المطربة ، .......
.
- أية مطربة...؟؟
- المطربة التي وقع في غرامها لا حقا، ......... والتي هدت كياني، وجعلتني المرأة الهامشية بالفعل.......!!!
يرهق الإنسان في هذه الدنيا سوى المتاعب النفسية، والضغط العصبي،
تنال من صحته وأعصابه، ومن راحة باله، لكن الشخصيات المتحدية، العنيدة، تبقى متشبثة بالحياة على الرغم من كل التحديات، وتصر على البقاء،
إذ لا خيار في هذه الأرض سوى البقاء، الموت ليس خيارا، الموت مصير، ...!!!
وبما أنك باقية، فلتستمري في البقاء كما ينبغي أن تكوني،
بَرود، التي كانت محط الأنظار، وذات الشخصية المميزة، وصاحبة المنصب المرموق في عملها، وقعت ضحية ظروف، عصفت بكل مميزاتها،
يقدم الإنسان بعض التنازلات في كثير من الأحيان، لتمضي به الحياة على ما يرام،
وبعد حين يعتاد على التنازل، ودونما يدرك، يجد نفسه قد تنازل عن كل شيء،
لهذا يقال من يتنازل مرة قد يتنازل ألف مرة،
التنازل عن الحق، كالعدوى، تتفشى في القلب، وتخلق السلبية،
العمر الذي تتنازلين لتجعلينه يمر بسلام، يمر فيما بعد بمنتهى الصعوبة،
والحلم الذي تنازلت من أجل أن يكتمل، يموت، ..
الحقيقة أن التنازلات لا تحل الأزمات، والعلاج هو خير سبيل،
صديقتي التي اعتقدت أنها بذلك تقود حياتها العاصفة إلى بر الأمان، أخطأت التقدير،
تنازلها عن حقها في نهره عن لقاء عشيقته جوليا، كان سببا لتماديه في علاقة أخرى،
اعتقادها أن تنازلها عن نهره سيحافظ على زواجها الشكلي على أقل تقدير، كان سببا مباشرا لإنهائه شكليا أيضا،
كنت قلقة طوال الليل، خائفة من اليوم القادم، لن أسمح له بالخروج من المنزل، لأمنعه من رؤيتها، وفي نفس الوقت، أتحاشى جرح كرامتي.
استيقظنا صباح اليوم التالي، لأجده يستعد للخروج إلى عمله، فاقتربت منه وسألته: هل ستراها....؟؟
- من..؟؟
- جوليا....!!!
- ولماذا أراها...؟؟
- لأنها جاءت لتراك.....
- من قال لك...؟؟ جوليا لديها أصدقاؤها هنا، هي تزورهم باستمرار....
- بل جاءت من أجلك، ولهذا راسلتك.....
- راستلني لتعلمني بقدومها لكن هذا لا يعني أني سأراها....؟؟
- هل تقسم أنك لن تراها.....
- أقسم، والآن هل تتركيني فقد تأخرت على العمل..
لا أعرف لماذا أحسست بشيء من المراوغة في صوته ، كان يكذب علي، فقد خرج لها، ولا أستبعد أن يكون قد عاشرها، لا تعرفين شعوري نحو هذه المصيبة آن ذاك........
- وكيف عرفت أنه ذهب إليها......
- عندما عاد من العمل، قمت بتفتيش جيوبه، وملابسه، لأجد بقع الروج، ورائحة العطر عالقة في ثيابه، كما وجدت ورقة صغيرة خاصة بالبنك، باسمها، مما يعني أنه أخذها لينهي لها معاملات بنكية.
- وماذا فعلت....؟؟
- واجهته بما وجدت، ...... وكنت منهارة وأبكي، فنظر لي بغضب في البداية وسحب الورقة من يدي، وهو يقول توقفي عن التدخل في حياتي، لا أسمح لك، ولا تضطريني للمبيت خارج البيت، تصرفاتك ستجعلني أسكن في بيت منفرد، وأزورك متى شئت، لا تستمري في التدخل في حياتي، ........
فنظرت له بصدمة غير مصدقة، إذ كان كلامه تهديد علني، بأنه سيستمر في علاقته معها، دون أي اعتبار لي ولحياتي.... وعندما رآى ما حل بوجهي من الكآبة، اقترب مني، وكنت قد انطويت في فراشي حزنا،
- اسمعي يا بَرود، علاقتي بك جيدة، طالما توقفتي عن التدخل في حياتي، أنا رجل لست طفلا، وما بيني وبين جوليا انتهى، إن كنت أزورها فذلك لأنها تطلب المساعدة....
لم أرد عليه، وكنت في تلك اللحظة لا أصدق أي كلمة من كلماته، فقط كنت أفكر كيف تجرأ على تهديدي بتلك الصورة، وأي واقع مؤلم ينتظرني، إنه يقولها بكل صراحة، إما أن أقبل بنزواته، أو يتركني على هامش حياته، وفي كل الأحوال لست في حياته سوى الهامش، ....... اعتراني هم عظيم، وصارت أفكاري تتضارب، فبينما عقلي يأمرني بالتخلي عنه، كان قلبي يأملني فيه خيرا،
أسوأ ما تمر به امرأة أن تحب رجلا، لا يحبها، أو أن يكون مغرما بامرأة غيرها، .......!!!
لكني اكتشفت فيما بعد أن جوليا لم تكن هي المشكلة الحقيقية، وأني لم أعاصر المشاكل بعد، إذ رأيت فيما بعد كيف يصبح زوجي، حينما يعشق أمرأة فعلا.....!!!
آثرت الصمت،...... بينما خرج من عندي ولم يعد حتى منتصف الليل، لا أعرف كيف احتملت، فالواحدة منا قد تحارب في البداية لكن عندما تعلم أن الحرب ستنقلب عليها قد تتهاون، وتتنازل، ربما، .......
مرت الأيام ثقيلة وأنا صامتة، كنت أفكر أكثر من مرة في رؤيتها والحديث معها لتتركني في حالي بصحبة زوجي، لكنني أتراجع في آخر لحظة، .........
وبقيت جوليا في حياة زوجي العشيقة السرية التي أعرف كل تحركاتها، اصطحبها معه أكثر من مرة في رحلات خارج الدولة، أخذها أسبانيا، البلد الذي كنت أحدثه دائما عن رغبتي بزيارته،
رأيتها، في صور وجدتها عند أخته، وأذهلني ما رأيت، فهي كبيرة في السن، جميلة، وتبدو من الصور أنها ذات شخصية قيادية، .......... هل ترغبين في رؤية صورتها.......؟؟
- نعم .. هل لديك واحدة.....؟؟
- أحضرتها معي توقعت أن تطلبيها.........
- دعينا نقترب من تلك الأضواء، أحتاج إلى نور أبيض لأرى الصورة بوضوح......
- هاه، ماذا رأيت...؟؟
- من النظرة الأولى أقول لك، أن منافستك هذه ضعيفة........ لا تساوي قرشا واحدا......
- أعلم..... لقد فهمت ذلك مؤخرا، ...... على كل حال أريد أن أفهم لماذا كان متمسكا بها...؟؟؟
- لأنها كبيرة في السن، وذات شخصية قيادية......
- ماذا قلت........ هل أنت جادة....؟؟
- نعم أنا جادة، فالرجل الجنوبي، يحب البقاء بصحبة امرأة حاسمة، تنظم حياته المبعثرة، ولهذا يميل للإعجاب بالنساء الأكبر منه سنا، والشماليات على وجه الخصوص، ولايعني ذلك أنه يوفق معهن لكنه يحب لديهن الثقة التي يتمتعن بها،
وبشكل خاص لو أفتقد والدته في سن مبكر، قد تجدينه يميل للزواج بمن تكبره سنا بأعوام،
- وهل يحبها، أم يحتاج إليها فقط....؟؟؟
- تظهر العلاقة في البداية بصورة حاجة، لكن المرأة الذكية تجعل من الإحتياج حب، والرجل الجنوبي يقع في حب من هي أكبر منه سنا، أكثر بكثير، وأسرع من الوقوع في حب صغيرات السن، لكن، واحذري من هذه الـ لكن، فالمرأة التي تتزوج الجنوبي، وتمثل معه دور الأم، لا تستبعد أن يأتي الجنوبي ليخبرها برغبته في الزواج من زميلته الصغيرة في العمل، أو زميلته في الدراسة،..!!!
لأنك حينما تمثلين دور الأم، لا يبقى أمامه، إلا أن يعيش دور الإبن المدلل الذي يحب أن يحياه، وبالتالي يبحث عن العروس التي سيقدمها لأمه، المطلوب من أمه التي تحبه أن تخطب له حبيبة قلبه، ..!!
- يا إلهي، هذا الرجل معقد، ........ كيف أتعامل معه بحكمة، وفي نفس الوقت أن لا أكون أمه، ...؟؟ هذه معجزة.
- ليست كذلك، فالأمر يتبسط، بالإعتياد، فعندما أصف لك طبخة معينة قد تستغرق منك ثلاث ساعات حتى تنجزيها في البداية، وبالتعود، تصبح سهلة، الرجل، أيضا يبدو معقدا في البداية و مع السنوات وبالإعتياد على سلوكياته يصبح أسهل.........
- بل هي عقد، كيف أفهم طريقة تفكيره، لو لم ألتقيك، لبقيت طوال الوقت أفكر ما سر ارتباطه بتلك المطربة ، .......
.
- أية مطربة...؟؟
- المطربة التي وقع في غرامها لا حقا، ......... والتي هدت كياني، وجعلتني المرأة الهامشية بالفعل.......!!!
يرهق الإنسان في هذه الدنيا سوى المتاعب النفسية، والضغط العصبي،
تنال من صحته وأعصابه، ومن راحة باله، لكن الشخصيات المتحدية، العنيدة، تبقى متشبثة بالحياة على الرغم من كل التحديات، وتصر على البقاء،
إذ لا خيار في هذه الأرض سوى البقاء، الموت ليس خيارا، الموت مصير، ...!!!
وبما أنك باقية، فلتستمري في البقاء كما ينبغي أن تكوني،
بَرود، التي كانت محط الأنظار، وذات الشخصية المميزة، وصاحبة المنصب المرموق في عملها، وقعت ضحية ظروف، عصفت بكل مميزاتها،
يقدم الإنسان بعض التنازلات في كثير من الأحيان، لتمضي به الحياة على ما يرام،
وبعد حين يعتاد على التنازل، ودونما يدرك، يجد نفسه قد تنازل عن كل شيء،
لهذا يقال من يتنازل مرة قد يتنازل ألف مرة،
التنازل عن الحق، كالعدوى، تتفشى في القلب، وتخلق السلبية،
العمر الذي تتنازلين لتجعلينه يمر بسلام، يمر فيما بعد بمنتهى الصعوبة،
والحلم الذي تنازلت من أجل أن يكتمل، يموت، ..
الحقيقة أن التنازلات لا تحل الأزمات، والعلاج هو خير سبيل،
صديقتي التي اعتقدت أنها بذلك تقود حياتها العاصفة إلى بر الأمان، أخطأت التقدير،
تنازلها عن حقها في نهره عن لقاء عشيقته جوليا، كان سببا لتماديه في علاقة أخرى،
اعتقادها أن تنازلها عن نهره سيحافظ على زواجها الشكلي على أقل تقدير، كان سببا مباشرا لإنهائه شكليا أيضا،
الحياة متناقضة نعم، لكنها في العمل لا تعطيك سوى ما ترغب في أن تجنيه،
الضعيف، يبقى على الرصيف، ملقىً بلا أهمية،
والقوي، يسبح مع التيار، أو عكسه، المهم أنه بدأ السباحة وقد يصل.
في مساء ذلك اليوم، اتصلت بي، وفي صوتها بحة بكاء، ..
- خرج معها هذا المساء، تطيب، واهتم بنفسه، ... وعندما سألته عن وجهته نشأ عراك كبير بيننا، دفعني بقوة بعيدا عنه لأقع على الأرض، وقال لي (( لا أحبك، افهمي))....
- خرج مع من...؟؟
- مع المطربة، (ليزا)...!!!
- اهدئي، هل ترغبين في الخروج...؟؟
- لا أستطيع أشعر بالحزن الشديد، وأرغب في البكاء، ... إني..
- تعالي إلي بيتي، هل تعرفين الطريق،...؟؟
كانت ملامحها الحزينة، شاهد على انكسار صديقتي القديمة، التي لم يتبقى منها سوى تلك الملامح، تحت الرماد،
بَرود، لم تعد بَرود، وكنت أفكر إن كانت ستعود ذات يوم أم لا،
أعددت لك عصير الليمون، جيد لترتاحي،
- أريد التحدث، .... والفضفضة، لا أريد شرب أي شيء،
- كيف تعرف بالمطربة،...؟؟
- إنها صديقته منذ فترة طويلة ولا أذكر متى تعرف عليها، تكبره بخمسة أعوام، ..
استمرت علاقته بجوليا لوقت طويل، وفجأة بدأ يهمل رسائلها واتصالاتها، وبدا مشغولا عنها، ثم تشاجر معها لأسباب تافهة، ولم تعد تزوره بعد ذلك نهائيا، وفي نفس الوقت توقعت أن يعود لي، لكنه أصبح أكثر بعدا عني،
عندما كان على علاقة بجوليا، كان يحبني، كنت أشعر بذلك، وكانت علاقتنا جيدة جدا قياسا بما حدث بيننا بعد علاقته بليزا، ..
علمت كيف يصبح زوجي عندما يعشق امرأة، لا يستطيع أن يجامل أخرى، يصبح مهموما في غيابها، مندفعا لها، وهائما، لا يتحمل لمساتي، ولا القرب مني، ..
لا أعرف ماذا أقول، هل أخبرك بالحقيقة، هل أخبرك أنه يقرف مني، ...!!!!
نعم أظن ذلك، فلا يطيق أية لمسة من يدي..؟؟ يتفادى النظر في عيوني، ...
صديقتي أخشى على نفسي من الإنهيار، ...
في بيتي إنسانة بلا معنى، امرأة غير مهمة، في عملي، عيون الرجال تلاحقني في كل مكان، والإعجاب ينصب علي من الجميع،
أحتار، إن كنت جذابة كالسابق، ما الذي يعمي عيني زوجي، ..
هل ستتفهمين .. عندما أقول لك، إني أصبحت أفرح كثيرا عندما يعبر لي أي زميل عن إعجابه بي، .. فالحرمان، أساء إلى أخلاقي، إنني أحلم كالمراهقين، أحلام يقظة غبية، ..
تعبت، تجاهله يجرحني، وعمى عينيه عني، يصيبني بالجنون، ولا أفهم ماذا علي أن أفعل، لأعيده لي،
بصراحة لم أعد أرغب به، أرغب في قتله، لأنه مجرد تافه، هل تعلمين لماذا لا يراني، لأنه تافه، لا يرى سوى من على شاكلته، في تفاهته، وحمقه وغبائه، رجل عبيط، غبي، يعتقد، أن العالم لم يخلق إلا للاستهتار، يقضي كل وقته متسكعا بين المقاهي، باحثا عن المتعة واللهو، لا طموحات له، اهتمامه الوحيد في هذه الحياة الجنس، الطعام، والنساء، لا شيء آخر،
هذا الرجل لم ينضج، غبي، غبي،
تخيلي، أنا لا أحترمه، في الواقع، لا أحبه، أتمنى لو تزوجت برجل مثقف، رجل أعمال مميز، يتحدث قليلا، لكنه يعمل كثيرا، رجل يشاكلني في مستواي الفكري، أشعر معه بذاتي،
لا يمكنني التواصل مع زوجي لأنه لا يفهم،
إنه سطحي، يركز على المظاهر، يهمه كثيرا كيف يلبس، وماذا يركب من سيارات، ويدخل في تحديات غبية مع صحبه، ويفتخر بما ليس فيه، ويوهم الآخرين بتميزه، في ماذا ..؟؟ لست أفهم، ...
هذا التافه، يصر على أنه أعلى مني شأنا....!!!
- اهدئي...... هل فكرت يوما ترى كيف ينظر إليك ..؟؟ ولما لا يقدرك...؟؟
الضعيف، يبقى على الرصيف، ملقىً بلا أهمية،
والقوي، يسبح مع التيار، أو عكسه، المهم أنه بدأ السباحة وقد يصل.
في مساء ذلك اليوم، اتصلت بي، وفي صوتها بحة بكاء، ..
- خرج معها هذا المساء، تطيب، واهتم بنفسه، ... وعندما سألته عن وجهته نشأ عراك كبير بيننا، دفعني بقوة بعيدا عنه لأقع على الأرض، وقال لي (( لا أحبك، افهمي))....
- خرج مع من...؟؟
- مع المطربة، (ليزا)...!!!
- اهدئي، هل ترغبين في الخروج...؟؟
- لا أستطيع أشعر بالحزن الشديد، وأرغب في البكاء، ... إني..
- تعالي إلي بيتي، هل تعرفين الطريق،...؟؟
كانت ملامحها الحزينة، شاهد على انكسار صديقتي القديمة، التي لم يتبقى منها سوى تلك الملامح، تحت الرماد،
بَرود، لم تعد بَرود، وكنت أفكر إن كانت ستعود ذات يوم أم لا،
أعددت لك عصير الليمون، جيد لترتاحي،
- أريد التحدث، .... والفضفضة، لا أريد شرب أي شيء،
- كيف تعرف بالمطربة،...؟؟
- إنها صديقته منذ فترة طويلة ولا أذكر متى تعرف عليها، تكبره بخمسة أعوام، ..
استمرت علاقته بجوليا لوقت طويل، وفجأة بدأ يهمل رسائلها واتصالاتها، وبدا مشغولا عنها، ثم تشاجر معها لأسباب تافهة، ولم تعد تزوره بعد ذلك نهائيا، وفي نفس الوقت توقعت أن يعود لي، لكنه أصبح أكثر بعدا عني،
عندما كان على علاقة بجوليا، كان يحبني، كنت أشعر بذلك، وكانت علاقتنا جيدة جدا قياسا بما حدث بيننا بعد علاقته بليزا، ..
علمت كيف يصبح زوجي عندما يعشق امرأة، لا يستطيع أن يجامل أخرى، يصبح مهموما في غيابها، مندفعا لها، وهائما، لا يتحمل لمساتي، ولا القرب مني، ..
لا أعرف ماذا أقول، هل أخبرك بالحقيقة، هل أخبرك أنه يقرف مني، ...!!!!
نعم أظن ذلك، فلا يطيق أية لمسة من يدي..؟؟ يتفادى النظر في عيوني، ...
صديقتي أخشى على نفسي من الإنهيار، ...
في بيتي إنسانة بلا معنى، امرأة غير مهمة، في عملي، عيون الرجال تلاحقني في كل مكان، والإعجاب ينصب علي من الجميع،
أحتار، إن كنت جذابة كالسابق، ما الذي يعمي عيني زوجي، ..
هل ستتفهمين .. عندما أقول لك، إني أصبحت أفرح كثيرا عندما يعبر لي أي زميل عن إعجابه بي، .. فالحرمان، أساء إلى أخلاقي، إنني أحلم كالمراهقين، أحلام يقظة غبية، ..
تعبت، تجاهله يجرحني، وعمى عينيه عني، يصيبني بالجنون، ولا أفهم ماذا علي أن أفعل، لأعيده لي،
بصراحة لم أعد أرغب به، أرغب في قتله، لأنه مجرد تافه، هل تعلمين لماذا لا يراني، لأنه تافه، لا يرى سوى من على شاكلته، في تفاهته، وحمقه وغبائه، رجل عبيط، غبي، يعتقد، أن العالم لم يخلق إلا للاستهتار، يقضي كل وقته متسكعا بين المقاهي، باحثا عن المتعة واللهو، لا طموحات له، اهتمامه الوحيد في هذه الحياة الجنس، الطعام، والنساء، لا شيء آخر،
هذا الرجل لم ينضج، غبي، غبي،
تخيلي، أنا لا أحترمه، في الواقع، لا أحبه، أتمنى لو تزوجت برجل مثقف، رجل أعمال مميز، يتحدث قليلا، لكنه يعمل كثيرا، رجل يشاكلني في مستواي الفكري، أشعر معه بذاتي،
لا يمكنني التواصل مع زوجي لأنه لا يفهم،
إنه سطحي، يركز على المظاهر، يهمه كثيرا كيف يلبس، وماذا يركب من سيارات، ويدخل في تحديات غبية مع صحبه، ويفتخر بما ليس فيه، ويوهم الآخرين بتميزه، في ماذا ..؟؟ لست أفهم، ...
هذا التافه، يصر على أنه أعلى مني شأنا....!!!
- اهدئي...... هل فكرت يوما ترى كيف ينظر إليك ..؟؟ ولما لا يقدرك...؟؟
الصفحة الأخيرة
قررت أن أتناول عشائي بهدوء، ثم أتناقش معه في وقت لاحق، لكن كيف أفعل ذلك، لا أكاد أسيطر على ارتجافاتي،
وعاد، ومن فوره حمل هاتفه النقال، ثم نظر لي غاضبا: هل فتحت رسالتي للتو...........؟؟
- نعم فعلت، وليتني لم أفعل........
- بالفعل ليس من حقك التجسس علي، وسأضع رقما سريا منذ الآن، لأمنعك من إقحام نفسك فيما لا يعنيك.
- ما هو الذي لا يعنيني.
- شأني، حياتي، حريتي.
- بل هي حياتي، شئت أم أبيت أنت زوجي، أم تراك نسيت،
وفي هذه اللحظات، بدأ النادل في إنزال الطلبات إلى الطاولة، ........
- هي أيضا زوجتي.....
- من، جوليا، ...عشيقتك لعشر سنوات،... تلك التي كنت تخونها حتى ابيض شعر رأسها.
- من أخبرك ..... كل هذا كذب وهراء.
- بل هي الحقيقة، هي بنفسها أخبرتني بكل هذه الحقائق.
- تحدثت إليها،
- نعم، فعلت، هي من طلبت الحديث معي، كانت تبحث خلفك، ظنت أني بلهاء غبية، لأعطيها فرصة في حياتي.
- جوليا لا تفعل ذلك،
- بل تفعل،........... إنها تفعل أي شيء لتحصل عليك.
وشعرت أني ارتكبت غلطة بهذه الكلمة،
- إنها تحقد عليك لأنك لم تتزوج بها، وتريد الإنتقام منك.
- تناولي طعامك، سيبرد، ودعي حياتي الشخصية فهي لا تعنيك.
نظرت له بقهر، ففي أعماقي صرخة كبيرة، كيف يقول بأن حياته لا تعنيني، أليس زوجي، ما هذه المهانة يا الله كيف أسيطر على نفسي، أكاد أضربه بالصحن على وجهه، .......تمالكت أعصابي، ونظرت نحو صحني وكلي ألم، فسالت دمعاتي حارة على خدي، ولاحظ ذلك،
- لم تبكين الآن؟ هل علينا أن نقضي الوقت في النكد.
- وهل علي أن أتجاهل لقاءك بها، لأكون غير نكدية، .......
- هل تغارين...........
- أشعر بالإهانة، لا يحق لكما تجاهلي.
- إن كنت ستستمرين في النقاش حول الأمر تركنا المطعم وأعدتك للبيت.
صمت، شعرت أنه يلمح لتركي في البيت،
ثم يذهب لها، تناولت بعض اللحم من صحني، وكان يراقبني، وبدأ يأكل بكل برود، يأكل بنهم،
- طعامهم لذيذ، هل ذقت هذه التبوله، لذيذة جربيها،
لم آكل سوى لقيمات قليلة، ...
أجبرني عليها، وأشعرني بوده مع كل إصرار وهو يطعمني،
وتنازعت مشاعري فيه، فكيف يهتم بي هكذا بينما أحضر تلك الحقيرة ليعاشرها، .........
سالت دمعاتي على خبزي،
وصرت أفكر فيه، وأتأمله، كيف يهون عليه أن يعذبني هكذا بلا ذنب.
أردت يا صديقتي أن أثور،
وأصرخ فيه بكل قوة وبأعلى صوتي وأقول: أليس من حقي أن أغار عليك، ألست زوجي،
وحبيبي وأب ابني، ألست بشرا أتعذب،
لماذا تستغرب غيرتي، ولماذا تسلبني فرصتي في الدفاع عن زوجي،
زواجي منك بتلك الصورة لا يعني أني لا أشعر بحقي فيك................
- مابالك، ألم تنسي الأمر.
- كيف أنسى، زوجي يستعد للقاء عشيقته، فكيف أنسى....؟؟
- من قال لك أني سألقاها، .........؟؟
- إذا لم جاءت، ولم تخبرك بقدومها؟
- بما أنك تعلمين، فهي تجري خلفي منذ سنوات، ........
- ليس هذا هو الأمر، أشعر أنك طلبت منها الحضور، بسبب رفضي لك في الفراش، لكني واحم،
- لم أكن أعلم أنك واحم، ظننت أنك لا ترغبين بي،
- والآن بعد أن علمت،
- يمكنني أن أتصل بها الآن وأطلب منها المغادرة إن كان الأمر يريحك.
- نعم، يريحني، وأريد أن أحدثها لتعلم أني علمت.
- ليس الآن، غدا نتصل بها،
- لتحصل على فرصة للقائها، ... بعد أن تكون قد عاشرتها،
- ما بك، كيف تتحدثين معي هكذا، بأي حق تحاسبيني، هل تتخيلين أني شخص لا يفكر سوى في الجنس.
- نعم، أرى ذلك،
- إذا فقد أخطأت، أنت مجرد كئيبة، لا تفهمين ولن تفهمي، ......
- إتصل بها الآن،
- لن أتصل، وكفي عن التدخل في حياتي، وتذكري أن سبب زواجنا لا يساعدك على المضي فيما تفعلين، .....
مرت دقائق طويلة قبل أن أصرخ في وجهه بصوت مكتوم: إن استمرت علاقتنا بهذا الشكل، فالأفضل أن نفترق، فنار العنوسة أبرد مما أعيشه معك، وابتلعت مع كلامي اختناقة بكوة حزينة، فرق لحالي وقال: لن أذهب لها فهل تهدئين.......؟؟؟
فسالت دمعاتي، ... وأنا أنظر إليه غير مصدقة،
كان هاتفه النقال الصامت، يشير إلى وجود مكالمة ملحة، فقام من فوره بإغلاقه، وسألني: بماذا تحلين..؟؟ قلت: لا أطيق الحلا، أشعر بالغثيان اعذرني...
- لا بأس هل نرحل..؟؟
- يا ليت.
وفي السيارة كان طوال الطريق ممسكا بيدي، وقبلها مرتين، ثم ينظر لي بابتسامة حميمة بين وقت وآخر، نسيت معها بعضا من همي،
كنت أفكر طوال الطريق في اللحظة التي سأنزل فيها من السيارة، كيف سأحتمل أن ينزلني ليسرع إليها، حملت هم تلك اللحظات، ولم يسعفني شعوري المتوتر بالتفكير في طريقة تمنعه من فعل ذلك، وكانت المفاجأة السارة أنه أشار للبواب بفتح باب الكراج، مما أثار ارتياحي الكبير فهذا يعني أنه بالفعل لن يذهب إليها، لا تعلمين كم قدرت له الموقف، فعلى الرغم من كل حقدي عليه لأنه سمح لها بزيارته إلا أني قدرت له تلك الليلة عدم خروجه إليها،
لم أناقش الأمر، ونزلت من السيارة مسرعة نحو غرفة نومي، بينما قال لي: بردي الغرفة، سأتحدث مع أمي قليلا ثم آتي، .......
لا تعلمين حجم الدفء الذي حملته لي تلك الكلمات، وانتابتني فرحة وبهجة، وصعدت الدرج وأنا أحمد ربي وأشكر فضله أن جنبني الألم هذه الليلة.
أسرعت نحو دولابي، وبدأت أبحث عن ثوب مغر، لأثيره به، فأعوضه عن أيام الرفض والحرمان، وانتقيت واحدا قريبا من بدل الرقص، ولبسته لأول مرة، مع أني أملكه منذ أن تزوجت، بدا علي جميلا.
تطيبت وسرحت شعري، ولم أنس أن أبرد الغرفة، وأبخرها أيضا، ثم اندسست في فراشي، وفتحت التلفاز، مر وقت قبل أن يدخل حاملا في يده طبقا من الرز بالزبادي والسمن البلدي)،
- هذه من أمي، تقول إن الحوامل يحببنه .. كما يمكنك أكله دون أن تصابي بالغثيان، ..
- شكرا، ( كنت قد ازددت حيرة في أمره، فشعوري يقول بأنه طلب من والدته أن تقوم بإعداده خصيصا لي ولهذا تأخر علي)
اقترب مني وبدأ يطعمني بالملعقة، لقمة لي ولقمة له، كان طبقا لذيذا جدا، بالفعل تناولته بشهية،
- يكفي، لن آكل أكثر، سأنهي الصحن عنك.
- شكرا أنا أيضا شبعت،
- بل ستأكلين حتى آخر حبة رز في الصحن،
وبعد أن أنهيت الصحن، كان علي أن أغسل فمي وشفتي، فقمت من سريري، قاصدة لفت انتباهه لملابسى واستعدادي لقضاء ليلة خاصة، ......وعندما عدت من الحمام، صدمتني نظرته الباردة، وبدا منسجما في مشاهدة التلفاز، بل هاربا مني، كان يجلس على الصوفا، متجاهلا،
اقتربت منه، وجلست قربه، فوضع يده على كتفي، وبدأ يعبر عن تعبه والإرهاق الذي يحس به، وحاجته للنوم، لكن تفسيري للأمر لم يكن جديدا، فتصورت مباشرة أنه يوفر طاقته لها، أو لم يعد يرغب بي،
اندفعت بكل غيظ نحو فراشي، واندسست فيه، وجرح كرامتي يئن في ذاتي، تكورت وأردت البكاء، حتى أحسست به وهو يدخل الفراش ويضع يده على كتفي، ... وأقبل علي بكل مشاعره.
فكيف تفسرين الأمر.........؟؟؟
الرجل الجنوبي، إنه الرجل الذي يحب الفتيات الخجولات جنسيا، ويحب المتمنعات، لا يحب المجاهرات، كما لا يفضل المبادرات،
تعجبه قمصان النوم الهادئة، كملابس الرياضة البسيطة، أو البيجامات البريئة، قد تثيره امرأة ترتدي بيجاما طفولية، أكثر من امرأة ترتدي قميص نوم عار،
لا يحب الملابس النسائية الفاضحة، ولا فساتين النوم، ولا بدل الإثارة، بل يميل كثيرا نحو الملابس التي تنساب على الجسد ببساطة لتبرز معالمه من تحت الثياب،
يميل إلى المرأة المتسترة ولا يميل إلى العارية هذا في ملابس النوم، أو الإثارة،
كما أن هذا لا يعني أنه يحب الملابس التقليدية، فهو غالبا يمقتها، لا يحب المخور والمطرز والثقيل، يميل إلى الملابس النسائية الكاجوال، والرومانسية، والعملية برقة.
لا يحب المباشرة في الجنس، ولا يحب الحديث عنه صراحة، يحبه أن يبقى سرا يتفاعلان عبره لكن لا يفسرانه، على العكس من الشمالي الذي يتحدث عن الجنس كأنه يشرح محاضرة في فوائد البطاطا، أو تحضير معادلة كيميائية،
ارتداؤك لتلك الملابس في ذلك اليوم، صدمه، وأشعره أنك تطلبين الجنس، وبدا الأمر بالنسبة له منفرا، لكن زعلك وابتعادك أعادا لديه الحماس للجماع.
وهذا لا يعني أن كل الجنوبيين هكذا، لكن على الأغلب،
كما لا يعني أنهم لا يحبون المبادرة إطلاقا، هناك ظروف خاصة، ومناسبات معينة يحب فيها الجنوبي مبادرة المرأة،
يحب الجنوبي التدليل، وإبداء الحب من قبل الزوجة تجاهه، كما يحب أن يستشعر رغبتها الجنسية الخجولة فيه، لكنه غالبا لا يفضل مبادرتها، وقد لا يتقبلها، مما يصيب المرأة بالإحباط