ما زالت بعض الأسر تستعين بالضرب في تربيتهم لأبنائهم، حتى أن الكثير منهم يرون بأن الطفل لا يمكن تربيته إلا بالضرب. فهل للضرب دور في التربية السليمة للطفل؟ وما هي الآثار السلبية التي تلحق بالطفل نتيجته؟
يقوم بعض الآباء والأمهات بضرب أبنائهم دون أن يستوعبوا العواقب النفسية التي تلحق الطفل نتيجة إهانته إما بالضرب أو بالألفاظ النابية التي يوجهونها إليه.
هذه الآثار النفسية التي تلحق بالطفل لا يفكر فيها من يقدم على ضرب ابنه، وقد يرى في تصرفات ابنه الغريبة والعدوانية أحياناً الناتجة عن هذا الضرب أمراً طبيعياً عائد إلى التركيبة النفسية لشخصية الطفل، ولا علاقة لها بالإساءة التي تلحقه جراء الضرب، فمعظم الأطفال الذين يتعرضون للضرب ينعكس ذلك على سلوكهم فيجعل منهم شخصية خجولة لا تقوى على الحديث أمام الغرباء أو حتى الأقرباء، أو يجعل منهم شخصية عدوانية شرسة، فالعنف يولد عنف مضاد وله آثار جانبية كبيرة على مسيرة حياة الأطفال النفسية، مما يجعل الطفل يفرغ هذه الشحنات على من هم حوله من إخوته الصغار أو أصدقائه، وقد تستمر هذه العوامل النفسية حتى الكبر مما يجعله عنيفاً في تعامله مع أولاده وأسرته ومن هم حوله.
وكثير من الآباء والأمهات من يقومون بتوجيه الشتائم إلى الطفل أثناء ضربه وتوجيه العبارات المهينة له والتي تجعل منه طفلاً شرساً وبطريقة عفوية يُسقط هذا الضرب على من حوله من أقرانه.
ويعد احترام الطفل من وجهة النظر الدينية والعلمية، هو أحد القواعد الأساسية للتربية الصحيحة، فالطفل الذي تحظى شخصيته بالتكريم والاحترام من قبل الوالدين ويشعر بالأمن وهدوء البال في محيط العائلة سوف ينال نمواً عقلياً وجسدياً متكاملاً معنوياً، كما أنه يحصل بسهولة على الصفات الحسنة ويتخلق بالأخلاق الحميدة، ويطوي عهد الطفولة بتصرفات صحيحة وذكريات لطيفة.
والأطفال بشر ولهم عواطف وأحاسيس إنسانية فيجب أن يكونوا موضع تكريم، مثل كبار السن فمعاملتهم بطريقة حسنة هو احترام لشخصيتهم وضربهم والإساءة لهم هو تحقير وتصغير لهم.
ويبين علماء النفس أن الشاب الذي تعرض للضرب في صغره يصبح معرضاً للإضطرابات النفسية والعاطفية، نتيجة الذكريات المرة لفترة طويلة ويصبح عادة حاد المزاج ويكون ذوي أخلاق سيئة، وفي الواقع أنه ليس سيئاً إلا أن الكراهية في محيط العائلة والحرمان الشديد نمى لديه روح التمرد والحقد أكثر وأكثر.
إن التربية الصحيحة هي إحدى الأركان المهمة لنجاح وسعادة الإنسان طوال أيام حياته والتربية الصحيحة تخلق من الطفل إنساناً معتدلاً يمكن معاشرته، وتنظم غرائزه ورغباته، عائلياً واجتماعياً، وتجعلها منسجمة مع المجتمع، وتصون الشخصية من الإفراط في إرضاء ميوله النفسية، وفي المقابل فإن التربية غيرالصحيحة تبعث على الإختلاف وعدم الإنسجام في العائلة و المجتمع.
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الإعتماد على نفسه، وتنصب فترة الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل في تشكيل شخصيته، لذا كان من الضروري أن تنمي تلك الأسرة شخصية الطفل وتجعل منه شاباً واثقاً من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع وذلك بمراعاتها أبسط الحقوق بعدم ضربه؛ فمن يتخذ الضرب وسيلة في التربية يزرع العنف والعدوان داخل الطفل كما أنه يزعزع ثقته بنفسه ويصبح ميال للقسوة وعدم المبالاة بشعور الآخرين.
darimania @darimania
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
rose_bah
•
يعطيج العافيه..بس انا ما اتخيل نفسي اضرب بنتي لأن آخر شي ممكن الجا له الضرب وحتى لو لجأت بيكون ضرب للتأنيب مو الضرب المبرح
انا اضربه مع ظاهر كفيه للردع او مع المؤخره
والان استخدم اسلوب الحجز يعني اربطه بكرسي الطعام لين يعرف انه مخطيء وبعدين
اسمح له ينزل
والان استخدم اسلوب الحجز يعني اربطه بكرسي الطعام لين يعرف انه مخطيء وبعدين
اسمح له ينزل
الصفحة الأخيرة
ماذكرتيه اختي صحيح والضرب له اسوء الأثر على الطفل فقط في حدود وشروط علمنا اياها رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم
بارك الله فيك على هذا الموضوع النافع وجزاك كل خير