فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ ضوء بزغ في ذي الحجة ... ثم انطفأ ~

ملتقى الإيمان





في شهر ذي الحجة..
على ماجاء في أغلب الروايات ...
وفي السنة الثامنة للهجرة.. و في المدينة المنورة ..
غمرت قلب النبي صلى الله عليه وسلم فرحة شديدة..
كان ذلك حين بُشّر بمولد ابنه إبراهيم ..
ويالها من بشارة أضاءت كالفجر في قلبه الشريف !
...............

وفي التاسع والعشرين من شوال في السنة العاشرة الهجرية..
بكى الحبيب محمد وامتلأت عينا الرسول بالدموع ، واجتاح قلبه حزن أليم ..
وهو يشهد ابنه الرضيع ينازع الموت حتى فاضت روحه في حجره الشريف ..
وبين الميلاد والموت ...وبين الفرحة والحزن ..
حياة جدّ قصيرة ماكادت تشهد غرّة النهار حتى انطفت ..
تلك هي .. أيام الرضيع إبراهيم ..
سنة وعشرة أشهر .. وثمانية أيام كانت حصيلة حياته على الأرض..

...............
من هي أم إبراهيم ؟
هي ( مارية القبطية ) ..وكانت من النصارى الأقباط
أهداها حاكم مصر ( المقوقس ) للنبي صلى الله عليه وسلم كجارية
في السنة السادسة للهجرة، فأسلمت، وتزوجها النبي ..
وولدت له إبراهيم...
وكانت هي الوحيدة التي رزق منها الولد بعد خديجة العطاء ..

...............
إبراهيم الوليد ~

في حي يقال له ( العالية ) ..أدرك المخاض مارية الجميلة
وتعهدت ولادتها القابلة ( سلمى ) وهي مولاة النبي وامرأة أبي رافع
وكان أبو رافع ينتظر زوجته أن تأتيه ببشرى الولادة ليسارع به إلى النبي ..
وأتته بالخبر السار !!
فهرع بالبشرى للنبي صلى الله عليه وسلم .. فتهلل وجهه الشريف فرحاً !!
ووهب لأبي رافع عبداً ..!
فلما كان اليوم السابع حلق ( أبو هند ) شعر الوليد ..
وعق عنه النبي الكريم كبشاً ..
وتصدق صلى الله عليه وسلم بزنة شعره فضة على المساكين ..
ودفن شعره في الأرض
وسمّاه قائلاً :
( ولد لي الليلة غلام سميته باسم أبي إبراهيم ).
..............

أيامه في الرضاعة ~
ابتهج المسلمون بمولد إبراهيم وتنافست الأنصار فيمن يكون له
شرف تعهد الوليد بالرضاعة ..
وفي رواية عن الزبير قال :
كان للنبي صلى الله عليه وسلم قطيع من الضأن ترعى بالقف ،
ولقاح بذي الجدر تروح عليها ..
فكان يؤتى بلبنها كل ليلة فتشرب منه مارية وتسقي ولدها
فجاءت ( أم بردة بنت المنذر الآنصاري ) ..
وام بردة هي زوجة الصحابي ( البراء بن أوس )
ومن ثم طلبت من الرسول الكريم أن ترضع ولده ابراهيم بلبن ابنها
في بني مازن ابن النجار ، ثم ترجع به إلى أمه ..
فقبل النبي..! وكافأها بقطعة من نخل ..
وهكذا أصبحت آم بردة مرضعة الوليد.
...............

الحب الكبير والرحمة ~
نبينا محمد الحبيب هو الرحمة المهداة للعالمين ..
سطور حياته مضمخة بالرحمة والمحبة . .. ممتلئة بها !
كما تثقل أغصان الشجرة بالثمر الطيب ..وتؤتي عطاؤها كل حين !
وتلك الصفة التي يقطر منها ماء الإيمان هي الأندى..
في القلوب المؤمنة !
رحمته عمت جميع المخلوقات ، وغلبت الصرامة بالرفق..
أليس هو القائل :
( إنه من لايرحم لا يُرحم )؟
وقد كان النبي الرحيم محباً لأولاده وللصغار عموماً ، رفيقاً بهم ..
فكيفَ عبّر عن حبه لإبراهيم في أيامه القصيرة على الأرض ؟
..........

يقول أنس بن مالك في وصف حب النبي لإبراهيم :
مارأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان ابراهيم مسترضعاً في عوالي المدينة فكان ينطلق كل صباح
ونحن معه ليكحل عينيه برؤيته
ويضمه ويقبله ..ثم يرجع لأصحابه .
............

الألم الأشد وطأة :
كمثل ضربة خنجر في القلب ..
وقبل أن تنمو السنابل وتأتي الفرحة حصادها ..
أتى النبي صلى الله عليه وسلم خبراً شديد الوقع :
أن الرضيع في شدة المرض .. وفي الرمق الآخير .. فهلم..!
يروي الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف فيقول :
أخذ النبي بيدي فانطلقنا فوجدنا إبراهيم وهو يجود بنفسه ..
فاحتضنه النبي في حجره وبكى بقلب مفطور...
حتى خرج نفس ابراهيم وسكن
فقلت له :
يارسول الله ..! تبكي وآنت نهيت عن البكاء ؟!
قال : لم أنه عن البكاء ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين
صوت عند نعمة لهو ولعب ،
وصوت عند مصيبة لطم وشق جيوب ..
أما هذه فرحمة ..!
ومن لايرحم لايُرحم ..!
واتجه بانظاره إلى الراحل الصغير ...
والدموع الصامته تذرفها عيناه ثم قال :
لولا أنه وعد صادق وقول حق ..
وأن يلحق أولنا بآخرنا لحزنا عليك حزناً أشد من هذا ،
وإنا بك ياإبراهيم لمحزونون ..
تبكي العين .. ويحزن القلب .. ولا نقول مايسخط الرب .

..............
في أغلب الروايات ...
توفي إبراهيم في بني مازن عند أم بردة .
وغسلته أم بردة ، وحمل من بيتها على سرير صغير ..
وصلى عليه النبي ودفنه في البقيع قائلاً :
( ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون ).
............
وهكذا أسدل الستار على وجود شاءت إرادة الله
أن لاتكتمل فصول الفرحة به
وتشب عن الطوق ..لحكمة إلهية...
.............

لقد اختار الله لإبراهيم دار إنعامه قبل أن يكتب عليه أحكامه
أو يكلفه حلاله وحرامه
فنقله إليه طيباً زاكياً ...
...........
اللهم صل على محمد وعلى آله كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
وبارك على محمد وآله كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم
في العالمين..
إنك حميدٌ مجيد .
27
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا حبيبتي فيض لموضوعك القيم في رحاب رسولنا الصادق الأمين
ودمت بود وحب دائمين غاليتي
المحامية نون
المحامية نون
ماشاء الله طرح أكثر من رائع ...
جزاك الله كل خير فيضنا الغاليــة على تلك الوقفة العطرة
بارك الله بك
🌺🌺🌺
ورده الجوري
ورده الجوري
بارك الله فيك وزادك من فضلة
الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
جزاك الله خيرا فيض 🌹
افنان جنان
افنان جنان
جزاك الله خيرا