ضياع فرصة الزواج

موضوع قرأته و شدني
هل ما فيه هو صحيح
ما أدري هو قصة واقعية



السلام عليكم

انطلقت أولى أمنياتها بالزواج في سن العشرين
بعد حضورها زواج إحدى قريباتها
جميل هو منظر العروس بفستانها الأبيض تمشي أمام الناس
جميل هو الشعور بأن تكون زوجة و من ثم تكون أماً
في المرحلة الجامعية كانت المرة الأولى التي يتقدم لها فيها شاب
أخبرتها أختها التي استرقت السمع و أمها تحدث أبوها أن الجارة فلانة تريد ابنتهم لابنها
عاد من إمريكا قبل نصف عام و الآن هو موظف
والدها يرى أن ابنته لابد أن تنهي دراستها الجامعية أولاً فالزواج يشغلها عن الدراسة و الشهادة مهمة جداً في هذا الزمن
لم تعطى الفرصة لإبداء رأيها كما أنها لم تزل صغيرة
لم تكن حريصة جداً على تلك الفرصة لكنها كانت شرارة أذكت أموراً في خلد الفتاة
في الجامعة قرعت كثير من الفتيات من حولها الجرس
فلانة مخطوبة و فلانة عرسها قريب و تلك في القاعة المجاورة متزوجة من سنة و قريباً تضع مولودتها الأولى
المرحلة الجامعية كانت تمر سريعة بطيئة
أقنعها والدها أنها لابد أن تكمل دراستها بعد أن رفض شاباً كان هو ثاني من يتقدم لها
فوالدها أعلم بمصلحتها في كل شيء
تقنع نفسها الفتاة لا سيما ان الشاب الثاني موظف بسيط غير حاصل على شهادة جامعية و هي ستكون جامعية و التكافؤ في كل شيء مطلوب
مرت الحياة الجامعية سريعة بطيئة
لا تخفي على نفسها سراً أنها كانت تحدث نفسها بالزواج كثيراً إذا ما خلت مع نفسها للمذاكرة
كانت ترى نفسها زوجة بزينة و فستاناً أبيضاً زاهٍ و شقة رائعةً و زوجاً حنوناً طيباً كأخيها الذي ترى على زوجته أثر دلاله لها
في آخر فصل في الدراسة الجامعية في الثالثة و العشرين من عمرها كانت ترى أمها تهتم في تزيينها لحفلة الزفاف التي سيحضرونها الليلة لابنة عمتها ذات الواحد و عشرين سنة
كانت أمها في الحفلة تعرفها على زميلاتها و معارفها تذهب بها لتسلم عليهم
تعرف تماماً معنى ما تقوم به أمها
نجحت الخطة
اتصلت بوالدتها بعد أسبوع إمرأة كانت فيمن قابلتهم في حفلة الزفاف تلك
تريدها لابنها ذو الثمان و عشرين سنة طبيب بشري تخرج قبل سنة
جلست تحدث نفسها تزين نفسها أمام المرآة تتمنى طفلاً كصديقتها و طاولة طعام تجمعها مع زوجها كالتي صورتها صاحبتها و قد زينتها في عيد زواجهما الثالث
جاءها الخبر من أمها لقد رفضه والدها فالشاب من قبيلة أخرى و نحن أرقى منه نسباً !!
لم يكن هذا الشاب الثالث بل كان قبله ابن فلان جارنا القديم الذي انتقل من الحي و رفضه أبي فهو ليس ابن قبيلة أصلاً و كان عليه ان لا يتقدم لي
أبوك يريد لك الأفضل.. يريد شاباً متعلماً جامعياً مثلك و حالته المادية ممتازة مثلنا حتى يدللك و من نفس قبيلتنا فأنت غالية عنده
كنت في أشد الحيرة و أبي يلزمني بالقبول بابن عمي المطلِّق ذو الثلاثين سنة و سأسكن معه في ديرتنا الأصلية التي تبعد عن المدينة التي ولدت و نشأت فيها أكثر من 1200 كم و كم سعدت لما جاءني خبر أنه صرف بنفسه نظراً عن الزواج، فأنا لا أجد شيئاً مشتركاً بيني و بينه إلا اسم القبيلة

اليوم اقتربت من الخمس و عشرين سنة
و قد رفض والداها المتقدم الخامس فهو لا يملك سكناً مستقلاً و يريد أن يسكنها في غرفتين و دورة مياه في بيت والده و مطبخاً مشتركاً
نار الأمومة في جوفها تشتعل و هي ترى زوجتا أخويها و صديقاتها ينعمون بحياة زوجية سعيدة
كان تذمر المتزوجات في مسمعها من أزواجهم ترنم بالسعادة
كانت تغبطهم لا سيما مع تقدمها بالعمر و سيقل عدد المتقدمين كما تتوقع
تخبرها والدتها أنها وجدت لها وظيفة عند زميلتها مديرة المدرسة السادسة و العشرين في الحي المجاور
و كأنها تريد أن تتناسى حلم حياتها و سنة الله في كل ذكر و أنثى