ضيوفي لا يصلون ..فما العـــــــــمل ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أعيش في مدينة الرياض وكل أهلي وأقاربي يعيشون في مدينة أخرى بعيدة، ولأجل هذا أصبح بيتي مقراً لاستقبالهم لأنهم دوماً يترددون لانجاز المعاملات ومراجعة الدوائر والمستشفيات والتسجيل بالكليات وغيرها، ولا يكاد يمر أسبوعان دون أن أستضيف أحدهم حتى أصبح بيتي معروفاً بأنه مقر نزولهم، ويعلم الله أنني أبذل الكثير في سبيل إكرامهم والاحسان إليهم، ولكن بعض هؤلاء الأقارب لا يصلون أبداً أو أنهم يصلون يوم الجمعة فقط !! وقد حاولت أن أنصحهم بالتي هي أحسن وأذكرهم وقت الصلوات ولكنهم لا يتجاوبون أبدا، وبعضهم تجاوز عمره الثلاثين والأربعين ويأتي عندي وليجلس معي بالبيت وينام ويأكل ويشرب وربما قعد أسبوعا وأكثر، زوجتي ترفض خدمة هؤلاء غير المصلين ودائماً تذكرني بحكم التعامل معهم ولكني أُكرهها على أمور الطبخ وألزمها بالعمل وإن كنت أنا مثلها متضايقا إلا أنني أستحيي من منعهم دخول بيتي ولو فعلت لغضب والدي علي ولم يرض عني، إنني في حيرة من أمري فلا أود أن أخسر رضا والدي ولا أود أن آثم باستضافتهم وقد حاولت نصحهم كثيراً واتبعت طرقا كثيرة في النصح ولكن لم تجد؟

أبو فهد

- الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أولاً: ما تقوم به من خدمة أقاربك، وإكرامهم، وفتح بيتك لهم، أمر تشكر عليه، وهو من مكارم الأخلاق، ومن محاسن الصفات والأفعال.

ثانيا: ما يتعلق بلب المشكلة، وهو موقفك من بعض هؤلاء الأقارب الذين لا يحرصون على أداء الصلاة، أو لا يصلون بالكلية فالذي أراه ما يلي:

1- أن تضاعف جهودك في دعوتهم والوصول إلى قلوبهم بشتى الطرق المتاحة والمباحة من كتيبات وأشرطة وعظية ونشرات نافعة موثقة، أو استضافة بعض المشايخ والدعاة المؤثرين لعل الله أن يكتب هدايتهم على أيديهم.

3- إذا جاء وقت الصلاة، فلا تكتف بحثهم على أدائها بالقول فقط، بل خذ بأيديهم، ومرهم أن يخرجوا معك إلى المسجد، فلا تخرج إلا وهم معك.

3- إن أبوا الخروج، وأصروا على ما هم عليه، ولم ينتفعوا بنصح ولا توجيه غير مباشر، فالذي أراه أن تصارحهم بالأمر، فتأخذ أحدهم على انفراد، وتقول له: قد علمت أن بابي مفتوح للجميع، وأني أتشرف بخدمتك وخدمة جميع الأقارب والأحباب، لكني لاحظت أنك لا تصلي أو تتهاون بأمر الصلاة، وقد علمت حكم من يفعل ذلك، وجلوسك في بيتي على هذه الحال لا يرضي الله تعالى، وأخشى أن أكون آثماً بذلك، فإن كنت تقدرني، وتريد رضاي، وقبل ذلك رضا الله عز وجل فحافظ على الصلوات الخمس مع الجماعة، وإلا فإني أعتذر عن استقبالك.. ونحو ذلك من الكلام الطيب، ولينبغي ألا تاخذك في ذلك لومة لائم، وإذا كانوا هم لم يتسحيوا من الله ولا منك، فكيف تستحيي أنت منهم، علما بأنه لا خير في حياء يمنع من قول الحق والعمل به، أما غضب والديك، فإنه إذا تعارض مع غضب الله عز وجل، فإن غضب الله أحق بأن يتقى من غضب الوالدين، على أنه يمكن ارضاهما ببيان الأمر لهما، ولا بد أنهما سيتفهمان الأمر.

ثالثاً: زوجتك أيضاً تستحق الشكر على موقفها الطيب من هؤلاء المتهاونين بالصلاة، وهي على حق في الامتناع عن إكرامهم، لأن أمثال هؤلاء لا يستحقون الإكرام، والله الموفق.

الشيخ محمد بن عبد العزيز المسند

مجلة الدعوة - العدد 1611