حكايه صبر

حكايه صبر @hkayh_sbr

كبيرة محررات

ضيوف عما قريب سيرحلون... هااااااااام

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أحبتي في الله

ربما تساءلتم من هم هؤلاء الضيوف أتعرفون من هم إنهم :

أنا وأنتم وكل من على وجه البسيطة! نـــعــم

ألسنا جميعنا ضيوف في هذه الدنيا الفانية.

قال تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام

( قال ابن عـمر: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم

والشمس على أطراف السعف فقال ما بقي من الدنيا إلا كما بقي من يومنا فيما مضى فيه )رواه الترمذي.


قال حامد اللفاف ( من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاث أشياء: تعجيل

التوبة، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ؛؛ ومن نسي الموت عوقب بثلاث أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في

العبادة)


ذم الدنيا

الدنيا ! ذلك الطيف العابر! والظل الزائل!
الدنيا ! دار الغرور ! ومنزل الأحزان!
الدنيا ! وفاؤها غدر ! وحبها كاذب !
الدنيا ! جديدها بالي ! وصفوها كدر!
الدنيا ! لحظة الناس فيها ضيوف عما قليل سيرحلون!

مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فرأى شاة شائلة برجلها فقال : أترون هذه الشاة هينة على صاحبها قالوا : نعم قال : والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على صاحبها ولوكانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة.

عن ابن الميمون اللخمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على مزبلة فقال : هلموا إلى الدنيا وأخذ خرقا وقد بليت على تلك المزبلة وعظاما قد نخرت فقال : هذه الدنيا

قال : سمعت سفيان الثوري يقول : كان يقال : إنما سميت الدنيا لأنها دنيه وإنما سمي المال لأنه يميل بأهله

أخبر عبد الرحمن المحاربي عن ليث : أن عيسى ابن مريم رأى الدنيا في صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة فقال لها : كم تزوجت ؟ قالت : لا أحصيهم قال : كلهم مات عنك أو كلهم طلقك ؟ قالت : بل كلهم قتلت قال : فقال عيسى عليه السلام : بؤسا لأزواجك الباقين ألا يعتبرون بأزواجك الماضين كيف تهلكينهم واحدا واحدا ولا يكونون منك على حذر

عن جابر بن عون الأسدي قال : أول كلام تكلم به سليمان بن عبد الملك أن قال : الحمد لله الذي ما شاء صنع وما شاء رفع وما شاء وضع ومن شاء أعطى ومن شاء منع إن الدنيا دار غرور ومنزل باطل وزينة تتقلب تضحك باكيا وتبكي ضاحكا وتخيف آمنا وتؤمن خائفا وتفقر مثريها وتثري فقيرها ميالة لاعبة بأهلها يا عباد الله اتخذوا كتاب الله إماما وارضوا به واجعلوه لكم قائدا فإنه ناسخ لما قبله ولن ينسخه كتاب بعده اعلموا عباد الله إن هذا القرآن يجلو كيد الشيطان وضغائنه كما يجلو ضوء الصبح إذا تنفس إدبار الليل إذا عسعس


أنشدني رجل من بني يشكر :
( إنما الدنيا وإن سر ت... قليل من قليل )
( ليس يحلو أن تبدى ... لك في زي جميل )
( ثم ترميك من المأ ... من بالخطب الجليل )
( إنما العيش جوار الله ... في ظل ظليل )
( حيث لا تسمع ما يؤ ... ذيك من قال وقيل )

فدنيا هذا حالها كيف لنا أن نتشبث بها فيجب علينا أن لا نغفل عن حالها وأن لانكون فيها من الغافلين طولي الأمد الذين يأملون الآمال وكأنهم خالدون فيها مخلدون

الغفلة
عن جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار يحدث عن الحسن قال : أربع من أعلام الشقاء : قسوة القلب وجمود العين وطول الأمل والحرص على الدنيا


قال تعالى: ( أقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين )

نريد أن نتمتع ونلهوا أكثر مما لهونا، ولا نزال نؤمل في الأموال الكثيرة، والجاه الرفيع، وكأننا سنعيش في الدنيا أبداً، وكأننا لانقرأ قول الله تعالى:
(أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)

لقد انشغل الخلق عن الطاعات وأعرضوا عن فعل الصالحات.. وأقبلوا على دار الغرور .. ومستوطن الشرور
فترى هذا مشغولاً بتجارته .. وتكثير أمواله، من حلال أو حرام !
وهذا مشغول بزراعته في ليله والنهار!
وهذا مشغول بحساب رصيده الفاني ! فهو في ليله ونهاره ! يحسب في أمواله.. وإذا نام ؛ كانت أحلامه مواصلة لذلك الحساب..

وآخر عاكف على الشهوات .. فهو مشغول بتلبية شهواته البهيمية !!
وآخر غارق في أنواع من المعاصي ! يستفتح يومه بمعصية ويختمه بمعصية !!
وآخر لا يدري لمَ خلق ؟! ولا ماذا يجب عليه ؟!

خلق سيطرت عليهم الغفلة .. وكستهم من ثيابها ألواناً !


فلا تكن أخي من الذين نسوا ماذا بعد الحياة؟
نسوا الأجل
نسوا ساعة الرحيل!
نسوا الدار الأخرى !
نسوا الموت وسكراته !
نسوا القبر وضمته وأهواله !
نسوا هول المحشر!
نسوا الصراط وكلاليبه!
نسوا النار وفظائعها!

قال أحد الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وحياته إلى موته؟!

إن غفلتنا شديدة، وإن الأيام تتابع. تقربنا إلى القبر والآخرة، ونحن عن صنيع الأيام غافلون ، نتقلب في النعم، ويتفنن الكثير في معصية الله تعالى، حتى أصبحت المعاصي شيئاً مألوفاً عند كثير من الناس. لا تتحرك مع آفتها دواعي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,
وهذا نذير خطر على الأفراد والمجتمع بل ولأمة كلها

فتهيأ أيها العاقل ليوم المعاد ..
واستعد لساعة السكرات فإنه يوم لا ينفعك فيه إلا صالح ما قدمته
وميعاد لا تنجو من شدائده إلا بصدق العمل...
ولا يغرنك خفض عيش ..
ولا صحة بدن ..
وأنت ترى أن الموت لا يفرق بين صحيح وسقيم ..
فإياك من هجوم الموت ... وسرعة الرحيل!


الزهد في الدنيا

قال صلى الله عليه وسلم { مالي والدنيا ؟ ما أنا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها}

وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته :
إن لكل سفر زاداَ لا محالة فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة التقوى وكونوا كمن عاين ما أعده الله من ثوابه وعقابه وترغبوا وترهبوا ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم وتنقادوا لعدوكم.

عن يونس بن عبيد قال : ما شبهت الدنيا إلا كرجل نائم فرأى في منامه ما يكره وما يحب فبينما هو كذلك إذ انتبه.

أنشد أبو إسحاق القرشي التيمي :
( ننافس في الدنيا ونحن نعيبها ... لقد حذرتناها لعمري خطوبها )
( وما تحسب الأيام تنقص مدة ... على أنها فينا سريع دبيبها )
( كأني برهط يحملون جنازتي ... إلى حفرتي يحثى علي كثيبها )
( فكم ثم من مسترجع متوجع ... ونائحة يعلو علي نحيبها )
( وباكية تبكي علي وإنني ... لفي غفلة من صوتها ما أجيبها )
( أيا هادم اللذات ما منك مهرب ... تحاذر نفس منك ما سيصيبها )
( وإني لممن يكره الموت والبلى ... ويعجبه روح الحياة وطيبها )
( فحتى متى حتى متى وإلى متى ... يدوم طلوع الشمس بي وغروبها ؟ ! )
( رأيت المنايا قسمت بين أنفس ... ونفسي سيأتي بعدهن نصيبها )

عن سفيان قال :
بلغنا أن لقمان قال لابنه : يا بني إن الدنيا بحر عميق يغرق فيه ناس كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان بالله وشراعها التوكل على الله لعلك تنجو وما أراك بناج

عن زيد بن أرقم قال : كنا مع أبي بكر فدعا بشراب فأتي بماء وعسل فلما أدناه من فيه بكى وبكى حتى أبكى أصحابه فسكتوا وما سكت ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لن يقدروا على مسألته ثم مسح عينيه فقالوا : يا خليفة رسول الله ما أبكاك ؟ قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يدفع عن نفسه شيئا ولم أر معه أحدا فقلت : يا رسول الله ما الذي تدفع عن نفسك ؟ قال : هذه الدنيا مثلت لي فقلت لها : إليك عني ثم رجعت فقالت : إنك إن أفلت مني لن ينفلت مني من بعدك


عن إسماعيل عن قيس سمعه يقول : أخبرنا المستورد الفهري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر ما يرجع إليه

ثمرات الزهد في الدنيا

أخبر شعيب بن أبي سعيد : أن رجلا قال : يا رسول الله كيف لي أن أعلم كيف أنا ؟ قال : إذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة وابتغيته يسر لك وإذا أردت شيئا من أمر الدنيا وابتغيته عسر عليك فأنت على حال حسنة وإذا كنت على خلاف ذلك فإنك على حال قبيحة

وعن مالك بن دينار قال : قال لي عبد الله الرازي : إن سرك أن تجد حلاوة العبادة وتبلغ ذروة سنامها فاجعل بينك وبين شهوات الدنيا حائطا من حديد


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه الماء

الموت
الدنيا ! ساعة فجعلها طاعة !
قال حامد اللفاف ( من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاث أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ؛؛ ومن نسي الموت عوقب بثلاث أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة)

دقات قلب المرء قائلة له .... إن الحياة دقائق وثوان

قال أبو الدرداء ( إذا ذكر الموتى فعد نفسك كأحدهم )

هذا الربيع بن خيثم – رحمة الله – حفر في داره قبراَ فكان إذا وجد في قلبه قساوة، دخل فيه فاضطجع فيه ومكث ساعة ثم قال : (( حتى إذا جآء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلِّي أعمل صالحاً فيما تركت كلآ إنها كلمة هو قائلها ومن ورآئهم برزخ إلى يوم يبعثون)) ثم يقول : ياربيع قد أُرجعت، فاعمل الآن قبل أن لا تُرجع!
وأخيراً قال أبو حازم: (كل عمل كرهت الموت من أجله فتركه ثم لايضرك متى مت)

عن بن صفوان قال : كنا مع الحسن في جنازة فقال : رحم الله امرءا عمل لمثل هذا اليوم إنكم اليوم تقدرون على ما لا يقدر عليه إخوانكم هؤلاء من أهل القبور فاغتنموا الصحة والفراغ قبل يوم الفزع والحساب

تذكروا أحبتي

أن العمر لحظة إذا ما قيس على أيام الآخرة التي يومها بـ (50) ألف سنه

إنـــا لنفــرح بــالأيام نــقطــعــها ........... وكل يوم مضى يدني من الأجـــل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ............ فإنما الربح والخسران في العمل

أنشد أبو نصر المدني :
( هذه الدار ملكها قبلنا ... عصبة بادوا وخلوها لنا )
( فملكناها كما قد ملكوا ... وسيملكها أناس بعدنا )
( ثم تفنيهم وتفنى بعدهم ... ليست الدنيا لحي وطنا )
( عجبا للدار كم تخدعنا ... حسرة يا حسرة يا حزنا )


قيل:

حكم المنية في البرية جــــاري ....... مــــاهذه الدنيا بدار قرار
اقضوا مآربكم ســـراعاً ....... إنـما أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيل السباق وبادروا ....... أن تســترد فإنهن عواري
ودعوا الإقامـــــة تحت ظل زائل ....... أنتم على سفر بهذي الدارِ
من يرجو طيبَ العيش فيها إنما ....... يبني الرجاء على شفيرٍ هارِ
والعيش كل العيش بعد فراقها ....... في دار أهل السبق أكرم دارِ


*-*-* ((وإليكم هذه القصة)) *-*-*

كان ملك الموت في القديم يأتي على صورة رجل فيقبض الأرواح ؛؛
فهذا واحد من الغافلين جمع من المال أصنافاً, ابتنى قصراً جعل عليه بابين وثيقين، وجمع عليه حرساً من غلمانه، ثم جمع أهله، وصنع لهم طعاماً، وقعد على سريره ورفع إحدى رجليه على الأخرى، وهم يأكلون، فلما فرغوا قال: يا نفس انعمي لسنين، فقد جمع لك مايكفيك، فلم يفرغ من كلامه، حتى أقبل على قصره رجلٌ رث الثياب في عنقه مخلاة، فقرع باب القصر قرعاً شديداً ففزع الغني، وهو على فراشه . فوثب الحرس والغلمان إلي الرجل وقالوا له: ما شأنك؟! فقال: ادعوا إلى مولاكم ! فقالوا: وإلى مثلك يخرج مولانا؟ فقال نعم فأخبروه بذلك! فقال الغني هلاَّ فعلتم به وفعلتم ؟! فقرع الرجل الباب قرعة أشد من المرة الأولى فوثب إليه الحرس! فقال: أخبروه أني ملك الموت!!
فلما سمعوه، أُلقي عليه الرعب ووقع على مولاهم الذل والتخشُّع! فقال قولوا له قولا ليناً، وقولوا: هل تأخذ به أحداً؟
فدخل عليه وقال اصنع في مالك ما أنت صانع فإني لست بخارج منها حتى أخرج روحك !.. فأمر بماله حتى وضع بين يديه ..
فقال: حين رآه: لعنك الله من مال! أنت شغلتني عن عبادة ربي، ومنعتني أن أتخلَّى لربي . فأنطق الله المال فقال:
لمَ تسبني؟ وقد كنت تدخل على السلاطين بي، ويردّ المتقي عن بابهم، وكنت تنكح المتنعمات بي، وتجلس مجالس الملوك بي وتنفقني في سبيل الشر، فلا أمتنع منك، ولو أنفقتني في سبيل الخير نفعتك ! خُلقت يا ابن أدم من تراب، فمنطلق ببر، ومنطلق بإثم ثم قبض ملك الموت روحه ...فسقط.



فماذا أعددنا لهذه اللحظات؟ أتضنونها بعيدة ؟!

فكم من رافل في ثياب الصحة نزلت به المنية بغتة؟
وكم من ناعم في العيش دهمه الأجل بلا ميعاد ؟


أعلموا أحبتي في الله أن حياتنا غنيمة فلا يجب أن نضيعها في غير الطاعات ..

وإن خير زاد تزوَّدت به تقوى الله تعالى وطاعته فاعمل ليوم الرقدة الكبرى..

وها هو العمر يسابقنا فلا يسبقننا فينقضي عمرنا ونحن غافلون!!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأعتذر عن الإطالة
20
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور نور الدنيا
بارك الله فيك

وجعله في موازين حسناتك

وجزاك المولى خير الجزاء
kirsche
kirsche
بارك الله فيك .. و جازاك الله الجنة..
عسوله 5
عسوله 5
جازاكي الله خيرا
اللهم اغفر لي والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم
اموني
اموني
جزاكـِ الله كل خير الله يجعله في ميزان حسناتك
اشكرك اختي على مواضيعك المتميزة..
الله يعطيك العافيه ويفتحلك من ابواب رزقـــهـ
حكايه صبر
حكايه صبر