هكذا ينبغي من طالبة الكلية الجديدة
لما يسود في ذهن الطالبة بأن هذا المشوار الذي ستقضيه في دراستها من أجل الله عز وجل ومن أجل نفع دينها وأمتها وأنها فتاة المستقبل ، وأنها اللبنة الأساسية التي ستعتمد عليها هذه الأمة ، فإنها تبدأ تضع لها أهدافاً سامية ثم بعد ذلك تترجمها إلى جد وعمل يواجه ألم فراق الأهل ، وشدة عناء التخصص ، وحب الراحة والكسل ...
ولهذا أحببت بأن أهمس في أذن كل طالبة مستجدة بعض الهمسات ، من أجل أن تكون على دراية بما قد يعتريها من خلال مشوارها الدراسي ...
فأقول مستعينا يالله
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي أن تجدد نيتها في طلب العلم سواء كان ذلك في العلوم الشرعية ، أو في العلوم الطبيعية والإدارية والتقنية ، فلا يكون اختيارا للتخصص من أجل حظٍ من حظوظ الدنيا ولا من أجل المباهاة والتفاخر ، وإنما يكون ذلك لله ومن أجل الله ، وعندما تجدد الطالبة هذه النية فهي في عبادة لله عز وجل تجد أجرها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون " والإخلاص مع ما فيه من تصحيح العمل، وإقبال صاحبه عليه وتحقق الأجر والثواب له، فهو أمر قلبي لا يكلف صاحبه مزيداً من الجهد ، فلو عقدت مقارنة بين طالبتين : هذه مخلصه لله وهذه غير مخلصه ، فكلهم سوف يحصل على الشهادة والمزايا المالية التي تحصل عليها الأخرى.
والطالبة التي تستحضر النية الصالحة، منذ أن تخرج من منزلها إلى أن تعود إليه وهي في عمل صالح ، فهي داخلة تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم :"من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" وكل ما يصيبها من تعب ومن جهد في الاستذكار والامتحانات فهي مأجورة عليه" (1) ...
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي أن لا تستقبل نصائح الكسالى التي تدعو للكسل والتسويف سواء كان ذلك في برنامجها الدراسي أو برنامجها الحياتي
فكم من فتاة سقطت بسبب فتاة لا تخاف الله ولا تعبر حياتها بثمن 00
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي أن تحرص على حضور كل المحاضرات في كليتها ...
فلا تغيب عنها إلا بعذر تقبله نفسها الجادة ـ ـ
ولا تستغل الغياب المسموح لها في الكلية ـ ـ
لأنها تحرص على العلم والفائدة ، وتحرص على الفهم والتدوين ، وضبط النفس والاهتمام بالوقت ...
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي أن تجتهد وتبذل وتسأل منذ أول أيام الدراسة ، فلا يكون أول أيامها غياب وسهر، ونوم وسفر ، بل تبدأ بطرق أبواب النجاح من أو ل يوم في دراستها ...
ياأيها الطالبة ...الله الله ... في المستويات الأولى في كليتكِ
ـ ـ لأنها هي أساس نجاحكِ بعد الله عز وجل ـ ـ
- - وسر تفوقكِ وسعادتك - -
أيها الطالبة الجديدة ... كان هناك طالبات متفوقات في مرحلة الثانوية حصلوا على نسب عالية ... وما إن انفردوا بقلة الإيمان - وصاحبوا أصحاب الهمم السافلة إلا وبدأ مؤشر الفشل من أول مستوياتهم ـ حتى وقعوا في فخ الإنذارات من كلياتهم ، وبعد ذلك طردوا، وخسروا ثمرة أيام شبابهم ...
ومن طلب العلوم بغير كدٍّ *** سيدركها إذا شاب الغراب
ـ ـ ـ واللبيبة بالإشارة تفهم ـ ـ ـ
*** الطالبة الجديدة ... لا تكون فريسة في بداية وأثناء دراستها للنوم لأنه أساس الفشل ، ومحور الرسوب ، وزادٌ للوم ...
وليس ذلك على الإطلاق ... لا ...
وإنما أولا/
عن صلاة الفجر وصلاة العصر خاصة ، لأنها تأتي غالباً بعد نوم ، والصلوات الباقية عامة ... فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول(من صلى البردين دخل الجنة ) رواه البخاري .
وقال عليه الصلاة والسلام بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه .
وثانيا/عن المحاضرات في الكلية فلا تتعود الطالبة على كثرة السهر ، وحب الراحة ، والتلذذ بطعم النوم ، من أجل أن لا تخسر دينها ودنياها وآخرتها ...
قال يحي بن أبي كثير: لا ينال العلم براحة الجسم.
*** الطالبة الجديدة ... لابد أن تستعين بأهل الخبرة في تخصصها بعد الله ، فلا تتأفف ولا تكسل عن السؤال والاستفسار ، وخصوصا من الطالبات المجتهدات الذين لهم قصب السبق في التخصص ، فتسأل عن الدكتورة أو المحاضرة وعن طريقة اختباراتها وعن مذكراتها وعن طريقة التعامل معها ، وتسأل عن المادة التي تدرسها ، وعن طريقة مذاكرتها وعن الملخصات التي تساعد في فهمها ، وتسأل عن طريقة حساب المعدل التراكمي وتسأل عن كل ما تحتاجه في دراستها ، حتى يسهل لها ذلك الوصول إلى ما تريد بكل يسر وسهولة .
*** الطالبة الجديدة ... لابد أن تطور مهاراتها وطاقاتها ، وذلك من خلال المشاركة في الأنشطة التي تساعدها على التطور الذاتي والمعرفي في أروقة الكلية أو خارجها ،
لأن الأمة لا تريد دكتورة أو مهندسه أو مدرسهً أو مهنيه أو مدربه فقط ، الأمة تريد أن تكون الطالبه كألف من الطالبات سواء كان ذلك في إيمانها و تقواها ، أو ثقافتها وبراعتها ، أو في دعوتها ونشاطها ، أو في اهتماماتها وتطلعاتها ...
والناس ألف منهم كواحد ٌ *** وواحدٌ كالألف إن أمرٌ عنى (2)
*** الطالبة الجديدة ... لا يجدُرُ بأن تتخذ قراراتها الفردية في دراستها بدون استشارة لأهل الخبرة والتخصص سواء كان ذلك في التحويل من قسم إلى قسم آخر ، أو من خلال حذف الترم أو السنة في حال حصول طارئ أو قصور في الدراسة ، أو من خلال لو قدر الله عدم الرغبة في إكمال الدراسة ، أوفي إنزال المقررات في الأترام الصيفية ، وما خاب من استشار ، ومن استبدَّ برأيه هلك .
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي إذا سكنت بعيده عن أهلها أن ترفض وجود الفضائيات في غرفتها أو شقتها وتضع البديل مكان ذلك من قنوات المجد المتهيئة الآن ، أو جهاز حاسوب أو ما يكون بديلاً نافعا لذلك عند وقت الفراغ . وكذلك أن يتوفر المحرم في حال خلوتها 00
*** الطالبة الجديدة ... تحاول أن تتصرف تصرفا سليما في مكافأتها ، فلا تسرف ولا تغرق في الكماليات التي تستطيع أن تستغني عنها ، لأن المكافأة إن وجدت من الكلية فهي لا تكفي الطالبة إلا إذا أحسنت التصرف معها ( وإلا ستغرق في الديون )
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي أن لا تخضع للهتافات التي تدعوا إلى اليأس والقنوط ، ولا تنصت للهمسات التي توحي بترك الدراسة أو المذاكرة أو الحضور ، بل لديها همه تناطح السحاب ، ولديها وعي يقودها إلى التمييز بين النافع والضار ، ولديها عزيمة تدكدك شهوات النفس وآفاتها .
*** الطالبة الجديدة ... لا بد أن تعود نفسها على أن تحضر قبل المحاضرة وقبل الإختبار بعشر دقائق على الأقل ، من أجل أن تهيئ حالها وتحجز مقعدها ، وتراجع درسها ، وتقرب من لوحة الشرح ، لأنها إذا اعتادت على ذلك فسوف تتخلص من الآفات التي تتعرض لها بعض الطالبات في التعامل مع المحاضرات الدراسية .
*** الطالبة الجديدة ... عندما تمر بظروف صعبه في العيش أو إخفاق في مادة من المواد ، فعليها أن تصبر وأن تجد و تجتهد ولا تجعل العقبات التي تمر بها مفتاحاً لليأس وعدم الرغبة في إكمال الدراسة ، فإن الشدائد والمصاعب التي تمر على الطلاب عموما في دراستهم تزول ، ويذهب أثرها عندما تأخذ الطالبة شهادتها من كليتها " والحكيمة من تبتهج بالمصائب ، لتقطف منها الفوائد " (3) .
*** الطالبة الجديدة ... لابد أن تربي نفسها تربية جادة ، سواء كان ذلك في الجوانب الإيمانية ، أو الجوانب العلمية ، أو الجوانب العقلية ، أو الجوانب الاجتماعية ، أو الجوانب النفسية ، أو الجوانب الدعوية ، أو الجوانب الخلقية والسلوكية ، وهذه الأمور لا تأخذ وقتا محددا ، بل يأتي ذلك بالتعلم وترتيب الوقت .
فمثلا في الجانب الإيماني : لو أخذنا مثالا على ذلك في المراقبة لله عز وجل
فتنمي الفتاة في نفسها رقابة الله والخوف منه ، فعندما تهتم بذلك ، ستجد أن النتائج بعد شهر نتائج إيجابية وعندما تستمر الطالبة على تربية هذا الجانب في نفسها فترة بعد فترة ، فإنها تعزز هذا الجانب في نفسها ، وعند ذلك تشعر الطالبة بأن الله هو المطلع عليها ، وأن أي عمل تعمله لابد أن تستحضر رقابة الله عز وجل .
*** الطالبة الجديدة ... إذا كانت تذهب مع أبيها لكليتها فهذا حسن ، أما إذا كانت تذهب مع سائق ، فينبغي أن تملك نفسها من عدم الإتزان في السيارة ، سواء كان ذلك بتصرفاتها ، أو عند طلوعها ونزولها فالحكيمة أميرة نفسها ، وملامح وحركات الطالبه في كليتها وفي الباص أو مع السائق ( مع محرم ) هو المعيار الأساسي في تحديد سلوكها وأخلاقها ومستقبلها ...
*** الطالبة الجديدة ... لا تكون فوضوية في أوقاتها ، بل تكون مرتبة للأعمال حسب حاجة الزمن لكل عمل ، فهناك زمن للمذاكرة ، وزمن آخر لأنشطتها ، وزمن آخر لأهلها ، وزمن آخر لنفسها ، فلا تكون هذا الطالبة أداة سهلة لمن أفرطت في تضييع أوقاتها وكثرة طلعاتها .
*** الطالبة الجديدة ... إذا عودت نفسها على المذاكرة أول بأول ، وحرصت على السؤال والمراجعة ، فإنها تكون أهدأ الطالبات بالاً أثناء الاختبارات وتكون أيام الاختبارات مجرد مراجعة لا تستهلك منها وقتاً ولا طاقه كما تستهلك من الطالبات الأخريات اللاتي يجتهدن ليلة الإختبار .
*** الطالبة الجديد ... يحتاج أن تيغير سلوكها ومواقفها وعواطفها السلبية التي كان تتأقلم معها في مرحلتها الماضية ، لأنها بدأت تشعر بمسئوليتها أمام الله عز وجل ، وتشعر بقيمة هذه الحياة ، وسارت تفكر في إعداد مسار مستقبلها بكل همة ووضوح ، وأصبحت تشعر بأن أهلها وذويها ينظرون إليها نظرة غير نظراتهم لها في المرحلة الثانوية .(4)
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي أن تسأل نفسها هذا السؤال " هل أنا في الكلية أم في الرابعة الثانوية؟
لقد درست طالبة الكلية ثلاث سنوات على الأقل في المرحلة الثانوية ، ثم انتقلت إلى الكلية ، فهل أصبحت فعلياً طالبة كلية ؟ أم أنها لاتزال في الرابعة الثانوية؟
لإن بعض الطالبات تعيش بعقلية طالبة المرحلة الثانوية وتفكيرها ، فلا يعدو انتقالها إلى مرحلة الكلية من أن يكون زيادة في رصيدها الدراسي من السنوات" (5)
*** الطالبة الجديدة ... " ينبغي أن يكون لها دور في فهم الحياة ؛ فلا يسوغ أن تكون مجرد إنسانهً تعيش في المجتمع وتتطبع بما فيه ، وتحمل الأفكار السائدة أياً كانت هذه الأفكار ، بل لابد أن ترتقي إلى مرحلة أعلى ، فتسهم في فهم الحياة ، وتسهم في فهم المجتمع ، وفي تقويم الأفكار والعادات والتقاليد التي تراها في المجتمع ، وفي الحكم على صحتها وخطئها، ثم تسهم في التغير الإيجابي. (6)
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي أن لا تفتح لنفسها المجال في السمر الذي يقود إلى الإفراط ، وضياع المستقبل ، وضياع صلاة الفجر ، والغياب عن المحاضرات سواء كان ذلك في منزلها أو عند زميلاتها .
*** الطالبة الجديدة ... ينبغي " أن تنتقي لروحها وقلبها وأخلاقها صاحبة تغذيها بأحسن الصفات ، وأجمل الآداب ، وأكمل العادات ، وأكرم الأخلاق ، وتتقي مرضى النفوس، وتتجنب ضعيفي الإيمان خوفا على دينها، وحفظاً لأخلاقها، أن يصيبها ما أصابهم
واحذري مؤاخاة الدنيئة إنها **** تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
هذه همسات بعثتها إليكِ أيتها الطالبة ، فإن رأيتِ صواباً فتمسكي به وتعودي عليه ، وإن رأيتِ غير ذلك فالتمسي لي العذر ، وأبحثي عن ما يسهم في نجاحك وتميزك ...
@@ ونحن في انتظار عطاءكِ لأمتك @@
وأسأل الله أن يوفقكِ ...
وأن يفتح عليكِ ...
وأن يسددكِ ...
وأن يجري الخير على يديكِ ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير ...
هاجر جولة @hagr_gol
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
جزاك الله خير وهذا المطلوب من بنات المسلمين
وفقنا الله واياهم للطاعه
يعطيك العافيه ..~
جزاك الله خير وهذا المطلوب من بنات المسلمين
وفقنا الله واياهم للطاعه
يعطيك العافيه ..~
الصفحة الأخيرة
الله يجعله في ميزان حسناتك