طالبتكم 00ادخلوا ابيكم في موضوع ضروري 0000000000000

ملتقى الإيمان

السلام عليكم
كيف الحال ياخواتي
والله مستحيه منكم وانا اطلبكم لكن مالي الا الله ثم انتم



بنات فيه موضوع مطلوب مني عن الدين وحسن المعامله 000
الله يوفقها ويسعدها اللي تكتبلي عنه
ومالها الا الاجر من الله تكفون لاتبخلون علي الله يجزاكم خير ابيه الليله اوبكره
4
449

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بائـ الورد ـعة
وعليكم السلام روحمة الله وبركاته

هلا وغلا حبيبتي

الوقت متأخر ... بس ممكن تستفيدين من المواضيع هذي :

الأول : عن التعامل وحسن الخلق الذي يعد من ايسر العبادات

http://archive.hawaaworld.com/showthread.php?t=288393

والثاني : مقتطفات من أقوال الصالحين وأحوالهم في تعاملاتهم مع الآخرين

http://archive.hawaaworld.com/showthread.php?t=291986

أتمنى ان أكون أفدتك ... بالتوفيق ...

ولا تنسيننا من صالح دعواتك بالغالية
(راجية الغفران)
الله يوفقك يابائعة الورد
ويجزاك خير ويسعدك دنيا واخره
والله ماقصرتي الله لايحرمك الاجر
وجدان 2007
وجدان 2007
الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدب نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فأحسن تأديبه، وبعد:

فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ .

وحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر.

وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } .

وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.

وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} .

وتأمل - أخي الكريم - الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال : { إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم } .

وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام:{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً } .

وعليك بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: { أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً } .

والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: { والكلمة الطيبة صدقة } .

بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } .

والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، قال تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .

وقد جُُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفها - أخي المسلم - وتمسَّك بها. وهي إجمالاً: أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.

أصل الأخلاق المذمومة كلها: الكبر والمهانة والدناءة، وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة. فالفخر والبطر والأشَر والعجب والحسد والبغي والخيلاء، والظلم والقسوة والتجبر، والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار، وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة، وأن يُحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك، كلها ناشئة من الكبر.

وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير اللّه واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس.


وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَهُ *** رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ


وإذا اتقى اللّه امرؤٌ وأطاعه *** فيداه بين مكارمٍ ومعالِ


وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى *** تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ


وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى *** نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ


أخي المسلم:

إنها مناسبة كريمة أن تحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، وتقود نفسك إلى الأخذ بها وتجاهد في ذلك، واحذر أن تدعها على الحقد والكراهة، وبذاءة اللسان، وعدم العدل والغيبة والنميمة والشح وقطع الأرحام. وعجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولايغسل قلبه مرة في السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!

واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك مِن: والدين، وزوجة وأبناء، وأصدقاء، ومعارف، بطيب معشرك، وحلو حديثك، وبشاشة وجهك، واحتسب الأجر في كل ذلك.

وعليك - أخي المسلم - بوصية النبي صلى اللّه عليه وسلم الجامعة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: { اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن } .

جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم: { إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً } .

اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، اللهم كما حسَّنت خلقنا فحسن بمنِّك أخلاقنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى اللّه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
***********************************

حسن الخلق - 16

د.سلمان بن فهد العودة 17/9/1426
20/10/2005



هدف الرسالات السماوية هو التزكية، فإبراهيم - عليه الصلاة والسلام- حين يدعو الله عز وجل يدعوه أن يبعث في ذريته رسولاً منهم يتلو عليهم آياته، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويزكيهم، وقد أجاب الله دعوته عليه الصلاة والسلام، فبعث في الأميين هذا الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، والذي قال الله سبحانه في حقه: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" (1) سورة الجمعة.
وامتن -سبحانه- علينا جميعا ببعثة النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ"(151) سورة البقرة.
وقد صرح الرسول صلى الله عليه وسلم بالهدف من بعثته، بقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)(2) والمقصود بالأخلاق معنى أشمل مما هو متعارف عليه بين الناس، فالأخلاق معاملة العبد مع ربه، ثم معاملته مع نفسه، ثم معاملته مع الخلق، وهذا معنى صحيح.
و ذكر هديه صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر يطول، وهذه بعض الأحاديث القولية في الحث على الخلق.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد من خلق حسن، وأن الله يبغض الفاحش البذيء)(3) وروى الترمذي أيضاً، وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: (تقوى الله وحسن الخلق)(4).
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: (الفم والفرج)(5).
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً. متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال: ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي قط: أف ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا ؟ متفق عليه.
وعن الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال: أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً وحشياً فرده علي. فلما رأى ما في وجهي قال: (إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم) متفق عليه.
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم. فقال: ( البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس) متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً وكان يقول: ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أبو داود.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون) فقالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال: ( المتكبرون) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
ويكفي أن تراجع سيرته، وتنظر كيف كان صلى الله عليه وسلم يعامل الناس كلهم؟
كيف كان يعامل أزواجه؟
كيف كان يعامل أقاربه؟
كيف كان يعامل أصحابه؟
كيف كان يعامل أعداءه أيضاً؟
ولنقف قليلا عند بعض المواقف التي لا تمثل إلا شيئاً يسيراً من هذا.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم استدان من رجل مالاً فجاء الرجل يتقاضى من النبي صلى الله عليه وسلم فأغلظ له القول فهمّ به أصحابه، فقال عليه الصلاة والسلام: (دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً) (6).
وكان إذا استسلف من أحد شيئاً أضعف له في الوفاء ودعا له، وقال: (إنما جزاء السلف الوفاء والحمد) (7) حتى إنه صلى الله عليه وسلم استدان من زيد بن سعنة اليهودي، فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحل الأجل، وقال: يا محمد أوفني حقي، فإنكم يا بني عبد المطلب قوم مُطْلٌ. (يعني: تماطلون في دفع الدين، وسداده) فقام إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهموا به فنهاهم أيضاً. وورد أنه قال لعمر: (كنت وإياه أحوج إلى غير هذا كنت أحوج بأن تأمرني بالوفاء، وكان أحوج إلى أن تأمره بالرفق) أو كما قال صلى الله عليه وسلم فقال هذا اليهودي: ما من علامة من علامات النبوة أُثِرت إلا وجربتها وبلوتها فوجدتها فيك إلا ما ورد عن هذا النبي الخاتم أنه لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً، وقد جربتها فيك الآن فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.(8)
وهذه قصة عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وهو أحد كبار علماء اليهود في المدينة، فلما سمع بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: ذهبت إليه، فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. (9) يعني قرأ على محيا رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات الصدق، والبر والوفاء، قال: فسمعته يقول: ( أيها الناس أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وأفشوا السلام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام)(10) والشاهد قوله: عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب.
أصول الأخلاق أربعة
الأول: خلق الصبر الذي يحمل الإنسان على التحلي بالحلم، والأناة، وكظم الغيظ، وكف الأذى، وما أشبه ذلك.
الثاني: خلق العفة وهي التي تحمل الإنسان على الانكفاف عن الرذائل، والتعلق بالمعالي والأمور الكبار.
الثالث: خلق الشجاعة وهي التي تحمل الإنسان على العزة والكرم، والجود والبذل، وتنهاه عن التهور، أو الغضب.
الرابع: خلق العدل مع النفس، ومع الناس ومن العدل أن يكون الإنسان معتدلاً في أخلاقه، فإن كل خلق حسن فهو مكتنف بخلقين ذميمين، فالإنسان إذا أفرط انتقل إلى خلق ذميم، وإذا فرط انتقل أيضاً إلى خلق ذميم ، فالحلم: خلق حسن فاضل، فإذا زاد وتعدى تحول إلى نوع من الذلة والمهانة، وإذا نقص تحول إلى نوع من الغضب وشدة الانفعال.
والكرم خلق حسن فاضل مطلوب، لكن إذا زاد الكرم وتعدى تحول إلى إسراف وتبذير، وإذا نقص تحول إلى بخل وحرص وشح.
والإنسان مجبول على كثير من الخصال والأخلاق، سواء ورثها عن آبائه، أو تلقاها بحكم البيئة التي عاش فيها، وانطبعت في نفسه، و عن ابن عباس في قصة وفد عبد القيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأشج عبد القيس: ( إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)(11)، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم ذكر له أن الله جبله على هذين الخلقين، فقال الرجل: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب.(12)
من الوسائل المفيدة في إصلاح أخلاق الإنسان
الوسيلة الأولى: المجاهدة ، فيجاهد الإنسان نفسه على حملها على الخلق الحسن، وكفها عن الخلق الذميم" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" ) والحصول على الخلق الفاضل من الهداية.
الوسيلة الثانية: المحاسبة تكون بعد الفعل، ومن يحاسب نفسه يصل إلى خير كثير في سائر أموره؛ ولذلك أقسم الله عز وجل بالنفس اللوامة، وورد عن الحسن البصري، وغيره قولهم: إنها نفس المؤمن.
الوسيلة الثالثة: التعلية، تعلية الإنسان أخلاقه الفاضلة، وإيجاد مصارف مناسبة مشروعة لها.
الوسيلة الرابعة: الإبدال، وهي أن يحرص الإنسان على تبديل الأخلاق المذمومة بأخلاق حسنة ويعنى بالجوانب الإيجابية في شخصيته، وفي خلقه.


--------------------------------------------------------------------------------
1- في الحديث الذي رواه الإمام أحمد، والخرائطي في مكارم الأخلاق، والبيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد، وابن سعد، وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صحيح الإسناد، وقد رواه مالك في الموطأ بلاغا بلفظ: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) قال ابن عبد البر: وهو متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
2- الترمذي: البر والصلة (2002) وقال حديث حسن صحيح، وأبو داود: الأدب (4799) وأحمد (6/446 ،6/448).
3- الترمذي: البر والصلة (2004) وابن ماجه: الزهد (4246) وأحمد (2/392 ،2/441).
4- الترمذي: البر والصلة (2004) وابن ماجه: الزهد (4246) وأحمد (2/291 ،2/392، 2/441).
5- البخاري: في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس (2401) ومسلم: المساقاة (1601) والترمذي: البيوع (1316) والنسائي: البيوع (4618 ،4693) وابن ماجه: الأحكام (2423) وأحمد (2/377).
6- ابن ماجه: الأحكام (2424) وأحمد (4/36).
7- ابن حبان وأبو الشيخ وغيرهم وهذا الحديث قال فيه ابن حجر في الإصابة: "رجاله موثقون"، إلا أنه ذكر اختلافا في أحدهم، وللحديث شاهد آخر
8- الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2485) وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (1334) والأطعمة (3251) والدارمي: الصلاة (1460).
9- الترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2485) وابن ماجه: الأطعمة (3251) والدارمي: الصلاة (1460).
*************************************
كان خلقه القرآن


عدد القراءات ( 348 )
الإسلام رسالة قيم وأخلاق، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ووصف الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: (وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وكفى بربه شاهداً، وبادرته

السيدة خديجة حين جاءها فزعاً من أول الوحي بأن عددت مناقبه الحسنه وخلقه الجميل فقالت: “أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب

الحق، فانظر إلى خُلِقه قبل الرسالة، ثم تفكر في ما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: “لَمَّا بَلَغَ أبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ قَالَ لأخيه ارْكَبْ إلى هَذَا الْوَادِي فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أنَّهُ يأتيه الْخَبَرُ مِن السَّمَاءِ فَاسْمَعْ

مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي، فَانْطَلَقَ الآخَرُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ رَجَعَ إلَى أبي ذَرٍّ فَقَال: رَأيْتُهُ يَأمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَق” فكان أول ما شد الغريب الذي يتقصى نبأ النبي الجديد أنه يدعو إلى مكارم الأخلاق ويقول كلاما ليس من الشعر، ثم

انظر إلى ما قالته أم المؤمنين عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: “كان خُلُقُه القرآن”، ووصفته صفية بنت حيي رضي الله عنها فقالت: “ما رأيت أحسن خُلقًا من رسول الله صلى الله عليه

وسلم”، وقال عنه خادمه أنس رضي الله عنه: “كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا”، وعنه قال “خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أفٍ قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا”،

وتقول عائشة رضي الله تعالى عنها: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله”.

البر حسن الخلق

وعلى الرغم من حسن خلقه صلى الله عليه وسلم إلا أنه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه، ويتعوذ من سوء الأخلاق، وتسمعه عائشة رضي الله عنها يقول: “اللهم كما أحسنت خَلْقِي فأْحسِن خُلقي”، ويخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه

أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: “اللَّهُمَّ إني أعوذ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَسُوءِ الأَخْلاَقِ”، وهو الذي تجمعت فيه محامد الأخلاق ولكنه كثير الدعاء في كل صلاة: “وَاهْدِنِي لأحسن الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأحسنها إلا أنت

وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلا أنت”، وسأله النواس بن سمعان رضي الله عنه عن البر والإثم فقال صلى الله عليه وسلم: “البر حسن الخلق، والإثم: ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس”، وسئل رسول

الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: “تقوى الله وحسن الخلق”، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: “الفم والفرج”.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول لصحابته ولنا من بعدهم: “أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم”، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: “إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”، وصح عنه صلى

الله عليه وسلم أنه قال: “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حَسُنَ خُلُقه”، وذكر لنا صلى الله عليه وسلم أنه “ما من

شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسْنِ الخلق”، وروى جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربَكُم منى مَجْلِساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً”

مع الأهل والأطفال

تمثلت فيه صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق وكرائم الشيم، ومن نظر في أخلاقه وشيمه صلى الله عليه وسلم علم أنها خير أخلاق، فإنه صلى الله عليه وسلم كان أعلم الخلق وأعظمهم أمانةً وأصدقهم حديثًا، وأجودهم وأسخاهم، وأشدهم

احتمالاً، وأعظمهم عفوًا ومغفرةً، وكان لا يزيد شدة الجهل عليه إلا حلمًا.
كان صلى الله عليه وسلم خير الناس، وخيرهم لأهله، وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجاته بالإكرام والاحترام، وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم

ويتلطّف ويتودّد إليهم، وكان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء عُرِفَ في وجهه.
لم يستثن أحدًا من حسن خلقه معه حتى مع الأطفال فكان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم، وإذا سمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه، وكان صلى الله عليه وسلم يحب التيسير على أمته فعن عائشة رضي

الله عنها قالت “ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم”.
وسع الناس بخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا فحاش، ولا عياب ولا مداح، وكان لا يذم أحدا، ولا يعيره، ولا يطلب

عورته، ولا يتكلم إلا في ما يرجو ثوابه، وجمع له الحلم صلى الله عليه وسلم في الصبر، فكان لا يغضبه شيء يستفزه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم باشّاً لطيف المعشر متسامحا رحيما، لا يقسو ولا يعنت أحدا، ولا يغضب ولا يسب،

وما ضرب أحدا بيده قط، وكان سهلا في معاملاته متسامحا، وكان طلق الوجه دائما، رآه أعرابي، فاسترعاه بشاشته وطلق محياه، فقال له: أأنت الذي تقول عنه قريش إنه كذاب؟ والله ما هذا الوجه وجه كذاب! وأسلم إذ دعاه النبي

صلى الله عليه وسلم.

دفع السيئة بالحسنة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، وكان حليماً لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً، ولما أراد الله هدي زيد بن سعية، قال زيد: لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله

عليه وسلم إلا اثنتين يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، قال زيد فقلت يا محمد، هل لك أن تبيعني ثمرًا معلومًا لي فباعني فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب، فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه وهو في جنازة

مع أصحابه، ونظرت إليه بوجه غليظ وقلت له يا محمد ألا تقضيني حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب إلا مُطلاً، ونظرت إلى عمر وعيناه تدوران في وجهه ثم رماني ببصره فقال يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما

أسمع وتصنع به ما أرى؟ فلولا ما أحاذر لومه لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة، وقال: أنا وهو كنا أحوج إلى غير ذلك منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن

التباعة، اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزد عشرين صاعا من تمر مكان ما روعته فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعًا، وقال لي ما دعاك إلى أن فعلت ما فعلت وقلت ما قلت؟ قلت يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء

إلا عرفته في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، وقد خبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا، وأشهدك

أن شطر مالي صدقة على أمة محمد ثم توفي في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر.

سيد المتواضعين

وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين، فكان أبعد الناس عن الكبر، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله)، كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله

عليه وسلم: (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) وكان يجيب الدعوة، ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية، فعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة (الدهن الجامد

المتغير الريح من طوال المكث) فيجيب، وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر، ومن مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في المصافحة والمحادثة

والمجالسة أنه كان إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له، وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه

قال: كان صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك.

صلى الله على محمد فقد كان قرآنا يمشي على الأرض.

منقول من جريدة الخليج


***********************************
حسن الخلق
بقلم النقيب- متعب بن عبدالله بن ربيق
قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). (القلم آية 4)
وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَاليَوْمَ الآخِرِ). (الأحزاب آية 21)
وقال تعالى: (وَالكَاظِمِنَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ). (آل عمران: 134)
الخُلُق: بضم الخاء واللام (ويجوز سكونها)، قال الراغب: الخَلقُ والخُلق بالفتح والضم في الأصل بمعنى واحد كالشَرب والشُرب، لكن خص الخَلق الذي بالفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر، وخص الخُلق بالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة.
وقال القرطبي: (الأخلاق أوصاف الإنسان التي يتعامل بها غيره، وهي محمودة ومذمومة، فالمحمود على الإجمال أن تكون مع غيرك على نفسك فتنصف منها، ولا تنصف لها، وعلى التفضيل: العفو، والحلم، والجود، والصبر، وتحمل الأذى، والرحمة، والشفقة، وقضاء الحوائج، والتوادد، ولين الجانب، ونحو ذلك، والمذموم منها ضد ذلك).
وروي عن ابن المبارك (رحمه الله) أنه وصف حسن الخلق فقال: (هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى).
وقد تبوّأت الأخلاق مكانة رفيعة في الإسلام، فمن أهم رسالة هذا الدين إتمام مكارم الأخلاق "إنما بعثتُ لأتمِّمَ مكارم الأخلاق" حديث شريف. ومن أجل ذلك، فقد جعل الله الأخلاق مقياساً للخيرية. قال (صلى الله عليه وسلم): "إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً". ومن كمال الإيمان كذلك عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وأكثر ما يثقل الميزان يوم القيامة بالحسنات هو الأخلاق، فقد روى أبو الدرداء (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق، وأن الله يبغض الفاحش البذيء" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
(البذيء): هو الذي يتكلم بالفحش، ورديء الكلام.
وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" رواه أبو داود.
والأخلاق الحسنة هي أكثر أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سُئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أكثر ما يُدخِل الناس الجنة؟ قال: "تقوى الله وحسن الخُلق" وسُئِلَ عن أكثر ما يُدخل الناس النار، فقال: "الفم والفرج". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وبحسن الخُلق تُنال محبة المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، والقرب منه مجلساً يوم القيامة، وإنها لغاية عظيمة لمن وفقه الله لذلك. قال (صلى الله عليه وسلم): "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون". قالوا: يارسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: "المتكبرون". رواه الترمذي.
(الثرثار): هو كثير الكلام تكلفاً، و (المتشدق): المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه، و (المتفيهق) أصله من الفهق وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً وارتفاعاً، وإظهاراً للفضيلة على غيره.
واعلم ياأخي المسلم أنه ما من خلق كريم ولا فعل جميل إلاّ وقد وصله الله بالدين.
روى ابن أبي الدنيا عن حميد بن هلال قال: "دخلت الكوفة وجلست إلى الربيع بن خيثم، فقال: يا أخا بني عدي، عليك بمكارم الأخلاق، فكن لها عاملاً، ولها صاحباً، واعلم أن الذي خلق مكارم الأخلاق لم يخلقها ولم يدل عليها حتى أحبها وحببها إلى أهلها".
وقال سعيد بن العاص: "يابني إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسبقكم إليها اللئام، ولكنها كريهة مُرّة، لا يصبر عليها إلاّ من عرف فضلها ورجا ثوابها".
وقال الفضيل بن عياض: "إذا خالطت، فخالط حَسَنَ الخلق، فإنه لا يدعو إلاّ إلى الخير، وصاحبه في عناء، ولأن يصحبني فاجر حَسَنُ الخلق أحبُّ إليّ من أن يصحبني قارئ سيء الخلق، إن الفاسق إذا كان حسن الخلق عاش بعقله، وخف على الناس، وأحبوه، وإن العابد إذا كان سيّئ الخلق ثقل على الناس ومقتوه".
وقال الأصمعي: "لمّا حضرت جدي علي بن أصمع الوفاة جمع بنيه فقال: يابني عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم".
وقال بعض الحكماء: "أفضل ما يورّث الآباء الأبناء: الثناء الحسن، والأدب النافع، والإخوان الصالحون".
لقد آثرتُ الكتابة في هذا الموضوع لما له من أهمية في حياة المسلمين، وأوضحت الآيات والأحاديث والأقوال التي تحثّنا على التحلّي بالأخلاق الحسنة والصفات الفاضلة الكريمة، لما لذلك من فضل وخير في حياتنا الدنيا وفي آخرتنا. لقد كفل لنا ديننا الحنيف حياة طيبة سعيدة في كل أمور الحياة الدنيوية، ووعدنا في آخرتنا وعداً حسناً إذا تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، فالمجتمع المسلم المتمسك بدينه هو المجتمع المثالي في الوجود بلا منازع، ولكن مجتمعاتنا المسلمة أصبحت مبتعدة عن دينها، ولذلك أصبحت مجتمعات بعيدة عن المثالية. قال (صلى الله عليه وسلم): "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه".
وقد غفل كثير من المسلمين جانب الأخلاق والتعامل الحسن مع الآخرين، وهذا ما نهى عنه ديننا، علماً بأن هناك من يتعامل مع أهله أو جيرانه أو أصدقائه أو معارفه تعاملاً فظاً غليظاً، مخالفاً بذلك شرع الله، فالواجب على الجميع التمسك بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وتطبيق ما جاء فيهما من الأمور التي تحثنا على التحلّي بالأخلاق الحسنة، سواءً في أقوالنا أو أفعالنا، وأن يحرص المسلم كل الحرص على ذلك حتى يحيى حياة سعيدة طيبة، ويكون محبوباً من جميع الخلق، ويكتب له الله الجزاء الأوفى يوم القيامة، ويفوز برضاء ربه.
أسأل الله أن يهدينا وإياكم لأحسن الأخلاق، والأعمال والأقوال، وأن يحسن عاقبتنا، إنه جواد كريم
المراجع:
1. القرآن الكريم.
2. رياض الصالحين: الإمام يحيى النووي الشافعي، دار الكتاب العربي.
3. الأربعون حديثاً في الأخلاق: أحمد معاذ حقي، دار طويق.
4. هذا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) يامحب: أبو بكر الجزائري، مكتبة العلوم والحكم.
****************************

اتمنى انك تستفيدي منها0
(راجية الغفران)
شاكره لك يااخت وجدان
الله يجزاك خير ولا يحرمك الاجر ماقصرتي الله يسعدك دنيا واخره
من مشى في حاجة اخيه مشى الله في حاجته