انين وحنين واصوات اقدام تمشي على الطين ذكريات بعنوان إلى اين
إلى سنين رحلت وذكريات بقيت
من ماضي الصغر إلى مستقبل الكبر
ايام كان الشقاء طابعها والتعب صانع حلاوتها
فمع شروق الصباح ومع نسمات البرد القارسة تبحث عن اشعة الشمس لتسرق من دفئها وتنعم برؤية شروقها
وتبدأ مهماتك التي جبلت عليها من مجتمع لا يؤمن إلا بالعمل
سواء كنت صغيرا او ادركك الكبر
فالحياة نشاط والانسان اقتبس من الحياة فأرتبط به النشاط
فأن سقط النشاط من حياتك فلا معنى من وجودك
فكل كائن حي له عمل يجب أن يقوم به منذ ساعات الفجر الاولى حتى آخر ساعات الغروب
وتبدأ اول الخطوات مع رجفة من البرد بأقدام حافية على طين قد قبله الندى فأصبح الطين له حلاوة لا يستمتع بتذوقها سوى الاقدام الحافية
وتبدأ الطيور بالغزو على الحقول وما علمت أن الاطفال قد سدوا الثغور
ثم يلتحم الطرفين في معركة المحافظة على الرزق
وتبدأ الطيور بالكر والفر
ولكنها تتفاجأ بصمود الاطفال وعدم تززحهم مع فارق العدد الذي يميل للطيور
ثم يظهر في الافق علامات هدنة دون أن يكون هناك اجتماع بين الخصمين
فخبزة التنور الساخن مع صحن الفول الذي سيبقى طعم لذته ما طال السنين
فكيف لا يكون لذيذا والجوع قد اشعل في المعدة ناره
فتنسى وانت امام الفطور ما أنت به مأمور فالطيور التزمت الهدوء فهي مشغولة ايضا بالتهام الفطور
وبينما يزور معدتك الشبع مع صديقه الذي لا يفارقه الخمول
وتشعر بالكسل و تتثاقل من اداء الواجب كما يجب وانت في فترة استرخاء تسمع صوتا كالرعد يزلزل لحظات راحتك
ليذكرك بواجباتك التي اهملتها فالطيور التهمت الحقل والعقاب في اللحظة والاوان اما بعصا رمان او بخيزران تجعل المهمل يصبح في الصف الامام في احسن حال واتقان
ولا يوجد وقت لتنعم بالدلع وتبكي من الوجع
فالطيور ستحصد ما زرع أن لم توقفها وعن زرعك تطردها
ثم تحاول وضع خطة للمناورة الهدف منها أن تشفي غليلك ممن سبب لك الوجع
فيدفع الثمن كل طير اصابه الطمع فيقع في فخ اطلق عليه فخ الغضب
ولكن مع كل المحاولات لردع الطيور إلا أنها لا تقبل بالخضوع
فتختال قوى الاطفال وتضعف
و الطير لم يضعف
فيبدأ الاطفال بتكتيك حربي آخر ليجعل الطيور تغادر
فيصنع اخشاب على هيئة إنسان مع علب فاضية لتصدر اصوات عالية وتبدأ الطيور بالتحليق وكأنها تستغرب من هذا الانسان الذي لا يتحرك
ولكن الجوع جعلها لا تدرك ما الجنون وإلا جنون المهم حبات قمح تكون على المعدة كالاخ الحنون
فتهبط وتبدأ بالاكل
فيعرفون أن المناورة فشلت وأن التكتيك انكسر
فما غير الحرب التقليدية ينفع ثم تبدأ المعركة من جديد ولا يعلن من الخاسر ومن المنتصر فلابد من شروق شمس صباح جديدة
ولن يعرف لهذه المركة نهاية لانها معركة لها بداية ولا تعرف النهاية
وتستمر وتستمر فحين تغيب اضواء الشمس
تتراجع الطيور لتنظم صفوفها لغدا جديد
وينسحب الاطفال بعد يوم شاق يجعلك تشتاق لحتضان الفراش
وتدور الايام ليتغير الحال من حال إلى حال
فتغيرت الحياة
من حياة الفقر والتعب والجوع
إلى حياة الغنى والرخاء والشبع
ولكن كذلك
تغيرت القلوب
من السعادة والرضى والصفا وحسن الظنون وخالي من أي هموم
الى احزان وسخط وكدر وسوء ظنون ومليئا بالهموم
فلكل زمان ومكان سيئات وحسنات لا تصفوا الحياة من اجتماع الضدان
فأيهما تختار
راحة الاجساد والابدان
او راحة الاذهان والقلوب
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️