طبيب سعودي يحذر من الانسياق خلف إعلانات طب الأعشاب
الرياض - محمد الحيدر:
دعا طبيب سعودي إلى إقامة مركز لأبحاث طب الأعشاب وأساليب الطب البديل المحلية يقوم بإجراء أبحاث سريرية ذات جودة عالية لتقييم فعالية تلك الأدوية العشبية ومعرفة آثارها الدوائية وأضرارها الجانبية.
وطالب الدكتور عبد الله بن حمد الخنيزان من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وعضو اللجنة الوطنية للطب المبني على البراهين في تصريح ل "الرياض" بضرورة ألا يكتفي هذا المركز - المقترح - بتحليل مكونات الأعشاب المحلية نظريا كما يحصل في أغلب الدراسات المحلية.
وأضاف الدكتور الخنيزان أنه يجب تنظيم الندوات والمؤتمرات الطبية التي تعنى بربط الطب البديل وطب الأعشاب بالطب المبني على البراهين، إلى جانب عدم السماح لموزعي و مستوردي الأدوية العشبية بكتابة أي ادعاء لتأثير تلك المنتجات إلا إذا ثبتت عن طريق تجارب سريرية ذات جودة عالية منشورة في مجلات محكمة مع إضافة الأضرار الجانبية التي ظهرت خلال تلك التجارب كما هو الحاصل في جميع الأدوية الطبية.
وقال الخنيزان إنه يوجد خلل واضح في كثير من الأدوية العشبية والمكملات الغذائية - المصرح بها من قبل الجهات المسئولة في السعودية - والتي نجد عليها مزاعم لتأثيرات دوائية غير مثبتة بالدراسات السريرية ذات الجودة العالية، محذرا من أنه قد تكون تلك الدراسات أثبتت ضررا محتملا (كما هي الحال في الفيتامينات المضادة للأكسدة)، وأن هيئة الدواء والغذاء يجب أن يكون لها دور في تغيير هذا الوضع غير المقبول.
وأوضح الخنيزان أنه كثر الحديث عن طب الأعشاب والطب البديل والذي اتخذه البعض كتجارة يتاجر بها في بعض العيادات الخاصة، إلى جانب أن المكتبات امتلأت بكتب تدعو إلى مثل هذا النوع من الطب، إضافة إلى تخصيص برامج لهذا النوع من الطب المزعوم في العديد من القنوات الفضائية، وأن كل ما يشاهد غير مدعوم بتجارب وبراهين علمية في طب الأعشاب، وأنه ليس مقبولا ترويج هذه الأشياء التي لا تدخل في الطب البديل.
ويشير عضو اللجنة الوطنية للطب المبني إلى أنه ثبت في بعض جزيئات طب الأعشاب أضرار موثقة بالبراهين والتجارب العلمية، مؤكدا على ضرورة أن تمر الأدوية بتجربة عملية تضم مجموعة من الأشخاص على أن تتم متابعتهم لفترة معينة لمراقبة ومعاينة تأثير الدواء العشبي.
واستعرض الدكتور الخنيزان بعض التجارب العلمية لفشل بعض الأدوية الطبية كما هو الحال في الإبر الصينية التي يروج لها على أنها تساعد على الإقلاع عن التدخين، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن الدراسات والبراهين الطبية أثبتت أنه ليس هناك أي دور يذكر للإبر الصينية في مساعدة المدخن على الإقلاع عن التدخين.
وأضاف الخنيزان أنه في دراسة إحصائية تحليلية قام بها الدكتور وايت نشرت في مجلةTobacco Control الطبية و نشرة Cochrane العلمية المرموقة، أثبتت أن لا جدوى من استخدام العلاج بالإبر الصينية للمساعدة في التوقف عن التدخين.
وبين الخنيزان أن كثيرا من الأدوية العشبية التي ثبتت فعاليتها تعتمد على دراسات أخذت من الأعشاب الموجوده في البيئات الأوربية والأمريكية مثل عشبة القديس يحيى st.Jhoneصs Wort التي ثبتت فعاليتها في علاج الاكتئاب في كثير من الدراسات السريرية ذات الجودة العالية، وكذلك نبتة التوت البري Cranberry التي أكدت العديد من الدراسات السريرية فعاليتها في علاج و الحمايه من التهابات البول عند النساء.

مرسانا @mrsana
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة