بلاغ من محامية:
طبيب أمراض النساء دمر حياتي !
المحاماة مهنة شاقة تحتاج الي العمل والحركة المستمرة والاطلاع المتواصل .. لكن المحامية جيهان لم تعد قادرة علي أعباء هذه المهنة التي كانت تحلم بها منذ طفولتها .. أصبحت عاجزة عن ممارسة أي دور أمام المحاكم المختلفة .. وكانت القضية الأخيرة التي تترافع فيها هي قضية عمرها .. قضية هي المجني عليها فيها ! المحامية جيهان ذهبت الي أحد المستشفيات الحكومية لتضع مولودها الأول .. كانت كأي أنثي فوق هذه الأرض تحلم بالأمومة أكثر من أي شيء آخر .. لكن 'غلطة' الدكتور دمرت كل هذا الحلم .. لم يكن خطأ واحد وانما عدة أخطاء نجمت عنها أضرار جسيمة انتهت باستئصال أمعاء المحامية ! ماذا حدث علي يد الطبيب ؟! ولماذا تحول الحادث السعيد الي حادث حزين فوق محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة ؟! هذا ما يجيب عليه هذا التحقيق .
لحظات صعبة مرت علي المحامية الشابة جيهان وهي طريحة الفراش .. لا تصدق أن أحلامها إنهارت .. أصبحت قعيدة لا تقوي علي الحركة بعد أن كانت شعلة نشاط .. تهز المحكمة بمشاغباتها ومرافعاتها !
لم تصدق جيهان أن السنوات جرت بها لتحولها من شابة في منتصف العشرينات من عمرها الي عجوز في الستين لا تستطيع أن تتحرك إلا بمساعدة زوجها !
كيف تبدل حالها بين يوم وليلة .. كانت جيهان تسترجع تفاصيل الجريمة التي تعرضت لها .. وبدلا من أن تنهل من فرحة الحدث السعيد الذي تنتظره أصيبت بخيبة الأمل بعد خروجها من غرفة الجراحة !
كل شيء في منزل سعيد كان مجهزا لاستقبال الحادث السعيد .. الزوجة المحامية جيهان كانت في الأيام الأخيرة لحملها .. الأطباء أخبروها أن المولود القادم ذكر .. وتزداد فرحة الأسرة .. فكم كانت جيهان تحلم بهذا الطفل القادم ليصبح شقيقا لإبنتها مريم .. كم من مرة جلست مع زوجها في أيام حملها تخطط لمستقبل الطفل القادم .. تمنت أن يصبح محاميا مشهورا !
حانت اللحظة المنتظرة .. هاجمت جيهان آلام المخاض .. سارع الزوج بنقل زوجته الي مستشفي بسيط يناسب امكانيات سعيد المادية .. فلم يكن يملك راتبا ثابتا .. ولسوء حظه كان يدخر جنيهات قليلة فقط أنفق بعضها علي علاج ابنته !
اضطر سعيد أن يصطحب زوجته الي حكيم مستهتر .. أجري الأطباء الفحوص التقليدية .. ودخلت جيهان غرفة الجراحة .. ووقف سعيد خارجها ينتظر الخبر السار !
طالت ساعات الانتظار .. وبدأ القلق يهاجم الزوج .. شاهد حركة غير طبيعية للممرضات .. سألتهن عن زوجته .. إحداهن أخبرته أن جيهان بخير .. وأنها أنجبت طفلا!
بكي سعيد من الفرحة وهو يشاهد زوجته تخرج من غرفة الجراحة محمولة علي التروللي الخاص متجهة الي غرفتها .. وكانت احدي الممرضات تحمل ابراهيم الرضيع !
مفاجأة قاسية !
اطمأن سعيد علي صحة زوجته .. وأسرع يحتضن ابنه ويداعبه .. الطبيب أخبر الزوج أن جيهان ستخرج من المستشفي خلال يومين فقط لتعود الي منزلها.. ومكث سعيد بجوار زوجته يعد الساعات الباقية حتي تعود جيهان للمنزل!
مرت هذه الدقائق ثقيلة.. وأخبرت الممرضة الزوج إن عليه ان يأخذ زوجته ويغادر المتستشفي.. وبلهفة انهي سعيد اجراءات الخروج وعاد مع زوجته وإبنه الي منزلهما!
الاطباء اخبروا الزوج ان جيهان ستسترد صحتها بعد ايام وتمارس حياتها بشكل طبيعي.. ومرت الايام وجاءت الرياح بما لاتشتهي السفن.. لم تتحسن جيهان.. أنطفأ بريق عينها.. وشحب وجهها.. أصابها الاجهاد بشكل مستمر!
تغيرت ملامحها تماما.. لم تعد المحامية الحسناء.. المنطلقة.. لم تقو حتي علي القيام من سريرها.. أصابتها الحمي.. أرتفعت درجة حرارتها بشكل كبير!
اسرع سعيد الي أقرب مستوصف.. احضر طبيب الي زوجته وفي كلمات موجزة شرح له ماحدث.. تعجب الطبيب لم يجد مبررا لانهاك الزوجة.. وأرتفاع درجة حرارتها بهذه الصورة.. فمن الطبيعي ان تسترد عافيتها بعد الولادة بساعات!
منح جيهان مجموعة من الادوية خافضة الحرارة.. وتمر الايام ولم تتحسن المحامية.. الأمور ازدادت سوءا.. اصاب الاحباط سعيد.. وكسي المنزل مسحة من الحزن بعد ان كانت الفرحة ترفرف علي كل شبر فيه!
قرر الزوج ان يفعل أي شيء من أجل انقاذ زوجته بعد ان شعر انها تحتضر.. باع بعض اثاث المنزل وأحضر طبيبا كبيرا.. وبدأ الطبيب يكشف علي الزوجة وهو يستمع لسعيد!
شك الطبيب في شيء ما.. وطلب من الزوج اجراء اشاعات غالية الثمن للتأكد من شكوكه.. وتحاملت الزوجة المتهالكة وحملها الزوج الي احدي مراكز الاشعة.. وتعرضت الزوجة لكشف شامل!
اسرع الزوج بالاشعة الي الطبيب الشهير الذي بدا عليه الغضب الشديد حينما شاهد التقرير.. التفت الي سعيد قائلا:
لقد حدث ما توقعته للأسف.. الطبيب الذي اجري الجراحة لزوجتك نسي بعض الاجسام بداخل أمعائها!
الزوج: هل انت متأكد يادكتور؟
نعم.. الاشعة كشفت كل شيء.. وهذه الاجسام سببت ارتفاعا شديدا في درجة حرارة جيهان وأقعدتها في الفراش!
وما الحل؟
جراحة عاجلة ولكن ستحدث مضاعفات!
سلم الزوج أمره الي الله.. كان مايهمه هو انقاذ حياة زوجته.. سارع بنقلها الي مركز طبي.. دخلت المحامية الشابة لغرفة الجراحة لمدة ثلاث ساعتان ونصف.. خرج الجراح ومعه اربع فوط طبية.. أكد لسعيد ان جراح الولادة نسيها في أمعاء زوجته اثناء الجراحة!
وبكل أسي أخبر الجراح سعيد إنه اضطر لاستئصال جزء كبير من امعاء المحامية حتي ينقذ حياتها.. بكي الزوج وهو يشاهد هذه التطورات المميتة التي يتعرض لها.. لم يتخيل يوما ان تنقلب حياته بهذا الشكل المفاجيء!
بقايا امرأة!
خرجت الزوجة لتعود الي منزلها مضت شهور والزوجة تتحسن بشكل بطيء.. تمكنت من التحرك بشكل محدود في منزلها.. لكنها غير قادرة علي الخروج من المنزل.. غير قادرة علي مداعبة اولادها.. أو رعايتهم.. اكدت المحامية الشابة انها ماتت نفسيا.. اصبحت
بقايا امرأة!
كانت تبكي ليلا ونهارا وهي تشاهد صورها في المحكمة.. وتتذكر أيام ليست ببعيدة بل ان شهورا قليلة فقط تفصلها عن هذه الايام الحزينة التي تعيشها الآن!
لم يصدق زملاء جيهان الذين زاروها ان الحال بها انقلب فجأة.. لم تعد منطلقة.. لم تتباري مع زميلاتها في المعلومات القانونية كما كانت تفعل من قبل.. تحولت الي كتلة من اليأس المتحرك!
حاول سعيد انقاذ زوجته بأي وسيلة.. لكن استئصال أمعائها جعلها تفقد الكثير من حيويتها.. ويزداد عمرها عشرات السنين.. أقل تحرك كان يصيبها بالأجهاد.. بل ان الاطباء حذروها من كثرة التنقل من مكان لمكان!
كانت جيهان شديدة الحزن علي مهنتها التي أحبتها.. ولكنها كانت تدعو الله دائما ان ينقذها من هذا المأزق.. وهذا الاختبار الصعب.. تري الأمل في وجهي مريم وابراهيم وتطلب زوجها ان يعيش من أجلهما!
أسرع سعيد الي قسم شرطة الجمالية.. حرر محضرا ضد الجراح الذي تسبب في هذه الاصابة التي لحقت بزوجته.. واتهمه بالاهمال الشديد.. مطالبا بأتخاذ الاجراءات القانونية ضده!
تم احالة المحضر رقم 7290 اداري الي نيابة الجماليه لمعاينة رئيس النيابة بعرض الزوجة علي الطب الشرعي لتحديد حجم خطأ الطبيب!
حصل الطبيب الشرعي علي تقرير من الجراح الذي اخرج الفوط الطبية من امعاء الزوجة.. وتم تحريز الامعاء المستأصلة في مصلحة الطب الشرعي!
أكد الزوج لاخبار الحوادث أنه لن يترك هذا الطبيب يمارس عمله بلا عقاب عما حدث فمن الممكن ان يسقط المزيد من الضحايا علي يد جراح لايكترث بأبسط القواعد الطبية فهو المسئول عن انهيار هذا الاسرة.. وضياع مستقبل زوجته المحامية!
شعاطير @shaaatyr
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
alamoora
•
لا حول ولا قوة الا با الله ......
الصفحة الأخيرة