نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

طرائق الوصول إلى الله جل في علاه للشيخ صالح حفظة الله

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هذه بعض الوصايا فيما يعينك على أن تصل إلى ربك ـ جل وعلا ـ على النحو الذي أراد والوجه الذي أتم :
الأمر الأول :
لا تقدم على رضوان الله جل وعلا رضوان أحد كائنا من كان ، فالله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ..


الأمر الثاني :
كل شيء أمر الله بالمســـــابقة إليه فسابق فيه ، فإن الله لا يدلك إلا على خير ولا يحثك إلا على ما يقربك إليه ، لكن افعله وأنت محتسب لما تصنع ، وأنت تسير الخطوات إلى المساجد تذكر يوم يسير الخلق إلى ربهم جل وعلا ، وأنت تمشي في الظلمات تذكر يوم تعطى النور التام ـ برحمة الله ـ يوم القيامة ، وأنت تقف بين يدي الله في المسجد تأكد أن هناك يوما وساعة ستقف فيه بين يدي ربك في يوم العرض الأكبر ، وأنت تركع لربك وتسجد المنة لله عليك أن تركع له وتسجد وليست لك المنة على الله ...
واعلم أنه كم لله من عبد صالح في السماوات والأرض خاضع لربه ، وليس لك أنت و أنت راكع أو ساجد أحدا يجيرك ولا يعينك ولا يهديك إلا ربك ـ تبارك وتعالى ـ ، قل في سجودك وأنت تسجد : اللهم كم من عبد صالح لك في السماء والأرض يسجد لك ويرجوك ويعبدك وليس لي رب غيرك ولا إله لي سواك ، فأسأله وأرجوه ........
فإذا أظهرت لله جل وعلا فقرك وحاجتك وإلحاحك على ربك رأيت من الله جل وعلا فضلا كبيرا ...

الأمر الثالث :
كل من استدام على أمر ـ في الغالب ـ أنه يموت عليه ، فكل من استدام على طاعة ـ في الغالب ـ أنه يموت عليها ، وهذا ما يسمى بحسن الخواتيم ...
والناس إذا رأوا زيدا أو عمرا من الناس على طاعة ظنوا به خيرا ، وإن رأوه على معصية ظنوا به سوءً ، والله وحده يعلم ما في سريرة هذا العبد ، والله لا يظلم أحدا مثقال ذرة فيكافئه جل وعلا بأن يميته على نحو ـ إن كان ذا سريرة حسنة ـ يكون حسن اللقاء بربه جل وعلا ، فيقبل على الله تعالى في لحظات يكون فيها قريبا من ربه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ...

على أن الإنسان يحتاط لنفسه وهو يرى خواتيم الخلق ، فإنك لا تدري ولو رأيت ظهر الأمر أنه حسن أو ظاهر الأمر أنه سيء تبقى شهادتك معلقة بما ترى ، أما السرائر فأمرها إلى الله ....

سأذكر لكم خبرا افتراضيا في أن السرائر ولو انتهت بالخواتيم لا يعلمها إلا الله ، وفي بعض أحوال الناس التي تقع وإن كانت أمورا يأنف منها أهل العلم والبلاغة ، لكن قد يكون فيها إظهار ما يمكن أن تطوى عن الإنسان من خبر ...
أعرف رجلا خرج ذات مرة مع قرابة له منهم بعض أيتام فوصل إلى منطقة سياحية في بلادنا فيها ما يسمى بــــ ( التلفريك ) وهو يأنف أن يركبه ، لكن من حوله من الصغار أصروا عليه أن يكون معهم ، فأراد أن يجبر لهم كسرا فركب معهم وهو أصلا لا يحب المواطن العالية وفي نفس الوقت أراد أن يتعبد الله في هذا المكان ، فصلى ركعتين من أن ركب إلى أن وصل ..... أين موضع الشاهد في هذه القصة ؟؟
الرجل ما زال حيا لم يمت أعرفه إلى الآن حي يرزق ، ولكن موضع الشاهد أن هذا يعلمك ويؤدبك إن كنت تعقل ـ وأنت تعقل ـ ...
فكيف يؤدبك ويعلمك ؟
هذا الرجل عندما ركب إلى أن نزل وهو يصلي ، فلو قدرنا فرضا أن هذا المركب سقط ، وغالب الظن أن من يسقط من هذا العلو يموت ، بالله عليك ماذا سيقول الناس ؟
سيقولون : أن فلانا مات في حديقة ملهى ، سقط من مركب كذا وكذا ومات لأن أحدا من الناس لا يعلم ولا يدري أنه كان يصلي .. ،

الآن تأمل كم من عبد صالح مات وأنت تسيء به الظن وهو عند الله حسن ، وهذا يعلمك أن العبرة كل العبرة بسريرتك مع الله جل وعلا ، ولهذا قال الله : { يوم تبلى السرائر } ومن هنا تعلم أن من رحمة الله أن الله لم يجعل الجنة بيد أحد من خلقه .

على هذا ـ وهذا تيسير لمفاهيم الدين ـ إذا عملت العمل واجتهدت كثيرا أن يكون لله فلا تبالي في أحد من الخلق علمه أو لم يعلمه ، لأن الذي وحده يقدر على أن يكافئك علمه وكفى بعلم الله علما ، وكفى بثواب الله ثوابا ، فبالله عليك رجل صلى ركعتين فعلم الله منه صدق نيته وأعد الله له بذلك نزلا عظيم في جنته ما الذي سينفعه به الناس لو علموها عنه ذلك ؟! لن ينفعوه بشيء ، فخير له أن لا يعلم الناس عنه لكن المثل الذي قلته في الأول أردت به شيئا واحدا أن لا يكون في لسانك مسارعة إلى القدح في الناس على أي حال رأيتها ، إنما ترجوا لمن غلبة عليه الطاعة الجنة ، ولمن غلبت عليه المعصية تخشى عليه من النار ، أما الخلق فسرائرهم إلى رب العزة والجلال { إن إلينا إيابهم ** ثم إنا علينا حسابهم } الله جل وعلا يتولى محاسبة خلقه ، وهو القيوم عليهم تبارك وتعالى وكلهم فقراء إليك .

فحسبك أيها المبارك أن توطن نفسك على أن لا تقدح في أحد وعلى أن توطن نفسك على أن تكثر من أعمال السرائر التي هي خافية عن الناس وهي عند الله بواد ظاهرة ، فالله لا رب غيره ولا إله سواه القلوب له مفضية والسر عنده علانية وحده تبارك وتعالى يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله ، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله ...
وحتى تكون هناك أعمال سرائر في الخلاء لابد أن يكون في القلب تعظيم لرب العزة والجلال ، ولا بد أن يكون هناك علم وهذا ينجم عن تدبر القرآن وتلاوة آياته.

الله يقول : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ** ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }

فكل ما تذكر الإنسان سعة رحمة الله ازداد أملا في دخول جنته ، وكلما تذكر الإنسان عظيم قدرة الله وأن له مواطن سخط وغضب خاف من ناره ، فإذا تذكر ما لله من صفات الجمال ونعوت الكمال والجلال زاد حبا لربه تبارك وتعالى ، ومن جمع هذه الثلاث حب الله والخوف منه والرجاء فيما عنده وفق إلى صراط مستقيم .

هذه أيها المؤمنون شذرات من تأملات ، ومتفرقات من مواعظ قلتها على عجل والله وحده المسؤول أن ينفع بها .....
نسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد إن ربي لسميع الدعاء وصلى الله على محمد وعلى آله ..


وقفات مع آيات
للشيخ صالح المغامسي
0
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️