طرق عده لفن التعامل مع الأطفال المزعجين

الأمومة والطفل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تعمل عوامل النمو والمؤثرات البيئية على توجيه سلوك الطفل ، حيث يكتسب من النمو طاقة ، ومن البيئة عادات ، فإذا استطاعت المربية ، سواءً أكانت أماً أم معلمة ، تصريف هذه الطاقة بما يعود على الطفل بالنفع ، فإنها تكون بذلك قد ساهمت في بناء شخصيته بناءً سوياً ، وأما المؤثرات البيئية فإنها تحتاج إلى مراجعة مستمرة لتعزيز السلوك الإيجابي ، وتعديل السلوك السلبي ، لكن إذا لم تحسن المعلمة التعامل مع الطاقة المتولدة ومع السلوك المذموم ، فإنها بذلك قد تترك الطفل فريسة لأهوائه فيتصرف كيفما يشاء ، مما يجعله يبدو في عيون الآخرين طفلاً مزعجاً . فما المقصود بالطفل المزعج ؟ وكيف يمكن للمربية أن تتعامل مع السلوك المذموم الذي يصدر عنه ؟









يرى بعض الباحثين أن الطفل المزعج هو ذلك الطفل الذي يجد من حوله
صعوبة في التعامل معه دائماً؛ فيشكو منه معلموه وزملاؤه وجيرانه وأفراد أسرته ، فهو مثير لأعصاب من حوله وبخاصة معلميه في المدرسة ووالديه في البيتa.
ويتفاوت سلوك الطفل في البيت عن سلوكه في المدرسة ، فقد تراه في البيت كثير الكلام والحركة يبعثر كل شيء حوله ، ويثير الفوضى في كل غرفة يدخلها ، بينما تراه في المدرسة هادئاً وديعاً منضبطاً والعكس صحيح . لكن بوجه
عام ، يمكن للمهتم بسلوك الطفل المزعج أن يلاحظ لديه واحدة أو أكثر من الصفات والممارسات الآتية :


كثير الكلام والثرثرة ، حيث يتحدث بصوت مرتفع ودون تركيز ، وإذا تحدث الآخرون فإنه يقاطعهم برأيه غير الناضج دون تركيز .


كثير الحركة والتخريب ، سرعان ما يبعثر الأشياء في المكان الذي يتواجد فيه .


يحشر نفسه في الأعمال والأنشطة التي يقوم بها زملاؤه وقد يتلفها .


يعاني من اضطراب في عواطفه فأحياناً تراه ضاحكاً مسروراً ، وأحياناً أُخرى تراه غاضباً ثائراً ، ويكون ذلك تبعاً لشعور يعتريه ، ويسبب له القلق أو الخوف .


ويمكن رد أسباب جنوح الطفل إلى الإزعاج إلى واحد أو أكثر من العوامل الآتية :


ـ الطاقة الزائدة التي تتولد لديه تبعاً لمراحل النمو ، ولا توجد بيئة ملائمة لتصريفها بصورة إيجابية.


ـ الشعور بالنقص بسبب عاهة لديه أو سوء وضعه الاجتماعي فيشاكس الآخرين ليثبت ذاته ، ويلفت انتباههم إليه .


ـ قسوة والديه عليه أو تدليلهما المفرط له .


ـ المشاحنات والنزاعات التي تحصل بين والديه .


ـ كراهيته للمدرسة بسبب فشله في دروسه أو وجود عامل يهدد أمنه فيها .


ـ عقاب المعلمين له ، وقسوتهم عليه .


ويمكن للمعلمة أو الأم التصدي لهذا السلوك كما يلي :


1. توفير بيئة آمنة للطفل قائمة على الوفاق بين الوالدين وخالية من القلق والخوف والمشاحنات بين الزوجين .


2. تعزيز ثقة الطفل بنفسه ، وعدم لومه أو السخرية منه أمام الآخرين.


3. تصريف الطاقة الزائدة المتولدة لدى الطفل بالقراءة ، أو من خلال ممارسة الأنشطة النافعة ، وتدريبه على استغلال الوقت بأعمال مفيدة وعلى احترام آراء الآخرين والمحافظة على ممتلكاتهم .


4. الاعتدال في معاملة الطفل ؛ فلا قسوة ولا تدليل ، وإنما الإقناع بالحسنى .


5. اجتناب العنف أثناء العمل لتعديل سلوك الطفل.


6. التواصل مع المدرسة لمتابعة أحوال الطفل من حيث السلوك والتحصيل .


7. اللجوء إلى الاختصاصي النفسي إذا دعت الضرورة لذلك .


فإذا استطاعت المربية أن تتفهم الدوافع الكامنة وراء سلوك الطفل المزعج فإنها تكون بذلك قد خطت الخطوة الأولى


في سبيل تعديل سلوكه ، وبالتالي فإنها تأمل في أن تتمكن من ردّه إلى جادة الانضباط والسلوك القويم.
2
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هدوء السحر
هدوء السحر
جزاك الله خير كلام مفيد وجيد
83-mnmn
83-mnmn
جزاك الله خير ...