طرق وتقنيات الحمل
--------------------------------------------------------------------------------
طرق وتقنيات الحمل
إنجاب الأطفال هدف وأمل يسعى من أجله كل الآباء لسنوات قد تطول وقد تقصر، وينفقون في سبيل الحصول عليه الغالي والثمين، ومن نعم الله تعالى على البشر أن يسر لهم رحلة البحث عن حلول لمشاكل الإنجاب بما سخره لهم من تطور الطب والعلم، والتوصل إلى تقنيات جديدة توفر الحلول لأغلب المشاكل التي تعيق الإنجاب، والتي استطاعت أن تحقق الأمل لمئات الأزوج الذين حرموا الإنجاب لسنوات طويلة.
فقد استطاع الطب الحديث تحديد سبب العقم لدى الزوج أو الزوجة في كثير من الحالات، ومن ثم المساعدة في اختيار وسيلة العلاج الملائمة.
وسنحاول في هذه العجالة أن نلقي الضوء على أهم هذه التقنيات التي ساعدت الكثيرين، مع التأكيد على أن لكل حالة خصوصيتها.
أولا: التلقيح الاصطناعي وأطفال الأنابيب
بدأت العمل بتقنية أطفال الأنابيب في عام 1978م، ويتم اللجوء لهذه التقنية للتغلب على عوائق معينة مثل انسداد قناتي فالوب، أو قلة عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها مثلا.
كيف يتم التلقيح الاصطناعي بطفل الأنابيب؟
قبل البدء باستخدام هذه الطريقة يجري الأطباء فحوصات مختلفة للزوج والزوجة، مثل فحص قناتي فالوب، وفحص الدم وفحص الرحم وفحص الحيوانات المنوية، وذلك لمعرفة الأسباب المعيقة للحمل، ومدى مناسبة هذه الطريقة للزوجين.
وفي هذه الطريقة من العلاج يقوم الأطباء بالتقاط البويضة الناضجة بعد انطلاقها من المبيض، ثم توضع في محلول فسيولوجي خاص، ثم تضاف إليهاـ إلى البويضة الناضجة ـ الحيوانات المنوية التي تؤخذ من الزوج، وهنا يتم إخصاب البويضة في أنبوب زجاجي، بعد ذلك يتم إدخال البويضة المخصبة (الجنين) إلى الرحم بعد يومين إلى خمسة أيام من إجراء عملية الإخصاب.
متى تستعمل هذه الطريقة؟
يلجأ الطبيب لاستخدام طريقة التلقيح الاصطناعي في حالات كثيرة منها:
• انسداد أو تلف قناتي فالوب نتيجة عمليات أو التهابات والتصاقات سابقة، بحيث لا تستطيع الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة لإخصابها.
• ضعف أو قلة عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي وقلة حركتها، نتيجة انسداد القنوات المنوية، أو بسبب فشل في وظائف الخصيتين، أو وجود خلل خلقي بالخصية مثل ارتفاع مستوى هرمونات الغدة النخامية، أو صغر حجم الخصيتين.
• حالات العقم غير معروفة السبب، فإذا ظهرت نتائج الفحوصات الخاصة بالزوجين سلبية، ولم يظهر أي سبب يمنع الإنجاب، يتم اللجوء إلى أطفال الأنابيب والتلقيح الاصطناعي لحصول الحمل.
• ضعف الإباضة، ووجود تكيسات على المبيض، والتي تصعب استجابتها للطرق التنشيطية العادية، فيتم اللجوء للتلقيح الاصطناعي.
• تقدم سن الزوجة، حيث تنخفض الخصوبة لدى المرأة مع تقدم العمر.
• الإصابة بمرض البطانة الرحمية Endometriosis عند السيدات.
• تولد أجسام مضادة للحيوان المنوي Antisperm Antibody عند الرجال.
• الأمراض الوراثية؛ فإذا كان كلا الزوجين حاملين لأحد الأمراض الوراثية، مثل أنيميا البحر المتوسط أو الأنيميا المنجلية فيكون التلقيح الاصطناعي أحد الحلول المناسبة للحصول على طفل سليم.
هل توجد مضاعفات لهذه الطريقة؟
هناك بعض المضاعفات التي تؤثر على بعض السيدات، مثل الاستجابة الزائدة لعقاقير التنشيط مما يؤدي إلى تضخم المبيضين وتجمع بعض السوائل، كما تزيد نسبة الحمل بتوأم، أو الحمل خارج الرحم.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن تجنب هذه المضاعفات بالمتابعة الدقيقة بواسطة الأشعة الصوتية أثناء فترة العلاج، وكذلك فإن الحمل بهذه الطريقة لا يعني أن الحمل مستقبلا لن يتم إلا بهذه الطريقة.
ثانيا: الكلوميد والإبر المنشطة للحمل
يعتبر تكيس المبايض الذي يصيب بعض السيدات من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تأخر وإعاقة الحمل، وقد ترافقه عوارض إضافية قد تؤدي أحيانا إلى العقم، وتعاني سيدة بين كل 35 سيدة في سن الخصوبة من هذه المشكلة.
وتتمثل هذه الحالة في وجود أكياس عديدة صغيرة في المبيض، كما يكون المبيض بحجم أكبر من الطبيعي، فتنعدم نتيجة وجود هذه التكيسات الإباضة، ويصاحب ذلك اضطرابات في الدورة الشهرية، مثل نزولها بصفة غير دورية، أو اختفائها لعدة أشهر؛ كل ذلك نتيجة عدم حدوث الإباضة.
ويقدر بأن لدى 50٪ من النساء في سن الإنجاب ممن يعانين من تكيسات المبيض زيادة في الوزن تكون متركزة في الجزء العلوي من الجسم، وقد تصاحب هذه الحالات ظهور بثور في الوجه، وقد ينتشر الشعر في أجزاء مختلفة من الجسم بكثافة أكثر من الطبيعي، مثل منطقة الذقن أو البطن أو العانة.
إجراءات العلاج باستخدام الكلوميد والإبر المنشطة
يتم علاج حالات تكيس المبيض عن طريق عدة إجراءات هي:
• التخلص من السمنة، إذ يلاحظ على حوالي 50% من هذه الحالات أنها تعاني من زيادة الوزن، ومع أن زيادة الوزن ليست السبب في هذه الحالة، إلا أن إنقاص الوزن يحسن النتائج بشكل كبير.
• استخدام أدوية لتنشيط الإباضة مثل:
1. كلوميفين سترات (كلوميد)، وأقراص الكلوميد منشط هرموني، وهو من أكثر الأدوية المستخدمة لتنشيط الإباضة، ويقدر بأن حوالي 85٪ من السيدات المصابات بتكيس المبايض يستجبن للكلوميد في إحداث التبويض، وحوالي 60 - 70٪ يحدث لديهن حمل بعد أربع أو خمس دورات علاجية.
2. الإبر المنشطة: يتم اللجوء لاستخدام الإبر المنشطة في حالة الفشل بعلاج الكلوميد، ومن الإبر المنشطة: المونوجون والجونال – والبيريجون، مع ضرورة المتابعة الدقيقة لبرنامج العلاج خوفا من حدوث تهيج في المبيضين.
3. أدوية تحسن عمل هرمون الأنسولين (METFORMIN)، والذي ثبتت فعاليته لإحداث التبويض، وتزداد فعاليته إذا استخدم مع الكلوميد، وهو أيضا مفيد لتقليل نسبة الأنسولين والكوليسترول وضغط الدم.
4. الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية لتحث المبيض على النشاط مثل (FSH‚LH)، وهذه الهرمونات تستخلص من بول السيدات في سن الأياس، وتمر بمراحل تقنية عالية وتسمى (LMG) وهي متوافرة في الصيدليات على شكل حقن عضلية مثل: Menogone‚ Merional‚ Humegon‚ Pergonal.
5. كي المبيض بالليزر أو التسخين، حيث يتم عمل عدة فتحات في المبيضين؛ عن طريق الكي بالليزر أو التسخين، وتجرى هذه الإجراءات للحالات التي لم تستجب للأدوية المنشطة للإباضة.
وختاما عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة فقد يقف الطب الحديث عاجزا أمام كثير من الحالات، ويخبرك الأطباء أن الأمل مفقود في حالتك، لكننا نؤكد لك أن الله وحده هو القادر على أن يهبك الأبناء، فلا تيأس ولا تمل من الوقوف على بابه.
منقول

ريم العراقية @rym_alaaraky
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة