المقدمة :
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على خير عباد الله سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ، و بعد :
إن فهم القرآن و تطبيقه أولى من حفظه ، و لحفظه أجر عظيم ، لذلك نرى أهل الخير يهتمون بذلك ، و من أراد أن يحفظ القرآن و عنده إرادة و عزيمة صادقة فليبدأ من حيث شاء و كل له اجتهاده و حجته .. و لكن كثيراً من الذين يبدؤون يفاجؤون بصعوبة الاستمرار ، فلمن أراد أن يحفظ القرآن كاملاً أو غير كامل ، استمر أم لم يستمر ، كباراً أو صغاراً ، ذكوراً أو إناثاً ، طلاباً أو مدرسين ، موظفين أو مهنيين ، متفرغين أو غير متفرغين .. لهؤلاء عامة ، و لطلاب التحفيظ خاصة .. أقدم هذا البرنامج مستعيناً بالله : و الذي دعاني لهذا أسباب منها : أنني وجدت كثيراً من طلاب التحفيظ ينقطعون بعد حفظ أجزاء متتابعة ، و هناك سور مهمة و آيات أهم لم يمروا عليها . و قد ذكر لي أحد الأخوة المشايخ أن هناك من حفظ نصف القرآن و لم يحفظ أعظم آية في القرآن ، أليس هذا خللاً في الاختيار ؟!
لقد نزل القرآن منجماً لحكمة ، و جمع مرتباً لحكمة ، و لو تساءلنا هل نحفظ القرآن حسب النزول أم حسب الترتيب القرآني أم حسب الأولى و الأهم شرعاً ؟؟؟؟
و إذا كان حفظ القرآن منه ما هو فرض و واجب و منه ما هو سنة و تطوع ، أليس من الحكمة أن أقوم بالواجب قبل السنة ، و بالسنة قبل غيرها ..
لذا جاء هذا البرنامج انطلاقاً من هذه الأولوية ، فما هو هذا البرنامج و ما هي مميزاته ؟؟
بين يدي البرنامج :
تتميز هذه الطريقة بالأولوية و المرحلية و العملية .
الأولوية :
اختيار الأولى فالأولى أهمية من الآيات و السور القرآنية ، فالجميع يختارون حفظ سورة الفاتحة و تعليمها للصغار أولاً ، مع أن هناك سور أقصر منها و أسهل على الناشئة ، أليس لأنها الأهم و الأولى ؟؟ أليس من الحكمة أن نتابع هذه الأولوية في الاختيار ؟ و لو دخلت على بستان فيه نخلات كثيرة ، كبيرة و صغيرة ، بعضها ثمره كثير ، و بعضها ثمره قليل .. و قيل لك : النخلات التي بها هي لك فهل تبدأ من أول البستان أم تختار الأهم و الأولى ؟؟ ألا تسرع إلى ما يعود عليك بالفائدة أكثر لأنك لا تدري متى تخرج من البستان .. و الأمثلة في حياتنا كثيرة ، و التي يختار منها الحكيم الأولى و الأهم ...
المرحلية :
جعل خطة التحفيظ على سبع مراحل ، ابتداءاً بالفاتحة ، و انتهاء بختمة و إجازة ، ينتقل الطالب من مرحلة لأخرى بعد الإتقان و القدرة على تدريس ما أتقنه . و يحدث للأسف ، أن بعضهم يحفظ نصف القرآن ولم يتقن بعد السور القصار . و هذه المرحلية أخذت بعين الاعتبار الأولى فالأولى في الاختيار ، و تعطي شهادة إتقان لكل مرحلة . و جعلت بعض المراحل على مجموعتين لمن أراد المزيد أو الاختصار .
العملية :
تجمع هذه الطريقة بين الحفظ و التطبيق الشرعي لما هو مطلوب من الإنسان المسلم يومياً أو أسبوعياً من تلاوة و حفظ لكتاب الله تعالى .. و هي طريقة عملية في المراجعة لما حفظ ، فعندما يلتزم المسلم بالأوراد و الأذكار المسنونة من آيات و سور فإنه يقوم عملياً بمراجعة ما حفظه من حيث لا يشعر ، و ذلك حتى نهاية المرحلة الخامسة ، بخلاف من حفظ خمسة أو عشرة أجزاء متتابعة ثم توقف لعذر ما فتصعب عليه المراجعة ، و هذا هو الغالب عند طلاب التحفيظ . و تصلح هذه الطريقة لمن لديه وقت كاف ، و لمن كان مشغولاً ، فالمتفرغ الذي لديه وقت يناسبه البرنامج فيسرع في المراحل ، و إن انقطع فيبقى هو الرابح ، و المشغول كلياً أو جزئياً يناسبه من حيث أن المراحل الأولى سهلة و متدرجة و يختار منها ما يناسب وقته .. حتى لو اقتصر على المجموعة الأولى من كل مرحلة فقد أخذ بالأولى و الأهم .
هذا المنهج قابل للتعديل حذفاً و إضافة ، اختياراً أو اقتصاراً على المجموعة الأولى من المرحلة كحد أدنى .. ومن زاد في كل مرحلة سهل عليه إكمال ختم القرآن كاملاً ، فتكون هذه الاختيارات في المراحل الأولى بمثابة استراحة و تحفيز له . و يمكن اختيار الأولى فالأولى على مستوى المرحلة الواحدة .
و كما أن هذا المنهج هو للحفظ فكذلك هو لتحسين و إتقان التلاوة نظراً ، فلأن يتقن الإنسان تلاوة ما هو واجب أو سنة في حقه خير من أن يشرع في ختمة و لا يدري هل يستمر أم لا. و هنا لا بد من الإشارة إلى أن إتقان التلاوة ضروري قبل الحفظ لأن تعديل ما حفظ خطأ صعب جداً.
لقد عرض هذا البرنامج على بعض المشايخ و المدرسين و المجازين و بعض الطلاب و المهنيين فلقي قبولاً من أكثرهم و الحمد لله ، بعد شيء من التعديل .
المهم أن هذا المنهج يواكب واجبات المسلم بعيداً عن الضغط و التكاليف ، و تزداد الرغبة إن شاء الله بعد الاطلاع على الأحاديث الواردة في فضل السور و الآيات في الحفظ لكل مرحلة .
أسأل الله أن يرزقنا الصواب و الإخلاص و أن ينفع به المسلمين و يفتح له قلوب و عقول المدرسين و الطلاب في حلقات تحفيظ القرآن ..
يتلخص المنهج في النقاط التالية :
1. اختيار المفروض على المسلم أولاً ثم ما هو سنة .
2. اختيار الآيات المهمة .
3. اختيار السور المهمة .
4. اختيار الأجزاء المهمة .
5. اختيارات كبيرة من الطوال كتمهيد و اختبار للهمة و الرغبة .
6. الخيار الأخير بإكمال الحفظ .
7. أخيراً : الإجازة .
المرحلة الأولى :
إتقان هذه المرحلة هام لكل إنسان ، فإتقان ما تصح به الصلاة فرض عين ، و كم من أشخاص كبار يتحرجون إذا قدموا للإمامة لأنهم لم يتقنوا هذه السور القصار في صغرهم ، و ربما حفظوا أجزاء أخرى في كبرهم ...
المجموعة الأولى :
المجموعة الثانية : و يمكن أن نجعل بقية سور جزء عم هي المجموعة الثانية .
فضائل بعض السور المذكورة :
سنذكر الجزء المقصود من الحديث فقط ، تجنباً للتطويل ...
فضل الفاتحة :
v البخاري مج3/ح5007
v البخاري مج3/ح5006
v ت ت مج2/ص367
فضل المعوذات :
v البخاري مج3/ح5016
v إن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ و و ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بها على رأسه و وجهه و ما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ] البخاري مج3/ح5017
v و في رواية أبي داوود ت ت مج2/ص378-390
v و في رواية لمسلم صحيح مسلم/ ت ت مج2/ص382
فضل سورة الإخلاص :
v البخاري مج3/ح5013
v ت ت مج2/ص380
v ت ت مج2/ص381
فما أجمل أن يعرف الطلاب هذا الأجر قبل أن يقرؤوا و يحفظوا .......
و قد ورد كذلك ت ت مج2/ص378 ، مج2/ص379
المرحلة الثانية :
و هي الآيات المهمة المسنونة أو المشهورة المعروفة و التي غالباً ما يقرؤها ، و هي أولى من غيرها بالاهتمام و الحفظ بعد المرحلة الأولى بل من السنة حفظ بعضها ، و أضيف إليها بناء على اقتراحات بعض الأخوة .
المجموعة الأولى : آية الكرسي - أواخر سورة البقرة - عشر آيات من أول و آخر سورة الكهف - أواخر سورة آل عمران - أواخر سورة الحشر - أواخر سورة الأنعام - أواخر سورة المؤمنون - أواخر سورة الإسراء
المجموعة الثانية : سورة فصلت30-36 - سورة النور - سورة الفرقان - سورة آل عمران - آخر سورة الزمر - سورة إبراهيم - أواخر سورة التوبة - كما يمكن إضافة آيات الرقية الشرعية ...
و الأجدر بالإنسان المسلم العادي أن يتقن أكثر هذه الآيات ، لأنها كثيراً ما تتردد على ألسنة الأئمة في الصلاة الجهرية .. فلماذا لا نجعلها من منهج الحفظ طالما أنها تمارس عملياً ؟ و ربما تحفظ غير متقنة .. و كم من الطلاب يحفظ الكثير ، و لا يمر على المهم اليسير .
أما ما ورد في فضائل بعضها :
فضل آية الكرسي :
v البخاري مج3/ح5010
v ت ت مج2/ص370 ، و السيدة هي : رئيسة جليلة مانعة للشيطان يتجلى الله على قارئها بالحفظ و الصون و طرد اللصوص و منع الشر ] هامش ت ت مج2/ص370
فضل أواخر سورة البقرة :
v البخاري مج2/ح5009 . تكفيه ما أهمه.. و ما أكثر الهموم ، و تكفيه ما يريد إن صدق و أيقن .
v ت ت مج2/ص372
v ت ت مج2/ص368
v ت ت مج2/ص372
فضل أواخر سورة آل عمران :
v و في رواية : ت ت مج2/ص372-374
فضل آيات من سورة الكهف :
v مسلم. و الروايات الواردة النسائي ، الترمذي . رواية الحاكم ... بالله عليكم لو أن إنساناً حفظ عشرة أجزاء ثم سمع بهذا الحديث و لم يكن قد حفظ هذه الآيات بعد ، ماذا سيكون موقفه ؟؟!!
المرحلة الثالثة :
و هي اختيار السور المهمة التي يسن للإنسان أن يقرأها في أوقات معينة ..
المجموعة الأولى : سورة الأعلى- سورة الغاشية- سورة النبأ- سورة الملك- سورة يس- سورة الكهف
المجموعة الثانية : سورة الواقعة- سورة السجدة - سورة الإنسان - سورة القيامة - سورة الدخان- سورة الحجرات - سورة الفتح .
ما ورد في فضائل بعضها :
معلوم أنه من السنة قراءة سورة الأعلى و الغاشية في الجمعة و العيدين.
فضل سورة الملك :
v داوود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و ابن حبان
v الترمذي
v الحاكم - ت ت مج2/ص377
فضل سورة يس :
v أحمد و أبو داود و النسائي و ابن ماجة و الحاكم صححه - ت ت مج2/ص376 . و أهمس في أذن من يعترض على هذا الاستدلال : أليس هذا البرنامج لحفظ القرآن الكريم كاملاً و على مراحل ؟ أليست هذه السورة من القرآن ؟ إذاً ضعها في أي مرحلة شئت ، فمن يتطلع لحفظ القرآن كله لا ينتظر حديثاً صحيحاً و لا يعترض على ضعيف لأن القرآن كله عظيم و لكن ورود الحديث يدعم و يؤيد الأولوية في الحفظ .
v الترمذي - ت ت مج2/ص377
v مالك ابن السني و ابن حبان- مج2/ص377 و في رواية الأصبهاني ت ت مج2/ص513-514
فضل سورة الكهف :
v و السكينة هي الرحمة ، و ذلك عند قراءة سورة الكهف البخاري مج3/ح5011
v الحاكم على شرط مسلم ت ت مج2/ص376 ، صلى الله عليك يا رسول الله فكلما بعد سكن المسلم عن مكة أكثر جبرت خاطره أكثر
v النسائي - البيهقي- الحاكم - الدارمي ، ت ت مج1/ص512
v ت ت مج1/ص513
فضل سورة الدخان :
v و في رواية ت ت مج1/ص513
فضل سورة الفتح :
v البخاري مج3/ص343/ح5012
المرحلة الرابعة :
و بعد حفظ الآيات و السور المهمة تنتقل إلى حفظ الأجزاء المهمة و هي :
المجموعة الأولى : جزء عم - جزء تبارك
المجموعة الثانية : جزء قد سمع- جزء الذاريات .
و سبب تقديم السور السابقة في المرحلة الثالثة على هذه الأجزاء أنها مهمة ، و أن في هذه الأجزاء من السور الصعبة على الطلاب مثل المجادلة و الممتحنة و الجن و غيرها ، و ربما يترك التحفيظ من أجلها ، أو يتجاوزهن دون إتقان و ضبط .
فلماذا نجعل هذه السور عقبة أمام الطلاب و لا نتجاوزها إلى ما هو أهم منها فعلاً كما مر معنا في المراحل الأولى حتى إذا كتب له الاستمرار يعود إليها إن شاء الله بعد أن أنجز أمراً مهماً و سنَّة مطلوبة.
المرحلة الخامسة :
بعد إتقان ما ذكر آنفاً من الأجزاء الأخيرة ننقله إلى سور من الطوال و التي ورد فيها أحاديث مرغبة و هي تمهيد لحفظ القرآن كاملاً و اختبار لهمته و عزيمته و تجريب لقدراته .. و تعطي الطالب دفعة معنوية إن وفقه الله لحفظها و هما أهم من حفظ الجزء السادس و العشرون و الخامس و العشرون ،... إلى آخر سورة من الجزء الثامن و العشرون
ألا وهما : سورة البقرة و سورة آل عمران ، و المعروفتان بالزهراوين
و أما ما ورد في فضل هاتين السورتين :
v و قد كان يقرأ سورة البقرة - البخاري مج3/ح5018
v مسلم و الترمذي و النسائي - ت ت مج 2/ص369
v أحمد.
v
v و البطلة السحرة . مسلم ت ت مج2/ص369 - 370
v و في رواية لمسلم أي فرق يضيء ، ت ت ص371
v ت ت مج2/ص352 و كان أحدثهم سناً
v
v ابن حبان ت ت مج2/ص370
v ت ت مج2/372
v مسلم و الترمذي ت ت 2/371-372 .
أفلا يكون حفظ سورتي البقرة و آل عمران بعد هذا أهم من حفظ كثير من الأجزاء الأخرى من القرآن ، و ما أحسن أن يذكر الطالب بعد كل مرحلة حفِظَها أن يراجع ما حفظ كأذكار و أوراد فتصبح العملية تربوية مع كونها مراجعة للقرآن .
المرحلة السادسة :
و هي إكمال حفظ القرآن :
و بعد هذه المراحل - التي قد يتعثر و ينقطع فيها البعض - فمن استمر و تجاوزها فهو مؤهل إن شاء الله للسير و المتابعة عندها يتابع سورة النساء و المائدة ... إلى آخر القرآن و سيمر بآيات و سور حفظها في المراحل الأولى تكون بمثابة مراجعة و محطات أشبه ما تكون باستراحة، و دفعة للأمام.
و رب قائل يقول هذه المرحلية صالحة لمن ينقطع ، أما الذي يريد حفظ القرآن كاملاً يتشتت بهذه الطريقة و الجواب :
إن الإنسان مهما نوى و عزم لا يدري هو نفسه هل يستمر أم لا ؟!! و لا يجزم بإكمال حفظ القرآن فمن باب أولى لا يستطيع الإنسان أن يجزم لغيره بإكمال الحفظ .
ثم إن الذي يكتب له الاستمرار بإذن الله سواء بدأ من الأول أو من الآخر أو اختار سوراً و آيات .. سوف ينتهي حفظاً و لن تؤثر عليه الطريقة إن شاء الله .
و لكن الكلام على و طالما أننا لا نجزم لأحد بالاستمرار فهذا البرنامج إذاً يناسب الجميع ، فالمنقطع يستفيد في كل مرحلة وقف بها ، لأنه حفظ الأهم فالأهم ، و المستمر يستفيد بحفظ الأولى و كسب الأجر بتطبيق السنة و الله أعلم .
لذلك جاءت هذه المرحلة قبل الأخيرة لمن عنده همة لحفظ القرآن كاملاً و كأننا ساعدناه في بناء جسور و محطات على الطريق ، و استراحات ينطلق منها نشيطاً ، بل و دفعة للأمام إن كانت متقنة من المراحل الأولى ، فلو انقطع في نصف الطريق فيكون قد حصّل في المراحل الأولى ما هو مطلوب ، و سوف يراجع عملياً دون عناء يذكر.
أما ما ورد في فضل حفظ القرآن كاملاً :
v لعل أشهرها مسلم ت ت 2/329
v مسلم ت ت 2/355
v ابن ماجة و الترمذي ت ت 2/355
v الحاكم على شرط مسلم ت ت 2/355
v ت ت 2/350
المرحلة السابعة و الأخيرة :
و هي مرحلة الإجازة :
يبحث الحافظ عن شيخ يجيزه بالسند بعد أن يقرأ عليه ختمة كاملة ، و هذه المرحلة هي بمثابة ختم على كفاءته و أهليته للإقراء فضلاً عن بركة انتمائه للسلسلة المباركة ، و لو تأملنا في هذه المراحل لوجدنا أن المرحلة الأولى أهم من الثانية ، و الثانية أهم من الثالثة ، و هكذا.. و البعض قد يقدم المرحلة الخامسة على الرابعة لفضلها ، و يبقى الأمر اجتهاداً..
و خلاصة القول : إن العقل يقدَّم على العاطفة و الحماس عند التخطيط لعمل ما ، و الحماس يكون عند التنفيذ ، و لو سألنا أنفسنا هل كل طلاب التحفيظ و غيرهم الراغبون في الحفظ يستمرون إلى نهاية المطاف ؟ الجواب طبعاً : لا ، و الواقع شاهد على ذلك .
و هل تعلم الذي يستمر مِن الذي لا يستمر ؟ الجواب طبعاً : لا ، لأننا لا نعلم الغيب و لا ندري ظروف كل إنسان و إن بدا عليه الذكاء .
و هل الذي لا يستمرون ينقطعون في فترة واحدة أم على فترات مختلفة ؟ الجواب : على فترات مختلفة ، كل حسب ظرفه .
فهل من مصلحة الطالب أن ينقطع بعد أجزاء متتابعة و لم يحفظ المهم أم ينقطع و قد أخذ الأهم ؟ إذاً أليس من الأفضل أن يبدأ بالأولى و الأهم طالما أننا لا نعرف من سيستمر و من سينقطع و متى سينقطع ... فمن كتب الله له الاستمرار سيستمر مهما كانت طريقة الحفظ ، و من كتب له الانقطاع في أي مرحلة ، يكون قد أخذ الأهم في حقه .
عناوين مقترحة للبرنامج :
الوجيز في الأوْلى في التحفيظ - عقد الجمان في تحفيظ القرآن - الأمالي في منهج التحفيظ المثالي - المراحل السبع في حفظ القرآن و المثاني السبع - الإجادة في الحفظ من الفاتحة إلى الإجازة - منهج التحفيظ العملي للقرآن - الخطوات العملية في حفظ الآيات القرآنية - المرحلية في حفظ الآيات القرآنية - منهج الإيمان في تحفيظ القرآن - المنهج السليم لحفظ القرآن الكريم - الاختيار الحكيم لحفظ القرآن الكريم - الاختيار الأمثل لحفظ القرآن المنزل ..
المراحل باختصار ، مع تقريب لمقدار الحفظ
المرحلة الأولى : مرحلة الأساس و الأصل و الفرض : و مقدارها ربع جزء تقريباً ، و مع المجموعة الثانية نصف جزء تقريباً
المرحلة الثانية : الآيات المشهورة و المسنونة : و مقدارها ربع جزء تقريباً ، و مع المجموعة الثانية نصف جزء تقريباً
المرحلة الثالثة : السور المشهورة : و مقدار المجموعتين معاً ما يقارب الجزأين .
المرحلة الرابعة : الأجزاء المشهورة : جزءان و مع المجموعة الثانية أربعة أجزاء
المرحلة الخامسة : السور الطويلة المسنونة : و مقدارها ثلاثة أجزاء و نصف تقريباً و في نهاية المرحلة الخامسة يكون الطالب قد حفظ خمسة أجزاء كحد أدنى مقتصراً على المجموعة الأولى ، و عشرة أجزاء كحد أعلى إذا حفظ المجموعات كلها ، و حِفْظ أجزاء مختارة مطلوبة و مهمة خير من حفظ أجزاء متتابعة تطوعاً ، و في كل خير . و يمكن اعتماد جزء عم في المرحلة الأولى كأساس ، ثم الانطلاق بالمنهج بالمرحلة الثانية للنهاية .
المرحلة السادسة : حفظ القرآن كاملاً
المرحلة السابعة : الإجازة
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
خالد محمد نور
20/10/1424هـ
تعقيبات على ملاحظات و إجابات على تساؤلات
1. قال بعض الأخوة : هذه الفكرة تصلح للكبار ، و قال آخرون : بل تصلح للصغار ، و الحقيقة أن الصغير الذي تتم متابعته يحفظ ، و ربما يفوق الكبير ، و كم من صغير حفظ القرآن أو أكثره . فليس المهم عند المهتم بالحفظ مشكلة كون السور كبيرة أو صغيرة ، و السور الطوال قد أخرت للمرحلة الخامسة ليحفظ الصغير الأهم و الأولى من السور و الآيات ... و من وصل للمرحلة الخامسة يكون مؤهلاً للبدء بالسور الطوال . أما الكبار فالرغبة في حفظ القرآن أو جزء منه موجودة بلا شك عند الكثيرين و لكنهم في الغالب مشغولون ، و الهمم متفاوتة ، فلعله من الحكمة أن يختار الكبير ما هو أولى و أهم . و ربما يقلل الكبير من شأن حفظ السور القصار أو العودة إليها إن كان يحفظها ، و لكن تبين أن كثيراً من الكبار لم يتقنوا السور القصار لأنه حفظها في صغره دون تركيز و ضبط
2. و قال آخرون أن هذا تشتت ، و قد مرت الإجابة على هذا في المرحلة السادسة ، و الحقيقة أنه تشتت في الظاهر ، و لكن أن يختار الإنسان ما هو أولى خير من أن يحفظ ما ليس بالأولى ( بحجة الترتيب ) ثم ينقطع ، و يبقى هذا اجتهاداً ، خاصة أن بعض القرآن أفضل من بعض ، و كله عظيم .
3. و تساءل آخر : هل من الضروري حفظ كل هذه الآيات المختارة ؟ ألا يوجد اختيار آخر غيرها ؟؟ و الواقع أن هذه فكرة و اجتهاد في الاختيار ، و ذكرت أنها قابلة للتعديل حذفاً و إضافة و المهم أنها فكرة للحفظ قائمة على اختيار الأهم و الأولى إلى أن ينتهي ، و للأخ أن يختار من الآيات و السور ما ورد فيه نص فقط ثم يكمل إن أراد حفظ القرآن.
4. و تساءل آخر عن الفترة الزمنية : فالبرنامج غير مقيد بزمن ، فعندما يحفظ الأخ شيئاً ينتقل إلى ما بعده ، و من أراد برمجة هذه الفكرة ضمن خطة زمنية فله ذلك ، و كل له أسلوبه و طريقته ، مع مراعاة أن هذه المراحل تبدأ سهلة ثم تتدرج صعوبة و مقداراً .
5. و ذكر بعض الأخوة الكرام أن التقييم في حفظ السور و الأجزاء المتتابعة مرتَّبة أسهل منه في هذه الطريقة ، و هذا صحيح ، غير أن المقتنع بفكرة ما ، لا يعدم وسيلة يقيِّم بها العمل ، و يمكن أن يكون بعض هذا البرنامج كما أشار بعض الأخوة (حفظهم الله) نشاطاً أو مسابقات إلى جانب الحلقات .
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الجدول لبرنامج قائم على اختيار الأولى فالأولى ، و الأهم فالأهم في حفظ القرآن (على سبع مراحل) و يُنصح بقراءة البرنامج قبل الحكم عليه أو بدء الحفظ .
جدول برنامج العاملين لحفظ القرآن الكريم
المرحلة الأولى : مرحلة الأساس و الأصل و الفرض
الفاتحة ، الناس (أ) الزلزلة (ب) الفجر
ß ß
المرحلة الثانية : مرحلة الآيات المسنونة و المشهورة
(أ)
(ب)
آية الكرسي 255
آل عمران 102-110
البقرة 284-286
الأنعام 161-165
آل عمران 190-200
إبراهيم 24-27
التوبة 126-129
الإسراء 110-111
الكهف 99-110
المؤمنون 115-118
الحشر 18-24
النور 35-38
الفرقان 61-77
الزمر 68-75
فصلت 30-36
النحل 125-128
الأحزاب 70-73
المرحلة الثالثة : السور التي يسن قراءتها في أوقات معينة و سور أخرى مشهورة
(أ)
الأعلى - الغاشية - النبأ - الملك - يس - الكهف - السجدة - الإنسان
(ب)
الواقعة - القيامة - الدخان - الحجرات - الفتح - ق - القمر- الجمعة - المنافقون
المرحلة الرابعة : الأجزاء المشهورة
(أ)
إكمال جزء عم و جزء تبارك
(ب)
جزء قد سمع و جزء الذاريات
المرحلة الخامسة : السور الطوال المسنونة (الزهراوان)
(أ)
سورة البقرة
(ب)
سورة آل عمران
المرحلة السادسة : إكمال حفظ القرآن
المرحلة السابعة : الإجازة بالسند
ترتيب هذا الجدول اقتراح و إضافات من بعض الأخوة .
الخاتمة
إذا كان الحفظ مرة في العمر ، فالمراجعة كل العمر
و إذا كان الحفظ حمل مرة ، فالمراجعة حمل ألف مرة بل حمل دائم
و مع حبنا بل واجبنا نشر القرآن الكريم و فرحتنا بكثرة حفاظ هذا الكتاب العظيم ، لكن هل كل من يريد حفظ كتاب الله و يتحمس له - مهما كان التشجيع والترغيب - هل هم كلهم قادرون على هذا الحمل أو الاستمرار به لو تشرفوا بحفظه ؟؟؟
لماذا لا نجعل برنامج الأولويات أساساً للانطلاق و اختباراً للهمم و كشفاً للأهلية ( و تصفيات للمتنافسين ) فمن وفقه الله لاجتياز هذه المراحل المرتبة في الأهمية ( وخاصة الخامسة منها ) يتابع المسير ، و من قصر بسبب عذر ما لماذا نحمله أجزاء أخرى غيرها أولى منها ؟؟!!
و أخيراً ، فإن لكل فكرة جديدة تساؤلات و ملاحظات ، و فكرة هذا البرنامج حفظ القرآن كاملاً ، و لكن بأسلوب جديد ، و أجبت على ما وصلني من تساؤلات و عدلت في البرنامج من خلال اقتراحات و نصائح من إخوة قراء و مدرسين مشكورين و مأجورين .
و أحب أن أؤكد أنها فكرة تقوم على اختيار الأولى فالأولى و الأهم فالأهم في حفظ القرآن ، و يمكن الاستفادة من هذه الفكرة في كثير من النشاطات و المشاريع .
فإن فِعْل الأولى أحسن و أوْلى ، لأن الإنسان لا يدري متى يرحل إلى الآخرة من هذه الأُوْلى ، و بعد مداولة و تشجيع و تأييد و استجابة لطلب الأخوة اطمأنَّ قلبي لنشرها ، عسى الله أن ينفع بها طلاب التحفيظ خاصة و المسلمين عامة .
و الحمد لله رب العالمين
ادعولي بذريه الصالحة
عاشقة رؤية البدر @aaashk_roy_albdr
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
nounou7
•
بارك الله فيك اختي على مجهودك هذا ورزقك بالذرية الصالحة عاجلا غير اجل
الصفحة الأخيرة