فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

« طريق الدعاة » مشاركة حملة كلنا هيئة~

الأدب النبطي والفصيح



« إن الذين قالوا ربنا الله ثمّ استقامواتتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا
وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ».

مدخل ~
حين نسأل :
ماهي الحقيقة الكبرى التي تنبثق منها العقيدة الإسلامية ؟
وماالذي يحدد المسار الصحيح للإنسان ؟
ويقود خطاه ليحقق السلامة والنجاة .. لدينه ودنياه وأخراه ؟..
يكون الجواب : الإيمان بالله تعالى هي الحقيقة الكبرى ..!
الإيمان بأن الله وحده فاطر الكون بما فيه ،
وأنه وحده المستحق للعبادة
وأن المؤمنين إخوة بهذه العقيدة ..!
وهذا مايحدد المسار الصحيح للمؤمن ، ويضع الميزان الصحيح للقيم،
والنظرة الصائبة لمعنى الخير والشر ، والمعروف والمنكر ..
إن هذه العقيدة إذا تمكنت من القلب ، وألقت على النفس الإنسانية ظلالها ،
لم ير المسلم في كل خطوة يخطوها أو عمل يؤديه إلا هدى الله فيترسمه، ورضا الله
فيسعى إليه، فيتولد له بذلك من نفسه من يحاسبه ،
ويرده عن الحرام والانحرافات والهوى ، ويجعل حياته تدور في فلك الحق ،
فلا يظلم أحداً لهوى في نفسه ،ولا يسلم ولا يمنع حقاًلغيره ،ولا يفرط في شرع الله ،
ولا يتجاوز حدوده..
فيكون لكل امريءٍ منهم رقيباً عليه من نفسه ، يأمره بالمعروف ، وينهاه عن المنكر ..!
ومن هذا التصور السليم للوجود الإنساني ، وارتباطه بخالقه،
وإدراك الغاية التي من أجلها أوجده الله تعالى وهي تحقيق العبودية
وإدراك أهميته المحورية في الكون ،
يكون أهلاً لحمل أمانة خلافة الأرض ،
مستنداً إلى القواعد الأخلاقية الثابتة التي تنبثق من روح القرآن الكريم .


ماالثابت ؟ وما المتغير ؟ ~
إن الثوابت هي القيم التي تحكم حياة الإنسان..
وبدونها يعيش بقانون الغاب ..!
والمنهج الإلهي الذي وضعه الله للبشرية ..
منهج ثابت لايتغير باختلاف الظروف والأزمان
ذلك لأن من أوجده هو الخالق العظيم ،
العالم بالنفس البشرية وتقلباتها وما يلزمها وما يفيدها ،
وكيف تتغلب على المعوقات ، وكيف تصلح ذاتها ، وتقودها إلى طريق النجاة ..
بينما لو تأملنا القوانين البشرية وما وضعته من قواعدعلى مر العصور ، واختلاف المجتمعات، لرأينا كيف أنها دائماً ماتكون عرضة لرياح التغيير، وهوى التبدلات،
لأنها لاتستند إلى تصور ثابت ، وتخضع دائماً لتقلبات الحياة المحيطة بها..

لقد أصبح قانون الغاب سارياً على المستضعفين من البشر ،
تحكمه أيدي السياسة والاقتصاد في مايسمى بالدول العظمى..
هناك حيث تهمشت القيم ، وتدنت الأخلاق ، وغابت معالم الروح ..

وهذا هو السر في قوة العالم الإسلامي في عصوره الزاهرة،
وسر مقاومته للفناء فيعصور الانحطاط..
حيث ظل معتصماً بتعاليم الإسلام ،متمسكاً بمنهجه،
نائياً به عن عوامل التغيير المؤدية إلى التحلل والفساد ..
رافلاً في ظل أسعد نظام عرفته البشرية ..!


كنتم خير أمة ~
يقول الله تعالى :
«كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله..»
هاهو القرآن الكريم يعلن بوضوح نعمة التكريم الآلهي الذي أسبغه الله تعالى ،
على أمة الإسلام ،
وها هو يربط هذه المنحة الإلهية بهمة الأمة في أن تكون على مستوى حمل المسؤولية لتستحق هذاالتشريف ،
وذلك في أن تكون لها القيادة والتوجيه إلى الخير الذي يؤدي إلى الحلال ،
والقضاءعلى بذور الشر التي تزرع الحرام في كل أرض تمر بها،
ويتأتى ذلك في عدم انقيادها لغيرها من أمم الجاهلية التي تنوعت صورهاعلى مر العصور ،
وفي أن تأمر بالمعروف بنشر مالديها من التصور السليم ، والاعتقاد الصحيح ،
والخلق القويم ، والمعرفة الحقة ،
لتواجه بها جيوش الشر التي تبث سموم المنكر بشتى طرق المغريات ،
وأن تحافظ على مكانتها التي أوجدها الله لها .. ألا وهي مكانة الصدارة والقيادة ..
وليس ذلك بالتكليف الهين ، بل أنه يتطلب الجهد المستمر والهمة العالية ..
وتحمل كل مايأتي من وراء هذا التكليف من متاعب ، ومايعتري طريقه من عقبات ،
وما يزرع في دربه من أشواك..!


طريق الدعاة ~
إن على عاتق الدعاة إلى الخير .. الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر،
مهمة صعبة يجب أن يعدوا لها العدة ،
تقتضي منهم الجلد والثبات والقوة ، والعزيمة الراسخة ، والإصرار على المضي ..
والتركيز على الهدف نحو صيانة الحياة من الفساد والشر والمنكر ،
بعيداً عن محاباة أو مراعاة أو استثناء أو مجاملة أو تحيز أو طمع أو غاية ..!
وأمامهم عمل شاق يتطلب إيماناً راسخاً، وعزماًلا يلين، وعزيمة لاتفتر، وصلابة لاتنكسر
في مقابلة طواغيت الشر ، وعقبات الطريق، وعنفوان الجبروت ،
وفي مواجهة طغيان الشهوات ، وفتور العزائم ، وجيوش المنافع ، وسلطة المصالح ، وسباق المطامع..
عليهم أن يتسلحوا بأقوى عدة ، ويلجأوا إلى أقوى حليف .
وعدتهم هي الإيمان ، وسندهم وحليفهم هو الله ..
وكل ماعدا ذلك من سند .. فحكمه إلى زوال
إذن فخلاصة القول أن الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إما أن تستمد وجودها من الإيمان بالله وحده ،
وتتوكل عليه، وتخلص النية له فيكتب لها النجاح ويتحقق لها الوجود والاستمرارية
في ظل الإسلام،
وإما أن تسلك غير ذلك سبيلاً فهي دعوة يكتب لها الفشل ولا يتحقق لها وجود فيه
صفة الإسلام.





يد الله مع الجماعة ~
« ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، وأولئك هم المفلحون »104آل عمران
هنا تطرح الآيات قضية الدعوة للخير.. متمثلة في جماعة المسلمين ؛
تدعوهم للتكاثف في الأمر بالمعروف وهو يمثل العدل والاستقامة ، وسائر الفضائل ..
والوقوف في وجه كل رذيلة ومنكر وانحراف عن جادة الصواب الذي اختطه الله له
ولكن لكي يكون في مقدور الأمة التي تحمل هذه الأمانة تحقيق وجودها ،
وجب أن تكون ذات سلطة تعينها على هذا الواجب ..
وهذه السلطة ترتبط بحبل الله ، وبالأخوة المتحابة في الله ..!
فالمنهج الإلهي ليس نظريات . وليس وعظ وإرشاد فقط ..
ولكنه يتحتم أن يكون واقعاًملموساً .. يتحقق في حياة البشر
وهذه الدعوة والامر والنهي ليست بالتكليف الهين لمن حملها- كما ذكرنا -
فمن التوقع لها أن تتصادم مع شهوات الناس ونزواتهم ومصالحهم وغرورهم وكبريائهم
فالناس فيهم المتسلط صاحب المنصب ، وفيهم من يبحث عن مصالحه الشخصية ،
وفيهم الضعيف المتراخي الذي لايحبذ التغيير ، وفيهم الدنيء الذي يتبع شهواته ،
وفيهم ممن يحبون المنكر ويعرضون عن المعروف ..
ولكن بوجود الجماعة التي تتلاقى همتها على الدعوة إلى الله وتتآلف في ظل الرباط الإيماني المتين والأخوة في الله
يكتب لهذه الدعوة النجاح...
وبناء كيان اجتماعي متكامل قائم على مبدأ التكافل والإيثار ،
كما كانت الجماعة الأولى التي تمثلت في المدينة بين المهاجرين والأنصار ،
حيث ربطتهم أواصر الإيمان برباط أقوى من رباط الرحم ،
فتفوقوا على أنفسهم في صور البذل والعطاء والتكافل .


تغيرات مخالفة وتغيرات موافقة ~
هناك ظواهرمؤلمة تتنافى و قيم الإسلام ، يجب التصدي لها ،
نلمسها في مثير من مجتمعاتنا العربية الإسلامية ،
كمثل اختلاط الرجال بالنساء محاكاةً لغير المسلمين ، والافتتان بكل أفكار وعادات
الغرب وتقليدها تقليداً أعمى يفقد المسلم هويته، والتشبه بالجنس الآخر حتى يشكل
على الناظر تحديد ماهية من أمامه أحياناً ، ورقص الفتيان مع الفتيات ..
وغيرها من السلبيات التي انساق لها الكثير من المسلمين بلا روية ولا تفكير ،
حتى وقر في نفوس البعض أن ماورثناه من عادات وتقاليد إنما هو نوع من الجاهلية
والتخلف وأن كل مايفعله الأوربي فهو حسن وراقي ..!
ولكن .. ! من جهة أخرى هناك تغيرات تعود على الأمة بالخير والنفع :كالتحصيل العلمي ، والتسابق في كافة ميادينه.. فهذه التغيرات وأمثالها مقبولة ..
كما أن أي تغير يعود بالمنفعة على المسلمين ، مقبول بذاته مالم يخرج عن القواعد الخلقية ، ومقررات العقيدة والإيمان بالله تعالى .


آخر المطاف ~
إن الطريق المستقيم هو أقرب المسافات بين نقطتين ..
من سلكه فقد ابتعد عن تعرجات الطرق ومنحنياتها وتخبطاتها..
ولكنه ..ليس سكةً يطرقها الناس في مكانٍ ما ..
إنما هي المنهج الصواب الذي نشق به طريق الحياة ،
والذي نطلب فيه الحق بين مسالك شتى ودروب مضللة ..
وجدير بالإنسان إذن في عالم استوحش فيه الحق أن يجتهد في تحريه..
وأن يعود إليه كلما أبعدته التيارات عنه ..
ولذا فنحن في صلواتنا دائماًنطلب الهدى من الله فنقول : «اهدنا الصراط المستقيم».
اهدنا للتمسك بهذا المنهج القويم ..
اهدنا لنشق به عقبات الحياة، ونلتمس الصواب ،
ونكون حقاً أبناء خير أمة أخرجت للناس..
تدعو إلى الخير ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ،
ليكتبنا الله من المفلحين..!
24
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
اللهم اهدنا دوما الى صراطه المستقيم وثبتنا على دينك واجعلنا من اﻻمة الى تدعو دوما الى المعروف
احرف من ذهب يافيض فى وقت من اﻻوقات الثمينة وفى يوم مبارك
جعل الله احرفك فى ميزان حسناتك ونفعك بها وايانا حبيبتى
ودمت رائعة متالقة ككلماتك
القــــرآن في قلبي
بارك الله فيك ونفع بك

مشاركه قيمه جعله الله في موازين حسناتك
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
اللهم اهدنا دوما الى صراطه المستقيم وثبتنا على دينك واجعلنا من اﻻمة الى تدعو دوما الى المعروف احرف من ذهب يافيض فى وقت من اﻻوقات الثمينة وفى يوم مبارك جعل الله احرفك فى ميزان حسناتك ونفعك بها وايانا حبيبتى ودمت رائعة متالقة ككلماتك
اللهم اهدنا دوما الى صراطه المستقيم وثبتنا على دينك واجعلنا من اﻻمة الى تدعو دوما الى...
بوركت غاليتي حنين ..
وشكراً لك على صادق وثمين التمنيات
جزاك الله كل الخير
ياألق ..!
ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
امين غاليتي فيض ...
كلمات ذات قيمة ...
وكما قالت حنين ..
كلمات من ذهب ..
جعلنا الله ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..
وجعل الله ايماننا به قوي ..
بارك الله في قلمك ..
نور يتلألأ
نور يتلألأ
بارك الله فيك غاليتي فيض
جعلنا الله ممن يأمرون بالمعروف وينهون المنكر
ويدعون إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة