
طريق حياتنا أشبه..
بالتضاريس الجغرافية ..!
تتناقلنا بين سهولها ووهادها وقممها ..
وأخاديدها وصحاريها ومراعيها..
ومسيرة أقدارنا تقطع مايقابلها من تلك التضاريس
شاءت أم أبت ..
واجدة أمامها الكثير من التحديات ..!
وترانا نقف عند كل مواجهة مفكرين في الخيارات المطروحة
ونتساءل :
ترى هل نعود القهقرى والزمن لايعود ..
فكيف بنا أن نعود ؟!
أم هل نتقوقع في أماكننا ..
داخل شرنقة الضعف والخوف والخشية
وعندما يمر فوقنا قطار الزمن..
لاندري ماسيخلّف منّا !
أو نقتحم العقبات واضعين أنفسنا في معادلة اختبار..
منتظرين النتيجة ..!
آملين أن يعادل الطرف الأول من كيمياء الحياة
الطرف الثاني ..!
لنحكم بنجاح المعادلة ..!
***
ولكن الحياة التي نمارسها لاتضمن لنا ..
أن النتيجة ستكون مساوية للجهد في كثير من الأحيان ..!
وأن الطرفين سيتعادلان !!.
***
ذكّرني أمرٌ قرأته هنا ..!
بلعبة مارسناها صغاراً ..
هي ( السلم والثعبان)..!
سألت عنها حين حرك شوقي التذكار ..
فقيل أنها لاتزال تباع في بعض المكتبات ..
يذكرها الآباء وينكرها الأبناء..!
***
حديث ... ~
قلت أحدث نظيرتي :
عالمنا كان خلاّقاً لأنه ترك لنا مجالاً نطلق فيه أعنة الخيال ..
ماكان هذا الصخب والضجيج يلوث أسماعنا وأنظارنا ..
ويقزّم أخيلتنا، ويقطن عقولنا ، ويدمن حياتنا ..
ويرسم لنا وجوداً افتراضياً ..
سيطر على كون التحليق والإبداع في الأذهان ..
وجدتْ بذوره في الطفولة البيضاء..أرضاً متلقية..
فنقشتها .. وتفرعت ، وغاصت جذورها عميقاً ..
مقتنعة ، ومؤمنة بشخوص أسطورية كاذبة ..
تشربتها تربتهم واتخذوها نموذجاً وقدوة
حتى باتت جزءاً من واقع حياتهم .. صدقوه ..!!
***
كل شيء بات مرسوماً بدقة ..
يُرى ويُسمع .. فيُصدّق ويقنِع ..
حتى وإن كذبته الحقائق ..
فقد صنع له العقل واقعاً وصدقه!
لا فرصة إذن لما وراء الأحاسيس الظاهرة
من عوالم باطنة تنشئ رؤاها الخاصة ، وتنشر أخيلتها ..
لقد نُحر عالم الإبداع الباطني ..
على مذبح عالم التكنولوجيا
حتى هذه اللعبة البسيطة تحكم بها !
***
قالت :
لم ذكرت هذه اللعبة المسلية ..
وغيرها الكثير ..
كالشطرنج لعبة الأذكياء ..
ناهيك عن كتب الطفولة المصورة ..
المكتبة الخضراء .. والزرقاء..؟
أليس الكتاب كان أعظم تسلية للروح وغذاء ؟
قلت :
صدقت..!!
ولكن لنعد إلى موضوعنا ..
وأقول : إن مسيرة الحياة تشبه السلم والثعبان ..
رغم ان الحياة ليست لعبة ..
يشترك فيها فردان .. أيهما يفوز ..!
ولكنها معادلة طرفيها اثنان :
نحن .. والحياة ..!
***
الحياة رحلة لابد من قطعها
ومواقف تواجهنا ولامفرّ من مقابلتها ..
لأننا ملزمون أن نبلغ آخر الشوط ..
فتارة نحن الغالبين..
نرتقي سلالمها حين يشير (النرد ) ..
إلى أن ( الكود ) عند فوهة المرتقى ..
فترانا نفرح باختصار مسافة من الزمن في الفوز
بهدف ما ..!
وتارة مغلوبين ..
حين يواجه رقم الحظ رأس الثعبان ..!
حينذاك نهوى من حالق أمنياتنا ..
وشاهق أحلامنا ..
ونعود خطوات إلى الوراء ..!
كأنا ماارتقينا يوماً ..
ويمتلكنا حس التقهقر وكآبة الهزيمة ..!
***
الحياة مرتقيات ..وقمم ..وذرى.. !
وانحدارات .. ومهاوي .. وقيعان..
مهما عشناها لن نبلغ القمة التي نتمناها
لكننا نملك الحرية في أن نرتقي مااستطعنا ..
وأن نعاود النهوض كلما كبونا ..
فلا ندع للثعابين المتربصة بنا في الطريق ..
فرصة للنيل منا ..
..
سلمت يداك غاليتي حقا على تلك الأطروحة العميقة والمتميزة والمذيلة بحكمة ونصيحة وعبرة
كعهدنا بك دوما فيض الواحة الرقراق وعطرها تكتبين ما يختص به قلمك فقط
شكرا لك من القلب حبيبتي ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض الواحة الرقراق وعطرها