فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ طريق الهجــــرة ~

ملتقى الإيمان




كل عام .. حين تطل علينا ذكرى الهجرة النبوية الشريفة
نسترجع بذاكرتنا ماحوته هذه الحادثة العظيمة من دروس قيمة
ومواقف ملهمة ..
وما جرى خلالها من مؤامرات تظافرت أيدي الشرك في نسجها ...
لأجل القضاء على الدعوة الإسلامية
والتي في كل مرة كان الله تعالى ينقض غزلها.. ويفشل كيدها
ويبسط رعايته على رسوله الكريم .. ويهديه الطريق السليم ..
ويسدد خطاه .. ويزوده بالحكمة والصواب ..


ونحن من حادثة الهجرة نتعلم الدروس الكثيرة .
نتعلم معاني النصر وكيف نستنبطها
وأسباب الهزيمة .. وكيف نتفاداها..
وهي حين تطل علينا في بداية كل عام هجري ..
تجدد فينا الطاقة الإيمانية ، وتشحذ العزائم لأجل أن
ننتفع ونسترشد بها ونستوحي منها منهجاً لحياتنا كلها .



خطوات مدروسة ~
إن أهم عوامل النجاح للمرء التخطيط المنهجي ..
والاستعداد المسبق ... ودراسة المعوقات في كل أمر هام من أمور حياته
ليضع الحلول لها .. وعوامل النجاح ليطلبها ويترسم خطوها ..
وهذا كله نستقيه من دروس التخطيط للهجرة ..
التي رسمها النبي بدقة ووضوح ..
فنجح في هذه الرحلة البالغة الصعوبة .. بل المستحيلة
في الوصول إلى يثرب ليتم نشر رسالة الإسلام
مؤيداً بتوفيق الله وصدق التوكل عليه ..
فما هي تلك الخطوات ؟




أولاً - اختيار الرفيق والصاحب .. والرفيق يكون قبل الطريق ،
وكان نعم الرفيق أبا بكر رضي الله عنه .

ثانياً - أناط الرسول الكريم أبا بكر مهمة إعداد الراحلتين التي ستحملهما في الطريق.

ثالثاً - استأجر الرسول الكريم دليلاً أميناً خبيراً بطرق الصحراء ( عبد الله بن أريقط )
وقد ائتمنه الراحلتين ، وحدد له وقت ومكان اللقاء بعد الخروج من غار ثور.

رابعاً - انتقى الرسول لمكان يختفي به وصاحبه لحين يهدأ بحث الكفار عنه ،
وهو غار ثور .

خامساً- اختيار علي بن أبي طالب رضي الله عنه لينام في فراشه ليلة الهجرة ،
لتضليل المشركين وخداعهم ، وليرد الودائع التي كانت عند الرسول لأصحابها .

سادساً - اختار عبد الله بن أبي بكر ليأتيهما باخبار المشركين في مكة وهما في الغار .

سابعاً- تكليف أسماء بنت أبي بكر بإحضار الطعام والماء إلى حيث هما في غار حراء .

ثامناً- عامر بن فهيرة رضي الله عنه .. يرعى الغنم نهاراً ..
ويأتيهما ليلاً ليشربا من ألبانها ، ويزيل آثار الأقدام .

فائدة ~
الهجرة هجرتان :
هجرة قلبية ... إلى الله بالإخلاص في عبادته وحده
وإلى رسوله بالسير على منهاجه وترك مانهى عنه
( المهاجر من هجر مانهى الله عنه )

وهجرة بدنية- توافق القلبية- من بلاد الكفر حين يتعرض المسلم
للإضطهاد في دينه وعقيدته وعبادته .
إلى حيث يأمن على دينه .. ويتبع منهاجه.



العناية الإلهية وصدق التوكل ~
وهي تتمثل في الهجرة النبوية بكافة دقائقها وتفاصيلها ...
فتعالين لنرى من خلال هذه الأحداث مصداق الكلام :

*خروج الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن ينتبه له أحد
من المتآمرين الذين ضربوا نطاقاً حول بيته ..
وهو يردد قوله تعالى :
( وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لايبصرون )
فأخذ الله على أبصارهم فلم يروه وهو يخرج أمامهم .

*انطلاق الرسول الكريم وصاحبه أبو بكر إلى غار ثور الذي يبعد أميالاً خمسة
من مكة.. ومن جهة أخرى غير جهة المدينة .. تضليلاً للكفار ..
ومكوثهما فيه ثلاثة أيام .. أعيت الكفار في البحث ... حتى وصلوا عند الغار
وماذا حدث بعدها ؟
هاهو أبو بكرٍ رضي الله عنه يرى أقدامهم فيقول مشفقاً :
لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا
فماذا كان رد الرسول الكريم ؟
قال وهو موقن برعاية الله تعالى :
( وما ظنك ياأبا بكر باثنين الله ثالثهما ؟ )


*استشاط الكفار غيظاً لإفلات الرسول رغم إحكام قبضتهم للحيلولة دون نجاته ،
فرصدوا مكافأة مقدارها مائة ناقة لمن يقبض عليه .. أو يقتله .



*وظلت العناية الإلهية تواكب المسيرة وترعاها ،
فبعد ثلاثة أيام خرج الرسول وصاحبه من الغار ..
وسلك بهما الدليل (عبد الله بن أريقط ) طريقاً غير مألوفة ...
وبينما هما سالكان الطريق إذا برجل من الذين دفعهم الطمع في مكافأة المشركين
بدركهما ..
كان ذلك الرجل هو (سراقة بن مالك ) حث إليهما السير معتلياً فرسه ..
ولكنه كان كلما اقترب منهما .. ساخت قوائم فرسه في الأرض .. وعجز ..!
عندها أدرك سراقة أنه أمام رسولٍ كريمٍ محاط بالرعاية الإلهية ..
فطلب منه الأمان ، فأمّنه ، ووعده سواري كسرى ...
وعاد سراقة إلى مكة وهو يرد عن الرسول كيد المشركين .


هذه جملة المواقف من دروس الهجرة ...
التي تظهر بوضوح .. أن الرسول كان مؤيداً من الله تعالى ..
متوكلاً عليه تعالى حق التوكل ..
وأن علينا كمؤمنين اتباع هذا النهج القويم في سائر أمورنا
وأن نخطط تخطيطاً سليماً لها..
أسوة برسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم .

فائدة ~

في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
وبعد انتصار المسلمين على الفرس ، دعا الخليفة سراقة بن مالك ..
وألبسه سواري كسرى التي حصل عليها المسلمون
من الغنائم ... وتحقق بذلك وعد الرسول صلى الله عليه وسلم .


تذكير ~
نحن لانريد يوماً نحتفل فيه بالهجرة النبوية
كما يحتفل النصارى بعيد الميلاد ..
بنصب الزينات ، وإقامة الحفلات ،
وصرف الملايين لأجل اللهو والتسلية والمظاهر الباطلة
وهناك من يتضور جوعاً .. ويعاني إملاقاً ..
لأن الهجرة تسمو عن المقارنات
كما أنها لاتنحصر بيوم أو أيام تلقى فيها الخطب على المنابر ..
ثم تطوى الصفحة .. حتى العام القادم ..
لا. .!
فالهجرة وقفات تأمل .. أمام نصاعة الماضي ..
لإزالة شوائب الحاضر .. واستخلاص العبر ..
الهجرة لاتعني أياماً ..
ولكن تعني مسيرة حياة .. من جيلٍ إلى جيل .





16
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المحامية نون
المحامية نون
الغالية فيض ...ومن طريق الهجرة نأخذ الدروس والعبر من نبي الرحمة ومن معه الذين شدوا ازره وساندوه في اصعب الظروف واقساها .... وتلك هي أسمى معاني الصبر والإخلاص ....طرح رائع ومميز كما تعودنا منك ...جعل ذلك في ميزان حسناتك ....حفظك الله ودام عطاءك المخلص ..........
فتاة الحرماان
فتاة الحرماان
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
الغالية فيض ...ومن طريق الهجرة نأخذ الدروس والعبر من نبي الرحمة ومن معه الذين شدوا ازره وساندوه في اصعب الظروف واقساها .... وتلك هي أسمى معاني الصبر والإخلاص ....طرح رائع ومميز كما تعودنا منك ...جعل ذلك في ميزان حسناتك ....حفظك الله ودام عطاءك المخلص ..........
الغالية فيض ...ومن طريق الهجرة نأخذ الدروس والعبر من نبي الرحمة ومن معه الذين شدوا ازره وساندوه...
الغالية نون :
أحسنت العبرة من الهجرة ..
وجزاك الله خيراً على مشاركتك الطيبة
وأحسن لك العطاء
وبارك بك
ومن الله وحده حسن الجزاء..
والحمد لله تعالى .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
فتاة الفاضلة :
ممتنة للروح الإيجابية في المشاركة
بارك الله بك
وجزاك الخير كله
ياكريمة ..!
تغريد حائل
تغريد حائل
الحبيبة فيض:
طرحكِ قيّم
تنسدل من ثناياه دروس وعبر
في طريق الهجرة والدعوة إلى الإسلام،
وفي السيرة المحمدية العطرة..!
بوركتِ ياسنابل الخير
وجزاكِ الله خيراً على هذا القطاف المميز والمثمر،
وجعله الله في موازين أعمالكِ نهر حسنات لا تنضب!!