~ طريق الولاية ~

...



هو ..الطريق إلى المحبة الكبرى .. طريق الترقي المؤدي إلى أعلى الدرجات .. ثم بلوغ مقام الولاية .. فالمكافأة العظمى ..
وهي الفوز بمحبة الله ..

🎀🌷 في البخاري جاء عن النبي هذا الحديث المعجز .. الذي ضمّ على قلة حروفه .. محتوى إيمانياً متكاملاً بيّن أعلى المقامات : مقام الولاية ..والطريق الذي يفضي إليها
والجزاء العظيم الذي يخصه الله تعالى به .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله قال
( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ،
وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ،
وبصره الذي يبصر به ،
ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ،
وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )
علامات وصو لنا إلى محبة الله واضحة : أصلاح الجوارح .. والتمسك بالفرائض .. والمحافظة على النوافل .. وهناك تنتظرنا الجائزة الأروع : إجابة دعاءنا !.

🌷🎀 وقد نسأل عن معنى الولي .. ماهو ؟ جاءت الكلمة من " الوَلْيُ " بسكون اللام .. وهو القرب والدنو المكاني أو المعنوي .. فالوليّ هو القريب من الله .. لأنه تقرّب إليه بامتثاله لأوامره
واجتناب نواهيه .. آثره على نفسه وأهله .. وهواه فجعله الله من خاصته وصفوته.. يحفظه ويدفع عنه الضرر.. ومن يتولاه الله فهل يستطيع أحد أن ينال منه ؟ إنه تبارك وتعالى يشن الحرب من أجلهم .. يعادي من يعاديهم .. ويغضب لغضبهم .. وينتقم ممن آذاهم .

🎀🌷 إن جسر الوصول إلى بلوغ هذه الرتبة السامية .. الاستمساك بالفرائض .. ثم اتباعها بالنوافل .. والفرائض أحب إلى الله وآقرب .. بل أن النافلة مرهون قبولها بأداء الفريضة .. فهي الأساس ، وعليه يقام البناء .. فمن فرّط في الفريضة وجدّ في النافلة ..فما ربح
فالمثقل بالديون لايتصدق.. : هذا الحسن البصري يقول غاضباً في الظالمين المتصدقين : " أيها المتصدّق على المسكين ترحمه .. ارحم من ظلمت ..!" : وهذا وهيب بن الورديقول : " لوقمت قيام السارية مانفعك حتى تنظر مايدخل بطنك
حلال ام حرام ". : وهذا عون بن عبدالله يقول في وصية ثمينة : " اجعلوا حوائجكم اللاتي تهمكم في الصلاة المكتوبة
فإن الدعاء فيها كفضلها على النافلة ".

🎀🌷 إن الفرائض شقان : أوامرٌ .. ونواهي .. جاء على لسان عمر بن عبد العزيز في إحدى خطبه : " أفضل العبادة : أداء الفرائض واجتناب المحارم ". وآفات النواهي والمحارم كثيرة منها : آفات القلب ..من كبر وغرور وحقد وحسد وخيانة .. وآفات اللسان .. من كذب وغيبة ونميمة ولعن وسب وقول فاحش وآفات السمع .. وهي الاستماع إلى المحرمات .. ولذا فقد توج الرسول صلى الله عليه وسلم مجتنب النواهي
بجدارة بتاج ..شرف فقال : ( اتق المحارم تكن أعبد الناس ) : في مجلس للحسن البصري ومعاوية بن قرة المزني
العالم الرباني .. تذاكر الحاضرون: أي العمل أفضل ؟ واتفق كلهم على قيام الليل .. فقال بن قرة : أفضل الأعمال ترك المحارم .. فانتبه لها الحسن فقال : تمّ الأمر ، تمّ الأمر . : من هذا يؤخذ أن النهي أشد من الأمر .. ولذا فقد تشدد الوعاظ في اجتناب ماينهون الناس عنه
أكثر مما يأمرونهم به .. فهذا مالك بن دينار نطق بهذه الطريقة فقال : " إنّي آمركم بأشياء لايبلغها عملي .. ولكن إذا نهيتكم عن شيء ،ثم خالفتكم إليه .. فأنا يومئذٍ كذاب ". :
وكل ذلك النهج الذي التزمه الوعاظ هو امتثال
لأمر نبيهم حين حدد واجب كل مسلم .. تجاه جنحي الفرائض : الاوامر والنواهي فقال : ( مانهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فافعلوا منه مااستطعتم ). اجتنبوا الحرام
فالمعاصي لايتركها إلا صدّيق .. بينما أعمال البرّ يعملها البرّ والفاجر .

🎀🌷 حين يلتزم قلبك وجوارحك بالفرائض ..وتتمسك بها .. تكون قد اقتربت من الله ، وقطعت مسافة كبيرة من طريقك إليه .. تدرك ذلك بتجدد العزم لديك وشوق روحك إلى المزيد .. ومن هنا تبادر إلى النوافل وتقبل عليها ..لالأجلٍ محدود .. بل إلى غاية التقرب من الله ..
تستمر وتواظب وأنت تنشد القربي ..وتطلب المحبة .. لاتفتر .. ولا تنكص ..ولا تتراجع ..! حتى يستنير قلبك ..! وإن استنار فعليك بالاستمرار والثبات ! كي يبقى نور قلبك متوهجاً..
عرّف ابن حجر العسقلاني في قاموسه الولي : " المراد بوليِّ الله : العالم بالله تعالى .. المواظب على طاعته .. المخلص في عبادته ".

:
إياك وترك المداومة على النوافل .. إياك والاستسلام للفتور .. أو ضعف العزم ..
ارتقي درجات الوصول إلى محبة الله .. بدءاً بالفريضة : " وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه ". ثم ارتقي أكثر عن طريق النافلة : " ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه ". وحين تبلغين درجة الإحسان .. هناك جائزة تسلب القلوب وتأخذ بالألباب في انتظارك ..! "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ". وهل أروع جائزةً من محبة الله تعالى لعبده ؟! 🌷🎀 ولكن لم كانت النوافل هي العمل الذي يفضي
إلى محبة الله دون الفرائض ؟ قيل : ان العبد يؤدي الفرائض مخافة العقوبة .. أمّا النافلة فيفعلها بنية التقرب إلى الله تعالى .. فإذا ماخلصت النية في النافلة .. كانت هي السبب الموصل إلى محبة الله دون الفرائض . :


: 🌹 اللهم اجعلنا من أولياءك فإن أولياءك
لاخوفٌ عليهم .. ولا هم يحزنون .🌹