سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

طعام أقل من أجل حياة أطول

الصحة واللياقة

أشارت دراسات أجريت حديثاً على الديدان، الفئران والقردة أن قلة الطعام تزيد من أعمارها حيث تبين أن تخفيض معدل تناول الطعام بنسبة 30% أدى إلى زيادة عمرها بنفس النسبة.
ويود العلماء الآن معرفة ما إذا كان تحديد كمية الطعام الذي أثبت فعالية كبيرة في الحيوانات له نفس التأثير على الإنسان.

في أيلول/سبتمبر الماضي بدأ المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة تجارب علمية شملت حوالي 200 شخص في ثلاثة أماكن في ولايات لويزيانا، مساشوستس وميزوري الأميركية. ويتناول المتطوعون أطعمة منخفضة السعرات الحرارية لرؤية ما إذا كان التخفيض الكبير في استهلاك هذه السعرات سيعمل على تحسين حالتهم الصحية وتعزيز إمكانية الإطالة في أعمارهم.

وتعتبر التجارب التي يجريها المعهد جديرة بالملاحظة خاصة بعد أن نشرت الحكومة الأميركية إحصائيات تظهر أن 61% من الأميركيين يعانون من البدانة مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية، السكري والتهاب المفاصل.

ويهدف مشروع الدراسة بالدرجة الأولى إلى التوصل إلى طريقة لتقديم طعام مغذ ولكن بسعرات حرارية مخفضة بدرجة كبيرة.

وفوق ذلك، فإن شهية الناس للأدوية الخاصة بإبطاء عملية الشيخوخة كبيرة حيث تزدهر تجارة الأدوية المضادة للشيخوخة بما في ذلك الأقراص المقوية للذاكرة، حقن الهرمونات والكريمات الخاصة بالتجاعيد. ولكن هذه المنتجات في كثير من الأحيان لا تجلب النتائج التي يؤيدها العلم. فليست هناك أية أقراص أو جرعة من الدواء أثبتت أنها تطيل العمر.

إن الشيء الوحيد الذي أثبت أنه يطيل العمر هو تناول طعام ذي سعرات حرارية مخفضة ولكن ذلك لا يزال بحاجة إلى الإثبات في حالة البشر.
قال الدكتور شارلز هولينغوورث، رئيس الاختبارات السريرية في المعهد، "لا نستطيع ضمان ينبوع من الشباب". ولكن العائد يتمثل في صحة أفضل، كما أن الحياة الأطوال تكون مصحوبة بجهاز مناعة أقوى.

ومن ضمن التجارب في الدراسة، يقوم بعض المتطوعين بتناول أطعمة مخفضة السعرات الحرارية فقط في الوقت الذي يقوم فيه آخرون باتباع نظام للرياضة إلى تناول طعام منخفض السعرات. ويريد العلماء معرفة ما إذا كان بالإمكان تحقيق النتائج نفسها في الإنسان والتي تم التوصل إليها من حيوانات المختبر.

وستتم مقارنة النتائج الخاصة بالأشخاص الذين يتناولون أطعمة خاصة بمجموعة أخرى لم تغير طريقتها في الطعام.

ولن يتمكن العملاء لفترة جيل كامل من معرفة تأثير الطعام ذي السعرات المنخفضة على إطالة أمد العمر وذلك لأن عمر الإنسان أطول بكثير من عمر حيوانات المختبر. ويأمل العلماء حالياً أن يؤدي التغير بأطعمة منخفضة السعرات إلى صحة أفضل أثناء الشيخوخة.

قال هولينجزوورث، "لن نتمكن من وقف النوبات القلبية والسكتات الدماغية ولكنني أفضل أن يتعرض المرء لنوبة قلبية وهو في الخامسة والثمانين بدلا من الخمسين.

يود العلماء وخبراء الأغذية في الولايات الأميركية الثلاث أن يقوم المتطوعون في الدراسة بعمل ما فشل ملايين الأميركيين في تجربته وهو العثور على غذاء جيد والتمسك به. ويعني هذا أن على كل متطوع تخفيض استهلاكه اليومي للسعرات الحرارية بنسبة 25% أي أن الشخص الذي يتناول 2000 سعر حراري في اليوم عليه تخفيضها إلى 1500 دون الحاجة إلى تغيير نوع الغذاء.

عرف العلماء منذ مدة طويلة أن معجزة الشفاء التي أثبتت نجاعتها في الحيوانات لا تنطبق دوما على الإنسان. فمن السهل السيطرة على سلوك الحيوانات المخبرية المحبوسة في الأقفاص وإطالة عمرها من خلال تحديد الطعام اليومي المقدم لها من قبل الباحث. ولكن المسألة أصعب بكثير حين يتعلق الأمر بالسيطرة على الطعام الذي يتناوله الإنسان الذي تغريه صور الهمبرغرز والحلويات التي تحتوي على الدهون.

يقول الباحثون إنه إذا قيض لتحديد السعرات التي تناولها الإنسان يومياً النجاح الذي تم تحقيقه في حيوانات المختبر، فإن الأشخاص الذين يعيشون حالياً 85 عاماً سيعيشون في المستقبل 110 أعوام أو أكثر.

وستكون السنين الإضافية هذه مليئة بصحة أفضل. وسيموت هؤلاء الأشخاص بسبب السرطان أو السكتة الدماغية والنوبات القلبية كما هو حاصل الآن ولكن في عمر متقدم، فعندما يدخل الجسم البشري مرحلة الشيخوخة الطبيعية، يجب على أجهزته العمل بشكل شاق أكثر مما يضع أعباء إضافية على مختلف الأعضاء وكذلك جهاز المناعة. وعندما نتناول سعرات حرارية إضافية، يصبح لزاما على الجسم معالجة كميات من الأغذية أكبر مما يحتاج فعلياً.

أما إذا استطعنا تخفيض السعرات التي نتناولها، يمكن أن نحافظ على توازن أفضل ونجنب الجسم العمل الشاق، حسبما ذكر هولينغزوورث. لا أحد يعلم بالتأكيد لماذا يؤدي تخفيض تناول السعرات الحرارية إلى إطالة العمر.

تقول إحدى النظريات إن ذلك جزء من آلية البقاء الطبيعية للأجناس. فعندما يشعر الكائن الحي بأن القليل من الطعام متوفر، فإنه يبطئ في وظائفه للحفاظ على الطاقة. لذا تصبح عملية الأيض بطيئة مقللة بذلك من إنتاج الفضلات السامة. ويترجم معدل أخفض للنشاط على شكل إطالة في العمر. ففي الديدان البسيطة التكوين أدى خفض السعرات إلى تغييرات هائلة حيث أصبحت هذه الكائنات البسيطة أكثر مناعة للحرارة والمواد الكيماوية التي يمكن بخلاف ذلك أن تقتلها لو أعطيت غذاءً عادياً.

أما في الحيوانات الأعلى درجة فكانت هناك ردات فعل متباينة.
في حالة القرود التي حددت السعرات المقدمة لها والمدعمة بكميات إضافية من الفيتامينات والمغذيات، فإنها عاشت حياة أطول وبصحة أفضل من نظرائها التي تناولت أطعمة كاملة، حسبما قال دونالد إنغرام من المعهد الوطني للشيخوخة.

وتبحث الدراسات الجارية في المعهد في مختلف الطرق لتقليل استهلاك السعرات الحرارية. ومن ضمن هذه الطرق إقلال استهلاك السعرات الحرارية من خلال تخفيضها بنسبة 25% بينما تتضمن أخرى بالإضافة إلى التخفيض إجراء تدريبات رياضية. وقد تطوع للدراسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25-60 عاماً. أما الدراسة التي ستؤدي إلى نتائج أفضل فتشمل تجارب أوسع تضم آلاف الناس.

وإذا ما تمكن العلماء من معرفة الكيفية التي يؤخر فيها تخفيض استهلاك السعرات الحرارية للشيخوخة، ربما يتمكنون يوما ما من صنع حبة الدواء السحرية التي تطيل عمر الإنسان. ولكن ذلك لا يزال حلماً.
0
443

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️