طعام اهل النار

ملتقى الإيمان

طعام أهل النار

*ورد في القران الكريم والسنة النبوية ما يصور لنا طعام اهل النار حتى كأننا نرى هذه الأطعمة أو نتذوقها ، النار حتى كأننا نرى هذه الأطعمة أول نتذوقها ، وإنه ليعتري النفس من ذلك مرارة شديدة ، ويتدخل البدن من قزازة تكاد تعصف بكل لذة شعر المرء بها قبل ذللك.


*وطعام أهل النار يختلف في أحواله وأضراره يحسب أحوال آكليه ، ولكنه في كل الأحوال ضار وكريه وكما قال تعالى:"ليس لهم إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغني من جوع " والضريع نوع من الشوك المر النتن ، لا بنفع آكله ، فلا يدفع عنه الجوع ، ولا يجلب له الصحة والعافية ، فهو طعام لا يحصل به مقصود ، ولا ينفع به محظور.

*كما طعامهم هذا يجمع عليهم مرارة الطعن مع الغصة التي يعلق بها الطعام في الحلق ، فلا يسهل دخوله إلى الجوف ، ولا يسهل خروجه عنه للتخلص منه كما قال عز وجل:"إن لدينا أنكالا وجحيما * وطعاما ذا غصة وعذابا أليم".

*ومن طعام أهل النار الغساق والغسلين ، وهما بمعنى واحد وهو مايسيل من جلود أهل النار من القيح والصديد بسبب ما يصيبهم من حر جهنم ولهبيها ، وقيل: وما يسيل من فروج النساء الزواني ومن نتن لحوم الكفرة وجلودهم .وقيل:وهو عصارة أهل النار ، قال تعالى:"فليس له اليوم هاهنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين".
وهذا الصديد متنوع ومختلف كما قال تعالى :"هذا فليذوقوه حميم وغساق * وءاخر من شكله أزواج" ، بل إن أهل النار ليتمنو الموت من شدة ما ينزل بهم ولكنه ممنوع عنهم كما قال تعالى:"واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * من ورآئه جهنم ويسقى من ماء صديد * يتجرعة ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ".

*ومن طعام أهل النار الزقوم وهي شجرة ذات منظر قبيح ومخيف ، وذات طعم مر ، وقد وصف الله تعالى هذه الشجرة فقال:"أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظالمين * انهها شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه رءوس الشياطين * فإنهم لأكلون منها فما لؤن منها البطون * ثم إن مرجعهم لا لإلى الجحيم *" ، وقال تعالى :"ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لأكلون من شجرة من زقوم * فمالؤن منها البطون * فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين" ، وقال:"إن شجرت الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم".
أن هذه الأيات تصور لنا هذه الشجرة الخبيثة التي تضرب جذورها في قعر جهنم ، وتمتد فروعها في أرجائها ، وتشبه لنا ثمرها برءوس الشياطين مع أن رءوس الشياطين لم لم يرها أحد إلا أنه قد استقر في النفس قبح منظرها.
ومع قبح هذه الشجرة وخبث ثمرها إلا أن أهل النار لا يجدون مفرا من الأكل منها إلى درجة ملء البطون ، فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في أجوافهم كما يغلى الزيت ، فيجدون لذلك آلاما مبرحة. ف‘ذا بلغت بهم هذا المبلغ اندفعوا نحو الحميم وهو الماء الحار الذي تناهي حره ، فشربوا منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا ترتوي لمرض أصابها ، وعند ذلك يقطع الحميم أمعاءهم كما قال الله تعالى :"وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم".

*وقد صور لنا النبي –صلى الله عليه وسلم- شناعة هذه الشجرة وكره رائحتها فقال :"لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم ، فكيف بمن تكون طعامه ؟."(رواه الترمذي وصححه الألباني) ا
0
731

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️