الفن التشكيلي أو (الرسم) هزيل لدينا ، لأن البعض يأخذه إلى خانة الخطيئة لأسباب قديمة ، هذه الأسباب القديمة من المفترض
أنها اختفت الآن ، بعد أن أصبح الفن التشكيلي مادة تدرس للطلاب ، ومع هذا ظل الرسم ملتبسا وظل البعض
ينقده أخلاقيا ، وهذا ما جعل كل الفنانين لدينا يشتكون من بور بضاعتهم ، فهم لا يجدون أماكن للعرض ، وبالتأكيد لا يجدون زوارا أو متذوقين ، مع أن الفن التشكيلي هو قائد الفنون والفكر في كل الحضارات .
الفن التشكيلي أو الرسم الآن تداخل مع العلوم التطبيقية ، وأكثر من استفاد منه الطب النفسي ، وبالأخص حين يتعامل الطب
النفسي مع الأطفال ، فالطفل لا يملك لغة تساعده على التعبير عما بداخله أو شرح أحاسيسه وشعوره ، لهذا يعمد الكثير من
الأخصائيون النفسانيون إلى الرسم ليساعدهم على كشف الحالات النفسية للطفل ، فيقدم الأخصائي لوحة بيضاء للطفل ،
ويطلب منه أن يرسم بشكل حر .
أحيانا يطلب منه رسم أسرته ، ليعرف الأخصائي كيف هي علاقة الطفل مع أسرته ؟
أحد الأطفال رسم أسرته وكان أخوه وأخته وأمه قريبين منه ، فيما وعلى طرف اللوحة كان والده قابعا
وحيدا وبيده هدايا ، وكأن الطفل يريد أن يقول : إن أبي غائب عنا ، أو أنا لا أملك قدوة في البيت .
وكان الأب في الواقع بعيدا عن البيت ، وحتى لا يؤنبه ضميره ، يحضر لهم هدايا كتعويض عن غيابه .
طفلة رسمت نفسها ملتصقة بأمها ، فيما رسمت أخاها الصغير بعيدا عن والدتها ، وكان هذا الرسم ، رسالة للأم بأن تكف عن
تجاهل الطفلة ، أو تخفف من الاهتمام بالابن ، فطفلتها تشعر بالغيرة من أخيها الذي سرق أمها منها .
أخ وأخت رسم كل منهما لوحة للأسرة دون أن يرى كل منهما رسم الآخر ، المدهش أن الاثنين لم
يرسما الأب داخل اللوحة ، فقد نسياه كما نسيهما .
واتفقا على أن يضعا أمهما بعيدا عنهما ، وكانت جالسة أمام التلفزيون .
المحزن أن السائق والشغالة هما من كانا في الصورة ، وقريبان من الطفلين لدرجة أن السائق
أصبح بديلا للأب ، فيما الخادمة لعبت دور الأم التي تلبي رغبات أطفالها ، لكنها لا تربيهما .
هل جرب أحدكم أن يقدم لطفله لوحة بيضاء ليرسم بها الأسرة ؟
فتعرف ما الذي يشعر به طفلك/طفلتك ، وهل هما يعيشان حياة أسرية سوية أم هما خائفان ؟
ترى ماذا يرسم أطفالكم ؟
منقول من موقع العربيه
koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
Dream-Dream
•
موضوع رائع تسلمين يالغلا
الصفحة الأخيرة