طفلة دون الأربعين ..

الأدب النبطي والفصيح

طفلة تحت الأربعين ..
هاهي تدنو من الأربعين
محاولة حمل نضج الثلاثين معها
بعض تفاصيل الثلاثين تثقل كاهل الأربعين
وفي غفلة من الإثنين تسرق الثواني منهم للعودة إلي العشرين
لتعيش لحظات حب عابرة
ولحظات جنون عاثرة
الكثير من الصديقات كانوا هناك
وبعض التنانير القصيرة لازالت جديدة لم تلبس
أبجديات الحب الأولى
ودفاتر المذكرات
وشقاوة الأخوات
تفتح درج قديم في العشرين
فإذا بعمر الزهور
عمر اللون الوردي
والقلب الأحمر
علبة الوان ورسمات شمس وازهار
إنه عمر الحلم
عمر الأمل
يرن هاتفها فتجيب .!
أهلا ابني ،
أهلا أمي ،
كيف انت يا حبيب أمك ؟
بخير الحمدلله
وكيف انت ؟
أنا بخير
أمي !!
أحتاجك في أمر !!
خير إن شاء الله أمك لك كما تعهدها ؛
ننوي السفر إلى تركيا وترك الأطفال عندك ؛
لا مانع يا حبيبي
فهم قطعة من الروح
إلى اللقاء مساء يا أجمل أم في الكون --
سيكون العشاء جاهز عند وصولكم إن شاء الله
إنها الثانية عشر مساء بتوقيت عمر الأربعين وهي لازالت السابعة ..
وصل الابن وزوجته وطفليهما ،،
غدا صباحا موعد رحلتنا يا أمي ..
نحن على عجل لتجهيز أنفسنا
والعشاء لقد أعددت لك ما تحب !!
ليس هناك وقت يا أمي
إلى اللقاء ..
ضما طفليهما على عجل
وقبلا رأس الطفلة العجوز
ااااه أمي لقد نسيت أن أسألك
ماذا أحضر لك من تركيا
لا شيء يا حبيبي
فقط عد لي بخير ..
إني اضعك في ودائع الله وهي لا تضيع ..
بقي درج الطفولة مفتوحا
فعبث الصغار بكل مافيه
تمزق دفتر المذكرات
وانتثرت الألوان
وملأت الطفولة أرض المكان
إنها جدة
كانت أم وهي لا تزال طفلة
حين كانت تستعين بامها لجدل ظفيرتها وفي رحمها طفل يكبر ..
إنها طفلة دون الأربعين .. .. !!!
بحر السكون
1
232

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورد وشوك رمان
ورد وشوك رمان
سلمت على الطرح الراىع