إذا كنت تصرخين طوال النهار خلف أطفالك ومع ذلك فإنهم لا يرتدعون فلا تصابي بالإحباط لأنه لابد انك تقومين بالعمل بطريقة خاطئة لا تؤدي بك إلى النتيجة التي تريدينها.
يجب عليك أولا أن تعيدي تدريب نفسك لتحققي نتائج أفضل مع أطفالك والعملية تبدأ بعدة خطوات عملية نوضحها لك تاليا.
حددي هدفك أو بالأحرى ما هو الأمر الذي تفشلين في تحقيقه مع أطفالك، دوني ذلك على ورقة خارجية وراقبي سلوك أطفالك لمدة أسبوع دون أن تحاولي تغيير أي شيء مجرد أن تقومي بمراقبة سلوك الأطفال لتحديد السلوكيات الخاطئة يكون كافيا في هذه المرحلة.
عندما تقررين أن عليك أن تغيري من سلوك الطفل لا تحاولي أن تتحكمي في تصرفاته لان ذلك سيؤدي إلى انه سيتحدى أوامرك لمجرد أن ذلك يشكل نوع من التسلية بالنسبة له لذلك عليك أن تحاولي أن تجعليه يتعاون معك، بمعنى أن لا تحاولي فرض إرادتك على تصرفاته بل حاولي جعله يختار من نفسه أن يتصرف كما ترغبين لان إجباره على أي تصرف لن يؤدي إلى نتائج فعاله.
بعد ذلك قومي بالحديث مع أطفالك حول السلوك الذي ترغبين بتغييره واستخدمي الترغيب أولا عن طريق زيادة وقت اللعب إذا ما تصرفوا بشكل جيد وغير ذلك من الأساليب التربوية ومن ثم استخدمي الترهيب كملجأ أخير.
في هذه المرحلة استخدمي طريقة عكسية في تشجيع أبنائك على التصرفات الجيدة فبدل أن تمسكيه متلبسا يقوم بعمل خاطئ ابدئي بعمل العكس. اضبطيه يقوم بسلوك جيد وكافئيه عليه حتى يبدأ هو بالرغبة بالتصرف بشكل جيد ويصبح يشعر بالسعادة عند قيامه بعمل جيد هذه الطريقة تكون أنجع من إجباره على القيام بالتصرفات التي ترضيك لان ذلك يجعله أكثر عنادا وإصرارا على التصرف عكس ما تريدين.
هذا وكشفت دراسة جديدة أن الآباء الذين يتعاملون مع أولادهم في سن المراهقة بطريقة جيدة ومناسبة يفسحون المجال أمامهم لعلاقات أفضل في المستقبل.
من جانبها كشفت الباحثة مارتا روتر أن الآباء الذين يفصحون عن توقعاتهم بوضوح وبصورة مؤكدة، بالإضافة إلى استعدادهم لمكافأة السلوك الجيد من قبل أولادهم المراهقين، فإنهم بذلك يحسنون العلاقات الاجتماعية والعائلية لأطفالهم.
ووجدت روتر أن استخدام هذه الأساليب تحث المراهقين الذين يعانون من المشاكل على تحسين مواقفهم بينما أن المراهقين وذويهم الذين لديهم بالفعل علاقات جيدة يتقربون أكثر من بعضهم ويحققون مزيدا من المنافع.
ولكن دراسة روتر تشير إلى أن الآباء الذين يشرحون المسائل لأبنائهم ويستعينون بالمنطق فإنهم يساعدون أطفالهم على فهم أهمية الموقف مما يجعلهم متعاونين أكثر. وتظهر الدراسة أيضا أن الـتأثير ليس أحادي الجانب بل إن الأطفال أيضا يستطيعون التأثير على ذويهم.
ووجدت روتر أن ذلك يتجلى بصورة أكبر حين تكون العلاقة بين الآباء والمراهقين متعثرة أو سلبية. فعلى سبيل المثال فإن معاملة المراهق بطريقة قاسية دون التقيد بالقوانين والمعايير الاجتماعية يعطل من قدرة المراهق على الصمود في وجه المصاعب.
فالمراهقون الذين لديهم مشاكل دائمة مع ذويهم تكون قدرتهم على حل المشاكل ضعيفة ومهاراتهم في المدرسة والحياة أقل من غيرهم.
من جانب آخر يعتبر اتباع النصائح الخاصة بالتعامل مع المراهقين ليس بالأمر السهل، وفقا للباحثين.
ووجدت روتر أيضا أن التأثير المتبادل للمراهقين وذويهم على بعضهم البعض يتراكم مع مرور الزمن حيث أن المعاملة السلبية من قبل الآباء لأولادهم يخلق مقاومة لدى المراهقين ويزيد من التصرفات الإشكالية لديهم. ويمكن نتيجة لذلك أن يتأثر سلوك الآباء وبالتالي يؤثر مجددا على الأطفال.
وبعكس ذلك وجدت روتر أن السلوك الإيجابي للآباء يميل لتعزيز العلاقة مع أطفالهم والتي تقوى مع الزمن. وأظهر البحث أيضا أن الأب ينبغي أن يتخذ الخطوة الأولى وليس الابن. ويعود سبب ذلك إلى أن سلوك الطفل الإيجابي لا يؤثر على سلوك الأب أو الأم السلبي، وهو النوع الوحيد من السلوك الذي وجدت روتر أنه غير ذي فعالية.
ويشير ذلك إلى أن الآباء الذين يشعرون بإمكانية التحسن لديهم إذا تحسن سلوك أبنائهم وأصبحوا أكثر دعما لهم، فإنهم في الحقيقة يضعون عبئاً ومسؤوليات لا حاجة إليها على كاهل أبنائهم . وبدلا من ذلك ينبغي على الآباء التركيز على سلوكهم والحصول على استشارات إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
قالت روتر، "ليس من الصواب أن تحاولوا تعليم الأطفال المهارات لحل المشاكل ما لم تقوموا بتطبيق ذلك على آبائهم. وبخلاف ذلك فإنكم تكونوا كمن أعاد الطفل إلى المنزل حيث إنه في خلال مدة قصيرة سيفعل نفس المشاكل لأن شيئا لم يتغير في سلوكيات الآباء."
والشيء المهم هو أن يعمل الآباء والمراهقين معا كي يكون التفاعل بينهم أفضل. قالت روتر، "يعتقد كثير من الناس أن سن المراهقة فترة تسوء خلالها العلاقات بين المرهقين وذويهم، ولكن الحقيقة أن المسألة ليست كذلك. إن ما يحدث هو أنه حين يصل الأطفال سن المراهقة وهم في وضع سيئ، فإن الأشياء تسوء بصورة أشد لأن الكثير من الأمور السلبية تجري في العائلة."
والسبب الآخر يمكن أن ينجم عن النزعة الاستقلالية للأطفال حين يدخلون هذه السن. قالت روتر، "يتميز سن المراهقة بأن الطفل بدل تلقي الأوامر تصبح لديه طريقته في عمل الأشياء."
ويضاف إلى النزعة الاستقلالية لدى المراهق إضافة المسئولية إليه. فعلى الرغم من اتفاق العلماء والباحثين على أن الآباء ينبغي أن يوفروا البيئة المناسبة لدعم وتربية أطفالهم، إلا أن ذلك لا يعني أن المسئولية يجب أن تقع على الأب بمفرده.
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️