كم آلمني منظر هذا الطفل وهو يضع كتبه في صندوق من الكرتون ويقف تحت الأمطار مبتلاً ويقول (كان عندي مكتب برتب فيه كتبي والآن أضعها في صندوق كارتون وكل شوية أروح أشوفها ابتلت وللا لأ )
مهلاً .... ليس هذا مشهد مأساوي من فيلم درامي أحكيه لكم ،، لكنه مشهد حقيقي رأيته بالأمس علي شاشة التلفاز ،،،،
المكان : خيمة من القماش في أحد أحياء قطاع غزة
الزمان : بعد مرور عام علي الحرب الصهيونية علي القطاع
الأبطال : الشعب الغزي الصامد رغم التحدي
الإخراج : صهيوني عربي مشترك
المتفرجون : الشعب العربي المسلم الصامت
نعم إخواني وأخواتي هذا الطفل الذي أحكي عنه هو طفل متفوق من أطفال غزة ، أقصد كان متفوقاً ، فهكذا قالت أمه ، حيث انحدر مستواه الدراسي كثيرا نظراً للظروف القاسية التي يعيشها
حيث تسكن هذه الأم وأطفالها الصغار في خيمة لو رأيتموها من الداخل لشعرتم بسكين يرشق في قلوبكم _ ووالله لا أبالغ _ أقول لو رأيتم هذه الخيمة لشعرتم بسكيناً يطعن قلوبكم ألماً وشفقة علي هذه المسكينة وأطفالها الأبرياء ، خيمة يا إخواني لا تمنع مطراً ولا تحجز برداً ، خيمة من قماش بالٍ ، تضع ثياب أطفالها المساكين في صندوق من الكرتون ، وكذلك كتبهم ، مكان النوم هو نفسه مكان الجلوس هو نفسه مكان كل شيء لأنه هو نفسه تلك الخيمة
جاءتها المذيعة وهي تنشر ثياب أبنائها علي حبل تربطه بين خيمتها والخيمة المجاورة لها ، فقالت هذه الأم :
والله الحياة هنا صعبة كتير
يا الله ،،، قالتها بهدوء وسكينة وبساطة
أري كلماتها لا تعبر عن الواقع إطلاقاً ، فقد كان من المفترض أن تقول :
الحياة هنا بشعة
الحياة هنا مستحيلة
لكِ الله يا أختاه أنتِ وأطفالك
تصوروا في هذا البرد القارس الذي نشعر به جميعاً ولا نطيقه ، ونستخدم المكيفات والدفايات ونتدثر بأنعم الأغطية ونخشي علي أطفالنا من نسمة الهواء ، تصوروا هذه المسكينة وأطفالها يجلسون في خيمة بالعراء
ماالذي يقيهم برد الشتاء القارس ؟ ماذا يأكلون ؟ وماذا يشربون؟
لا إله إلا الله ، لهم الله سبحانه جل في علاه
أتذكرون الفاروق عمر رضي الله عنه حينما قال (لو عثرت دابة في العراق لسُئلت عنها لم لم تسوِ لها الطريق يا عمر )
ويوم سمع صبي رضيع يبكي فبعث لأمه فقالت : الله بيني وبين عمر ، فإن عمر لا يفرض مالاً من بيت المال إلا للفطيم وابني لازال رضيعاً ففطمته حتي يفرض له عمر مالاً من بيت المال ، فطفق عمر الفاروق يبكي وصلي بالناس وهو يبكي من شدة تأثره لا يعرفون ماذا يقرا ثم عدل القرار بأن يفرض مال من بيت مال المسلمين لكل مولود يولد
إذن بماذا سيجيب كل من ساهم في هذه الجريمة الإنسانية الجماعية الحادثة الآن في غزة ، كم طفل هناك مشرد وجائع ومنهك من شدة البرد والضعف ، سجن جماعي يعيش فيه أهل غزة ، فلا قافلة شريان الحياة تصل لهم ، ولا المعابر تفتح لهم ، بل وهناك جداراً فولاذياً سيسد عنهم اتصالهم الوحيد بالعالم العربي والإسلامي عبر الحدود
فاللهم نقول كما قال أصحاب نبيك (اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، ونعتذر إليك مما صنع هؤلاء) نبرأ إليك مما صنع اليهود ، ونعتذر إليك مما صنع المتواطؤن
إخواني وأخواتي :
لم أقصد بكلامي أن أعكر صفوكم أو أشعركم بالألم ، فالقلوب كلها مكلومة أعلم ذلك ، لكن نريد لنا وقفة جميعاً فأنتم من الفئة المثقفة في العالم الإسلامي والعربي ، فلابد لنا جميعاً من دور :
نكررها مرارأً وتكراراً :
قاطعوااااااااااا منتجات اليهود والأمريكان
ادعواااااااااااا لإخوانكم في غزة دعاءً ملحاحاً في كل لحظة
تابعوا أخبارهم يومياً عبر التلفاز والإنترنت
انشروا القضية في مجتمعاتكم وفعلوها
أنفقواااااااااا علي إخوانكم في سبيل الله ولو بالقليل ، وهنا أقف لأقول وأناشد الجميع وأخص بالذكر رجال الأعمال والميسورين
فإن كنا عجزنا عن فتح بيوتنا وحدودنا لإخواننا المستضعفين في غزة ، فلتسعهم أموالنا ، تخيلوا لو أن كل رجل أعمال عربي تبرع بإعادة بناء أحد بيوت إخواننا في غزة ، بالتأكيد سوف تبني جميع البيوت المتهدمة في وقت قياسي ،،
فلنسارع يا إخوة قبل فوات الأوان فو الله ليسائلنا الله عز وجل عنهم يوم القيامة :
"ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته" أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود،.
فهيا لنصرة إخواننا في غزة بكل ما نستطيع ،، كلٌ بحسب طاقته وإمكاناته فالخير فيكم إلي يوم القيامة يا أتباع الحبيب صلي الله عليه وسلم
بقلمي
أم يمني ** @am_ymny
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
احلى اميره
•
جزاك الله خيررررا
الصفحة الأخيرة