نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

طفولة النبي صلى الله عليه وسلم

الأمومة والطفل

نسبه صلى الله عليه وسلم:

هو سيدنا أبو القاسم: محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مُرة، بن كعب بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.

هذا هو النسب الذي اتفق على صحته علماء الحديث والتاريخ.

أما النسب فوق ذلك، فلا يصح له طريق، وغاية الأمر أنهم أجمعوا على أن نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام.

هذا نسبه من جهة أبيه.

وأما نسبه من جهة أمه، فهو صلى الله عليه وسلم محمد بن آمنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كِلاب.

ولادته عليه الصلاة والسلام:

وكانت ولادته يوم الاثنين، في التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل، وقيل في الثاني عشر منه، حين طلوع الفجر.

ولم يترك له والده من المال إلا خمسة جمال، وبعض نعاج، وجارية.

ويروى أقل من ذلك.

وأرضعته حليمة السعدية، وذلك أنه كان من عادة العرب أن، يلتمسوا الرضعاء لأولادهم في البوادي ليكون أنجب للولد. فجاء نسوة من بني سعد بن بكر، يطلبن أطفالاً يُرضعنهم، فكان الرضيع المحمود صلى الله عليه وسلم من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية واسم زوجها أبو كبشة، فدرت البركات على أهل ذلك البيت الذين أرضعوه مدة وجوده بينهم، وكانت تزيد على أربع سنين:

ورحم الله البوصيري إذ يقول:

وإذا سخّر الإله أناساً لسعيد فإنهم سعداءُ

حادثة شق الصدر:

وحصل له وهو بينهم حادثة عظيمة، وهي شق صدره، وإخراج حظّ الشيطان منه. فأحدث ذلك عند حليمة خوفاً، فردته إلى أمه وحدثتها قائلة:

بينما هو وإخوته في بَهمٍ - أي خراف - لنا خلف بيوتنا إذ أتى أخوه - أي من الرضاع - يعدو، فقال لي ولأبيه:

ذاك أخي القرشي، قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاه، فشقا بطنه، فهما يسوطانه - أي يحركانه بسوط - فخرجت أنا وأبوه - أي أبو كبشة - نحوه ، فوجدناه منتقعاً لونه - أي شبيهاً بالنقع وهو التراب - فالتزمته، والتزمه أبوه، فقلنا له:

مالك يا بني؟!

فقال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض، فقال أحدهما لصاحبه:

أهو هو؟

قال: نعم.

فأقبلا يبتدراني، فأضجعاني، فشقّا بطني، فالتمسا فيه شيئاً، فأخذاه وطرحاه، ولا أدري ما هو.


وفاة أمه:

وفي السنة السادسة من عمره، أخرجته أمه إلى أخواله بالمدينة، فتُوفيت بالأبواء - قرية بين مكة والمدينة - وهي إلى المدينة أقرب.

فحضنته أم أيمن، وكفله جده عبد المطلب، ورقّ له رقة لم تعهد له في ولده، لما كان يظهر عليه مما يدل على أن له شأناً عظيماً في المستقبل.

وفاة جده وكفالة عمه:

وبعد سنتين من كفالته توفي جده، فكفله عمه أبو طالب، وكان شهماً كريماً غير أنه كان من الفقر بحيث لا يملك كفاف أهله.

عناية الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في طفولته:

نشأ عليه الصلاة والسلام - مع يُتمه - مَرعياً برعاية الله تعالى، مهذباً أحسن تهذيب، عفيفاً أديباً أميناً، حتى عُرف بين أهله وقومه بذلك، ونال إعجابهم وحبهم، فأكبروا أدبه وخلقه.

كان أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرّب إلى صبيانه صحفتهم - أي إناء طعامهم-، فيجلسون وينتهبون، ويكف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهب معهم، فلما رأى ذلك عمه، عزل له طعامه على حدة.

قال أصحاب السير: عاش صلى الله عليه وسلم، ولم يكن له مؤدب ظاهر يعتني بتـثقيفه، أو مربّ معروف يتولى تهذيبه، إلا سلامة الفطرة، وسموّ الغريزة، وطهارة العقيدة، والاعتصام بالفضيلة... ولم يكن صلى الله عليه وسلم في نشأته جارياً على المألوف في الصبيان، من تأثر عقولهم ونفوسهم بما يرون ويسمعون ويحسون في بيئتهم، ولو جرى الأمر على ذلك. لشارك قومه في تعظيم الأصنام وعبادتها ولانغمس في ضلالات الوثنية وأوهامها، ولكن عناية الله قد تكفلت بتربيته، فنشأ على أكمل ما تتحلى به النفوس من جميل الصفات، وحميد الخصال، ولم يسجد لصنم من الأصنام، ولم يشارك قومه في عيد من أعيادهم، ولم يذق لحوم قرابينهم، ولا عجب فقد حدّث عن نفسه فقال:

. (قال ابن تيمية عن هذا الحديث معناه صحيح ولكن ليس له إسناد ثابت).

قال الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".

قال محمد بن إسحاق: شبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أدناس الجاهلية، لما يريد من كرامته ورسالته: حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، تنـزّهاً وتكرماً، حتى ما سُمي في قومه إلا "الأمين" لما جمع الله تعالى فيه من الأمور الصالحة.

وكان صلى الله عليه وسلم يحدّث عما كان الله يحفظه به في صغره من أمر الجاهلية فيقول:

.

قال: .

ولما شب صلى الله عليه وسلم، وبُنيت الكعبة، ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة مع أشراف قريش لبنائها.

فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة.

ففعل، فخرّ إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم قام فقال : فشدَّ عليه إزاره وقال : . رواه البخاري ومسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم يقول أيضاً: :

قلت ليلة لفتىً من قريش: .

قال: نعم.

قال:

فقالوا: فلان تزوج فلانة.

فجلست لذلك، فضرب الله على أذني فنمت، فما أيقظني إلا مسُ الشمس، فرجعت إلى صاحبي.

ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك، فنمت. . ذكره الذهبي والسيوطي .
4
811

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جروووح مايداويها الزمن
اللهم صلى على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون الاخيار وعدد ماتعاقب اللليل على النهار وعلى اله وصحبه ومن ولااه وعن كاتب هذا الموضوع وعنا يارحم الراحمين
نصر
نصر
الاخت جروووح مايداويها الزمن بارك الله فيك وجزاكي الله خير..
lawsi
lawsi
اللهم صلي على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

بارك الله فيك نصر على هذا الموضوع الرائع
فسيرة الرسول سيرة يجب ان نحفظها لاولادنا وعن ظهر غيب
بارك الله فيك
نصر
نصر
الاخت lawsi وبارك الله فيكي كذالك..