فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

* طفولة خلف الجدران * حملة ماخلف الجدران الصامتة

الأدب النبطي والفصيح




في طرف الدجى الساهم ..
حين تتزين السماء..
وينعقد فيها مهرجان النجوم ..
تبدو زرقاء مكتحلة .. تتلألأ فيها المقل بأنوار لجينية
ترسل إلى القلوب ومضات خفقها الساحر ..!
وحين تأخذ الأرض زخرفها وتتزين ..
لتتصدر مقعدها على عرش الربيع ..
تهتزّ وتربو .. وتنبت من كل زوج بهيج ..!
ومن غير ( كرنفال ) الألوان .. وبهجة السندس المترامي ..
ولوحات الغيوم .. وإنتعاشة النسيم ..
فالحياة كانت .. ستبدو كالحة .. رمادية الملامح ..
مطفأة البريق ..كابية الألوان ..!
كانت ستصبح .. أشبه بجسدٍ .. غادرته الروح ..!


وهكذا هم الصغار ..!
( زينة الحياة الدنيا )
والبسمة على ثغرها ..
وسرورها المقيم ..
وبهجتها الموصولة ..!
هم الأكينة التي تنثر الزهور ..حيثما وطأت ..
وغصون الأمل الغضة الندية في شجرة الوجود ..
وخلع ربيع دائم البهجة والعطاء ..
هم .. الذين يضفون على الوجود رونقاً ومتعة..
هم الروافد التي تصب في نهر الحياة ..
وتجري في شرايينه ..
وتمدّه بالبقاء ..!

الصغار .. هبة إلهيّة.. ومنحة ربَّانية..
يسبغها الله على من يشاء من عباده..
ويصرفها عمّن يشاء.. لأمر هو به عليم ..
تلك الأرواح البريئة حين تحتويها خيمة الأسرة ..
تشيع الدفء في أرجاءها..وتبث فيها حيوية أنفاسها ..
وترسل موجات الحب . إلى كل ركنٍ وزاوية ..
فترسم صوراً من ريشة أصواتها المضيئة ..
في أحضان المنزل ..
فيموج بالحياة ..!


وبدونهم ..!!
تصبح الجدران باردة ..
والحياة هامدة ..
يتنصل عنها اللون .. وتفتقر الطعم .. وتفتقد النكهة ..!
ووهج الأصوات يغدو صمتاً ..
وفراغاً يحتل ركناً من القلب مهجور ..
ترتع فيه الوحشة..ويعشش فيه عنكبوت الملل..
ويخيٌم فيه لون من الحزن.. الرتيب .. الطويل ..!



هكذا مكّن الله محبة الأطفال في مهجنا..
وجعل الرغبة في وجودهم ..غريزة إنسانية ..
والحياة بهم وصلاً وعطاءً واستمرارية ..
نحن والصغار ..
رئة تتنفس شهيقاً واحداً
وتطلق الزفير..
في جسد الحياة
بصعودها ..وهبوطها ..
بأخذها .. وعطائها ..
بمحنها .. ومنحها..
بكل انفعالاتها .. وحالاتها ..
نعيش معهم .. ولهم .. وبهم ..!
بالحب المعجون بدماء قلوبنا..
كي تواصل عجلة الحياة دورانها ..
ويتحقق إعمار الكون .. ودوام النماء ..!

ولكن ماذا .. إن ضمت الجدران قلوباً نبت عن شريعة المحبة ..
واستحالت إلى غريزة تجنح إلى طباع الوحوش ..
ماذا إن أصبح الإحساس بربرياً
وتبدلت شعائر الحب في ناموس الأمومة .. والأبوة ..
فصارت تكال بالقسوة .. والبطش
بدل الرحمة والرأفة والرفق ..؟!



قسوة خلف الجدران ~
لاغضاضة في تفاوت الناس في تقدير هذه النعمة ..!
فهذه الحقيقة أسيرة الظروف التي تحيطها ..
ولكن ..الطامة الكبرى ..
والذنب الذي لايغتفر ..
سحق كيان الصغار.. ووأد مشاعرهم ..!
والضرب على أوتارالكرامة والإنسانية فيهم وقطعها .. واجتثاثها..
وعلى يد من ؟! .. على يد أقرب الناس إليهم .. وألصقهم بهم
وأشدهم ..انتماءً وقرباً ووجوداً..!!
ماأقسى أن ينقض سوط الأب ..
أو يهوي كفه .. على الجسد الغض فيرسم آثاراً مطبوعة باللؤم ..
ويفتح في دخيلة النفس جرحاً لايبرأ..!
ماأوجع أن يتحول القلب الذي جعله الله منبع الحنان في الأم الرؤوم ..
إلى كتلة من لحمٍ ودمٍ ..نزعت عنها المشاعر..!
فبمن يستغيث هذا الطفل الضعيف في ضياعه..؟
وإلى من يلجأ..؟
والأحضان التي هي له المأوى والملاذ..
قد رمته بعيداً .. وأسلمته الضياع ..؟!
هنا ستختنق أهات وأنات وأوجاع ..
ذلك الكيان الصغير .. في صدره ..
ويلتفت في حيرته سائلاً : أين المفر ؟!
ومامن مجيب .. وما من ملجأ . !
فالضمير قدماتت فيه الرأفة ..وانعدمت الشفقة ..
وانتحرت المحبة ..بسكين القسوة
والقلب جفّ عنه ماء الرحمة ..!
واستحال إلى حجر ..!!


قلوبٌ رفيقةٌ خلف الجدران ~
والآن .. ! تعالي معي لنقلب الموازين ..
ونصغي إلى نداء الحنين ..
وهو يهمي حرفاً .. ويمور توقاً ..خلف الجدران ..!
تأملي الرقة المفرطة..
في صحوة الحب الأبوي.. حينما يخترق القلب والوجدان ..
ماذا يقول .. وكيف يتحدث ..!
اصغي ! .. فالحيطان الباردة رقّت وأرهفت السمع..

أين الطفولة في توقدها؟ أين الدمى في الأرض والكتبُ؟
يتوجهون بسوق فطرتهم نحوي إذا رهبوا وإن رغبـــوا
فنشيدهم بابا إذا فرحوا ونجيهم بابا إذا غضبــــــــــوا
إني أراهم أينما التفتت نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا
دمعي الذي كتّمته جلداً لمّا تباكوا عندما ركبــــــــوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوامن أضلعي قلباً بهم يجبُ
ألفيتني كالطفل عاطفةً فإذا به كالغيث ينسْـــــكبُ
قد يعجب العذال من رجلٍ يبكي ولو لم أبك فالعجبُ
هيهات ماكل البكا خورٌ إنّي وبي عزم الرجال أبُ **

هنا خلف الجدران الصامته أبٌ تكاثره الدموع لرحيل أبنائه
فتخطف قلبه وحشة غيابهم
ويشق عليه الفراق..
فإذا بالطفولة تئن بداخله في شخوص صغاره ..
تنشد البسمة أن تعود ..
وإذا بخياله يظل مختبئاً في قوقعته..
يستحضر أطياف الأحبة الصغار ..
ويتلبس قلب الأحداث ويعيدها ..
ويتذكر كل معنى جميل ..
وكل همسة ونداء ونأمة مختبئة في صندوق الذاكرة
هنا حيث تنصت الجدران إلى حديث آخر .. يقطر دمع اشتياقٍ ..
ويخفق بحروف قلبٍ يحنّ .. ويذوب من لوعة الفراق ..
نرى صورة أخرى .. نادرة الجمال .. عذبة المذاق ..
لأبوّة عرفت قدر هذه النعمة..
وحملت على راحتيها هذه الأمانة .. وسقتها بالحب ..!!
وتشربته ... فهالها الفراق ..!


ا

** الشاعر عمر بهاء الأميري
14
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


ماخلف جدران بيت النبوة ~
ولنا في رسول الله أسوة حسنة ..
لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ..
فمن تأمَّل سيرة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم
وفتَّش عن مواقفه ..
وطرائق تعامله مع الأطفال،..
وقف مندهشًا أمام آيات الرَّحمة والعطف والرَّأفة التي أوتيها
فقد كان يُداعب الأطفال، ويمازحهم ويلاعبُهم،
ويتحمَّل ما يصدر منهم ..برحابة صدر وفرط محبة ..!
وهذه إحدى الصور التي تشرق علينا بآيات الرحمة وعذب الحنو
فلنستلهمها :
كان الحسن بن عليٍّ يوماً في حجره الشريف ..
يمسح على رأسه الصغير .. ويقبله بمحبة ..
وفي حضرته الأقرع بن حابس وقد فغر فاه استغراباً
ولم يصبر حتى بادر النبي الكريم :
يارسول الله إن لي عشرة من الولد .. ماقبلت أحداً منهم قط ..
فنظر إليه الرسول مذكراً مؤنّباً معاتباً قائلاً :

" إنّهُ من لايَرحَم ..لايُرحم "

وصورة أخرى في الحب الأبوي احتواها قلب نبي الرحمة..
حين كان الصغير إبراهيم يجود بأنفاسه في حجر الأبوة النبوّة ..
وعينا الرسول تذرفان ..
ولسانه يلهج بالتسليم و الرضا بقضاء الله :

" إن العين لتدمع ..
وإن القلب ليحزن ..
ولانقول إلا مايرضي الرب ..
وإنا بك ياإبراهيم لمحزونون .."

إن حياة رسولنا الكريم .. تحفل ..
بشتى صور..الرحمة والمحبة والرفق .. خلف جدران بيت النبوة ..
الذي احتضن الصغار .. واحتوى امهات المؤمنين ...
فلنستمد من سيرته العطرة .. نوراً يضيء مسالكنا
ونتعلم منها .. كيف نسمو عاطفياً وإنسانياً..
مع أحبائنا ..
داخل أحشاء البيت فنحيله إلى ..
واحةٍ غنّاء تتجاوب مع نبضات قلوبنا ..
يسوغ لنا العيش فيها ..
ننشق من ذراتها عطر السعادة
وننشيء أحلاماً وآمالاً تنبض بالحياة ..
وتودَعُ مع أحبتنا في سويداء القلب ..

هناك عندما ينتصر الحب ..
تتهاوى الجدران الباردة ..!!
حنين المصرى
حنين المصرى
ماشاء الله يا فيض اجدتى التعبير كعادتك فى وصف حالين متناقضين
كﻻهما واقعي وحقا وعن تجربة القسوة مع اﻻطفال تهدم الطفولة وتشوهها فى قلوب الصغار وتفقدهم الثقة فى انفسهم وفى الكون من حولهم وتخرجهم مذبذبي الشخصية اﻻ من رحم ربي ومن وجد يدا حانية تصلح ما افسده اﻻباء واﻻمهات
سلمت يمينك حبيبتى واﻻروع تذيلك بسيرة نبينا وفيها الكثير مما ﻻيعد وﻻ يحصى مع ابنائه وابناء المسلمين حتى الفقراء منهم
سلم الطرح غاليتى وسلم الفكر المبدع
تقبلي مرورى وحبي وودى الدائمين
المحامية نون
المحامية نون
طرح راقي كما تعودنا من غاليتنا فيض

حقا أن الاطفال هم نعمة من الله سبحانه وتعالى

وهم اجمل شئ في الحياة ينبغي ان نأخذهم

على كفوف الراحه ونرعاهم ونعلمهم

لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر

بوركت وسلمت لنا مبدعة الى الأبد

492157
ربا بنت خالد
ربا بنت خالد



مقالة أدبية تموج بالتعبيرات الجميلة
أحببت لغتك الأدبية فيها ونمط كتابتكِ الفريد ..

والصغار نعمة من رب السماء سقاها الله لكل من يريدها ..


دمتِ بخير أديبتنا الفاضلة ..
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
نعم هم وربي كذلك
كرنفال ألوان وبهجة السندس المترامي ..
وهم نعمة من رب السماء كما قالت مشرفتنا الفاضلة
ولكنه لا يسقيها لكل من يريدها !! بل يسقيها لمن أراده الله
ويحرم سقياها من شاء لحكمة لا يعلمها سواه!!!
شكراً لا تكفي لجمال مقالك يافيض العطر
دمتِ بود