طلباتكم لمادة التعبير لجميع المراحل

الطالبات

السلام عليكم

كيفكم يا حلوين











هذا موضوع لتلبية طلبات البنات لمادة التعبير لجميع المراحل


واتمنى تدعوني بتحقق اللي في بالي
15
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ذكريات هند
ذكريات هند
--------------------------------------------------------------------------------

اولا ندوة


بسم الله

إصلاح التعليم وأزمة اللغة العربية في العالم الإسلامي


مقدمة:
لا شك أن قضية النهوض الحضاري هي مشروع شمولي كلي؛ فبناء الأمة إنما يكون ببناء كل أركانها، كما أن انهيار ركن من الأركان مؤدٍّ بالضرورة إلى انهيار كل الأركان، كما هو مقرر في قواعد الأصوليين.
إن البناء إذا ما انهد جانبه لم يأمن الناس أن ينهد باقيه!
من هنا إذن كانت قضية اللغة العربية ـ باعتبارها جزءاً جوهرياً لا يتجزأ من مفهوم (إقامة الدين) ـ قضيةً من أهم قضايا مشروع التجديد والإصلاح، بمعناه الإسلامي الشامل. لا يمكن أن تحصل نهضة حقيقية لهذه الأمة بغير نهضة لغوية، متزامنة مع المشروع الكلي، وخادمة له، سواء من ذلك ما تعلق بتأصيل الفهم والتلقي للخطاب اللغوي من الوحي خصوصاً، والتراث العلمي الإسلامي عموماً، أو ما تعلق بالبلاغ والتواصل التعبيري المرتبط بالمفاهيم المكوِّنة لهوية الأمة على الإجمال. وما بين هذا وذاك تنتصب مشكلة إصلاح اللغة من ضروب المراجعة والتدقيق في هوية ما نروِّجه بوعي، أو بغير وعي من عبارات صنعها لنا (الآخر) على عينه، وتحت نظر مجهره؛ لتكون لنا حزناً وخراباً عقَدِيّاً، وإرباكاً لمشروع إعادة البناء والإعمار للحضارة والإنسان!
لم تكن اللغة يوماً نافلة في مجال التدافع الحضاري، وساحة الصراع الأيديولوجي إلا عند من لا يفقه سنن المغالبة بين الأمم والشعوب؛ بل كانت ولا تزال من أهم مواقع الصراع الفكري، ومن أخطر أسلحة الاحتواء الاستراتيجي لثقافات الشعوب وتمييعها؛ لإخراجها عن طبيعتها وصبغتها؛ ولولا ذلك لما كانت الفرنكوفونية اليوم تجري في تنافس محموم مع الأنجلوسكسونية؛ لاحتلال مواقع التأثير الثقافي في العالم.
ومن هنا تعيش اللغة العربية اليوم أزمة شديدة على وِزَانِ الأزمة العامة للأمة؛ بما هي مغلوبة على أمرها، تستهلك أكثر مما تنتج في كل المجالات تقريباً، من عالم الأفكار إلى عالم الصناعات، إلى عالم العادات وأشكال (الموضة)، حتى تسريحة شعر الرأس، ولحن الخطاب في التحية أو إلقاء الخبر.
أزمة اللغة العربية اليوم واقعة بما هي مبرمجة للاغتيال، ضمن مشروع استعماري تدميري كلي لهوية الأمة، في إطار الاستعمار العولمي الجديد للعالم. وليس بعيداً عن هذا فرض الاستكبار الأمريكي على الدول الإسلامية من خلال (مراجعات) شتى، و (إصلاحات) شتى لمناهج التربية والتعليم وبرامجهما برؤى خبيثة، لم تنس طبعاً في برمجتها الاستئصالية تناول جذور اللغة العربية بالقرض والتنقيص الممنهج، سعياً نحو أمية لغوية عامة في العالم الإسلامي تعزل المجتمع عن كتاب ربه وسنة نبيه، وتفصله عن تراثه الإسلامي الأصيل.
ولذلك كان لا بد من تسليط الضوء على هذه القضية الحساسة في مشاريع إصلاح التعليم المتتالية على العالم العربي والإسلامي، أعني قضية اللغة العربية؛ فكانت هذه الندوة التي اخترنا لها عنوان: (أزمة اللغة العربية في برامج إصلاح التعليم). وقد شارك فيها أساتذة باحثون مختصون في المجال، ومن أهل الخبرة والتجربة الميدانية:
أولاً: الأستاذ الدكتور قاسم عزيز الوزاني أستاذ التعليم العالي (متقاعد)، خبير لدى منظمة الإسيسكو في التربية والتعليم، تخصص اللغة العربية، ومبعوث معتمد لديها إلى البلاد الإسلامية. شارك في وضع الكتاب المدرسي للغة العربية بالمغرب ولدى بعض الدول الإسلامية، شارك في توجيه برامج التعليم المعتمدة لدى وزارة التربية الوطنية بالمغرب وفي بعض الدول الإسلامية. شغل عدة مهام إدارية لدى وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي بالمغرب. شارك في الإشراف على برنامج التعريب لتدريس العلوم بالتعليم الأساسي والثانوي، وهو الآن عضو بالمجلس العلمي للإرشاد الديني.
ثانياً: الأستاذ الدكتور عبد النبي الدكير أستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان المولى إسماعيل بالمغرب، تخصص النحو العربي، اشتهر لدى طلابه بنظريته في النحو العربي الموسومة بـ (نحو العلامة). عضو المركز الجامعي لتعليم اللغة العربية وحضارتها لغير الناطقين بها. عضو معهد الدراسات المصطلحية بجامعة السلطان محمد بن عبد الله بفاس. له مشاركات متميزة في الندوات الجامعية، والأنشطة الثقافية المتعلقة باللغة العربية والدراسات القرآنية.
ثالثاً: الأستاذ الدكتور أبو القاسم اليوبي أستاذ التعليم العالي متخصص في اللسانيات الحاسوبية، قسم اللغة العربية. جامعة السلطان المولى إسماعيل، وجامعة الأخوين. أستاذ زائر في الجامعات الأمريكية. عضو معهد الدراسات المصطلحية بجامعة السلطان محمد بن عبد الله بفاس، عضو المركز الجامعي لتعليم اللغة العربية وحضارتها لغير الناطقين بها. رئيس وحدة الدراسات العليا في اللسانيات. مسؤول نشيط في هيئة (النقابة الوطنية للتعليم العالي) بالمغرب.
ولنبدأ بسؤال تمهيدي لقضايا هذا الموضوع، وهو كما يلي:
البيان: (اللغةُ فِكْر): مقولة مشهورة في الفكر المعاصر؛ فإلى أي حد ترون أنها صحيحة؟ وبأي معنى تتصورونها؟
◄ د. الدكير: الأزمة أزمة إنسان لا أزمة لسان؛ فما الكلام إلا فعل من الأفعال التي تترجم عن الإنسان ويختبئ دونها، وهي تحمل سيماه سِيما يعرفها الناظر، ويلمسها البصير بالكلام واحدة واحدة. إن القرآن الكريم مثلاً مطبوع بطابع الربوبية، والحديث الشريف مختوم بخاتم النبوة، وكل منها يمتاز بعلامات يلحظها كل من ألقى سمعه، ومدّ بصره وهو شهيد، وكل كلام دونهما يحمل أيضاً بصمات قائله؛ إذ المرء بأصغريْه، والرجل هو الأسلوب؛ على أن اللغة فكر. ويمتاز اللسان العربي بأن من امتلكه يتلقى عن الله مباشرة؛ إذ يشرب من معين القرآن إذا قرأه، وإنما جاءنا القرآن بلسان عربي مبين.
◄ د. اليوبي: تماماً الأمر كما بيَّنَ فضيلة الأستاذ الدكير؛ فمقولة (اللغة فكر): بمعنى أن اللغة هي وعاء الفكر، وهي مقولة مشهورة، نجد لها أصلاً في التراث العربي. وقد جاء في تعاريفهم أن اللغة: كل لفظ وضع لمعنى، وأنها عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعاني، وأنها لسان القوم الذي يتعارفون ويتواصلون عبره؛ فهي إذن كلام مصطلح عليه بين كل قوم، وهي طريق الدلالة على ضبط كلمة لها وجوه متعددة في الاستعمال. ومن هنا قول ابن الحاجب في مختصره: (حد اللغة: كل لفظ وضع لمعنى)، وجاء في شرح منهاج الأصول للأسنوي: (اللغات عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعاني). ويعرِّفها ابن جني بقوله: (باب القول على حد اللغة: أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم)(1)؛ ويعرفها ابن خلدون بقوله: (اللغة في المتعارف هي: عبارة المتكلم عن مقصوده، وتلك العبارة فعل اللسان، ناشئة عن القصد في إقامة الكلام. فلا بد أن تكون ملكة مقررة في العضو العامل لها وهو اللسان، وهو في كل أمة بحسب اصطلاحاتهم).
كما تعرف بكونها أداة تواصلية واصفة. وإذا كان ثمة شيء ينوب عنها تحليلاً وتفسيراً، كالأرقام والرموز فمع ذلك لا بد منها؛ لكي يستدل بها على المعاني المتوخاة من هذه الأرقام، والدلالات المطلوبة من هذه الرموز؛ فهي إذن على حد تعبير تمام حسان: (منظمة عرفية للرمز إلى نشاط المجتمع، تشتمل على عدد من الأنظمة، يتألف كل واحد منها من مجموعة من المعاني، تقف إزاءها مجموعة من المباني المعبرة عن هذه المعاني، ثم من طائفة من العلاقات التي تربط فيما بينها)(1)؛ فاللغة باعتبارها نصوصاً واصفة؛ تقوم بدور (تشكيل وعي الجماعة وسلوك أفرادها، أي علاقة اللغة بالثقافة كأداة؛ لتوحيد الجماعات في مجتمع خاص بهم)(2).
فاللغة تبعاً لهذه التعاريف وعاء للأمة تجعل فيه أفكارها، وثقافتها، ومعارفها، وتاريخها، وبها تصاغ مقومات وخصائص وجودها، ومن ثم فإن التضييق على اللغة العربية ومحاولة القضاء عليها، أو استئصالها فعل ينضاف إلى المحاولات الاستعمارية الساعية إلى محو أهم خاصيات الأمة، بل محق وجودها. ولو عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن من يبتعد عن لغته إنما يفقد ذاته. وفقدان الذات يحمل معه فقدان الثقافة، وتشتت اللغة يعني انفصام الرباط الذي يجمع بين متكلميها، والنتيجة الحتمية هي اندثار الثقافة التي يمثلونها. وإن العامل اللغوي كان ولا زال أهم العوامل في توحيد الشعوب والجماعات البشرية، والتقريب بين أفرادها.
◄ د. الوزاني: نعم! ونتيجة ذلك كله فإن اللغة: هويةٌ وانتماءٌ روحي، وارتباط معنوي، وعامل جوهري قوي لغرس محبة الأمة والتعلق بماضيها وحاضرها وحضارتها.
البيان: يُجمِع كثير من الملاحظين من المثقفين عموماً، ومن المهتمين بالتربية والتعليم في العالم العربي على ظاهرة الضعف اللغوي، والتدني الهائل لمستوى التعبير باللغة العربية لدى الأجيال الجديدة؛ كتابةً وخطابةً وتحدثاً؛ إلى درجة أن هذه الظاهرة صارت تصحب كثيراً من المتعلمين من الابتدائي حتى مرحلة التخرج، والحصول على أعلى الشهادات! ولم نعد نرى بـروز العبـقريات اللغـوية والتعبيرية التي سادت في مرحلة ما اصطـلح عليه (بجيل النهضـة)، بـل سـاد عَـيٌّ لـغوي فادح! حتى في المعاهد والجامعات التي اشتهرت بتخريج اللغويين والأدباء! فما بالك بعامة المثقفين والمتعلمين! كيف تفسرون ذلك في نظركم؟ ما الأسباب؟ وما العوامل التي أدت إلى ذلك؟
◄ د. الوزاني: تدني مستوى التعليم عموماً وتعليم اللغة العربية خصوصاً كان لأسباب عديدة منها:
ـ برامج التعليم العقيمة التي تتغير باستمرار تغيراً معاكساً لما يمكن أن يرفع من قدرها؛ إذ يقوم بهذا التغيير رجال بيروقراطيون بعيدون عن المهنة، وممن يتلقون إملاءات من منظمات أجنبية، وهيآت داخلية متحيزة عوض أن تأتي الإصلاحات من الذين يمارسون عملهم في ميدان التعليم، والذين يلمسون الخلل مباشرة.
ـ إحلال لغة المستعمِر محل اللغة الوطنية أو معها؛ لتزاحمها، وتُبعد الأنظار عنها عن طريق الإغراء بمساعدات وحسن العلاقات، أو عن طريق الترهيب بمنع الإعانات، وحتى بتهديد النظام.
ـ ازدواجية التعليم في سن مبكرة.
ـ انتشار اللهجات وتشجيعها، واستعمالها من قِبَل السلطـات الرسميـة؛ خـذ مثـلاً «ما تقيـش بلادي!» بمعنـى: (لا تُؤذِ بلادي!) ذلك الشعار المكتوب في الإعلانات العريضة الموجهة إلى الشعب في كل مكان.
◄ د. الدكير: أحسب أن التدني في التعبير بالعربية فرع عن تدني روح التدين لدى العرب والأعراب والمستعربين؛ فالقلة القليلة سَمَتْ، والكثرة الكاثرة تخلت عن المقولات ـ على تفاوت ـ بما كسبت الأيدي في أزمنة التردي؛ حتى صار التباهي بالتحلي بِلُغَيَّاتِ العجم ظناً ـ بغير علم ـ أنها عنوان المدنية ومفتاح الحضارة، وأنها السبيل لاستلام المناصب العالية في الدولة، وكذلك دولياً.
◄ د. اليوبي: إضافة إلى ذلك فالتدني اللغوي إشكالية ثقافية؛ ذلك أن تفعيل الثقافة رهين بتطور اللغة، ونمو اللغة يعكس القيم الثقافية للمجتمع الذي يتكلمها، وهما مقياس لإمكاناته وقدراته. اللغة مرتكز اجتماعي أساسي، مرتكز يرتبط بمرتكزين آخرين هما: الدين، والوحدة. ولا ننظر إلى اللغة باعتبارها ألفاظاً، ولكن باعتبارها نسقاً عاماً مشتركاً، يشكل رؤى مجتمعية منسجمة، ويسعف في إقامة التواصل والتفاهم بين أفراد المجتمع، داخل ثقافة تستجيب لحاجاتهم الفكرية والنفسية والاجتماعية. واللغة العربية شأنها شأن باقي اللغات؛ ليست هامدة ولا جامدة، بل هي متطورة متحركة، على الرغم مما يظهر أنها تعيش في أزمة، وأنها تسير بخطى بطيئة. فإذا كانت تعبر عن ثقافة وقيم متكلميها، وتصف سلوكهم وفكرهم فإن الأزمة في الحقيقة ليست فيها، وإنما هي فيهم، والبطء ليس صفة لها وإنما صفة لهم.
ومن هنا فإن من جملة أساليب تطوير اللغة، وتفعيل الثقافة: الاستعمال والتداول. وسبيل ذلك القراءة والكتابة، ومن هنا كان قول الله ـ جل جلاله ـ: {اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، وقوله ـ تعالى ـ::{ن» وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} .
البيان: لكن المطالعة أو القراءة ظاهرة كادت تموت لدى الأجيال المعاصرة، مع أنها تعتبر من أهم روافد التكوين اللغوي، كيف تفسرون ظاهرة العزوف عنها؟ وما العلاج في نظركم؟
◄ د. الدكير: لا شك أن انصراف القوم إلى التوافه والمبالغة فيها بقوة صرفهم عن المطالعة والقراءة؛ فاستخفت الهمم؛ فرضيت بالذي هو أدنى، ورغبت عن حفظ النصوص الأدبية الرفيعة، أياً كانت: قرآنية أم حديثية، شعرية أم نثرية، خطباً أم أمثالاً؛ فإن قلباً لم يمتلئ بالنصوص القوية يهوي بلسان صاحبه إلى هاوية العَيِّ والعجمة والرطانة؛ لأن اللغة مَلَكة بالفطرة، ويصار إليها أيضاً بكثرة الممارسة والمزاولة. وقديماً نصح العلماء الأمراء بأخذ اللغة من أهلها، وحفظها من أفواههم بالرحلة إليهم، والإقامة معهم في بواديهم، أو استقدامهم وملازمتهم.
إن العزوف عن المطالعة من أسبابه عدم قَدْرِهَا حقَّ قدرها، وتوهم أن الوسائل السمعية البصرية تغني كل الغَناء؛ وذلك غلط وخطأ يجب التراجع عنه؛ ببيان أن هذه الأجهزة العصرية تجعل وسائل التعقل عند الإنسان جهازاً واحداً، اختزلت فأضلت وأجحفت. فإن حق السمع والبصر التكامل والتداخل، لا الغلبة والطغيان. وكأني بهذه الأجهزة تلبي حاجة واحدة تشفي، لكن لا تجدي؛ لأنها تقصي سائر الملكات العقلية والقلبية؛ علماً أن من بني آدم من جعلت قوته في سمعه، ومنهم من رزقها في بصره، ومنهم من كانت وديعة في عقله وقلبه.
ويغلب على الظن أن الوسطية علاج؛ فالتوازن أساس كل سير قويم، فلا ينبغي أن تطغـى حاســة علـى أخــرى، فــلا إفــراط ولا تفريط؛ إذ كانت الحواس تسعى وتتكامل لحفظ سلامة الجسم والعقل، وكل تعمل على شاكلتها. والاختصار اقتصار مخل، يجعل الإنسان قليل التبين والبيان قلما يميز بين الحقائق والألوان.
ولقد امتاز الإنسان بالبيان، وأعلى درجاته اللسان؛ ذلك أن العبارة فاقت الإشارة، وإن كانت الإشارة من الفروع البيانية، فإنما يُلتجَأ إليها عند الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، حسب ظرف الزمان والمكان وطبيعة الإنسان.
البيان: إضافة إلى ما ذُكِر من مشكلة العزوف عن القراءة والمطالعة هل من سبيل أو وسائل مفيدة لعلاج الجيل من هذه الآفة؟ وكيف يمكن اكتساب هذه المهارة وإكسابها؟
◄ د. اليوبي: حقيقة أن القراءة تعتبر من أهم روافد التكوين اللغوي، ومطلبها ضروري إلى جانب المهارات اللغوية الأخرى: السماع، والكلام، والكتابة. فالقراءة وسيلة الإنسان في الحصول على المعلومات والمعرفة. وكلمة (اقرأ) في كتاب الله منذ نزولها أذنت بحلول عصر العلم ومحو الأمية. والقراءة تعني الكتابة أيضاً، أي: (القلم) وبها بدأ التاريخ الإنساني المدوَّن، وبها فتح سجل الحضارة الإنسانية، وغدت حاجةً حقيقية، ولم تعد ترفاً أو تمريراً (للوقت الثالث). (إن الشعب الذي لا يقرأ لا يستطيع أن يعرف نفسه، ولا أن يعرفه غيره. والقراءة هي التي تقول لنا: هنا وقف السلف من قبلكم، هنا وصل الـعـالـم مـن حولكـم، ومـن هـنا يجـب أن تبـدؤوا؛ لكـي لا تكرروا الجهود التي سبق أن بذلها الآخرون، ولا تعيدوا التجارب التي مروا بها، ولا ترتكبوا الأخطاء التي ارتكبوها)(1).
فإذن يجب على المؤسسات التعليمية والتربوية أن تعير لهذه المهارة كثيراً من الاهتمام؛ بحيث:
ـ تعمل ضمن برامجها على تنمية الاستعداد للقراءة، وخلق الرغبة في النشء للمداومة عليها.
ـ توسيع دائرة تجاربهم، وتشجيع المتعلمين على القراءة بشتى الوسائل.
ـ تجتهد في إكساب الناشئة مهارة القراءة، وترشد المهتمين إلى أنها عادة يجب أن تُطوَّر (الاستمتاع بالقراءة والتلذذ بها).
ـ تنتقي الأجود والمفيد من الكتب والمجلات، وتجنب القراء ثقافة الشعوذة والخرافة، أو ما يعبر عنه بثقافة السوق.
ـ تشجع على الإبداع والمبادرة الإيجابية في القراءة والكتابة.
إن ظاهرة العزوف عن القراءة مردها أساساً إلى التنشئة الاجتماعية؛ فالناس ليسوا مولعين بالقراءة، وربما ساهمت الظروف المادية أيضاً في هذه الظاهرة. يجب أن نشعر أولاً بالحاجة إلى القراءة، وأن نخلق في النشء الولع بالقراءة، ثم نعمل على تعميم وسائل القراءة، وجعلها متاحة وفي متناول الجميع.
البيان: لا شـك أن التـربيـة والتعـليم عملية معقدة جـداً، ولا شك أيضاً أنها بجميع مكوناتها، ووسائلها ـ المادية والمعنوية ـ تمر في نهاية المطاف عبر القناة اللغوية؛ فكيف تقوِّمون دور اللغة في التكوين العلمي والعملية التربوية سلباً وإيجاباً؟
◄ د. قاسم الوزاني: إن مرور جميع مكونات التربية والتعليم عبر قناة اللغة العربية يقوي المعارف، ويوسع الفكر من جهة، ويرسخ القيم الروحية والتمسك بالمبادئ الخلقية من جهة أخرى، إذا أخلص المربون، وكانوا قدوة صالحة للمتعلم، ومحايدين لا ينتمون إلى أي تيار معادٍ، أو بلد محتل، أو أي توجيه مستورد؛ وإلا كانت التربية وبالاً، وجاءت بعكس ما ينتظر منها.
◄ د. اليوبي: تعتبر اللغة من أهم مقومات وأسس المجتمع؛ إذ لا يمكن الحديث عن مجتمع بدون لغة، وهي أهم وسيلة يستخدمها الإنسان إلى حد الساعة للتعبير عن الثقافة، وبلورتها وتحليلها وتفسيرها؛ فبين اللغة والثقافة علاقة ترابط قوية، أولاً لكون الأولى تعبر عن الثانية وتسجلها، ولكون الثانية مادة الأولى وإنتاجها. وما من أحد يشك في العلاقة الجدلية القائمة بين اللغة والنشاط الإنساني داخل مجتمع معين. وبتعبير آخر: فإن الثقافة هي عالم الشخص، وحدودها هي حدود عالمه، وهي التي تشكل رؤيته وتفسر سلوكه. واللغة تبعاً لذلك ليست فقط وعاء لفكره، أو وسيلة لتواصله داخل وسطه الاجتماعي؛ بل علاوة على ذلك هي أداة تسجل ثقافة هذا الشخص وحضارته، وبها يتم الأداء الاجتماعي العام. إنها ذاكرة الحياة ومرآة تجارب الإنسان فيها.
وأما إقامة التواصل فهو ما يقتضي تفاعلاً بين أفراد المجتمع، وبينهم وبين المؤسسات الدستورية والقانونية. وإذا كان التواصل يجري عبر أشكال متعددة فإن اللغة الطبيعية هي أشيع الوسائط، وبها ندرك المجتمع والعالم. وبناء على ما تقدم فإن التواصل بين الناس من الثوابت في المجتمع الإسلامي العربي، وهو قائم على أشيع الوسائط المختارة لديه، وهي اللغة العربية؛ لكونها الأكثر تداولاً وتأثيراً، والأقوى فاعلية؛ خاصة عندما نربطها بثوابت الوحدة والدين والدستور والقانون؛ إذ يقوم التواصل بين الناس في هذه الثوابت كلها عبر وسيط اللغة العربية.
البيان: التعليم باللغات الأجنبية الوافدة مع الاستعمار للعالم الإسلامي واقع يكاد يشمل كل المؤسسات التعليمية في العالم العربي، وخاصة ما يتعلق من ذلك بعلوم الطبيعة والطب والهندسة ونحوها. تلك قضية أثارت معارك بين المثقفين بمختلف توجهاتهم، كما أنها كانت من أهم القضايا التي رفع لواءَها كثيرٌ من زعماء التحرير في القرن الماضي رغبةً في تعريب التعليم في العالم العربي، لكن كان الإخفاق ـ مع الأسف ـ نصيب أكثر المحاولات! حتى التجارب التي حصلت في مجال التعريب ـ إذا استثنينا بعض الجهات ـ كانت مشوهة؛ بحيث حافظت على الصيغ الأجنبية لأغلب التعابير الاصطلاحية للعلوم المعرَّبة، واقتصرت العملية على تعريب أدوات الربط اللغوي فقط؛ بينما لم يستطع أغلب الطموحين إلى التعريب الشامل الوصول إلى شيء يذكر؛ فإلى أي شيء تُرجعون ذلك؟ وكيف تفسرون هذا الإشكال؟
◄ د. الدكير: صحيح أن التعريب أمر مفيد، إلا أن الإشكال هو أنه قرار ما عرف له من قرار لدى أولي الأمر، وأحسب أنهم ما آمنوا به، ولا نشطت له عقولهم، وإنما هو لديهم أمانٍ. هذا هو الإشكال؛ ولو أنهم أخلصوا له لخلص، ولو اتخذوا لذلك أقوياء أمناء لانجلت لهم كل العوائق والموانع؛ فمن جَدَّ وجد، ومن زرع حصد، والسماء لا تمطر ذهباً؛ فاتخاذ الأسباب واجب، ومن جملتـهـا هاهنـا أن يعـرِّب المسؤولـون خطابهـم؛ فلا يتحدثون إلا بالعربية، وإلا لزمتهم أولاً كفارات تقدر.
◄ د. الوزاني: لكن الأمر ليس على إطلاقه كما تفضلتم من إخفاق تجربة التعريب؛ بل إن تجربة تعريب العلوم الطبيعية أعطت ثماراً طيبة على العموم، رغم القصور الحاصل فيها، وأما الاحتفاظ بالصيغ أو المصطلحات الأجنبية فيعد قصوراً في التفكير؛ لأن معاجم المعاني المتعددة: ككتاب المخصص لابن سيده، وغيره من الكتب حافل بكل ما يتوقف عليه عالم الطبيعة؛ فالنقص إذن فينا نحن، والتقاعس عن البحث والتنقيب منا نحن، وخدمة اللغة العربية دَيْنٌ مترتب علينا.
البيان: لكن كيف تفسرون رواج المقولة المشهورة اليوم بين بعض أهل الشأن التربوي التي تزعم أن (تعليم العلوم الإسلامية والتراثية يكون أجدى أداءً باللغة العربية؛ بينما تعليم العلوم الطبيعية والطبية والهندسية إنما يكون أجدى باللغات الأجنبية)؟
◄ د. الوزاني: هذا ادعاء باطل، ووجهة نظر خاطئة، وتحايل لالتقاط حجة ضعيفة تظهر عجز اللغة العربية، وتوجيه مغرض لحصرها في العبادات؛ حتى ينضب معينها، وتتقلص مهمتها، وتصبح مثلها مثل اللغة اللاتينية التي لا يكاد يعرفها إلا خواص الخواص؛ حيث تحولت اللهجات المنبثقة عنها إلى لغات متعددة.
بل إن تعليم العلوم الطبيعية وغيرها من العلوم البحتة باللغة العربية يعطي نتائج أحسن وفوائد أكثر، كما جربناه وعايَنَّاه، ويشهد بذلك الخبراء من منظمة «اليونسكو»؛ ذلـك لأن المتعلـم لا يواجه إلا قضية واحدة هي قضية فهم المادة فقط. ولنا في تجربة سوريا خير مثال؛ فالحاصلون على الشهادات العليا فيها قد برهنوا على تفوقهم على غيرهم في مناسبات شتى، وميادين علمية مختلفة، وكذلك اليابان تلك الدولة المتفوقة تكنولوجياً التي تعد في صفوف العالم الأول الآن؛ رغم أن لغتها تعد من أصعب لغات العالم. ولنا أيضاً خير مثال في تجربة تقديم هذه العلوم باللغة العربية في التعليم الأساسي والثانوي ـ لما انطلقت تجربة التعريب المحدودة بالمغرب على مستوى التعليم الأساسي والثانوي ـ وقد كنت شخصياً آنئذ من بين المشرفين على هذا التغيير؛ حيث انطلق العمل به في أواخر سنوات السبعينيات من القرن الميلادي الماضي؛ إذ أعطى نتائج أحسن بالمقارنة مع ما كان عليه الأمر من قبل، بشهادة الخبراء من المفتشين المخضرمين الذين مارسوا أعمالهم في المرحلتين؛ بالرغم من أن بعضهم كان متعصباً للفرنسية! ولم يتدن التعليم بالنسبة لهذه المواد إلا بعد تراجع الرأي، وتقرير دراستها باللغتين؛ مما أثقل كاهل المتعلم، وضيع عليه الفهم؛ بالإضافة إلى إسناد تدريسها لعناصر تجهل اللغة العربية من المتخرجين من مدارس البعثة الفرنسية. وطبعاً فإن «فاقد الشيء لا يعطيه»، كما يقول المثل، ولأن من جهل شيئاً عاداه.
أما صلاحية التدريس بالعربية لهذه المواد فهي قضية مُسَلَّمة، خصوصاً لدن الراسخين في علم اللغات، ولم يعد أحد يشك في ذلك؛ نظراً لاتساع العربيـة واشتـمالـها على الاشتقـاق الـذي هـو ـ حسب علمي ـ قلما يوجد في غيرها من اللغات.
◄ د. الدكير: تعليــم العلـوم سـواء ـ والتاريخ له شهـادة ـ فلا فرق بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والدينية، وإنما الفرق في الوسائل التي توظف قصد التمكن والتمكين، والتعرف والتعريف؛ فالجميع ترجمة عند التمحيص تؤول إلى المترجم المعْرِب أو المعَرِّب. فالتعليم القائم أغلبه قائم على فرض اللغات الأعجمية الأجنبية، وهي لغات تملى بكرة وأصيلاً، تملى إملاء على مـن نُصِّبـوا حُـرَّاسـاً نُصَّحـاً لمصـالـح غيـر المسلـمــين، فلا يسمحون بالاجتهاد إلا في الإطار المُمْلى، وبقدر محدد؛ لتستمر التبعية والقابلية للاستعمار اللامباشر، وللتوجيه من بُعْد.
◄ د. اليوبي: قد يفسر بعضهم الضعف الحاصل في تعليم العلوم بأنه راجع إلى اعتماد اللغة العربية؛ هكذا جزافاً، ولكن في غياب دراسات مقارنة علمية ودقيقة؛ يبقى الحكم غير مسوغ ومن ثم غير مقبول علمياً.
ولذا يجب أن يؤدي تشخيص الواقع، وفحص الوضع البيداغوجي بالمؤسسات التعليمية بالوطن العربي عموماً إلى بروز منطلقات جديدة، لا تكتفي بالتوصيف والضبط، وإنما تعمل على تقديم بدائل وحلول عملية وتطبيقية لحل المشكلات البيداغوجية الحق، لكن الذي لا شك فيه هو أن التعليم باللغة الوطنية الرسمية المعتمدة دستورياً يبقى هو الأجدى والأقرب منالاً، وأسوق كلاماً للدكتور صالح بالعيد (الجزائري)، قال: (ليس في وسع أمة أن تعيش عيشة محترمة، وتصون كرامتها ما لم تضطلع بالعلم اعتماداً على لغتها في المقام الأول. ومن هنا تسعى كل الأمم إلى استعمال لغاتها القومية؛ من أجل التواصل الحقيقي بين المعلم والمتعلم؛ حيث دلت الدراسات التربوية على أن أصلح لغة للتعليم هي اللغة التي يفكر بها الطالب كلما كان ذلك ممكناً، كي لا يفكر بلغة، ويعبر بلغة أخرى، وتكمن الضرورة كذلك في سهولة الاتصال بين المعلم وطلابه، وتوفير جو النقاش العلمي الخلي من الحرج والتكلف الذي تسببه الترجمة أحيانا).
أما دعوى اعتماد اللغة العربية في تعليم العلوم الإسلامية والتراثية، واعتماد اللغات الأجنبية في تعليم العلوم الهندسية والطبية والطبيعية؛ فهي نظرة أقل ما يقال عنها إنها مغرضة تريد أن تنال من اللغة العربية بوصفها بالعجز، والعجز ليس فيها، وهي نظرة يحملها أحد شخصين: إما جاهل، وإما مغرض، وهي نظرة إنما تعمل فقط على النيل من اللغة العربية؛ فمرة بدعوى إدماج العامية، ومرة بدعوى الانفتاح، ومرة بدعوى التقريب، ومرة بدعوى محدودية استعمالها، ويظهر لي أن هذا الأمر واضح ولا يحتاج إلى بيان؛ فالعلماء والكتاب قد أوضحوا وكتبوا ـ بما فيه الكفاية ـ عن معاول الهدم للفصحى، وكشفوا عن الجيوش التي تحاربها في الداخل والخارج. والله المستعان.
البيان: لا شك أنه لا يمكن فصل سياسة التعليم في العالم الإسلامي والعربي عن الخلفيات السياسية والأيديولوجية للقائمين عليه برمجةً وتخطيطاً. ففي أي إطار إذن وضمن أي خلفية يمكن إدراج سياسة التعليم القائمة على فرض هيمنة اللغات الأجنبية في التعليم الحديث، بدءاً برياض الأطفال والتعليم الابتدائي عموماً، ثم الإعدادي والثانوي، حتى الجامعي؟
◄ د. الوزاني: إن أغلب الأنظمة العربية والإسلامية موالية للغرب، وهي التي تشجع اللغة الأجنبية، وتتجنب إظهار مزايا العربية ومكانتها؛ بدعوى التقدم والتمدن، حتى أصبح كثير من المواطنين يؤمنون بهذه الفكرة الهدامة، ويدافعون عنها، ويتحمسون لها؛ بحجة عدم تعريب التعليم الجامعي؛ مع أن أكثر أبنائهم لا يصلون إلى الجامعة؛ لأسباب متعددة. وأرى أن من يفكر في التعليم بلغة أجنبية من رياض الأطفال فما فوق؛ فهم يهيئون أبناءهم للهجرة إلى خارج الوطن.
◄ د. الدكير: كل إناء بما فيه يرشح، وكلٌ ينفق مما عنده، لكن اقتضت الحكمة الإلهية أن يمحو الله ما يشاء ويثبت؛ فينسخ الله ما يلقي الشيطان، ويحكم آياته؛ فإن الخلل لا يتعلق باللغة، بل هو فيمن يلقنها أدهى وأمر؛ فهل هو مسلم حقاً قلباً وقالباً، أو أنه امرؤ فيه إسلام؟ إنه لا بد من إيجاد عبد الله وأَمَة الله، أولئك الذين تحرروا من جاذبيات الأرض، وأوزار القوم؛ فإنما الرسالة بالرسول، وهل هو من أولي العزم، رجل عرف ما قصد فهان عليه ما وجد.
البيان: هناك مقولات مثل: (التثاقف) و(الانفتاح على الآخر)، و(التواصل)، تستعمل مقابل مقولات أخرى، مثل: (الانغلاق)، و(الأحادية)، و(التزمت)؛ كل ذلك لتسويغ حضور اللغة الأجنبية في التعليم العام بقوة منذ المراحل الأولى للعملية التربوية بما ينافس، بل يضعف الحضور التربوي والتعليمي للغة العربية. كيف ترون هذه المعادلة الاصطلاحية؟
◄ د. الوزاني: هذا استعمار فكري أخطر من الاستعمار السياسي. أما التثاقف، أو مبادلة الثقافة؛ فهي خرافة يريد بها مروِّجوها أن يصدروا لغتهم وثقافتهم من جانب واحد إلى البلدان التي فقدوا احتلالها العسكري المباشر.
◄ د. الدكير: إن شعار التـثاقف والانفتاح وما قاربهما أو ضادهما مصطلحات ظاهرها جميل، وباطنها من قِبَلها العذاب؛ فهي ضرب من القول يزعم أنه يصلح، ولكنه يفسد؛ لأن أهله هم بطانة من غيرنا، لا تألُوننا خبالاً، تود تسمية الأشياء بغير أسمائها؛ لحاجات في نفسها، تبدت لأولي الـنُّهى سماتُها، لكن يا ليت قومي يعلمون! ولا يقولون تالله إنك لفي ضلالك القديم! وإني أجد ريحها لولا أن تفنِّدون! وعن بينة عُمِّيَت على مريض القلب، ومن كان على سمعه وبصره غشاوة. وإنه لا بد من تجديد الإيمان بأن لسان العربية اختاره الله ـ جل وعلا ـ لمصطفاه وخاتم رسله، فأنزل القرآن عربياً غير ذي عوج، وغيره يناله العوج، ويعتريه النقص والعطب.
◄ د. اليوبي: لكن لا بد من الاعتراف بأن المشهد التاريخي الذي نعرفه الآن متميز عن المشاهد التاريخية المنصرمة التي عرفناها والتي عاشها من سبقنا؛ فالتطورات التكنولوجية في تزايد مستمر، وكل إبداع جديد يحمل معه بصمات إبداع آخر بعده، وهذا الأمر لا يقف عند كونه إبداعاً تكنولوجياً وحسب، وإنما يتعداه إلى كونه تطوراً مرفقاً بتحولات اقتصادية، وعلمية، واجتماعية واسعة وشاملة، تفرض على رجال البيداغوجي والتعليم والمسؤولين عن السياسات التربوية أن يتعاملوا معها وفق منظور استراتيجي جديد، يراعي الخصوصيات الفردية والحضارية للمستخدمين. وما ذلك إلا لأن السيل الجارف لهذه الإبداعات قد فرض علينا تحديات لم نكن منتبهين إليها، وفرض علينا الدخول في حضارة لم نكن مستعدين لها.
والآن يجب أن نعي أن ما نواجهه ليس مجرد تقدم في العلم، وتطور في التكنولوجيا؛ فهذه واجهة؛ والواجهة الثانية: هي أننا إنما نواجه تحدياً ثورياً حضارياً. ولا يجوز أن يهدف الإصلاح التعليمي إلى خلق أفواج من المتعلمين المتجانسين المتشابهين، بل إلى تخريج أفواج متميزة، متنوعة المعارف والخبرات، وقادرة على التواصل والتفاعل مع المحيط، ومع غيرها؛ لأن (التمادي في عملية التجنيس الحضاري التي نشهدها حالياً تهدد خصوصية الإنسان التي سرعان ما يفقدها تحت وطأة الشائع والغالب الذي يكسب سلطته من شيوعه وغلبته؛ لا من أصالته وتميزه)(1)
البيان: ليست اللغة وعاء للفكر فحسب كما تقرر في بداية الكلام؛ ولكنها أيضاً وعاء للنفس، أي أنها تحمل ـ فيما تحمل ـ عوامل التأثير الذوقي والنفسي على المتلقي، وخاصة في مراحل الطفولة والشباب؛ فيكون لها أكبر الأثر في تكوين شخصية الإنسان النفسية، وتوجيه أذواقه وميولاته الوجدانية! وهذه من الحقائق التجريبية التي أقرها علم النفس اللغوي، ولا شك أن كلاً منا له ذكريات وجدانية ونفسية مع عبارات بعينها مما وقع على سمعه في صغره وسجلته ذاكرته، علاوة على ما استقر في عالم اللاشعور، وبقي يوجه ذوق الإنسان من حيث لا يدري؛ ألا يشكل ذلك خطراً حقيقياً بالفعل على الأجيال عند اتخاذ قرار مثل ما هو جار في كثير من الدول العربية من تعليم اللغات الأجنبية للأطفال، بل التسابق لتسجيلهم في سن مبكرة جداً في مدارس البعثات والمراكز الثقافية الفرنسية والأمريكية؟ وإذا كان ذلك كذلك فما هي المرحلة الآمنة، أو السن الضرورية ـ في نظركم ـ التي يمكن للإنسان أن يتلقى فيها لغة الآخر، ويكون أبعد من التأثر السلبي على المستويين المفهومي والنفسي بما يزاحم وعيه وإحساسه بهويته الإسلامية والعربية؟
◄ د. الوزاني: اللغة الأم تربط الفرد بوطنه وقيمه الروحية وتاريخ بلاده؛ مما يغرس في قلبه محبته، والدفاع عنه؛ ولهذا فإن المرحلة التي يمكن الاطمئنان فيها على الطفل الذي نريد أن نعلمه لغة أجنبية هي المرحلة التي تأتي بعد أن يرسخ في معرفة لغة وطنه، ويكتسب فيها ملكته، ويعرف عقيدته الدينية، ومن ثم يصبح محصَّناً من كل تيار أجنبي.
ولقد قال (جان جاك روسو) في كتابه «أبناؤنا وبناتنا»: (لا يمكن للطفل أن يتقن لغتين وهو دون 12 سنة من عمره، إلا إذا كان عبقرياً).
ولقد كنت مدير مدرسة ابتدائية ما بين 1970 إلى 1976م؛ فكان التعليم في السنة الأولى والثانية بالعربية بما فيها الحساب والعلوم، وكانت النتائج لا تنزل عن 80%؛ وفي السنة الثالثة والرابعة والخامسة كان تدريس المواد 50% عربية، و50% فرنسية، بما فيها الحساب والعلوم؛ فكانت النتائج فيها تنزل إلى 60%، باستثناء السنة الخامسة التي ترتفع فيها قليلاً.
◄ د. الدكير: بيد أني مع ذلك أتحفَّظ وأحتاط؛ إذْ ليس ثمة سِنٌّ فيه أمان، أو مرحلة تخلو من إلقاء الشيطان، وإنما السنّة هي التدافع؛ وذلك يتطلب الترشيد بالتصحيح والتحصين، وبالتثبيت والثبات، وبالتعهد والتخول: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْـحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} .(1) الخصائص ج 1/33.

البيان : بغير معرفة الأسباب لا يمكن علاج الداء، حتى ولو تم تشخيصه، بل معرفة السبب جزء جوهري من التشخيص المتكامل، ومن هنا فإنه لا يمكن معرفة أدواء سياسات التعليم في العالم العربي والإسلامي، ولا القدرة على علاجها إلا بمعرفة طبيعة العلاقات المختلفة التي تربط الدول العربية بالآخر، يعني ضرورة معرفة طبيعة الولاء الخارجي، من حيث عمقه وحدوده. في نظركم كيف تتصورون برنامج التغيير من هذا الجانب خاصة؟ ومن يتحمل مسؤوليته من فعاليات الأمة وطاقاتها؟
◀ د. الوزاني: لقد سبق أن قلنا إن أغلب الأنظمة العربية والإسلامية موالية للغرب، والتغيير يتأتى بمحاربة الأمية، وتشجيع البحث العلمي، وتحسين الاقتصاد الداخلي، والإصلاح السياسي، ومحاربة الفساد الإداري.
◀ د. الدكير: التجديد سُنَّة الله في خلقه، يُوفق الله من يُحييها ممن أنعم عليهم، فهداهم للتي هي أقوم، ولا يقوم التجديد على التقليد؛ فإنه مباين له. بل إن التجديد بعث من بقيَّة باقية حية تُنفخ فيها روح فتجعلها خلقاً آخر أصوله ثابتة وفروعه في السماء، تؤتي أكلها حيناً بعد حين لمن فقه في دين الله. وأحسن التنزيل بأن راعى المقاصد، ولم يقعّد على القواعد؛ فالمثلث: (الدين، التعليم، اللغة) بعض من بعض، ثلاث مزايا ذوات علاقات تبادلية، لكن الأصالة للدين أولاً، وما عداه فروع تُردُّ إليه؛ فالدين منه يستمد، وعليه يعتمد، ثم التعليم، وهو بالعربية الصراط المستقيم إلى دين الله، وبغيرهما قد يكون دخَن، وهو يخفُّ ويشتد حسب ما أُشْرِبَتْهُ الألفاظ والمناهج من نسمات الوسائط؛ على أنه لا مانع في أن يُبدأ في مكانٍ باللغة، وفي زمان بالتعليم، لينتهي إلى الدين؛ فقد يسمو المفضول على الفاضل، وقد يُحَكَّمُ الفرع؛ ليظهر الأصل في أساسه ثابتاً. وهذا من تطبيب الحواس التي هي بريد إلى سلامة القلب أو العقل الذي ران عليه الرَّانُ أو الصدأ، مما لا ينجلي إلا بوسائل الآن.
والتغيير تجديد، وحقه ليؤتي أكله ـ في ظل الظروف المذكورة آنفاً ـ أن يكون تدريجياً، وبوسائل مناسبة للمراحل، عبر خطوط متوازية، وبخطوط متفاوتة، حسب اليسر والحاجة؛ فقد كان عمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على اليسر، ونصح لنا بأن أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل، علماً بأن العالم اليوم يُسْمَحُ فيه إلى حد معين بالتجارب، وتجارب التعليم الحُر في العالم الإسلامي مفيدة، (أي: ما يسمى في بعض البلاد بالتعليم الأهلي أو الخاص) إنها تجارب مهمة، وأحسنها مطية صالحة، ومنها ما يغري بالاتباع؛ لأن الخريجين أقوياء، وهم شامة بين الناس، والعبرة بالقليل النـوعـي القـوي، لا بالكمِّ الكثير الغثائي.
البيان : لكن بالنسبة للدكتور اليوبي ـ باعتباره أحد الأطر التي واكبت قضية الإصلاح الجامعي بالمغرب على مستوى المسؤولية النقابية ـ أحب أن أسمع رأيه في إشكال إصلاح التعليم مركِّزاً بالأساس على واقع الجامعة: كيف ترون إمكان التجديد والإصلاح من هذه الناحية خاصة؟
◀ د. اليوبي: أرى أنه مع التطور المذهل الذي تشهده علوم المعلومات والاتصالات؛ قد أضحت تطبيقاتها أمراً واقعاً، ومفروضاً في كافة مناحي المعارف والتخصصات، كما أن غياب التفكير العلمي الدقيق من أجل التخطيط السليم، وإنجاز مشاريع تهم قضايا واستراتيجيات إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أعمال البيداغوجية؛ لهو مما يساهم في تردي الحاضر التربوي بالجامعة.
نذكر في هذا التشخيص البدهي والواقعي أن العمليات الأساسية في تداول المعرفة تجري راهناً عن طريق الاعتماد على التوظيف والاستخدام لأنواع التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية. ولعل نجاح البيداغوجية الجامعية اليوم رهين بمدى تفاعلها مع عالم هذه التكنولوجيات، تفكيراً وتخطيطاً وتوظيفاً؛ وبوضع سياسة إصلاحية فعلية تنموية واقتصادية، في المؤسسة والإدارة أولاً؛ وفي البيداغوجيا ثانياً؛ إذ نحن في حاجة إلى مشاريع بيداغوجية مبنية على فحص الحاجات الواقعية، غير غافلة عن الانتماء الحضاري لأولئك الذين سيتولون العمل عليها وتطبيقها.
إننا نكاد نقرر هنا أن أي مشروع أو تخطيط بيداغوجي، يروم إصلاح التعليم، ولا يأخذ بعين الاعتبار العنصر البشري القائم على التنفيذ، ولا يراعي تحسين ظروف عمله، مآله الإخفاق؛ لأن العنصر البشري هو الفاعل والفعال والوسيط والبؤرة، مدرِّساً كان أو متعلماً أو إدارياً؛ وعليه فإن النظر إلى مشاكلنا البيداغوجية من منظور تكنولوجي معلوماتي، وإن كان يبرز قصوراً تزداد حدته؛ نظراً لعدم مواكبة البيداغوجيا سرعة وتيرة التقدم العلمي، وقلة نجاعة الاستفادة من التطور المستمر الذي تعرفه التكنولوجيا المعلوماتية؛ فإنه يجب أن لا يؤدي فقط إلى مجرد تشخيص الواقع، وفحص الوضع البيداغوجي بالجامعة؛ وإنما إلى بروز منطلقات جديدة لا تكتفي بالتوصيف والضبط، بل تعمل على تقديم بدائل وحلول عملية وتطبيقية. ومن جملة هذه المنطلقات:
- التركيز على الرفع من جودة تعليم اللغة العربية لأبنائها؛ إذ يعتبر تعليم اللغة من أهم مجالات التعلم؛ ذلك أن اللغة ـ كما أسلفنا ـ وسيلة الفرد في اكتسابه المعرفة، والحصول على المعلومات. وتعلم اللغة نافذة يطل منها المتعلم على ميادين الثقافة التي كتبت بتلك اللغة. واللغة العربية هي القناة الثابتة التي نتواصل بها على امتداد الزمان والمكان، وهي ذاكرتنا الجماعية، بها وفيها نُخَزِّنُ مفاهيمنا ونسجل قيمنا، وبها نحفظ رؤانا وحضارتنا، وهي بحاجة فعلاً إلى أن توضع لها رؤى وخطط تعليمية متجددة؛ للرفع من جودة تعليمها ونشرها وتداولها.
- التركيز على ضرورة تحسين طرق ومناهج تعليم العربية لغير أبنائها؛ ذلك أنها بحاجة إلى من يقدمها لهؤلاء على حقيقتها، وفي جودتها من دون تحريف ولا تشويه.
- ثم في ظل هذه الثورة لم تعد الجامعة تسعى إلى نقل المعرفة وحسب؛ فهي ليست هدفاً أولياً في الممارسات التعليمية، وإنما الأوْلى تطوير القدرات العملية التي تُعْتَمَدُ في الوصول إلى مصادر المعرفة من أصولها، واستثمارها في بناء مشاريع تنمويــة اقتصاديــة واجتماعية. والإبحـار في محيط المعــارف لا يجوز أن ينحصر في محاولة إيجاد الأجوبة، وإنما الأهم من ذلك تحريك الفكر لطرح الأسئلة. ذلك أن طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة عن طريق الوسائط التكنولوجية يُكسب المتعلم قدرة على التكيف وسرعة في التعلم، بحكم قابليته للتنقل والاطلاع الواسع الذي يوفره عالم التكنولوجيات. وهنا تكمن جسامة العمل البيداغوجي الجامعي؛ حيث لا يجوز أن ينحو منحى الثبات والاستقرار، بل التوجه نحو التنوع والتطور، وهو ما يتطلب وعياً من البيداغوجيين والمسؤولين على السواء؛ لتوفير ظروف التنويع، ووسائل التطوير، والحد من القيود التي تحد من مشاركة المتعلمين (تلاميذ وطلبة) في التعلم، وإسهامات الأساتذة في المشاريع البيداغوجية، وينتهون جميعهم إلى أن المسألة ليست بالدرجة الأولى في التعميم والانتشار؛ وإنما هي في القدرة والنوعية.
إن التعليم الجامعي مُعْنى حالياً بالمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويستفيد من استثمار التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية في دعم المتعلمين لتغيير طرائق عملهم، ودفعهم نحو التفكير والفهم المبنيين على التفاعل المباشر والذكي مع المعرفة المعروضة. ومن هنا يدرك الجامعيون عموماً أن وظيفتهم ليست مقصورة على نقل المعارف والعلوم؛ وإنما تنصبُّ بالأساس على ضبط أهداف النقل وكيفياته، وطرقه ومناهجه، ومن ثم السعي لإكساب الفرد أقصى درجات المرونة، وسرعة التفكير، وقابلية التنقل بمعناه الواسع، والتنقل الجغرافي لتغير أماكن العمل والمعيشة، والتنقل الاجتماعي تحت فعل الحراك الاجتماعي المتوقع، والتنقل الفردي كنتيجة لانفجار المعرفة، وسرعة تغير المفاهيم(1).
إن إصلاح التعليم بالجامعة المغربية يقول بضرورة الارتقاء بمهنة الفاعلين البيداغوجيين إلى درجة أكثر احتراماً ومسؤولية، وأن يكون التعليم بالجامعة أكثر عمقاً؛ وهذا يقضي أن يوضح للمدرسين ما الذي ينبغي أن يعرفوه ويفعلوه ويزاولوه؛ حتى ترتقي البيداغوجيا من مجرد كونها عملاً فردياً؛ إلى وضعها في مصاف العلوم المعرفية العلمية؛ وبما أن البيداغوجيا ممارسة وتجربة فإن ذلك مما يوجب تكامل التجارب وإفادة بعضها من بعض. والتكنولوجيا المعلوماتية تعتبر وسيطاً مهماً؛ للربط بين مختلف المدرسين بالجامعة.
البيان : لقد لوحظ أن حُمَّى ما سمي بـ (إصلاح التعليم) التي عصفت بالعالم الإسلامي أخيراً؛ كانت متزامنة مع حمى أخرى، هي المتعلقة بأطروحة تغيير مدونة الأسرة، وقضية المرأة؛ كما تجلى بالفعل في بعض الدول العربية ـ كيف تفسرون هذا التزامن: أهو محض مصادفة؛ أم أن هناك علاقةً ما بين البرنامجين؟
◀ د. الوزاني: لا شك أن المقصود بالبرنامجين معاً إنما هو ضرب مبادئ الإسلام في العمق، والتشكيك في نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ ليصبح المسلم في مهب الريح، ضعيف الإرادة، مهيأً لتغيير فكره بسهولة.
◀ د. الدكير: نعم! هو كما قال فضيلة الدكتور الوزاني؛ ذلك أن إصلاح التعليم قضية ولا أبا حسن لها! وتغيير مدونة الأسرة رِدَّةٌ ولا أبا بكر لها! وهما كلمتا حق أريد بهما باطل، وتحريف للكلم عن بعض مواضعه للإجهاز على الإرث العلمي والعملي في العالم الإسلامي الذي يراد له أن يُحمل على كلمات خبيثات ما لها من قرار، بَلْهَ أن تـثمر الثمار. ولعل العلاقة بين الْمَكْرَيْن الْمُبَيَّتَيْن لا تخفى إلا على عريض القفا النومان، وإلا على جاحد مكابر قد ألقى الحبل على الغارب؛ ذلك بأن العلاقة صارت إلى عالم المشاهدة، وقد جرت بها مختلف وسائل الإعلام، على تفاوت في التلطف والجهر.
◀ د. اليوبي: إصلاح التعليم والمدونة مخططان من أقوى مخططات الهيمنة والسيطرة، ويجب الإقرار أولاً أن هذا التزامن ليس من محض المصادفة، وإنما هو أمر مدروس ومخطط له: مرة علناً، ومرات سراً. والبرنامجان من أخطر ما يمكن أن يعصف بقيم ودعائم المجتمع؛ فكلاهما مرتبط بأعظم مكون من مكونات المجتمع: المؤسسة التعليمية، والأسرة؛ فإن هما فسدا فسد المجتمع كله، وهذا أمر في اعتقادي لا يحتاج إلى توضيح بقدر ما يحتاج إلى تنبيه واستنهاض.
وفي رأيي لا يجوز النظر إلى القضيتين نظرة واحدة؛ إذ الحقيقة أن نظمنا التربوية تحتاج إلى إصلاح وتغيير، وهذا أمر طبيعي. ولكن المهم في الأمر هو أن تصبح مؤسساتنا التعليمية والتربوية فاعلة ومنتجة. أما أن تتوالى عليها إصلاحات عقيمة تحتاج هي بدورها إلى إصلاح منذ ولادتها؛ فهو مما يجب التفكير فيه ملياً. ثم إن الإصلاح في المجال التربوي والتعليمي لا يجوز أن يقتصر على القضايا الفكرية، وإنما يجب أن تنكبَّ الدراسات على قضايا التكوين والإعداد؛ فالعنصر البشري هو ما ينبغي التفكير فيه أولاً وأخيراً، ومن دونه فكل مشروع إصلاح يحمل معه إشارات مشروع إصلاح آخر.
أما ما يتعلق بحمَّى تغيير مدونة الأسرة ـ بشكل خاص ـ ففي اعتقادي أن هذا الأمر أخطر بكثير؛ لأنه يعني خلخلة جوهر المجتمع الإسلامي وزلزلته من عمقه، وقد بدأت بالفعل تظهر علامات هذه الخلخلة من خلال العزوف الكثير عن الزواج، والهروب من مسؤولية تكوين (أسرة). ثم الأخطر من هذا كله هو التراجع عن المحافظة على الأسر القائمة بالفعل، وعدم الرغبة في الاستمرار داخل الأسرة المبنية أصلاً، وقد نتج عن ذلك ارتفاع نسب الطلاق، والعزوف عن الزواج كلية، وتضاعف ظاهرة العنوسة، وهي علامات خطيرة ناتجة عن التغييرات التي مست مدونة الأسرة.
إن التفكير في إصلاح مدونة الأسرة ليس عيباً، ولكن العيب أن يتم ذلك جراء إملاءات خارجية لا تراعي القيم الدينية والثقافية للمجتمع المسلم. صحيح أن هناك مشاكل كثيرة، ولكن التفكير في حلها لا يجوز أن يؤدي إلى زعزعة نظام الأسرة بكامله، والعصف بروحه.
وأما علاقة البرنامجين فمن الضروري التذكير بأن محاولات الهيمنة والسيطرة على العالم الإسلامي قد أخذت أشكالا كثيرة ووسائل متعددة، والتركيز على مجالي التعليم والأسرة إنما وقع بعد دراسة استعمارية متفحصة وعميقة؛ خططت للتوصل إلى زعزعة كيان العالم الإسلامي وخلخلة بنيانه كله.
البيان : بناء على ما تقرر قَبْلُ مِنْ عُمْرَان اللغة بالمذهبيات المفهومية للحضارة المتكلمة بها؛ كيف تنظرون إلى معضلة ترجمة العلوم الاجتماعية والطبيعية وقضية المصطلح؟ وإلى أي حد يمكن ضمان نقل المفاهيم سليمة من المؤثرات الأيديولوجية والفلسفية؟ هذا من جهة.
ومن جهة ثانية فإنه رغم وجود مكتب تنسيق التعريب بالرباط، التابع للمنظمة العربية للثقافة والعلوم؛ فإننا نلحظ اختلاف التعبير الاصطلاحي وتضاربه بين كثير من الأقطار العربية عند وضع مصطلح جديد لما استُحدث من الآلات الصناعية، أو المفاهيم العلمية والعمرانية؛ فما شروط الوحدة اللغوية في نظركم؟ أعني في مجال التداول الاصطلاحي.
◀ د. الدكير: الترجمة تتعلق بالمترجِم أولاً، والمنقول له ثانياً، إنها تتعلق بالإنسان؛ فما غلب على الأول وأُشْرِبَهُ قلبُه جرى على لسانه، وخطه قلمه؛ على أن قلب الثاني ـ وهو المترجَم له أو المنقول له ـ قد ينكر ما يلقى إليه، ويلفظـه بفطــرته أو بعمله. ولا ينبغي أن تُغفل قيمة عمليات التصحيح والنقد، التي تكشف السموم، وتعري العيوب.
وأما الاصطلاح فهو فرع والتعريب فرع آخر، ووجود مكتب لتنسيق التعريب ـ وهو وحيد في ركن ركين، ولا يُلتفت إليه إلا قليلاً ـ عيب كبير؛ لكثرة الوارد، وضعف ذات اليد، فضلاً عن الأهواء والأدواء، وإعجاب كل معرِّب بكَلِمِهِ، ولا وحدة لغوية في مجال الاصطلاح وغيره إلا بالإيمان بضرورة الوحدة أولاً؛ هذه هي الجادة؛ فإن الإيمان بالشيء يأمر باللوازم التي يجب أن تؤخذ بقوة، وعلى بصيرة؛ ليولد المصطلح سوياً سليماً، ثم قد يتثقّفه أو يهذِّبه أولو الاجتهاد في العربية.
◀ د. الوزاني: لعل من سوء حظ مكتب تنسيق التعريب أنه وُجِدَ في المغرب! لأن أهل هذا البلد وأصحاب القرار منهم بالخصوص لا يعيرون اهتماماً للتعريب، وإلا فكيف نفسر ***** مكتب آخر في نفس المدينة خاص بالمغرب يحمل عنوان: «معهد التعريب والبحث العلمي» بدل التعاون مع مكتب التعريب التابع للجامعة العربية، وتعضيده ليقوى إنتاجه؟
وأظن أن ما قام به هذا المكتب منذ ****ئه إلى الآن كفيل بأن يجيب عن هذه الأسئلة التي وردت في هذه الندوة. أما فيما يتعلق بتعريب المصطلحات وتوحيدها؛ فقد نشر المكتب عشرات المعاجم، في شكل مشاريع لمختلف الفنون، ولا يحتاج إلا إلى مناقشتها من قِبَل المجامع اللغوية، والمتخصصين فيها للاتفاق حول صيغة واحدة، واعتمادها بصفة رسمية، ونشرها في معاجم خاصة، ولتكون مرجعاً للجميع. وبذلك نتلافى الاختلافات في شأنها.
والحل في نظري لمعالجة الإشكال بوجهيه المذكورَيْن هو تكتيل الجهود من جميع الجهات المختصة؛ لدعم مكتب تنسيق التعريب في مسيرته، وإحيائه من جديد؛ لاستثمار أعماله الغزيرة، ودعمه؛ وليواكب العصر ويساير المستجدات، ولا يعدم العالم العربي في هذه الخطة حلاً يرتاح له الغيورون على لغة القرآن الكريم.
◀ د. اليوبي: لا تنازع في أهمية الترجمة وقيمتها في نقل العلوم والمعارف، والتعرف علــى الثقافـات وتجـارب الآخــرين. ولا شك في عدم إمكانية نقل المفاهيم سليمة بإطلاق من المؤثرات الأيديولوجية والفلسفية؛ لأن المصطلحات التي تعبر عن المفاهيم هي من ذات الفكر الذي أنتجها؛ فمن غير المنطقي أن تكون غيره. وقد تقرر تاريخياً أن الثقافة الغربية نقلت عن الثقافة العربية الإسلامية، وقد نقلت الثقافة العربية عن الثقافة اليونانية. لكن في رأيي لا يجوز اعتبار الترجمة معضلة من حيث هي، وإنما يجب التفكير في قيمة المنقول وحمولته؛ قصد التحكم في عملية نقله، وكيفية الاستفادة منه؛ وذلك قصد التمكن من تبادل المعلومات، وإقامة التواصل والتفاهم بصورة إيجابية.
ولا ضير في اختلاف التعبير الاصطلاحي بين الأقطار العربية، وإنما التضارب والتعارض في مؤدَّى المفاهيم الاصطلاحية هو ما يجب تلافيه؛ لأنه مربك فعلاً. وقد أنشأت الدول العربية (مكتب تنسيق التعريب) بالرباط لهذا الغرض. وقد قام ـ وما يزال ـ بجهود تنسيقية محمودة معروفة، ويبقى أن دوره يحتاج إلى إعطائه سلطة علمية يستطيع بها النفاذ إلى جميع الدول العربية لتحقيق الوحدة اللغوية على مستوى المصطلحات والمفاهيم.
ولقد أصبح مطلوباً الآن ـ أكثر من أي وقت مضى ـ من وزارات التعليم والتكوين والتربية في العالم العربي؛ أن تقوم بالتنسيق والتشاور في البرامج والمناهج وإعداد النظم التعليمية كلها؛ لإرساء دعائم الوحدة اللغوية وضبط مجال التداول الاصطلاحي.
ولقد أضحى الحديث عن المسألة اللغوية بالعالم العربي مصدر إزعاج وانزعاج؛ سبَّبَ تدافعاً بين فريقين: فإن كان الحديث عن قيمة اللغة العربية ورد الاعتبار لها؛ بكونها لغة القرآن ولغة الأمة الإسلامية، ووسيلة تواصلها وعنوان هويتها؛ انزعج له الحاقدون والناقمون على هذه الأمة. وإن كان الحديث عنها بكونها لغة لا تخدم العصر وأنها قادرة على مسايرة التطورات في المجالات العلمية المختلفة؛ كان ذلك الحديث مصدر إزعاج لأهلها الذين يرون في اللغة العربية قدرة وقوة تأتيها من داخلها. فالقضية إذن قضية ولاء لهذه الأمة أو براء منها.
البيان : ما الوسيلة الأنجع في نظركم لإعادة الاعتبار الحقيقي للغة العربية وهي لغة القرآن؛ لتمتين الأداء اللغوي لدى الجيل من جهة، وضمان الفهم السليم عن الله ورسوله من جهة ثانية؟
◀ د. الدكير: إن الوسيلة الأنجع لإعادة الاعتبار للعربية لغة القرآن هي القرآن الكريم؛ فقد أدب به ربُّنا ـ جل وعلا ـ رسولَه محمداً -صلى الله عليه وسلم- فأحسن تأديبه، فجرى على لسانه جوامعُ الكَلِم؛ فضلاً من الله ونعمة.
على أن المجاهدة بالقرآن هي الجهاد؛ علماً أن الله هو الذي تكفل بحفظ القرآن، وحِفْظُ العربية مِن حِفْظِه؛ فإن الأمر بالشيء أمر بوسيلته. ومحاولة فهم القرآن وإعرابه وتفسيره تستوجب ضرورة العربية، وفي خير القرون ـ خير أسوة ـ نصح سلف الأمة: أنْ إذا لم تفهموا شيئاً من القرآن فالتمسوه في شعر الجاهلية؛ فإنه ديوان العرب.
أقول: لا بد من حفظ القرآن عن ظهر قلب؛ فالذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب. وإن هذه الأمة لتُغْبَطُ بأن احتياجاتها من العلم والدين في صدورها. فالحفظ يجعل اللسان رطباً بالذكر، والذكر يهدي للتدبر والتفكر، فتُدرَك الحاجات، وتُطلَب رويداً رويداً؛ وطلبها واجب، وهو إن كان كفائياً ـ وقد كادت تجعله عينياً ـ حتى إذا قام به البعض سقط عن الكل.
◀ د. الوزاني: نعم! هو كما قال فضيلة الدكتور الدكير، ولكن يمكن تفصيل ذلك في خطة مبرمجة على خطوات؛ فالوسيلة الأساسية هي التفكير في تعميم حفظ كتاب الله العزيز؛ فهو أساس اللغة العربية. وينفذ برنامج التكوين اللغوي اعتماداً على وسائل مساعدة، وهي كما يلي:
- التعاون مع منظمة «الإيسيسكو» التي من أهدافها الجليلة نشر اللغة العربية لغير الناطقين بها، والتدريب على طرق تدريسها.
- تبسيط دروس النحو، وحذف الأبواب التي لا تفيد كثيراً.
- تبسيط العربية بالنسبة للمبتدئين، بوضع معاجم متدرجة في عدد كلماتها، بدءاً من الكلمات السهلة الحسية، والمتداولة بكثرة، كالفطور والغداء مثلاً، وما شابه ذلك، ويراعى فيها اختيار مترادفة واحدة بدل مترادفتين، أو أكثر، كالجلوس والقعود، والفرس والحصان، وهلمَّ جراً، على أن يشتمل المعجم الأول على: 2000 كلمة مثلاً، والثاني على: 4000 ولا تؤخذ المفردات المستعملة في دروس التهجي وقصص الأطفال؛ إلا من هذا المعجم.
واختيار هذه الكلمات يخضع لطرق خاصة، كالتقاط الكلمات الفصيحة المتكررة، بوضع آلة التسجيل في الشوارع العمومية، وكذا من تعابير ال***** لتلاميذ الشهادة الابتدائية.
- استغلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة؛ لتوسيع مدارك الأطفال في اللغة العربية، وتصويب الخطأ في برنامج «قل ولا تقل» مثلاً.
- التفكير في شكل الكلمات، خصوصاً الأعلام، والكلمات التي تتطلب ذلك، كالمبني للمجهول مثلاً.
- فرض مادة اللغة العربية على كل طالب يتابع دراسته في أي كلية، أو معهد يعتمد اللغة الأجنبية.
◀ د. اليوبي: بداية، يجب الاعتراف بأن التقصير فينا وليس في لغتنا، وارتقاء اللغة رهين بدرجة الاعتناء بها، واستعمالها، وكذا الاعتزاز بها، وتطوير طرق نقلها وتقديمها للآخرين. وهنا تكمن مسؤولية الجميع: علماء، وباحثين، ومفكرين، ومجامع علمية ولغوية، ومؤسسات تعليمية وتربوية. وقد يتحقق ذلك بالأمور الآتية:
- الاهتمام باللغة العربية في البرامج التعليمية والمناهج التربوية، في مختلف وزارات التعليم بالبلاد العربية.
- السعي إلى توظيف اللغة العربية توظيفاً مقبولاً في الإدارات والمؤسسات العمومية.
- الارتقاء بالاستعمال اللغوي في الوسائل الإعلامية المسموعة والمكتوبة.
- الاهتمام بالقراءة باللغة العربية وتشجيع الإنتاج والإبداع العلميين المكتوبين باللغة العربية.
- ثم إن المؤسسات التعليمية والجامعة على الخصوص لها دور ريادي في هذا الباب؛ فهي لها من القدرة ما تستطيع رد هذا الاعتبار.
البيان : هل يمكن في نظــركـم تقــريب العاميات العـربيـة ـ بصورة ما ـ في الاستعمال الشعبي من اللغة الفصحى؟ وإذا كان ذلك ممكناً فما الوسائل الكفيلة بالنهوض به؟
◀ د. الوزاني: التفكير في تقريب العامية من الفصحى تفكير لا بأس به، ولكن أخوف ما نخاف منه هو إحلال العامية محل لغة القرآن بالتدريج حتى تصبح كاللغة اللاتينية المهجورة بعدما تفرقت اللهجات المنبثقة عنها إلى اللغات اللاتينية المعروفة، وبذلك نصبح بعيدين كل البعد عن فهم كتاب الله وتراثنا العظيم الذي نفخر به، وتصبح اللغات في البلدان العربية ـ لا قدر الله ـ متعددة مختلفة.
وأما التقريب من حيث المبدأ؛ فهو فكرة حسنة. ولنا في المسلسلات (المدبلجة) خير مثال ـ على الرغم مما فيها من عادات سيئة، بعيدة عن عاداتنا وعقائدنا ـ فالخطاب فيها يصل إلى الجميع بسرعة؛ بسبب بساطة العبارات، وسهولة الحوار، أو أدائه كأنه طبيعي؛ حيث يفهمه الجميع، على عكس ما نشاهده في بعض المسلسلات العربية الأخرى التي يتحاور أصحابها كأنهم يلقون خطباً.
وفي هذا الصدد يحسن بي أن أسوق ما يراه الدكتور أحمد أمين في كتابه «حياتي» قال: وكثيراً ما شغل ذهني مشكلة العلاقة بين اللغة الفصحى ولا سيما من ناحية الإعراب، تحول دون انتشارها في جمهور الشعب، وخاصة إذا أردنا مكافحة الأمية وتعميم التعليم؛ فنحن لو أردنا تعميم التعليم بين الجماهير باللغة الفصحى المعربة احتجنا إلى زمن طويل، ولم نتمكن من إجادة ذلك كما لم نتمكن إلى اليوم من إجادة تعليم المثقفين إياها؛ فطلبة المدارس يقضون تسع سنين في التعليم الابتدائي والثانوي، وأربع سنين في الجامعة، ثم لا يحسن أحدهم الكتابة والقراءة، وكثيراً ما يُلْحِنون في الإعراب، ومن أجل هذا اقترحت في بعض مقالات نشرتها، وفي محاضرة في المجمع اللغوي أن نبحث عن وسيلة للتقريب، واقترحت أن تكون لنا لغة شعبية، ننفيها من حرافيش الكلمات ـ على حد تعبير ابن خلدون ـ وتلتزم في آخر الكلمات الوقف من غير إعراب، وتكون هي لغة التعليم ولغة المخاطبات، ولغة الكتابة للجمهور، ولا تكون اللغة الفصحى إلا لغة المثقفين ثقافة عالية، من طلبة الجامعة وأشباههم، وإلا الذين يريدون الأدب القديم ويستفيدون منه. وبهذا نكسب اللغة العامية والفصحى معاً. فاللغة الفصحى الآن لا تتعدى كثيراً من استعمال الكلمات اليومي، وهذا الاستعمال اليومي في الشارع وفي البيوت، وفي المعاملات من طبيعته أن يُكسب اللغة حياة أكثر من حياتها بين الدفاتر وفي الأوساط الخاصة، ويُكسب اللغة العامية رقياً يقربها من الفصحى، وهو يمكِّننا من نشر الثقافة والتعليم لجمهور الناس في سرعة، ويمكننا من تقديم غذاء أدبي لقوم لا يزالون محرومين منه إلى اليوم!(1).
ولكن هذا الاقتراح لم يلق قبولاً كما قال.
◀ د. الدكير: يغلب على الظن أن العاميات أغلبها لهجات تفرعت عن لسان العربية، وتُنوسي الأصل وصار مهجوراً وهو الحق. والناظر في العامية بالبوادي والمداشر و (القصور الصحراوية) بالمغرب مثلاً؛ يجد كثيراً من الألفاظ تستعمل الاستعمال العربي الفصيح الذي عُرف في الشعر العربي قديماً، مما لا وجود له حتى في فصحى اليوم.
فالعامية وعاء خزان، يجب إحياؤه والعودة إليه ـ والعود أحمد ـ لكن يُصفّى مما علق به من شوائب؛ بسبب عوامل التعرية. فالعامية بحاجة إلى تخلية وتحلية؛ لتصبح صافية. ولقد عمل القرآن زمان نزوله على توحيد لهجات العرب، فأنزل الله ـ سبحانه ـ القرآن على سبعة أحرف، والأحرف: اللغات عند أغلب العلماء.
هذا وإن عاميات الدول العربية ولهجاتها، ليُعتنى بها اليوم في المعاهد والجامعات بالشرق والغرب؛ لحاجات في نفوس القوم، لكن كلٌّ يعمل على شاكلته، ولكل وجهة هو موليها، وإنما الأعمال بالنيات، والله من وراء القصد، نسأله ـ تعالى ـ أن يهدينا للتي هي أقوم، ويهيئ لنا من أمرنا رشداً.
◀ د. اليوبي: إن المسألة باختصار تتشكل كما يلي: فرغم الإقرار بحضور العاميات المتنوعة في البلاد العربية، ورغم جماليات بعض النصوص والإنتاجات التي قد تأتي بالعامية مكتوبة أو شفهية؛ فإن اللغة العربية الفصحى لا يجوز أن تعوض بالعامية؛ لأن الخطر لا ينحصر في كونه مسألة لغوية فحسب؛ وإنما يتعدى ذلك إلى كونه يمثل دعوة مغرضة ذات أبعاد سياسية مقيتة، أو استشراقية أو طائفية، ولا يخفى ما في ذلك من خطر على فقدان الذاكرة التي تجمع العرب والمسلمين عموماً تلك هي القضية في حقيقتها بلا مراء.
البيان : شَكَرَ الله للإخوة الأساتذة الفضلاء مشاركتَهم المتميزة والمفيدة في هذه الندوة ذات الإشكال المعقد؛ بما تبين من ارتباطاته المتعددة مع سائر أوجه النشاط الإنساني للمجتمع. ولا شك أن ضمن ما ورد من أجوبة ومناقشات وإثارة للخبايا ملامحَ واضحة لطبيعة الداء، وملامح أخرى لوصفة الدواء. وقد تبين أن مسألة اللغة العربية بالنسبة للأمة الإسلامية ليست ترفاً فكرياً يتناوله المفكرون المترفون؛ كلاّ، بل هي قضية وجود أو عدم. إن معنى إشكالها هو تمام المعادلة المشهورة: (إما أن نكون أو لا نكون) ومن هنا كان من الخطأ الجسيم أن تأتي دعوات للإصلاح هنا وهناك؛ وليس لها أدنى تصور للمسألة اللغوية في العالم العربي والإسلامي.
إن معنى ذلك أن علينا أن نفكر بجد في إعادة بناء جيل قيادي متكلم بالعربية الحقيقية، عربية القرآن، جيل قادر على بناء (الجملة القرآنية) ـ على حد تعبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله ـ قادر على توظيفها واستعمالها والتواصل بها؛ من أجل إحسان ربط الصلة بالتراث العلمي والحضاري للأمة. إذْ بدون ذلك سيكون التَّبَـيُّن والبيان ضعيفاً جداً؛ فتَبَيُّنُ مفاهيم التراث على حقيقتها، وتبيينها على أحسن وجوهها؛ هو من أكبر مهام تجديد الدين في النفس والمجتمع. ولا شك أن حل هذا الإشكال هو أول منطلقات العلم، ولا وجود لهذه الأمة إلا بعلم. ولا شك أن استصدار مشروع لذلك في ميدان التربية والتعليم، بهذا البلد أو ذاك؛ لهو من أكبر التحديات؛ ذلك، والله الهادي إلى الصواب والموفق إليه.
ذكريات هند
ذكريات هند
كمان هذي ندوة


واقــع المــــرأة فـي الغـــرب

مقدمة
المرأة الغربية هي الأنموذج والـمثل الذي يُحتذى من قِبَلِ أدعياء التحرر والتغريب؛ فهي ـ بزعمهم ـ قد وصلت إلى قمة السعادة، وحصلت على كافة حقوقها الإنسانية، ولكن هل هذا الزعم صحيح حقاً؟! أم أنه مـجـرد وهْم كبير يريدون أن يوقعونا في شراكه؟
هذا ما سوف نراه في هذه الندوة التي شـاركـنا فـيـها مجموعة من الأخوات الغربيات المسلمات، كلهن من أصول إنجليزية وويلزية، عشن في الـغـرب، وتربـيـن في أحضانه، ثم عرفن حقيقته بعد أن شرح الله صدورهن للإسلام.
الأخوات المشاركات:
1 - فاطمة أم إسماعيل، واسمها قبل الإسلام: فيكتوريا كيب وول.
2 - عائشة أم سعدية، واسمها قبل الإسلام: راشيل بريتشرد.
3 - خديجة أم عارف، واسمها قبل الإسلام: ويندي بووث.
4 - أم يوسف، واسمها قبل الإسلام: آشلي داينتي.
5 - خديجة أم محمد، واسمها قبل الإسلام: جوان توماس.
6 - نبيلة أم إسماعيل، واسمها قبل الإسلام: روبين رييد.
البيان: مفهوم الأخلاق مرَّ بتغيرات جذرية متعددة: فكرية واجتماعية، حتى وصل إلى مرحلته الحالية، فما مفهوم الأخلاق في الغرب؟
الأخت: خديجة أم عارف:
تختلف الأخلاق في الغرب من شخص إلى شخص ومن بيت إلى بيت، وهناك تصور عام أن كل التصرفات الشخصية مصونة مهما كانت هذه التصرفات إذا لم تؤثر على شخص آخر. ومن هذه التصرفات المقبولـة عـنـد الـغـرب مـثــلاً: أن ينتحل الرجل شخصية المرأة بزيها وعلاقاتها وأن يُظْهِرَ ذلك أمام أطفاله، ومثال آخــــر: هو الكَمُّ الهائل من المواد والعروض الإبـاحـيــة في شتى وسائل الإعلام والتي أصبحت متقبلة. وبالرغم مــن أن هناك فئة مـن الناس تشعــر بالخجـل مـن هـذه التصـرفـات إلا أنها لا تستطيع الانتقاد العلني خوفاً من أن توصف بالتحجر والتخلف. وتحت ضغط الإعلام أصبح الكثير من هؤلاء ـ ومنهم أرباب الكنيسة ـ يقبلون بالقيم الجديدة، ومثاله: السماح بزواج الشواذ داخل الكنيسة. نعم! الأخلاق فـي انـحــدار عجيب؛ وهناك ذلك المفهوم السائد بأن تفعل ما يحلو لك ما دمت تشعر بالسعادة وما دام مـقـبـــولاً عندك، هذا المفهوم الذي بدأ ينتشر من الستينيات حتى الآن.
الأخت: فاطمة أم إسماعيل:
أنـا لا أعتقد أن هناك قيماً باقية في الغرب؛ فالنساء أصبحن كالرجال، والرجال كالنساء، حـتـى الـكـنـيـســة التي كانت أساس القيم الغربية غيَّرت كلام الله لتكثر حضور الناس، فصاروا يجعلون الحرام حلالاً.. فالقيم الغربية قد انهدمت!
الأخت: خديجة أم محمد:
لـقـد فُقِدَت فكرة القيم في الغرب؛ والأحوال تقزز النفس أكثر وأكثر، فالأفعال التي تحصل هنا مـن هــذه الأنواع كثيرة، والناس المسؤولون عنها لا يوجد لديهم قيم، فهم لا يعتنون بتصحيح الأخلاق للناس والأطفال هذه الأيام، المسلمون الملتزمون هم فقط الذين لهم قيم هنا في الغرب.
الأخت: نبيلة عبد الله:
لـم تـعد فكرة القيم موجودة في الغرب، فالغرب يؤمن بأن حرية الاعتقاد الشخصي أهم من مسألة الالتزام بقيم معينة. وبهذا فإن الغرب سمح للمجتمع أن ينقلب ضد نفسه؛ حيث إن كل فـــــرد يعتقد بأن ما يؤمن به هو الصحيح، كما أن من المسلك الحسن عندهم أن يترك الأمر لكل فرد يدعو لما يعتقد به بغض النظر عما قد يحمله من أفكار ومعتقدات شاذة. لقد مضى عهد طـويل مـنـذ أن كــــان الغرب يهتم بالقيم؛ حيث إن الاهتمام بالماديات أصبح بمثابة الإله المعبود.
البيان^: دعوات تحرير المرأة في الغرب قديمة جداً، فهـل استطاعت تـلـك الــدعوات أن تستنقذ المرأة الغربية وتنصفها وتكرمها؟ وهل استطاعت أن تسعدها حقـاً؟
الأخت:عائشة أم سعدية:
أنـا شخصياً لا أعتقد أن المرأة المسماة «محررة» بأنها سعيدة، فالشيء الذي حصلت عليه هو الـغـرور بــــأن تعتبر مساوية للرجل فقط؛ إذ ليس لها وقت أو إحساس لتحيا حقيقة أنها زوجــــة أو أم، وهذا مما يُحزِن؛ لأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق المرأة زوجة للرجل وأمّاً لأولاده لتراعي بـيـت الأســـــــرة والأطفال وحاجات زوجها، ولـمَّا لم يتحقق ذلك للمرأة المتحررة فقد ضاع عليها أهم شيء في الحياة؛ ويوماً مَّا سوف تشعر بهذا، ولكن بعد فوات الأوان! كيف يوجد للمرأة ذرة من الكرامة وهي تريد أن تكون كالرجل؟
الأخت: خديجة أم محمد:
لا.. تحــرر المرأة في الغرب لم يستطع أن ينقذ المرأة أو يكرمها، فقط استطاع أن يضغط على النساء لـيـخـــرجــن من البيوت من غير رقيب ولا حسيب، يكون لهن هواياتهن وحياتهن الـخـاصـــــة، لا يردن العمل فقط بل دفعن بأنفسهن للوصول إلى أعلى مرتبة في الـعـمــل، والوصول إلى هذه (القمة) ليس بالسهل للنساء، ولهذا هن دائماً تحت ضغوطات محاولاتهن للتنافس مــع الــرجــــال، وفي النهاية إذا وصلن إلى أعمال ووظائف فعادةً لا يرقين إلى ما يحققه الرجال؛ فبعد كل هذا العمل، والوقت، والجهد والضغط ما زالت النساء هنا ـ مثلاً ـ لا يحصلن على المرتبات نفسها لنظائرهن من الرجال، وهذا يؤدي إلى نتيجة سلبية!
بعض الشركات لا تقبل الـنـســـــاء للعمل عندهم إذا كن حوامل ولا يوظفون النساء اللاتي لديهن أطفال، وهذا يزيد التعقيدات للنساء اللائي يسعين للتساوي التام مع الرجال، وهذا التعقيد هن اللواتي جلبنه؛ فبدلاً مــــن أن يرفعن مكانتهن جعلن حياتهن مضطربة وتحت ضغوط جمة هذا لا بد أن يؤدي إلى الحزن والأسى.
الأخت: نبيلة عبد الله:
أنــــا أرى أن الـنـســاء في الغرب عشن مراحل (التحرر) واستُعبدن من قِبَلِ أفكار المجتمع الداعية لتحرير المرأة. ولقد ناضــل النساء لنيل ما يسمى: (حقوق المساواة في أماكن العمل) وطالبن بالمعاملة بالمثل مـســـــاواة بالـرجـل. ولكن هؤلاء النساء أنفسهن سمعناهن فيما بعد يصرخن مطالبات بحقوق تختلف عن الرجــــــال العاملين، مثل مطالبتهن بإجازات وضع الحمل، وتفريغهن للبقاء في رعاية أطفالهن الرضــع، وفي هذا تناقض مع دعوات المساواة، حيث إن الرجال ليس لهم مثل تلك الحقوق، وهـنـــــاك أمور أخرى مثل ترقيات العمل، فالمرأة عادة لا تمنح مثل تلك الترقيات ما لم تكن مـسـتـعــــدة لتقبل التحرشات المخدشة للعرض من قِبَلِ رؤسائها في العمل. ثم إذا ما نظرنا إلى واقع الـمرأة العاملة فسنجد مثلاً أن عليها التضحية في مسائل مثل تربية أطفالها والتي تلجئها ظـــــــروف العمل في كثير من الأحيان إلى إيكال تلك المهمة إلى مربيات؛ وقد أثبتت تجربة اسـتـخـدام المربيات أنها قد تسيء إلى الأطفال؛ حيث تم ضبط كثير من الحالات التي يعنف فيها الأطـفـال ويُضربون، بل وكان منها حالات أدت إلى قتل الأطفال!
أمــا عـــن وضـــع أزواج النساء العاملات فهي الأخرى لا تخلو من خلل؛ فكثير من هؤلاء الأزواج قد يعاني مـــن إهمال وتقصير زوجته تجاهه خصوصاً من الناحية العاطفية مما قد يؤدي به إلى العزوف عـنـهـــا والبحث عن امرأة أخرى، فينتهي الأمر إلى الطلاق وتفسخ العائلة؛ ولذا فالمحصلة الـكـلـيــة لـمـثــل تلك الدعوات التحررية وبشكل عام لم تؤدِّ إلى السعادة.
البيان: خرجت المرأة الغربية للعمل في شتى الميادين مع الرجل جنباً إلى جنب؛ فهل تجربة العمل هذه ناجحة؟ وما أثرها على الأسرة والأبناء؟
الأخت: فاطمة أم إسماعيل: لا أصدق أن من النجاح أن يعـمـــل الرجال والنساء جنباً إلى جنب؛ فمن فطرة الرجل أن يكون القائم والأقوى، ومن الطبيعي أن يرفض منافسة المرأة في مكان العمل، وعليه فسيصعب عليها العمل في مثل هذه الأجواء، وسـيـؤثر هذا بدوره على حياتها الأسرية، وذلك عندما تنقل تأثرها بمشاكل العمل إلى البيت وتـؤثـــــر بذلك على الأسرة.
وهناك أيضاً: الدعوة للوقوع في العلاقات المحرمة في العمل، إذا كانت الأحوال في البيت تمر في ظروف صعبة.
الأخت: عائشة أم سعدية:
كـثـيـر مـــن الـنـســــاء خرجن للعمل مع الرجال، ولكن تسمية ذلك نجاحاً شيء يحزن؛ والتنافس مع الرجال خطأ بالكلية، ولعل المرأة العاملة تعتقد أنها ناجحة بالتمكن من نفس مكانة الرجل أو أعلى مـنــــه، ولكنها في الحقيقة هي الخاسرة؛ فمن مشاكل الاختلاط مع الرجال أنها تخاطر بنفسها فـي الـوقوع بعلاقات محرمة معهم، وطبيعي أن يؤدي هذا إلى الطلاق فتخسر زوجها وأطفالها.. ونحـــو ذلك. أيضاً عدم وجودها مع زوجها قد يقلل من اكتراثها به، ويمكن أن يجعله هو الآخر يدخل في علاقات جنسية غير مشروعة، حينئذ الأطفال حتماً سيعانون؛ لأن الأم ليست موجودة لتعلمهم ولترعاهم. وعادة ما يؤدي هذا إلى أن يخرج الأطفال إلى الشوارع، فيزيد احـتـمـــال وقــوعـهـم في مشاكل عويصة، ومن تلك المشاكل الحمل المبكر غير الشرعي للبنات. وللمعلومية فيوجد في المجتمعات الغربية أكثر عدد من حالات الطلاق في العالم، وكذلك حالات حمل المراهقات من علاقات جنسية غير مشروعة.
الأخت: خديجة أم عارف:
في مـجـتـمـــع الـعـمـل المختلط ينظر إلى العلاقات التي تنشأ بين الرجال والنساء على أنها علاقات من قبيل المتعة غـيـر الـضــارة، ولكن ينسى هؤلاء أن هذه العلاقات قادت إلى الزنا وإلى تفكك الأسرة والقضاء على الكـثـيــر من الزيجات. هذا الاختلاط خلق كثيراً من الشك بين الأزواج حول العلاقات غير المشروعــة التي يقيمها كلا الطرفين من خلال العمل، كما أنه ورَّث كثيراً من المضايقات والتحرشـات الجنسية في العمل من قِبَل الرجال للمرأة، تلك المرأة التي تبدي نصف جسدها أثناء الـعـمـــل. إن دور المرأة أمّاً ومربية للأطفال لم يعد له قـيـمــــــة في الغرب، بل إن المرأة تُلقي بأطفالها في الحضانة أو إلى شخص آخر ربما يكون غريباً، وتنطلق للعمل وبأجر أقل من أجر الرجل. أعتقد أنه ليست هناك وظيفة أكثر ربحاً وأجراً من وظـيـفــة الأم التي تربي أطفالها في بيئة متزنة حانية. كل طفل يحتاج أن يشعر بالحنان والطمأنينـة، وهل يستطيع أحد أن يعطيه هذا الشعور مثل الأم؟! على الرجال في الغرب أن يتحملوا مـسـؤولـيــاتـهـــم تجاه أسرهم وأن يقوموا على الأسرة معيلين لها، وأن يشعروا بأخطائهم عندما يدفعون نساءهم للعمل خارج البيت.
الأخت: أم يوسف: عمل النساء بجـــانـب الـرجــــال خطر جداً وهو ليس بناجح حتماً، والخاسرون منه هم الأسرة عموماً والأطفال بالذات؛ فـعـندما تعمل المرأة فإنها تهمل البيت الذي هو مسؤوليتها، ولعل إحدى آثار عمل المرأة أن الأكل الجاهز أصبح الوجبة الأساسية للأطفال، مما يدعو إلى تدهور صحة الأطفال بمرور الـسـنـيـن، وهــنـاك أثر ثـــانٍ وهو أن الأمهات يصبحن غير متفرغات لأطفالهن مائة في المائة، والأطفال يشعرون بذلك؛ وبهـــذا يظهر النقص في الاتزان والتصرف وتنشأ مشكلات سلوكية.
أمــــا الأثر الثالث فهو أن المرأة تبدأ في لبس زي معين لكي تجذب الرجال داخل العمل، كما يـؤدي اختلاطها بالرجال إلى عدم الرضا عن زوجها. ولعل وجود المرأة في محيط عمل الرجال من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة الطلاق.
البيان: التعليم المختلط وخاصة في سنوات المراهقة مـن خصائص التعليم في البلاد الغربية؛ فما تقويم هذه التجربة؟
الأخت: عائـشـــة أم سعدية:
التعليم المختلط يشجع على العلاقات بين الأولاد والبنات، وإذا أُحصي عدد المـراهـقـــات الحوامل من مدارس مختلطة ومن مدارس بدون اختلاط (خصوصاً المدارس الإســـــــلامية) لـوجــــدنا في الغالب أن النسبة في المدارس المختلطة ستكون 57% على الأقل مقارنـــــــة بالمدارس التي تطـبــق الفصل بين الجنسين بنسبة لعلها تقرب من 5% (في حين ستجد أن النسبة في المدارس الإسـلامـيــة هي الصفر)، كما أننـي أعتقد أن اختلاط الجنسين يؤدي إلى عدم تركيزهم من الناحية الـدراســيـة؛ لأن اهـتـمـامهم سيكون موجهاً للجنس الآخر.
الأخت: خديجة أم محمد:
لتقويم التربية المختلطة في المدارس الغربية أقول: إن اختلاط الأولاد والبنات مثلاً في هذه الـمـدارس شيء في غاية التهديم؛ فعندما يكبر الأطفال وينمون سوف يبدؤون يفهمون أمور النـســاء في المدرسة، وهم ليسوا تحت رعاية دائمة، والآن غدت مواضيع الحياة يُتحدَّث فيها عـلانـيـة، وعند ذلك فإن الأطفال سوف يُشجَّعون على الفعل القبيح من زناً وما شابه ذلك، والـــذي يـجــــــري في الصفوف العُليا (الفصول المتقدمة) في هذه المدارس أن ترتب النشاطات للبنين والبنات معـاً ويتركــوا للاختلاط بحـريَّة، والنتيجة التـي لا مفر منها أن البنات والبنين يبدؤون بعلاقـــــات الحــــب والغرام، وهذا يؤدي إلى الزنا وحالات حمل البنات الصغار، وبعد ذلك تُترك الـبـنـت لتـربـيــة الأطفال وحدها، وهذا هو سبيل تفكك المجتمع!
الأخت: نبيلة عبد الله: التعليم المختلط خطر يهدد المجتمع؛ فالمربون (المعلمون والمعلمات هنا) يؤمنون بمشروعية إقامة العلاقات بين الجنسين من الطلبة المراهقين، متناسين الأبعاد الخـلـقـيـــة والصحـيـــة والجنسية لهذا الأمر، وهم أنفسهم (الهيئة التعليمية) قد يكونون متورطين فـي أعمال غير خلقـية، مثل تعاطي المخدرات والعلاقات غير الخلقية بل وحتى الزنا. الشغل الشاغل للمراهقين في مثل هذه الحال هو معايشة هذه الأجواء وبذلك يصبحون معرضين لمختلف الأخطاء التي تـحـيـق بـهــم فـي مجـتـمـــع تحطمت فيه القيم الخلقية، والمجتمع نفسه هو الخاسر في نهاية الأمر.
البيان:تعاني الفتاة الغربية المراهقة من مشكلات اجتماعية ونفسية متعددة نتيجة انتشار الشذوذ والزنا والاغتصاب ونكاح المحارم.. ونحو ذلك؛ فهل هذه المشكلات موجودة حقاً؟ وما حجمها؟ وهل يدرك الغربيون خطورة ذلك؟
| الأخت: خديجة أم عارف:
لا أعـتـقـــــــد أن نكاح المحارم منتشر، ولكن الزنا منتشر؛ فالأولاد يُعَلَّمون في المدارس أن العلاقات الـجـنـسـيـة مسموح بها بشرط أن يُستخدَم الواقي، أو ما يسمى بالجنس الآمـن؛ ولكنهـم لا يعلمون القـيـم الأخلاقية أو أهمية الزواج. وهذه الأشياء لم تؤدِّ إلى أعداد كثيرة من الحمل المبكر غير المرغوب فيه، وإلى أعداد من الأمهات بدون أزواج فحسب؛ بل أدت إلى مجتمع يفتقر إلى الاتـزان الأخـــلاقي والذي هــــو من الضرورات لتربية الأطفال في أي مجتمع. كثير من الفتيات أصبن بصدمة نفسية نـتـيـجـة الحمل المبكر (بطريق الزنا) وأدى ذلك إلى الإجهاض، ولا تسأل عن آباء صغار السن والذيـن يـتـنـكــرون للمسؤولية عادة. إن الصدمة النفسية والمعاناة المترتبة على هذه المشاكل خيالية. الإعلام يدفع الفتاة إلى التجمُّل والخروج بشكل سافر وهو ما يؤدي غالباً إلى الاعتداء الجنسي والـقـتل أحياناً. كل ذلك له تأثير سيئ على المجتمع؛ فالفرد الذي اعتاد الخلاعة والإباحية يصـعــب عـلـيه أن يقيم عـــلاقــة مـتـزنـة من خلال أسرة وأن يربي أطفالاً. المجتمع والمربون والآباء لا يقدمون إلا القليل في مواجهة هذه المشاكل.
الأخت: نبيلة عبد الله:
أنَّى للـمـربين أن يُقدِّروا خطر هذه الانحرافات وهم أنفسهم من ضحاياها؟! لقد انضم كثير مـن ذوي الانحرافات وبمختلف أصنافها إلى فئة المربين، وهــذا يشجـــع المراهقين علــى ممارسة مـا يـسـمـى بالطرق المأمونة لتعاطي المخدرات وممارسة العلاقات الجنسية وهم في عمر يافع لا يعون معه المخاطر التي تحيق بهم!
الأخت: أم يوسف:
هـــــذه المشاكل موجودة وأعتقد أن حجمها أكبر من أن يتخيله أحد. أنا أعتقد أن المربين واعون لأخطار هذه الانحرافات السلوكية ولكن لا يعرفون كيف يوقفونها.
| الأخت: خديجة أم محمد:
نعم! هــــــذه المشاكل موجودة، ومدى هذه المشاكل يؤدي إلى خلخلة أسرية؛ فعندما يكبر الأطفال يـغـدون مختلين وينقلون مشاكلهم وخللهم الاجتماعي إلى مراهقين آخرين أو حتى أطفالهم؛ وهـــــذا ينتج قلة الاحترام في المجتمع، ولهذا فإن هناك تفككاً كبيراً في الحياة الأسرية وفي القدرة على التعامل الاجتماعي الجيد.
الأخت: فاطمة أم إسماعيل:
نعم هذه المشاكل موجودة، ولكن أنا أشعر أن الموضوع في غاية البشاعة، ولا أريد أن أعلق أكثر.
البيان: للإعلام دور بارز في صناعة الأخلاق والقيم؛ فكيف يصـور الإعـلام الغربي المرأة الغربية؟ وهل لهذه الصورة دور في إفساد المجتمع وتفككه؟
الأخت: فاطمة أم إسماعيل: الإعلام يستخدم النساء معظم الـوقــــت أدوات للنظر إليهن، والبنات الصغيرات يشاهدن هؤلاء النساء ويرغبن في الظهور مثلهن، ولـذلـك فإن المشكلات كثيرة منها تخلي المرأة عن عملها البيتي ـ كالطبخ وغيره من الخدمات ـ وانـشـغــالـهــــا بجسمها.
الأخت: خديجة أم عارف:
الإعلام يركز على منظر المرأة ومظهرها؛ فالمرأة الجميلة ذات الجسم الرشيق تغطي صورتها الصـفـحات، وتعرض جسمها بطريقة مقززة، والمرأة تفاخر بجمالها وتعتبره سلعة ناجحة. وتعتقد بـعـض الـنـســاء أن الحرية للمرأة هي في التعليم وفي تحقيق المنصب والشهرة، ولا يخفى أن هذه الحرية هــي الـتـي أنتجت صناعة الجنس والتي تعتبر من أكثر الصناعات نمواً في الغرب. نعم! لقد امتُهِنَت المرأة في الغرب وهي التي سمحت للعابثين بذلك. غسيل الدماغ مستمر في الإعلام من خلال طـــــرح نماذج على أنها مثال أعلى؛ إذ تقدم حياتهم الجنسية على أنها المثال، مثل نجوم الموسـيـقـــى والغناء مع عدم تقديمهم أمثلة إيجابية يمكن الاقتداء بها.
الأخت: خديجة أم محمد:
الإعـلام الـغـربي يصور المرأة الغربية على أنها قوية، مستقلة، جميلة ومثالية؛ لأن النساء يرغبـن بـذلك كما يقول الإعلام، وإذا لم يكن عندها أي من تلك الصفات فستفعل أي شيء للحصول على مــا يتـوقـعــــه الناس من هذه المظاهر مثل لون الشعر ولون البشرة، وإذا لم تستطع أن تحقق ذلك فسوف تـكـــــــون في غاية من الضيق؛ لأنها لم تبلغ (المثالية) التي يصوِّرها الإعلام! وهذا يؤدي بها إلى الكآبة الشديدة والإحباط بل وأحياناً إلى قتل النفس.
صورة الإعلام هذه شر ماحق يمكن أن يدفع المرأة إلى أن تحطم عزتها بنفسها، وإذا فقدت عزة النفس فلن تُكرَم أو تراعي أي أحـــد، أو أي شــيء آخـــر، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإجرام واللامبالاة بين أفراد المجتمع.
الأخت: نبيلة عبد الله:
إن الإعـــلام في تصويره للمرأة في الغرب يهمل دورها في المجتمع زوجةً وأمّاً، ويركز على مسائل مظـهـرها وهيئتها ودوافعها إلى كسب المال. الغالب هنا أن البنات الناشئات لم يعد لهن قدوة حـسـنـــة فـي أمهاتهن اللائي أصبحن يعلمنهن أن قيمة المرأة تكمن في اهتمامها بالملبس وقابليتها على جذب وإبهار الرجال. ومن المفاهيم المنحرفة التي أصبحت مترسخة عند كثير من النساء أن الاهتمام برشاقة الجسم مثلاً مقدم على الإنجاب والاعتناء ببيتها. كذلك فإن نظرة المرأة الغربية للرجل أصبحت تتسم بقلة الاكتراث لدوره في المجـتـمـــع، حـيـث إنـهــــا ما عادت في حاجة ملحة للارتباط بزوج؛ فالحرية الجنسية تصور لها أن الزواج أضحى مـــن عادات الماضي وتقاليده وأن الزواج يؤدي إلى استعبادها من قِبَل رجل واحد!
الأخت: عائشة أم سعدية:
الإعلام بارع في إبراز قضية تحرر المرأة الغربية.. الحرية في الذهاب إلى العمل، السياحة، الـسوق.. ونحوها. النساء في خطر كبير وهو: الاقتناع بأن كل شيء في الحياة رائع ويُشْرَع لها نـيـله؛ فلماذا تتزوج وفي استطاعتها نيل المتعة من غير زواج؟! ولماذا تجلس في البيت وفي استـطـاعـتها أن تعمل وتختلط بحرية مع الرجال، وتحصل على أي عـدد من الأخلاء كما تريـد؟! المــــرأة في الغرب اليــوم لا يوجد عندها قيم لنفسها، وليس لها كرامة البتة، وسوف تهلك نفسها بنفسها.
البيان: التفكك الأسري والـتـمــــزق الاجتماعي يعده بعض الناس أحد سمات المجتمع الغربي، فهل هذا صحيح؟ وهل له أثر على تربية الأبناء؟
الأخت: خديجة أم عارف: من أهــم أسباب تفكك الأسرة في الغرب كثرة الطلاق وارتفاع نسبته وقلة الزواج؛ فالكثير لا يـتـزوج. ومــن آثار هذا التفكك الآثار السلبية على الأطفال الذين يقعون ضحية للطلاق. ومن مـظــاهر التفكك كثرة الأمهات العزاب التي يكون لديهن أطفال من غير زواج، ولكن من علاقات غير مـشـــــــــروعة، وعدد هؤلاء في ارتفاع مع ما يواجهن من صعوبات في تربية الأطفال وفقدان للـعـطــــــف والرعاية من الآباء. وهذا يفسر انحراف كثير من الأطفال في هذا المجتمع. إن تعاليم الإســــلام تحفظ للمرأة كرامتها وأي حدود توضع لها هي لحفظها وصيانتها؛ ولكن للأسف فإن هـنـــاك جهلاً بحقوق المرأة في الإسلام؛ فمثلاً واجب الإنفاق من قِبَلِ الزوج على المرأة والأطفال والبيت هو حق لهم مقرر في الإسلام؛ فعلى الزوج أن ينفق ومع ذلك يحق للمرأة أن تحتفظ بما تمتلك لنفسها إلا إذا أرادت المساعدة في حال العسر مثلاً. المرأة في الإسلام ليست تحت ضـغــط يدفعها للخروج من المنزل للعمل، بل لها الحرية في البقاء في البيت لتربية أطفالها دون الـشـعــور بالذنب الذي تشعره الكثيرات من النساء غير المسلمات في الغرب. وللمرأة حق التعلُّم وخـــــاصة في أمـــــور ديـنـهـــا وأن تسد الحاجة في مجال الطب والتدريس حتى تقوم بخدمة أخواتها المسلمات في بيئة تعمل فيها بعيداً عن الاختلاط وتحكم بأحكام الإسلام.
إن نظرة الذين لم يـذوقــوا حلاوة الإسلام والإيمان بأننا لسنا سعداء بطريقتنا الإسلامية في الحياة هذه النظرة غير صـحـيـحــة ولا واقعية؛ فأنا مثلاً أشعر بسعادة غامرة عندما التقي بأخواتي المسلمات بعيداً عن الرجــــــــال في مجتمع نسائي منفصل؛ حيث لا تحاسُد ولا تباغُض كما يحدث في المجتمعات المختـلـطـــة؛ حيث الغيرة والتباغض. كما أن الإسلام يحث المرأة على الاهتمام بالمنزل والأسرة؛ فإنــــه يفتح المجال لتعارف النساء وفتح باب التعلم لهن وخاصة العلم الشرعي. النساء غير المسـلـمــــات اللائي يحضرن أحياناً معنا في الحلقة بغرض التعرف على الإسلام يفاجأن بالتواد والـتـراحـم الموجود بين المسلمات.
أما الحجاب الذي يتصور الغرب أنه حاجز أو عائق فقد كان تحــرراً بالنسبة لي، تحرراً من أن يُنظَر إليَّ تلك النظرة المادية نظرة الجسد الخالي من العقل، وكان الحجاب دافعاً لأن أعامل باحترام وكرامة.
الأخت: أم يوسف:
هـــذا صحيح، والآثار على تربية الأطفال بالغة؛ ففي المجتمع الغربي لا يربى الأفراد في أســـرة تعتني بهم؛ لأن كل عضو في الأسرة منشغل بنفسه، ولهذا عندما يصل الأطفال إلى ســــــــن البلوع فإنهم يمرون بهذه المرحلة الحساسة (سن المراهقة) وحدهم دون رقيب ولا حسيب ولا قـلــب حــــــانٍ شفوق، وحتماً فإن المجتمع سيتدهور عندما يعاني الناس من المشاكل، وهذه نتيجة طبيعية لا مفر منها.
الأخت: خديجة أم محمد:
نعم! ما ذكر صحيح وله تأثير على الأطفال؛ فالأطفال إذا ما نشؤوا في أسرة مفككة فلربما أدى ذلك إلـى مــــرورهــم بطفولة مؤلمة. كما أنهم عندما يكبرون ربما تنشأ عندهم مشكلة بخصوص تحمل مسؤولـيــــات الزواج، هذا إذا لم يعدلوا عن فكرة الزواج أصلاً خوفاً من الوقوع في زيجات غير موفـقـــــة، مما يدفعهم إلى أن يخوضوا في العلاقات المحرمة التي بدورها ستنتج أطفالاً غير شرعيين في بيوت لا تربطها الأنظمة الأسرية؛ وهكذا دواليك.
الأخت: نبيلة عبد الله: إن التفكك الأسري من سمات العائلة الغربية؛ فمصطلح (العائلة) أصبح يعني مجموعة من الأفراد الـذين يتقاسمون مكاناً معيناً، ولكن ليس عندهم هموم ولا أهداف ولا قيم مشتركة، وتُرِكَ الأمر للصحافة والتلفاز والحاسب لتثقيف العائلة. والغربيون يصدقون ما تبثه لهم هذه الوسائل على أنها الحقيقة الخالصة ولا يلتفتون كثيراً إلى ما قد يبث عبرها من حملات إعلامــــيـــــة تضليلية. كما انشغل أفراد العائلة الغربية فأصبحوا نادراً ما يأكلون سوياً، وقلما يتخاطـبــون فـيـمـــا بينهم، بل وقد ينعدم اكتراث بعضهم ببعض، وأصبحت الأنانية وحب الذات من سمات الـمـعـيشة في المجتمع الغربي، ومن أساسيات البقاء فيه على (هامش الحياة). كما صار العزوف عـــن القيم الأخلاقية من قِبَلِ الأبوين ينعكس على أولادهم فينشؤون هم بدورهم أفراداً بعيدين عــن المعايير الخلقية ينقصهم احترام الذات واحترام الآخرين.
البيان: بعد هذه الندوة اللطيفة هل لنا أن نسأل عمَّا جعلكـن تهتديـن إلى الإسلام؟!
الأخت: خديجة أم عارف:
ما زلت أتذكر أني كنت أؤمن بالإله منذ الثامنة من عمري، وكنت أذهب إلى الكنيسة مع وجــود لَبْس وعدم وضوح لديَّ لمفهوم التثليث ومفاهيم أخرى، ثم توقفت عن ذلك في سن التاسـعــــة عـشـــــرة وعشت حياة الغربيين. سمعت لأول مرة عن الإسلام في سن الرابعة والعشرين، وبعد سـنـوات قــابلت رجلاً مسلماً في العمل، وعرفني على زوجته، ثم بدأت أتعلم الإسلام، كل شيء كان بالنسبة لي صحيحاً ويقع في الموقع الصحيح، لقد كنت أؤمن بالتوحيد بأن الله واحد؛ ومــــا ذُكِرَ في القرآن والسُّنَّة عن عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان منطقياً ومقبولاً لي. كثير مــن تـفــاصــيل الإسلام جذبتني كالرفق بالحيوان والاهتمام بالبيئة والأدلة العلمية في القرآن وأصبحت أكـثـر وضوحاً عندي الآن. ثم بدأت بالتحدث مع عائلتي والأصــدقــاء عن الإسلام والمسلمين، وبعد سنتين من القراءة والتأمل والتفكير ـ وهذا التأخر ليس لتشـكـكي في صحة الإسلام ولكن كان بسبب التأمل بقدرتي على تحمل الأعباء والتحولات التي سوف تنتج عن إسلامي ـ بعد ذلك كله أعلنت الشهادة وأصبحت مسلمة والحمد لله.
الأخت: خديجة أم محمد:
كان لديَّ صديقات مسلمات كثيرات، وكنت دائماً أحب أن أسمع تعاليم النبي #، وأحببت كـثـيــراً من الأشياء المذكورة في القرآن والحديث، لقد قرأت كتاباً يشرح الحياة الأسرية في الإسلام وهذا ما أردته. أيضاً لقد انجذبت للإسلام؛ لأن المسلم الصالح أمين، ومن ناحيتي فإني أحب الاجتماع مع الناس، والحياة مع زوج أمين يتقي الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وأنا أرى أن المسلمين هم الناس الوحيدون الذين يستحقون الاجتماع معهم.
الأخت: نبيلة عبد الله:
لـقـد تقبلت معتقد الإسلام بعد أن وجدت أن الله ـ تعالى ـ أنه قد وضع نظاماً شاملاً لحياة الـبـشـر رحمة بالعالمين. وهذا النظام الشامل الذي يتيح للبشر أن يتعبدوا ربهم الخالق من خلال تـطـبـيـقه في نواحي حياتهم المختلفة؛ فهو نظام مهذِّب يغطي جميع القيم الخلقية والحريات والتربـيــة وأسس العلاقات الزوجية، بل وعلاقات البشر بعضهم ببعض. كنت أشعر بأن حياتي كان ينقصها شيء معتبر، وكنت أفتش في قرارة نفسي عمن يستحق الثناء والشكر، متناسية مــــن هــو أهل للثناء والشكر وهو الخالق المنان. وكنت دائمة الاستجابة لتوقعات الآخرين مني، وفي الوقت نفسه غير آبهة بالأحكام والسنن الإلهية المفروضة على العباد. أمَّا الآن وقد هداني الله ـ تعالى ـ لـلإســــــــلام فسعيي حثيث للقبول بتوجيهاته، والاستسلام لحكمه وتعاليمه ـ جل شأنه ـ وأدعو الله ألا أنسـى أبــداً أن الفضل والحمــد كله يعـود له وحـده ـ سبحانه وتعالى ـ. أسأل الله أن يـتـقــبــل صالح أعمالنا وأن يشملنا برحمته جميعاً.
البيان: الحمد لله على نعمة الإسلام. والآن نود لو تحدِّثْنَنا عن تجربتكن في الإسلام: هل وجدتن في التعاليم الإسلامية ما يُقيد المرأة أو ينتقص من كرامتها، أم أن الأمر مغاير لذلك؟
الأخت: فاطمة أم إسماعيل: لا، نحن محميون ونعامَل بأعلى كرامة.
الأخت: عائشة أم سعدية:
لا يوجـــد شيء في الإسلام يقلل من كرامة المرأة، الإسلام يعطيها الكرامة، إنها لا تعرض على أي شيء سيئ، إنها تحفظ نفسها بالستر والكرامة وتغـض نظــرها وتخفض صـــوتها ولا تكون مصدراً للمشاكل لا داخل البيت ولا خارجه، إنهـــــا محدودة فقط داخل نطاق الإسلام، ولكن ليس كما يصوره الإعلام الغربي؛ فالمرأة المسلمة تعامل بالود والكرامة التي تستحقها، وإذا عرفت النساء الغربيات كيف تُعامَل المرأة المسلمــة كما يأمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ فسوف يسرعن لاعتناق الإسلام ـ إن شاء الله ـ.
الأخت: نبيلة عبد الله: إن الإسلام لا يقيد ولا يصادر أي شيء من كرامة المرأة. والحقيقة أن الإسلام يرفع من منزلة المرأة إلى درجة لا يمكن التعرف عليها ما لم تعتنق المرأة الإسلام فـعـلـياً. عند دخولي في الإسلام دهشت لما يتمتع به النساء من منزلة رفيعة. فالصورة مغايرة لتلك التي عـنـد الغربيين؛ فالمرأة عندهم زينة في ذراع الرجل يتباهى بها ثم يلقيها أرضاً بعد حين. إن التزام المسلمة بالحجاب والنقاب يُعد بمثابة حماية داخلية وأخرى خارجية لها. فلسان حال مـظـهـرهــا الخارجي يقول: إنني أغطي جسدي لأحميه من قلة الستر المستشرية في المجتمع، وحتى لا أدع مجالاً للآخرين كي ينجذبوا لعورتي؛ ومن دون ذلك ربما كانوا سيهينونني بنظراتـهـم أو لمساتهم التي كان من الممكن أن تنشأ نتيجة ســوء فَهْمٍ لمظهري أو حـركاتي فيما لو كنت غـيـر ملتزمة بالزي الإسلامي. إنني أعتز بكوني مسلمة، والآن وقـد تزوجت فأحس بالمشاعر الخـاصـــة كوني امرأة لها زوج يعتني بها، ـ وإن شاء الله ـ يكون ممن يتذكر تعاليم الله ـ تعالى ـ وأحكامه بخصوص معاملة الزوج لزوجته.
ذكريات هند
ذكريات هند
مقال اجتماعي عن التدخين
________________________________________
التدخين
((بسم الله الرحمن الرحيم))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد...
===============================
مقدمة

ليس من عصر كثرت فيه التجارب كعصرنا هذا وكأن الإنسان قد أصيب بهوس التجارب وعدولها في كل ما يمت إلى حياته بصلة. وقد تكون هذه التجارب مجرد واجهه أو مدخل شرعي لممارسة كافة الرغبات والأهواء على اختلاف أنواعها وشذوذها حتى تتحول تلك التجارب أخيرا إلى عادة مستحكمة ظالمة تقود الإنسان حسب هواها ورغباتها. وأكثر ما ينطبق ذلك على عادة التدخين التي تحكمت بعقول الناس على اختلاف مللهم وعلمهم ومشاربهم.
عادة التدخين آفة حضارية كريهة أنزلت الإنسان العلل والأمراض كتأثيرها السيئ على الغدد الليمفاوية والنخامية والمراكز العصبية وتأثيرها الضار على القلب وضغط الدم والمجاري النفسية والمعدة والعضلات والعين والكثير من الأمراض المنتشرة.....
إنها تجارة العالم الرابحة ولكنه ربح حرام قائم على إتلاف الحياة وتدمير الإنسان عقلا وقلبا وإرادة وروحا والغريب أن الإنسان يقبل على شراء هذه السموم الفتاكة بلهفة وشوق لما تحدثه في كيانهم من تفاعل غريب تجعله يلح في طلبها إلى أن تقضي عليه .
لا شك أن إغراءات الأصدقاء الواقعين تحت تأثير هذه العادة هي التي تعمل على إدخال البسطاء إلى عالمها الزائف الخادع حتى لا يتمكن أي منهم من التخلص منها إلا بعد شق النفس هذا إذا قدر له الخروج
=========================
نبذة عن تاريخ التدخين

في أوائل القرن الســادس عشر ادخل مكتشفو أمريكا عادة التدخين إلى الحضــــــارة الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون ني كوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
وحتى من هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته وخصوصا (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ" حيث اعتبر التدخين وسيلة هدامة للصحة.
أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البـــرازيل عـــــام 1870ميلادي .

متفرقات عن التدخين
============================
1 - المدخنون معرضون لطوارئ العمل أكثر من غير المدخنين.
2 - وإهمال أعقاب السجاير يسبب حرائق كثيرة في البيوت والمعامل.
3 - يحوي النصف الأخير من السيجارة المشتعلة مواد ضارة أكثر من نصفها الأول.
4 - يقول الأطباء - الدلائل قوية لدرجة لا تسمح لضمائرنا كأطباء مسؤولين عن إنقاذ الحياة إلا أن ننذر الناس بالمخاطر التي يعرضون أنفسهم لها إذا استمروا في التدخين.
5 - أحسن دفاع ضد خطر التدخين هو عدم التدخين.
6 - التدخين يضعف الإنجازات في عالم الرياضة
================================
ما هي الدوافع التي تحمل الشباب على التدخين؟

هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين. وأهم هذه الدوافع هي كالآتي:
1 - تساهل الوالـــــــديـــــــن :
عندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلا على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة و إلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبنائهم عن سابق إصرار وتصميم على تدخين.
2 - الرغبة في المـغـامــــــــــرة :
إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أقرانهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فإنهم يجربون أمورا مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة. فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا.
3 - الاقتناع بواسطة الأصدقـاء :
الكثير من المراهقين يخشون أن يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم أن هذا من شأنه أن يقلل من ترحيب رفاقهم بهم.
4 - توفير السجــــــــــائــــــــــر :
إن أقرب السجائر تناولا للمراهق هي تلك الموجودة في بيته و بيئته .
حقائق علمية عن التدخين
الحقيقة الأولى:
إن التدخين يسبب أنواعا عديدة من السرطان -أهمها سرطان الرئة- لقد كان سرطان الرئة مرضا نادرا قبل الثلاثينات وليس هناك من شك أن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة الهائلة في الإصابات هو التدخين.
الحقيقة الثانية:
التدخين هو أهم الأسباب التي تؤدي إلى أمراض الرئة المزمنة وغير السرطانية. إنه لمن الواضح علميا أن التدخين يسبب تغييرات في القصبات الهوائية والرئة تتطور تدريجيا حتى تسبب التهاب القصبات المزمن
الحقيقة الثالثة:
التدخين يسبب تقلصا في شرايين القلب وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية فالأبحاث الطبية قد أظهرت بشكل غير قابل للجدل التأثير السيئ للتدخين على القلب وشرايينه.
الحقيقة الرابعة:
التدخين مضر جدا بالجنين. لقد أثبتت الدراسات أن النساء الحوامل المدخنات معرضات بنسبة عالية للولادة قبل الأوان وللإجهاض ولولادة الجنين ميتا ولموت الطفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة.
الحقيقة الخامسة:
ارتبطت السجائر سببا بالعديد من الحالات المرضية و الاضطرابات الجسدية مثل تأخر شفاء الجروح ، والعقم ، وقرحة المعدة ، تهشش العظام
=============================
هل تعلم
تحتوى السجائر علي 43 مادة كيميائية مسببة للسرطان و يعتبر التدخين السبب المباشر في 78% من سرطان الرئة ومعظم حالات تمدد الرئة والتهاب القصبات الهوائية المزمن ، كما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية
1ـ التدخين يحول الجسم إلى بيئة خصبة للأمراض
2ـ أن شركات السجائر الدولية تسوِّق للأسواق الخليجية والعربية سجائر تحتوي على كمية أكبر من النيكوتين والقطران عن تلك التي تسوّقها في الأسواق الأمريكية والأوروبية.
3ـ الشيشة أشد خطراً من الدخان لأنها تحتوي على نيكوتين يساوي واحد وخمسين سيجارة. .


وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعـيـن



مقال وصفي (الشمس)
خرجت مبكرا والناس نائمون ،امشي على الشاطىء، وأراقب الشمس في طلوعها.ها هي قد طلعت فأخدت الحياة تدب في النفوس،تلقي اشعتها على البحر ،فينعقد منه سحاب فيمطر فينهمر ...وتحل في قلب الانسان ،فيهدأ روهة (قلبه)ويذهب عنه ويطمئن الى الحياة،وتتحرك ارادته، وتنتعش آماله حياه حره طليقه ،وجو مفتوح ،وهواء جديد دائما.لم تفسد الحضارة بدخانه،وغازاتها ولم تحبسه الابنيه الشامخه ....
ولم تحجزه الحيطان الربعه .تتجد النفس بتجدده ،وتملىء نشاطا من نشاطه ،يغدي كل خليه غداء حلو طيبا ،وينعش العواطف والروح في جو المدن لا يشعر الانسان بالسماء الا عند المطر ،ولا بجمال الشمس،ولا بجمال القمر ،كل ما حوله من الجمال الصناعي ،قد اشتغنى بجمال طاقات الزهور عن الزهور في منابتها ،واستغنى بثريا الكهرباء عن السماء ،وبالحن المجلوب عن جمال الفطره ،وجمال الطبيعه وان مما يشعر الانسان بجمال الطبيعه يوم يخرج من المدينه الى الريف ،ويفر من الحضر الى البدو فيكشف له الخلق بجماله القشيب ،وتاخد بلبه السماء في لا نهايتها ،والبحار في ابديتها تمنيت في هذا المشهد ان اكون كدودة الغز تكون دودة حينا،ثم تكون فراشه حينا ،ارشف من هذه الزهور رشفه ،وانشر جناحي في الشمس ،اعيش في جمال ،واغيب في جمال ،كما تغيب الشمس الجميله في الشفق الجميل .
ذكريات هند
ذكريات هند
مقال عن الاعجاب
ظاهرة سيئة وغريبة على مجتمعناالإسلامي، انتشرت بين بعض الفتيات، تسمى الإعجاب هذا الداء العضال الذي يجب علينا تداركه وعلاجه قبل أن يفتك بفتياتنا أمهات المستقبل.
قبل الخوض في الكلام
هذه الظاهرة الغريبة العجيبة المنتشرة حالياً، حاولنا أن نناقشها بأسلوب مهني نبين فيه الدافع الذي يدفع الفتيات جميعاً إلى حب بعضهن البعض.. عله يضع الحلول المناسبة لهذه الظاهرة.. وقبل أن نترككم أعزائنا القراء مع ما ناقشناه الذي نتمنى أن نستفيد منه ونفيد به، نذكر أننا زرنا بعض المدارس في مدينة الشرقية وكان الخوف من ذكر أسماء المدارس والطالبات حاضر،
علاقتنا زادت وسببت مشاكل
أ.ق. تقول عن تعرفها بصدقتها: تعرفت على صديقتي من خلال صديقة أخرى بعد إن كانت قد خاصمتها وكنت الوسيط لحل المشكلة بينهن، فلقيت بصديقتي جميع الصفات التي أتمناها.. وسبب حبي لها أنها نصحتني نصائح كثيرة لم ينصحني أحداً بها.. وتضيف: كنت أعرفها من السنوات السابقة ولكن علاقتي بها زادت هذه السنة وسببت لنا مشاكل كثيرة من ضمنها أني أحياناً أتمنى لو أنها شاباً كي أتزوجه.. وتمضي في كلامها: أحب كثير من البنات ولكن محبتها مختلفة لدرجة أني إذا لم أراها أشعر بتضايق شديد ولا أحسب يومي، وأجدني بائسة حزينة، ووقت الخروج من المدرسة أتصل بها لأطمئن عليها.. وتنهي كلامها بالقول: لن أستطيع نسيانها إلا في حالة خروجي من المدرسة وسيكون نسيانها شيئاً من الصعب.
مشاكل البيت.!
فتاة أخرى ترفض أن تقول اسمها تقول: أحب صديقتي من كل قلبي وأحكي لها عن كل شيء، وهي أيضاً تحكي لي عن كل شيء ونشعر بأننا نفهم ونكمل بعضنا بعضاً؛ فقد كنا نعرف بعضاً منذ الطفولة ولم تكن علاقتنا حميمة ولكن عندما وصلنا إلى الثانوية انسجمنا... وتضيف: عندما أطلب منها شيء لا ترفض حتى لو طلبت روحها ستهبني إياها، ولكني لا أطلب منها أن تكون زوجة أخي وذلك لأني أعرف عنها كل شيء.. وعن المشاكل والأخطاء في صداقة البنات لبعضهن تقول: تظهر في صداقتنا أخطاء ولكني أحاول أن أتجاهلها لأني كنت منذ القدم أتمنى أن أملك صديقة حميمة.. وعن الذي دفعها لحب صديقتها تضيف: المشاكل التي تحدث في البيت هي السبب الذي دفعني إلى تكوين علاقة حب بصديقتي، وحتى لو كان ما أفعله خطأ فلا أبال، وأعتبر أفعالي صحيحة.. وتنهي كلامها بالقول: لا أشعر بالغيرة عندما أراها تتحدث مع غيري ولكن عندما لا أراها أشعر بأني ناقص ((ترتبك في كلامها وتتلخبط)).
**************************
وعندما توجهنا الى الطبيب محمد الطبيب المختص بالامراض النفسية سالناه عن اهم
أسباب الإعجاب:
1ـ ضعف الوازع الديني والفراغ الروحي وهو خلو النفس من محبة الله والتعلق به وكثرة ذكره سبحانه وتعالى.
2ـ الفراغ العاطفي التي تدعيه الفتاة حيث أن بعض الفتيات مصابة بالنهم العاطفي فهي تريد من والديها اكبر العطف
3ـ الرفقة السيئة وهذامن أعظم الأسباب في جميع المعاصي قال تعالى { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خليلا{
4ـ ضعف القدوة حيث اضمحلت القدوة الحسنة عند كثير من الفتيات فأصبحت تقتدي بكل فتاة تتابع الموضة والأزياء.
وعندما سالنا اذا كان هناك اضرار عن المدى القريب او البعيد
فاجاب مؤكدا بان أضرار الإعجاب:
1ـ عدم كمال الإخلاص لله والخشية من غيره
2ـ خلو القلب من خشية الله عزوجل ومحبته وتتحول محبة الفتاة وخشيتها إلى فتاة مثلها.
3ـ إضاعة الوقت فيما لاطائل منه ولا فائدة .
وبعد هذا سأله الصحفي (يوسف)
هل هناك علاج فعال ؟ واذا كان يوجد العلاج فهل تستغرق وقت طويل
فاجاب الطبيب مؤكدا ان علاج الإعجاب:
1ـ تحقيق التوحيد بأنواعه وكمال المحبة لله والتعلق به سبحانه وتعالى وطاعته والانقياد له .
2 ـ مراقبة الله سبحانه في السروالعلانية.
3 ـ الانشغال بالإعمال الصالحة لان النفس ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل مثل : صلاة التطوع , والصيام ، الصدقة ، الحج والعمرة ، قراءة القرآن ، ذكرالله .
4 ـ حفظ الحواس عما حرم الله تعالى حيث إن السمع والبصر هو السبب الرئيس لهذه العلة التي تعاني منها المصابة بمرض الإعجاب .
5 ـ مقاطعة الصديقات السيئات وهو من أحسن الحلول فالصحبة السيئة هي السبب في كثير من الأمور المحرمة.

كلمة اخيرة
فاحذري يا أختي الفتاة بانيأتيك الموت وأنت على هذا المنكر العظيم الذي يغضب الله سبحانه وتعالى .

وليكن شعارك

)( الحب في الله طريق لأعالي الجنان)) و ((الحب لا يكون إلا في الله)) و ((كن كالقمر المضيء في جنة الباري))
ذكريات هند
ذكريات هند
رسالة الشكوى
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة مديرة المدرسة .............................. ................... وفقها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
نحيط سعادتكم علمًا بأن مكيف الهواء في فصلنا لا يعمل بصورة حسنة .
نرجو التكرم بإصلاحه ، شاكرين تجاوبكم .
وتقبلوا تحياتنا وتقديرنا .
أبناؤكم طالبات الصف الأول الـمتوسط (فصل/3 )
5 / 9 /1427هـ
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى مديرة المدرسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكو من مشكلة ازدحام الطالبات عند المقصف فنرجو منكم معالجة الأمر.
ولكم مني جزيل الشكر
طالبات الصف الأول المتوسط
فصل 1/
1427هـ
لاتنسي تغيري في الرساله