إن من نظر الى الدنيا بعين البصيرة ،،،،أيقن ان نعيمها ابتلاء،،،، و حياتها عناء،,,,,
وعيشها كبد و نكد،،،،، و أهلها منها على وجل ،،،،،، إما نعمة زائلة،،،،، أو بلية نازله،،،،، أو منية قاضية،،،،،،،،، من استغنى فيها فـُـتن،،،،،، و من افتقر فيها سخط و حزن،،،، من أحبها أذلته،،،،، و من نظر إليها أعمته، ،،،،
اختي المسلمه....
هناك موضوع جدير بالأهتمام والقراءه منا جميعآ...و لكن لم يأخذ هذا الموضوع حقه من النقاش والتحاور..........
;;;; طول الأمل+التسويف ;;;;
من الأماني اختي المسلمه,,, الغفلة عن الزمن،،،، وما يحمل في طيّاته من مفاجآت؛،،،
ومن أكبر هذه المفاجآت الأجل الذي يترصّد الإنسان في كلّ منعطف،،،،،،، وفي كلّ لحظة،،،،،، ولو أن الإنسان حسب حساب الأجل وما يحمله لـه من مفاجآت بعده لاعتدل في أمانيه،،،،،،، وحدّد أمله واتجه اتجاهاً كلّياً الى العمل الصادق.
اعلمي اختي الفاضله....
إن طول الأمل يدفع بالإنسان إلى التسويف والتكاسل، ولعل أكثر ما يشتكي أهل النار منه هو التسويف، إذ فاتهم ما فاتهم من الصالحات والتوبة بسببه،،،،،
فلقد نثر طول الأمل رداءه على البعض،,,,, فأصبح الكثير من الناس يتهاون في الطاعات ويقترف المحرمات،,,,,
وأمسى التسويف حاجز عن التوبة،,,,, والفرح بهذه الدنيا ونعيمها منسيا لما أمامهم من الأهوال! والعقبات,,,,,,,,,,, فلم يطرق الخوف قلوبهم ولم يلازم الوجل نفوسهم،,,,,, فانهمكوا في الفرح والترح،,,,, وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا.
ان طول الأمل,,والتسويف
ومن أنجح حيل إبليس التي يحتال بها على الناس ,,,التسويف في التوبة،,,, فيوسوس للعاصي بأن يتمهل في التوبة، فإن أمامه زمناً طويلاً، ولو تاب الآن ثم رجع لا يمكن أن تقبل توبته بعد ذلك، فيكون من أصحاب النار، أو يوسوس له بأنه إذا بلغ الخمسين أو الستين مثلاً عليه أن يتوب توبة نصوحاً، ويلزم المسجد ويكثر القربات، أما الآن فإنه في شبابه وزهرة عمره فليمتع نفسه ولا يشق عليها بالتزام الطاعات من الآن.
ومن انجح حيل ابليس التي يحتال بها على الناس
طول الأمل,,,,,
وهو سبب شقاء كثير من الناس حين يخدع الشيطان أحدهم فيصور له أن أمامه عمرا طويلا وسنين متعاقبة، يبني فيها آمالا شامخة، فيجمع همته لمواجهة هذه السنين ولبناء هذه الامال، وينسى الآخرة ولا يتذكر الموت، وإذا ذكره يوما برم منه، لأنه ينغص عليه لذاته، ويكدر عليه صفو عيشه، وقد حذرنا منه الرسول أشد تحذير فقال: { إن أشد ما أخاف عليكم خصلتان: اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق، وأما طول الأمل فإنه الحب للدنيا }.
فإذا أحب الإنسان الدنيا أكثر من الآخرة آثرها عليها، واشتغل بزينتها وزخرفها وملذاتها عن بناء مسكنه في الآخرة في جوار الله في جنته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ويظهر أثر قصر الأمل في المبادرة إلى الأعمال الصالحة واغتنام أوقات العمر، فإن الأنفاس معدودة والأيام مقدرة، وما فات لن يعود، وعلى الطريق عوائق كثيرة بينها حينما قال: { بادروا بالأعمال سبعاً هل تنظرون إلا إلى فقر منس، أو غنى مطغ، أو مرض مفسد، أو موت مجهز، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر }.
وقد أرشد رسول الله المؤمنين إلى ما يبعد عنهم طول الأمل,,, ويبصرهم بحقيقة الدنيا،
فأمر بتذكر الموت وبزيارة القبور وبتغسيل الموتى وتشييع الجنائز وعيادة المرضى وزيارة الصالحين، فإن كل هذه الأمور توقظ القلب من غفلته، وتبصره بما سيقدم عليه فيستعد له، :
أما ذكر الموت دائما فإنه يزهد في الدنيا ويرغب في الاخوة، فيحمل على الاجتهاد في العمل الصالح وعدم الركون إلى الشهوات المحرمة في الدنيا الفانية.
إن اتباع الهوى وطول الأمل مادة كل فساد، فإن اتباع الهوى يعمي عن الحق معرفة ومقصدا، وطول الأمل ينسي الآخرة ويصد عن الاستعداد لها. وأثنى الله عز وجل على الخائفين بقوله((يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ))
واعلمي اختي ان الخوف من الله,,,,, حصن من المهالك,,, وحماية دون المنزلقات،
وفي هذا المجال يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم:
"يهرم ابن آدم وتشبّ منه اثنتان: الحرص والأمل". . إن ملك الموت ينادي بنا يومياً بـأن نستعدّ للموت، ونتوقّع حلوله في أيّـة لحظة من اللّحظات، ولكن عندمـا تكون الأذن صمّاء، والعين عمياء، فهل يستطيع الإنسان أن يرى أو يسمـع شيئاً؟!
ولا نبالغ إن قلنا إننا جميعاً نتمنّـى أن نعيش لآلاف السنين، ولكـن هـل نستطيع ذلك؟ فلو كان الخلـود بضاعـة تشترى لاشتريناه، ولكنّـه - للأسف - لا يمكن أن يشترى، فالقــرآن الكريم يقول: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيِّتُونَ( (الزمر/30)
طول الأمل من الأماني
وهكذا فانّ طول الأمل هو من الأماني، كما أنّه يبعد الإنسان عن صدق العمل، فان وقفت بين يدي ربّك لتصلّي ففكّر أنّ صلاتك هذه هي الصلاة الأخيرة، وصلِّ صلاة المودّع،
وإن قمت بعمل خير فتصوّر أنّك تقوم بهذا العمل في الوقت الأخير من أوقات حياتك،
وفي هذا المجال يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"من كان يأمل أن يعيش غداً فانّه يأمل أن يعيش أبداً".
فالذي يقول إنني سأعيش غداً، فلابدّ من أن يقول إنّه سيعيش أبداً. ذلك لأنّ الإنسان الذي يفكّر في أن يبقى غداً، فانّه في الحقيقة يفكّر في أن يتحدّى أسباب الموت أو أن يكون قادراً على تحدّي أسباب الموت. ومن المعلوم أن لا أحد بإمكانه أن يتحدّى هذه الأسباب.
المسارعة الى الأعمال الصالحة
إن الإنسان المؤمن يحاول دائماً أن يحصل على رضوان الله ونعيمه الأبديّ من خلال
المسارعة الى القيام بالأعمال الصالحة،,,, والمبادرة الى التحلّل من الذنوب التي ارتكبها بحق الآخرين؛,,,,
فان اغتبتَ شخصاً فحاول أن تصل إليه لكي تسترضيه عن غيبتك له،,,,, وإن كانت هناك ذنوب أخرى متراكمة على قلبك فانّ عليك أن تبادر الى الاستغفار من الله تبارك وتعالى.
فمن المفروض بك أن تحاول بأيّ شكل من الأشكال أن تنقذ نفسك من أهوال يوم القيامة، وألوان عذاب النار.
فالحذر الحذر .... من الغفلة وطول الأمل، وحب الدنيا، وكراهية الموت، فهذه أدواء مضلة، وأمراض مذلة، وأماني مخلة.
فالعاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، واعلم أن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل،
فلنحذر - إذن - أشدّ الحذر من (طول الأمل) بمعناه السلبيّ الهدّام، ولنحاول أن نجعله ذا معنىً إيجابي من خلال التخطيط للمستقبل، ووضع برامج للقيام بالأعمال الصالحة، لا أن يدفعنا (طول الأمل) الى نسيان الآخرة، والغفلة عن ذكر الله تعالى،
وبالتالي التعرّض في يوم القيامة للعذاب الإلهيّ الأليم
اختي المسلمه..
علينا بالزهد في الدنيا،,,,, وقصر الأمل،,,,,
فإن طول الأمل داء عضال،,,,, ومرض مزمن، ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه،,,,
واشتد علاجه،,,, ولم يفارقه داء،,, ولا نجع فيه دواء، وما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل. فعلينا- باغتنام الأوقات، والمسارعة إلى الخيرات، والحرص على التوبة، وتذكر الموت وما بعده من سؤال وجنة ونار.

أقول كل هذا ولا أعلم أحداً عنده من الذنوب، وعليه من الوزر، ويحمل من التقصير، والتفريط، والتسويف أكثر مني، ولكن أستغفر الله وأتوب إليه، فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة.
وأخيراً أقول كفى بالقرآن مذكراً، وبالرسول صلى الله عليه وسلم مبشراً ومنذراً، وبالموت واعظاً، وبالدهر مفرقاً.
اللهم يسرنا لليسرى، وانفعنا بالذكرى، واجعلنا ممن يخشاك في السر والنجوى، وممن يتقيك حق التقوى، وممن ختمتَ له بالحسنى، وجعلتَ عاقبته الفردوس الأعلى، وألحقت بهم أزواجهم، وذرياتهم، وذويهم، وأحبابهم، في الجنات العلى، وصلى الله وسلم وبارك على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
جعلني الله وإياك ووالدينا وأحبابنا من الآمنين يوم الفزع، ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم ((ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ )) وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر بحث شامل ....من عدة مواقع...فجزى الله خيرآ كل من ساهم بالتذكير والموعظه

هيامعي نستمتع بقرآتها للنهايه.....
هل سمعتم بقصة الشيخ الوقور وركاب القطار ؟؟
إذا فاقرءوها الآن فكم هي شيقة !! وكم هي معبرة !! وكم هي خاصة بكل واحد منا !!
فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!
حصلت هذه القصة في أحد القطارات ...
ففي ذات يوم أطلقت صافرة القطار مؤذنة بموعد الرحيل .. صعد كل الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخرا .. لكن من حسن حظه أن القطار لم يفته .. صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار ..
توجه إلى المقصورة الأولى ...
فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون و يعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. وتهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشع نورا وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم الهيبة والوقار له .. أهلا أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ؟؟ ..
فأجابوه : مثلك نحمله على رؤسنا .. ولكن !!! ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى ألا تجد راحتك معنا ونسبب لك إزعاجا .. كما أن وجودك معنا قد يقيد حريتنا .. ولكن إذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يود استقبالك ...
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية ..
فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في آخر المرحلة الثانوية .. معهم آلات حاسبة ومثلثات .. وهم في غاية الإنشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام .... ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور .. رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!!!
فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !!! ولكن كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا فترتفع أصواتنا .. ونخشى أن نزعجك أو ألا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها إستعدادا لإمتحانات نهاية العام .. ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا .. فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه ...
أمري إلى الله .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية ..
فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان ... أقرأهما السلام .. فتهللوا لرؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. أهلا بذي الجبين الوضاء .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟؟؟
فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !!! .. ولكن كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم ..
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها ..
فوجد شخصان في آوخر الثلاثينيات من عمرهما .. معهما خرائط أراضي ومشاريع .. ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع تجارتهما .. وأسعار البورصة والأسهم ..
فأقرأهما السلام ... فتهللا لرؤية .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور .. أهلا وسهلا بك يا شيخنا الفاضل .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس ؟؟؟ فقالا له : لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا ... بل أننا محظوظين حقا برؤية وجهك الو ضاء .. ولكن !!!! " يالها من كلمة مدمرة تنسف كل ما قبلها " .. كما ترى نحن بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع .. حديثنا كله عن التجارة والمال .. ونخشى أن نزعجك أو ألا تشعر معنا بالراحة .. اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك ..
وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة ..
وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وابنائهم .. لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس ..
قال لهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام .. ورحبوا به ... أهلا أيها الشيخ الوقور ..
وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس .. طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد .. أزيحوا هذه الشنط عن الطريق .. تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. أفسحوا مكانا له .. حمد الله ذلك الشيخ الوقور .. وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار ..
توقف القطار في إحدى المحطات ...
وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة .. فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل .. وطلب لنفسه " سندويتش بالجبنة " ... أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام .. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم .. كان يريد الجلوس معنا ولكن ..
صعد بائع العصير إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور .. وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال .. يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأوا يتحسرون على تفريطهم .. آه كان يريد الجلوس معنا ولكن ...
صعد بائع الصحف والمجلات إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات أمل هذه الأمة .. للأم ... ومجلة كن داعية .. للأب .... ومجلة شبل العقيدة للأطفال .... وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام .. وكل ذلك على حسابه ... ومازالت نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب ... ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى ...
توقف القطار في المدينة المنشودة ..
واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والإحتفالات التي زينت محطة الوصول .. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جدا .. وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار .. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله .. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور .. وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك .. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف .. وحدائقه الفسيحة .. هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسر .. هذه هي حسرتهم العظمى .. وقت لا تنفع حسرة ..
والآن بعد أن استمتعنا سويا بهذه القصة الجميلة بقي أن أسألكم سؤالا ؟؟؟
من هو الشيخ الوقور ؟
ولماذا قلت في بداية سرد القصة : ( وكم هي خاصة بكل واحد منا !! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !! ).
أعلم إنكم كلكم عرفتموه .. وعرفتم ما قصدت من وراء سرد هذه القصة ..
لم يكن الشيخ الوقور إلا الدين ...
إبليس عليه لعنة الله إلى يوم الدين توعد بإضلالنا .. وفضح الله خطته حينما قال في كتابه الكريم { ولأمنينهم }
إبليس أيقن انه لو حاول أن يوسوس لنا بأن الدين سيئ أو انه لا نفع منه فلن ينجح في إبعادنا عن الدين ... وسيفشل حتما ..
ولكنه أتانا من باب التسويف .. آه ما أجمل الإلتزام بالدين .. ولكن مازالوا أطفالا يجب أن يأخذوا نصيبهم من اللعب واللهو .. حرام نقيدهم .. عندما يكبرون قليلا سوف نعلمهم الدين ونلزمهم به ..
ما اجمل الإلتزام بالدين ولكن .. الآن هم طلبة مشغولون بالدراسة .. بالواجبات والإمتحانات .. بعد ما ينهوا دراستهم سيلتزمون بالدين .. وسيتعلمونه ..
أو مازلنا في شهر العسل .. الدين رائع ولكن سنلتزم به غدا ..
مازلنا نكون أنفسنا بعد أن أقف على رجلي في ساحة التجارة سأهتم كثيرا بديني .. وسألتزم به ..
ولا ندري هل يأتي غدا ونحن أحياء .. أم نكون وقتها تحت الثرى .... !!!
ولا ندري هل يأتي غدا ونحن أحياء .. أم نكون وقتها تحت الثرى !!!!
التسويف هو داء نعاني منه في أمورنا كلها .. نؤمن بالمثل القائل : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ولكننا لا نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع .. لذا نفشل في بناء مستقبلنا في الدنيا .. كما في الآخرة ..
فالعمر يمضي ونحن نردد .. غدا سأفعل .. سأفعلها ولكن بعد أن أفرغ من هذه .. مازلت صغيرا إذا كبرت سأفعلها .. بعد أن أتزوج سألتزم بالدين .. بعد أن أتخرج .. بعد أن أحصل وظيفة .. بعد أن .. بعد أن ..
المصدر : إذاعة طريق الإسلام