بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=10&id=97
&&&&&&&&&
سنرحل سويا في عالم الخيال الواسع لنتعرف على قصة
العم صالح الذي يعيش مع زوجته منيرة وأولاده الأربعة
في إحدى قرى المملكة العربية السعودية
العم صالح
أوضاعه المادية متوسطة - مديون - يمتلك قطيعا من الماشية لايتجاوز الثمانين رأسا
&&&&&
ورغم أن أحداث قصتنا
وحي من عالم الخيال إلا أن أحداثها ستحكي واقع الكثير من الأسر
في مجتمعنا
سنرحل سويا لنستشعر طبيعة تلك الأحداث
فقد نكون نحن من أبطالها على ميدان الواقع
ونحن لانعلم
في هذا العالم القريب البعيد نتمنى أن نرى أنفسنا
فإن كنا محسنين ثبتنا على ذلك وإن كنا من المقصرين ابتعدنا عن التقصير فالتقصير لن يكون له نتائج محمودة مهما كان الأمر
*
*
سنتقتحم حياة عائلة العم صالح وكأننا نعايش واقعها
*
في إحدى ليالي الشتاء القارسة يدور الحديث بين صالح وزوجته منيرة
*
صالح :يامنيرة يا أم سعد
منيرة :سم يابو سعد
صالح :بالله شوفي سعد ولافي غطيهم زين ترى البرد شديد هالليلة
منيرة :بس أغطيهم
صالح :إيه بارك الله فيك
منيرة وقد ضاق صدرها من صالح:يارجل خاف الله في نفسك
ماعمري شفتك مهتم بهالبنيات أنت مافي قلبك رحمة
صالح: وش أنا مسوي يامرة بناتي وأحبهن
منيرة: وراك ماقلت مري عليهن وغطيهن زين
صالح: بصوت تعلوه الضحكات أجل مريهن وغطيهن
منيرة: يابوسعد والله البنات يحزنني يوم أشوف عيونهن تطالعك
وأنت تمازح سعد ولافي
حرام عليك قدرهن
صالح وقد انفعل من حديث منيرة :يامَرة تراك تضخمين الأمور وهي سهلة
منيرة :لاوالله ما أضخمها بس قلبك على هالبنيات قاسي وكأنك تكرهن
تذكر يوم ولدت بالجازي يومك تقول والله الليلة السوداء وقمت تصارخ بوجهي
*
عندها كاد صالح أن ينفجر من الغضب
صالح : بعد هالحكي من جديد اسمعي يامرة والله إن سمعت هالكلام منك ثاني مرة لأقص اللسانك
وش ذا الحكي أن أكره بناتي أفا يامنيرة
صحيح إني ما أفرح يوم يبشروني بولادتهن بس والله لأني ما أبي أشيل همهن
ضعيفات وأخاف أحد يظلمهن أو يتزوجن جبار يؤذيهن وأنا
ماني بمقصر عليهن لا بالملابس ولا بالأكل مثلهن مثل سعد ولافي
منيرة : يابو سعد مايصير لابد تجلس معهن وتسولف معهن وتمازحهن
وتنشد كل وحدة عن أمورها وش ذي القساوة اللي على قلبك بناتك أمنيتهن يسمعن كلمة حلوة منك يشعرن فيها بوجودك
صالح :أقول نامي نامي لاوالله لأكسر الخيزرانة على ظهرك
*
وماهي إلا ساعات قليلة حتى بزغ نور فجر جديد
فاجتمع أفراد الأسرة على مائدة الإفطار
وكعادة صالح اهتمام مبالغ بولديه سعد ولافي دون أي التفاتة إلى الجازي وسارة
صالح :أكل ياسعد وأنا أبوك أكل بالعافية عليك إن شاء الله
وش فيك يالافي أكل وأنا أبوك لابد تكبر وتصير رجال
*
أما الجازي وطيف فقد اكتفتا بنظرات التعجب والاستغراب من تجاهل والدهن لهن فذهبتا وكأنهما لم تكونا حاضرتين
*
ذهب الأولاد إلى المدرسة
وعادت الجازي تغمرها الفرحة والسعادة البالغة فقد
شكرتها المعلمة وكتبت لها كلمات الشكر والتشجيع
فأرادت أن تُطلع والدها على ذلك
الجازي : يُبه يا يبه شوف وش كتبت لي المعلمة اليوم
العم صالح :وش كتبت لك وأنا أبوك
الجازي وهي في سرور بالغ: يبه كتبت لي ممتازة جدا مع الشكر الجزيل وعقبال الدكتوراة
صالح: إيه زين وأنا أبوك قومي خلي أمك تخلص الغداء ترى متنا من الجوع
كانت الجازي تُمني نفسها بأن تسمع من والدها
عبارات الثناء والتشجيع لكي تكتمل فرحتها ولكن كالعادة تجاهل لها ولمشاعرها
فالتزمت الصمت وقد ملأ الأسى عينيها الجميلتين
*
نهض سعد عندما رأى دفتر الجازي وأخرج دفتره ليريه والده كمافعلت الجازي
سعد : يبه شوف وش كتب لي الاستاذ
العم صالح : وش كتب لك وأنا أبوك
سعد : يبه كتب لي حسن خطك يابطل
العم صالح : ماشاء الله هيا اجتهد وأنا أبوك إن شاء الله تصير مهندس ونفرح فيك
وهاك هذي 20ريال 10 لك و10 لأخوك لافي
اخذوا من البقالة اللي تريدون
*
انصرفت الجازي تخنقها العبرات بسبب ردة فعل والدها وتجاهله لها
وأخذت تشتكي لأختها طيف بعد أن سألتها عما جرى لها
طيف : وش فيك يالجازي
الجازي: كرهت حياتي مليت ياطيف
طيف : اذكري ربك وش صاير
الجازي: لا إله إلا الله ياطيف إلى متى بنعيش هالتهميش في حياتنا
أبوي مايشوف ولايهتم إلا بسعد ولافي
واحنا كأننا مو بناته لاكلام زين ولاتقدير حتى تشجيع مافيه
تصدقين ياطيف اليوم كلمات معلمتي اللي سطرتها على دفتري
أنستني هموم الدنيا حتى جفاء أبوي نسيته
ويوم دخلت عليه أبي منه بس كلام يفرحني ويزيد سعادتي
يقول لي قولي لأمك تجهز الغداء
أوف حتى في الكلام بخل واجحاف
طيف:مهما صار يالجازي ترى أبوي يحبنا مافيه أب يكره أولاده
حتى لو مَيِّل مع أحدهم واعذري أبوي ترى ينقصه من العلم الشئ الكثير
وبعدين الأمر سهل لاتصعبين الأمور يكفينا قولة يايبه وشعورنا بوجوده حولنا حتى لو كان مقصر معنا
الجازي: الله يعين
علمت الأم بماحدث للجازي وكعادتها أثارت الموضوع مع العم صالح بصوت مرتفع
ففاجأها
العم صالح بقوله : أقول لا أسمع ولا كلمة ويكون بعلمك ترى بــ افصل الجازي من المدرسة
*
انهارت أم سعد وأخذت تلوم زوجها على عزمه فصل الجازي من المدرسة
منيرة : كيف وش قلت يارجل خاف الله في نفسك لاتحطم بنتي أنت تعاندني يوم تبي تفصلها
العم صالح : لا والله مو عناد لك بس والله عجزت على تحمل طلبات المدرسة كل يوم والثاني ومعلمة ثانية طالعة لي بطلبات جديدة
وكأن ماعندي غير الجازي في المدرسة
منيرة : يابوسعد أنت بخير ونعمة لاتنكد على بنتك خلها تتعلم مثلها مثل غيرها
العم صالح : هي ماهي تعرف تقرأ وتكتب خلاص يكفيها هالعلم
منيرة :تبي تحبسها بين جدران هالبيت عشان مبلغ تافه لا يغني ولايسمن ترى اثمها في قربتك
العم صالح : اثمها في رقبة معلماتها اللي مايراعن ظروف أحد ولاتجادليني خلاص انتهى الأمر
*
استسلمت منيرة وابنتها الجازي لأمر العم صالح وبقيت الجازي تعايش نظرات الحرمان
كل صباح عندما ترى قريناتها يذهبن للمدرسة
*
وتمر الأيام والليالي
ويكبر الأبناء ويبلغ العمر بسعد 23 سنة وبلافي 22 وبالجازي 19 وبطيف 17 عاما
والوضع كما هو عليه بل إن اهتمام صالح
بولديه سعد ولافي كان قد زاد مع مرور الأيام
وإجحافه بحق ابنتيه ازداد أيضا
رغم كبر الأبناء والبنات
*
وفي إحدى الأيام أراد صالح أن يغادر المنزل لكي يبحث عن عدد من الأغنام افتقدها الراعي
صالح : يامنيرة
منيرة: نعم
يتبع...
om_fofo @om_fofo_2
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
om_fofo
•
وبينما الجمع قد اكتمل في المنزل
إذا بالباب الخلفي للمنزل والمخصص لدخول النساء يٌطرق
فتوجهت الجازي لفتح الباب وقد أنساها حزنها وشدة ضيق صدرها
إلى أن تفتح الباب دون أن تسأل من الطارق
فتحت الجازي الباب فلم تتمالك نفسها إلا وقد انهارت مغما عليها
لقد كان الطارق والدها
حمل الأب ابنته ودخل بها إلى صالة المنزل وماهي إلا لحظات قصيرة
حتى فتحت الجازي عينيها فأخذت تضم والدها وهي تصرخ
يبه ويـــنك يـــبه وينــك
يــــــبه أنــت حـــي
لم تكن دموع الجازي أسرع من دموع والدها في تلك اللحظات
وفي هذه اللحظات دخلت طيف رمز البراءة والطهر عليهما
فوقت مذهولة مما ترى فانقضت على والدها تعانقه وهي تصرخ بأعلى صوتها
منادية على أمها وأخويها
حضر الجميع وهم غير مصدقين
لما يشاهدون
عانق الأولاد والدهم بصورة لا تكاد أن توصف
فقد عادت الحياة بعد الممات وعاد الفرح بعد الحزن وعادت البسمة بعد الكآبة
أما أبو شداد فما إن سمع الخبر حتى ولى هاربا
أخفى الجميع أمر زواج الجازي الذي لم يتم عن العم صالح
وبعد عناق طويل صاحبته كلمااات الشوق والحب
جلس الأب يحكي لأسرته ماحدث له
العم صالح: والله ياعيالي هاك اليوم كنت أتجول بسيارتي بين كثبان
الصحراء الشاسعة أبحث عن الغنم
ويوم اشتدت الظهرية أوقفت سيارتي ونزلت تحت ظل شجرة كبيرة
ونزلت كيس التمر اللي معي وقهوتي وبعد ماخلصت توضيت وقمت أصلي
وأثناء صلاتي ما أسمع إلا صوت سيارة تقترب مني وفجأة إلا وسيارتي
تشتغل فسلمت بسرعة وإلا سيارتي ما أشوف إلا غبارها على مسافة بعيدة
كانوا حرامية حسبي الله عليهم
أخذت أمشي ومعي كيس التمر حتى اشتد بي العطش
وأوشكت على الهلاك فوجدت الدحل ((مغارات في جوف الأرض يكثر بها الماء))
فدخلت فيه أيحانا يضيق وأحيانا يتسع وطال بي السير فيه حتى وجدت الماء فشربت
وعندما أردت الخروج تشابهت على المداخل حتى صعب علي الخروج فجلست اقتصد في أكل التمر
وكل يوم أسلك فتحة من فتحات الدحول حتى أنعم الله علي وخرجت بعد15 يوما
واخذت معي ماتبقى من التمر فتهت في الصحراء حتى أكرمني الله بأحد أبناء البادية
فأنقذني وأخذني لخيمته وإلا جسمي تعبان ومنهك لا أقوى على الحراك فمكثت عنده 8 أيام
حتى أنعم الله علي بالعافية
ووصلني للقرية جزاه الله ألف خير
*
ماكاد الأب يفرغ من قصته حتى سألهم عن حالهم وعما حدث لهم بعد غيابه
قصت الأم على الوالد
سبب إيمانهم بوفاته
و ماحدث من أبنائه
بالتفصيل
أخذ العم صالح ينظر إلى أبنائه بنظرة يملؤها ...
يتبع ...
إذا بالباب الخلفي للمنزل والمخصص لدخول النساء يٌطرق
فتوجهت الجازي لفتح الباب وقد أنساها حزنها وشدة ضيق صدرها
إلى أن تفتح الباب دون أن تسأل من الطارق
فتحت الجازي الباب فلم تتمالك نفسها إلا وقد انهارت مغما عليها
لقد كان الطارق والدها
حمل الأب ابنته ودخل بها إلى صالة المنزل وماهي إلا لحظات قصيرة
حتى فتحت الجازي عينيها فأخذت تضم والدها وهي تصرخ
يبه ويـــنك يـــبه وينــك
يــــــبه أنــت حـــي
لم تكن دموع الجازي أسرع من دموع والدها في تلك اللحظات
وفي هذه اللحظات دخلت طيف رمز البراءة والطهر عليهما
فوقت مذهولة مما ترى فانقضت على والدها تعانقه وهي تصرخ بأعلى صوتها
منادية على أمها وأخويها
حضر الجميع وهم غير مصدقين
لما يشاهدون
عانق الأولاد والدهم بصورة لا تكاد أن توصف
فقد عادت الحياة بعد الممات وعاد الفرح بعد الحزن وعادت البسمة بعد الكآبة
أما أبو شداد فما إن سمع الخبر حتى ولى هاربا
أخفى الجميع أمر زواج الجازي الذي لم يتم عن العم صالح
وبعد عناق طويل صاحبته كلمااات الشوق والحب
جلس الأب يحكي لأسرته ماحدث له
العم صالح: والله ياعيالي هاك اليوم كنت أتجول بسيارتي بين كثبان
الصحراء الشاسعة أبحث عن الغنم
ويوم اشتدت الظهرية أوقفت سيارتي ونزلت تحت ظل شجرة كبيرة
ونزلت كيس التمر اللي معي وقهوتي وبعد ماخلصت توضيت وقمت أصلي
وأثناء صلاتي ما أسمع إلا صوت سيارة تقترب مني وفجأة إلا وسيارتي
تشتغل فسلمت بسرعة وإلا سيارتي ما أشوف إلا غبارها على مسافة بعيدة
كانوا حرامية حسبي الله عليهم
أخذت أمشي ومعي كيس التمر حتى اشتد بي العطش
وأوشكت على الهلاك فوجدت الدحل ((مغارات في جوف الأرض يكثر بها الماء))
فدخلت فيه أيحانا يضيق وأحيانا يتسع وطال بي السير فيه حتى وجدت الماء فشربت
وعندما أردت الخروج تشابهت على المداخل حتى صعب علي الخروج فجلست اقتصد في أكل التمر
وكل يوم أسلك فتحة من فتحات الدحول حتى أنعم الله علي وخرجت بعد15 يوما
واخذت معي ماتبقى من التمر فتهت في الصحراء حتى أكرمني الله بأحد أبناء البادية
فأنقذني وأخذني لخيمته وإلا جسمي تعبان ومنهك لا أقوى على الحراك فمكثت عنده 8 أيام
حتى أنعم الله علي بالعافية
ووصلني للقرية جزاه الله ألف خير
*
ماكاد الأب يفرغ من قصته حتى سألهم عن حالهم وعما حدث لهم بعد غيابه
قصت الأم على الوالد
سبب إيمانهم بوفاته
و ماحدث من أبنائه
بالتفصيل
أخذ العم صالح ينظر إلى أبنائه بنظرة يملؤها ...
يتبع ...
om_fofo
•
قصت الأم على الوالد
سبب إيمانهم بوفاته
و ماحدث من أبنائه
بالتفصيل
أخذ العم صالح ينظر إلى أبنائه
بدموع حانية
وأخذ يضم الجازي إلى صدره وهو يردد سامحيني وأنا بوك ياكثر ما قصرت في حقك
أنت وأختك
سامحيني ياما تناسيت محبتكن وحبكن لي
نسيت قول النبي صلى الله عليه وسلم
((].
وقوله صلى الله عليه وسلم
((].
وقوله صلى الله عليه وسلم
].
آهـ آهـ ياصالح كيف تنسى وتتهاون في حق
اللي بفضل الله وبإرادته
بـــ يحجبنك عن النار
وتصير مع النبي صلى الله عليه وسلم
آآآهـ
والله يابنتي مالي وجه عقب ماسويتن
محرومات وضحيتن بنعيم الدنيا من اجلي
وبينما العم صالح يلوم نفسه ويثني على بناته ودموعه تتوالى من عينيه
اخذت الجازي تمسح بيدها دموع والدها
وهي تردد لاتبكي يايبه
لا أبد ,,, ماعمرك قصرت في حقنا أبد
الله يطول بعمرك وجودك يكفينا
ياعساك على القوة والله يطول بعمرك ومهما سوينا
لايمكن نجازيك على تعبك أنت والوالدة
من أجلنا
*
ثم التفت العم صالح إلى ولديه يتظر إليهم بنظرة استغراب وعتاب مؤلمة
وخاطبهما قائلا
العم صالح: هذي نتيجة تربيتي لك ياسعد أنت واخوك وتعبي عليكم
فضلتم الدنيا علي
حسافة والله ياعيالي
لهدرجة صرت رخيص في نظركم
حتى لو اتعذب
أفا والله ياعيالي
ياما حرمت نفسي لأجلكم ولكن صارت الدنيا عندكم أغلى مني
ماتخجلون من أنفسكم
خـــواتـــكم
رغم تقصيري في حقهن ما ترددن فيما ينفعني
انتم ياللي ما هان عليكم قطيع الماشية
ماشفتوا اختكم اللي ضحت بسعادتها من أجلي ورضت تتزوج أبو شداد
من شان تقضي ديني
ما تخجلون من أنفسكم ومن سواياكم الشينة
لم يستطع سعد ولافي
ان يرفعا بصرهما في وجه والدهما
فقد عجز اللسان على ان يبرر ماقاما به
فنقضا يقبلان يدي والدهما ويطلبانه العفو والصفح
لحظات صمت عاش معها الوالد
شعر معها بعظم تقصيره في حق أولاده جميعا
فقد فرق بينهم ولم يشعرهم ولو يوما بالتفكير في حق والدهم ووالدتهم
ولا فـــي عِظَمِ مايقدمانه لهم
لم يحك لهم قصص بر الآخرين بوالديهم ولا بعظيم مايترتب عليه حتى يتأثرا بذلك
لم يبين لهم يوما عظم العقوق وخطره في الدنيا وفي الآخرة
فاللوم يقع على الجميع وليس على ولديه فقط
عندها عفى العم صالح عن ولديه
بعد ان تلا قوله تعالى ((آباؤكم وأبناؤكم لاتدرون أيهم أقرب إليكم نفعا )
&&&&&&&&
طيف والجازي
أردنا من خلالهاان نشير إلى أهمية العدل بين الأبناء
أردنا من خلالها لفت الانتباه إلى تهاون الكثير في حق بناتهم
أردنا أن نبين من خلالها أن البنات نعمة من نعم الله
هن حجاب من النار لمن احسن تربيتهن وما أعظم تلك النعمة
(أفلا يستحق من كان لك حجابا من النار أن يعامل بكل حب وتقدير)
أردنا من خلالها أن نبين خطورة المصير لمن مات وعليه دين قد تهاون في سداده
أردنا من خلالها أن نبين أن نعيم الدنيا زائل لامحالة وأن الآخرة هي الباقية
لذلك يجب أن لانبخل على والدينا مهما كان جمال الحياة الدنيا
أردنا من خلالها أن نبين أن الإحسان إلى الوالدين بعد موتهما خير عظيم سينفعهم في الدار الآخرة
واعظم الصدقة وأعظم الصلة هي ماكانت للوالدين ثم الأقربين
طيف والجازي
*
المووضوع والقصه للكاتب الرائع تركي بن ماجد وفقه الله وجزاه الله كل خير وغفر الله له ولوالديه .
اتمنى ان نالت استحسانكم جميعاً مثل مانالت استحساني من قبل , بالتأكيد يوجد الكثير من الفوائد والعبر بالقصه ولو كانت من نسج الخيال .
سبب إيمانهم بوفاته
و ماحدث من أبنائه
بالتفصيل
أخذ العم صالح ينظر إلى أبنائه
بدموع حانية
وأخذ يضم الجازي إلى صدره وهو يردد سامحيني وأنا بوك ياكثر ما قصرت في حقك
أنت وأختك
سامحيني ياما تناسيت محبتكن وحبكن لي
نسيت قول النبي صلى الله عليه وسلم
((].
وقوله صلى الله عليه وسلم
((].
وقوله صلى الله عليه وسلم
].
آهـ آهـ ياصالح كيف تنسى وتتهاون في حق
اللي بفضل الله وبإرادته
بـــ يحجبنك عن النار
وتصير مع النبي صلى الله عليه وسلم
آآآهـ
والله يابنتي مالي وجه عقب ماسويتن
محرومات وضحيتن بنعيم الدنيا من اجلي
وبينما العم صالح يلوم نفسه ويثني على بناته ودموعه تتوالى من عينيه
اخذت الجازي تمسح بيدها دموع والدها
وهي تردد لاتبكي يايبه
لا أبد ,,, ماعمرك قصرت في حقنا أبد
الله يطول بعمرك وجودك يكفينا
ياعساك على القوة والله يطول بعمرك ومهما سوينا
لايمكن نجازيك على تعبك أنت والوالدة
من أجلنا
*
ثم التفت العم صالح إلى ولديه يتظر إليهم بنظرة استغراب وعتاب مؤلمة
وخاطبهما قائلا
العم صالح: هذي نتيجة تربيتي لك ياسعد أنت واخوك وتعبي عليكم
فضلتم الدنيا علي
حسافة والله ياعيالي
لهدرجة صرت رخيص في نظركم
حتى لو اتعذب
أفا والله ياعيالي
ياما حرمت نفسي لأجلكم ولكن صارت الدنيا عندكم أغلى مني
ماتخجلون من أنفسكم
خـــواتـــكم
رغم تقصيري في حقهن ما ترددن فيما ينفعني
انتم ياللي ما هان عليكم قطيع الماشية
ماشفتوا اختكم اللي ضحت بسعادتها من أجلي ورضت تتزوج أبو شداد
من شان تقضي ديني
ما تخجلون من أنفسكم ومن سواياكم الشينة
لم يستطع سعد ولافي
ان يرفعا بصرهما في وجه والدهما
فقد عجز اللسان على ان يبرر ماقاما به
فنقضا يقبلان يدي والدهما ويطلبانه العفو والصفح
لحظات صمت عاش معها الوالد
شعر معها بعظم تقصيره في حق أولاده جميعا
فقد فرق بينهم ولم يشعرهم ولو يوما بالتفكير في حق والدهم ووالدتهم
ولا فـــي عِظَمِ مايقدمانه لهم
لم يحك لهم قصص بر الآخرين بوالديهم ولا بعظيم مايترتب عليه حتى يتأثرا بذلك
لم يبين لهم يوما عظم العقوق وخطره في الدنيا وفي الآخرة
فاللوم يقع على الجميع وليس على ولديه فقط
عندها عفى العم صالح عن ولديه
بعد ان تلا قوله تعالى ((آباؤكم وأبناؤكم لاتدرون أيهم أقرب إليكم نفعا )
&&&&&&&&
طيف والجازي
أردنا من خلالهاان نشير إلى أهمية العدل بين الأبناء
أردنا من خلالها لفت الانتباه إلى تهاون الكثير في حق بناتهم
أردنا أن نبين من خلالها أن البنات نعمة من نعم الله
هن حجاب من النار لمن احسن تربيتهن وما أعظم تلك النعمة
(أفلا يستحق من كان لك حجابا من النار أن يعامل بكل حب وتقدير)
أردنا من خلالها أن نبين خطورة المصير لمن مات وعليه دين قد تهاون في سداده
أردنا من خلالها أن نبين أن نعيم الدنيا زائل لامحالة وأن الآخرة هي الباقية
لذلك يجب أن لانبخل على والدينا مهما كان جمال الحياة الدنيا
أردنا من خلالها أن نبين أن الإحسان إلى الوالدين بعد موتهما خير عظيم سينفعهم في الدار الآخرة
واعظم الصدقة وأعظم الصلة هي ماكانت للوالدين ثم الأقربين
طيف والجازي
*
المووضوع والقصه للكاتب الرائع تركي بن ماجد وفقه الله وجزاه الله كل خير وغفر الله له ولوالديه .
اتمنى ان نالت استحسانكم جميعاً مثل مانالت استحساني من قبل , بالتأكيد يوجد الكثير من الفوائد والعبر بالقصه ولو كانت من نسج الخيال .
الصفحة الأخيرة
وفي إحدى الأيام أراد صالح أن يغادر المنزل لكي يبحث عن عدد من أغنامه افتقدها الراعي
صالح : يامنيرة
منيرة: نعم
العم صالح : الراعي فقد بعض الغنم وببحث عنها
بس قولي لأخوك أبو سطام يوصلك أنت والجازي للمستشفى
منيرة : يصير خير إن شاء الله
*
ذهبت منيرة وابنتها مع أخيها إلى المستشفى
الذي يبعد حوالي 50 كلم عن القرية
وفي أثناء عودتهم تفاجأ الجميع بمنظر لم يتوقعه أحد
أبو سطام: يامنيرة ماكأن ذاك الونيت اللي مسرع وانيت أبو سعد
غريبة هالسرعة ماهي من عادته وبعدين وش جايبه هنا
منيرة :إي والله هو ياخوي
بس هو قايلي إنه بيدور الغنم
أبو سطام: وش جابه هنا أغنامه في الشرق وحنا في الغرب
لحظات سريعة
دار فيها الحديث بين أبي سطام وأخته منيرة حتى حدث أمامهم مالم يكن في الحسبان
فهاهي سيارة أبو سعد تنقلب وسط الطريق ثم تصطدم بسيارة أخرى وتحترق
عندها تعالى صراخ منيرة
وابنتها الجازي
ابو سطام يردد لاحول ولاقوة إلا بالله
وقف ابو سطام قريبا من سيارة أبو سعد فشاهد الجميع منظرا مفجعا سيارة مُعدمة وجثة متفحمة
لم تستطع الجازي أن تتحمل تلك الصدمة فأغمي عليها
وتم نقلها إلى المستشفى
استيقظت الجازي بعد ساعات في المستشفى وصوتها المبحوح لايكاد أن ينقطع من نداء والدها
خرجت الجازي من المستشفى
كأنها جثة هامدة لاحراك لها من شدة حزنها على فقد والدها
وتنتهي أيام العزاء
ويجتمع الخال بأولاد أخته فيتحدث إليهم قائلا
ياسعد يالافي يالجازي يا طيف
اسمعوا وأنا خالكم ترى مانتم صغار
كلكم كبار والحمدلله وأبوكم أخذ اللي أكتبه الله له والأجل له وقت محدد لايزيد ولاينقص
وأنتم الحمدلله متعلمين وباب الوظايف مفتوح قدامكم والخير عند الله
بس فيه شئ باقوله لكم
*
الجازي : وش فيه ياخالي
أبوسطام: أبوكم مديون بـ100ألف ريال
والناس تبي حقوقها
سعد : من وين نعطيهم ياخالي
خلهم يتوكلون على الله
الجازي: كيف ياسعد وش ذا الحكي اللي أسمعه كيف ترضى على أبوي إنه يتعذب بسبب هالدين
لافي: أعتقد إن أبوي مات واللي يموت يموت دينه معه
الجازي : من وين جبت هالكلام يالافي خاف اللي فوقك
النبى صلى الله عليه وسلم يقول "نفس الميت معلَّقة بدينه حتى يقض عنه "
طيف: بيعوا الغنم وخلصوا دين أبوي
سعد: من كثر هالغنم كلها 80 رأس
وكلنا محتاجين لها
الجازي : ياسعد ماهي بأغلى من ابونا ياسعد
سعد : ماهي بأغلى بس حنا محتاجين ولو أبونا حي كان قال خلوها لكم ولاتبعون منها شئ
لافي: يالجازي أبونا يحبنا ويحب لنا الخير ولو هو حي كان مارضي هالشئ
الجازي: ودموعها تتوالى ليتك يايبه تشوف عيالك من بعدك هذا جزاء المعروف
وش هو اللي صار لكم هذي نهاية حب أبوكم لكم تفضلون الدنيا عليه
الجازي: ياخالي نصيبي أنا وطيف خلص به دين أبوي
أبو سطام : والله يابنيتي مايجيك إلا شئ بسيط وما يسوي شئ
ولكن لاحول ولاقوة إلا بالله بكلم أهل الخير لعل الله يخلص عنه
ويمضي الأسبوع الأول على وفاة العم صالح ويأخذ كل فرد ماكتبه الله له من الميراث
اجتمعت الجازي وطيف ودار بينهما الحديث التالي
الجازي: ياطيف والله قلبي بينحرق على أبوي
طيف: مثلك والله بس عسى الله يصبرنا
الجازي : وش نسوي بنصيبنا ياطيف
طيف: كل أسبوع وأنا أختك نسوي منها عشاء ونجمع قرايبنا وجيرانا
ونخليهم يدعون لوالدنا ومنها صلة رحم وأجرها له بإذن الله
الجازي: حلو وكل جمعة نسوي غداء بعد ونوزع على العمالة
اللي حولنا ونفرحهم وأكيد بيدعون لأبوي بهاليوم
طيف: توكلي على الله
الجازي : إلا أقولك وش رأيك أبيع قسمي واتبرع به للندوة العالمية للشباب الإسلامي
أو هيئة الإغاثة يحفرون به بئر في أفريقيا وثوابها لأبوي وش رأيك
طيف : كلامك حلو وأجرها عظيم بإذن الله توكلنا على الله
أخبرت الجازي وطيف أخويهما بما قررتا عمله فاعترضا على ذلك مدعيان بأن ذلك
من الإسراف والتبذير ولا حاجة له ولكن وقوف الخال أبو سطام مع الأختين أجبرهما على الموافقة
ومضى الأسبوع الثالث عل وفاة العم أبو صالح
والجازي وطيف على هذا النهج تخالط دمموعهما البسمة
مع كل دعوة يرددها كبار السن في ليل الشتاء القارس بعد تناولهما لذلك الطعام
ورغم ماقامت به الجازي وطيف
إلا أن الجازي لم تشعر بالراحة بسبب دين والدها لذا فقد قررت أن تتزوج وأن يكون مهرها هو سداد دين والدها
وأعلنت ذلك لصديقاتها
ومالبثت أياما حتى انتشر الخبر بين أرجاء القرية
عندها قرر العم أبو شداد ذو الثمانين شتاء :)
أن يتقدم لخطبة الجازي
تقدم أبو شداد لخطبة الجازي من أخيها سعد فقابل ذلك الأمر بالرفض
إلا أن أبا شداد طلب منه أن يأخذ رأي أخته
فذهب سعد إلى أخته
سعد: الجازي
الجازي: نعم
سعد : فيه أمر والله محرج بس وش أسوي بقوله لك
الجازي : وش فيه عسى خير
سعد: والله العم أبو شداد تقدم لخطبتك وقلت له لا ويبي يسمع رأيك
الجازي وهي تنظر إلى الأسفل: قله موافقه بس بشرط يسدد دين أبوي
سعد : إنت انجنيتي تدرين من هو أبو شداد وكم عمره
الجازي: أدري ياسعد بس من شان أبوي يرخص كل شئ ياسعد
سعد: أبوي أبوي إنت وش فيك
أبوك راح وأفضى إلى ماقدم
الجازي: ياسعد إذا أنت مقصر في حق أبوي وماتقدر توفي معه فأنا مستعدة أضحي بسعادتي من شانه
قل لأبو شداد أنا موافقه
دخل سعد على أبو شداد وأخبره بموافقة الجازي وبشرطها الوحيد
فوافق على ذلك وحدد موعد عقد النكاح ليلة الخميس القادم على أن يكون
موعد الزواج بعد انقضاء عدة أم سعد أي بعد 3أشهر وعشرة أيام
وحان موعد عقد النكاح وأحضر أبو شداد المبلغ بالكامل
وبينما الجمع قد اكتمل في المنزل
وإذا بالباب الخلفي للمنزل والمخصص لدخول النساء يٌطرق
فتوجهت الجازي لفتح الباب وقد أنساها حزنها وشدة ضيق صدرها
إلى أن تفتح الباب دون أن تسأل من الطارق
فتحت الجازي الباب فلم تتمالك نفسها إلا وقد انهارت مغما عليها
يتبع ...