ظاهرة ابتزاز الفتيات .. الأسباب والعلاج !
بعيدا عن لغة التعميم , والتهويل , وبعيدا عن ادعاء المثالية , التي تكرس - مع الأسف - أخطاءً مسكوتا عنها , فإن معرفة الحجم الحقيقي لظاهرة " ابتزاز الفتيات " , وتنوعها , ومناقشتها بموضوعية , سيكون السبيل الصحيح ؛ للتصدي لهذه الظاهرة , والمحافظة على الأعراض , باعتبارها من الضرورات الخمس , التي أكدت الشريعة الإسلامية على مراعاتها .
سأعترف بداية , أن ظاهرة " ابتزاز الفتيات " , تُعتبر جريمة من الناحيتين - الشرعية والقانونية - , كونها من أسوأ أشكال الابتزاز , إن بطريق مباشر , أو غير مباشر . وأنها أصبحت مشكلة تُؤرق الفتيات , وأسرهن من جهة , والجهات الحكومية من جهة أخرى . على الرغم من أن جرائم ابتزاز , وتهديد الفتيات , أدرجت - مؤخّراً - ضمن الجرائم الكبرى الصادرة من وزارة الداخلية ، ويستحق مرتكبها السجن , والعقوبة .
- لا شك - أن العالم من حولنا تغير , ولم يبق على حاله , وهو نتاج طبيعي لدرجة العلم الذي وصل إليه . - ولذا - فإن تعدد أجهزة الاتصال المسموعة , والمرئية , - إضافة - إلى أجهزة التصوير , ساهمت بشكل كبير في تنامي هذه الظاهرة , إما عن طريق تسجيل صوت الفتاة بمكالمات هاتفية , أو تصويرها بمقاطع فيديو ؛ لإقامة العلاقة المقصودة - أيا كان نوعها - , ولو بطرق غير مشروعة . وقد وُجد أن نسبة من الفتيات , قد ترضخ أمام الفضيحة , والضغط النفسي الذي يُمارس عليها , فتستجيب - حينئذ - للتهديد خوفا من العار , وتصبح بعد ذلك مختطفة من الذئب البشري - مرة بعد مرة - . وهذا ما يُؤكده أستاذ علم النفس الإكلينيكي - الدكتور - حاتم الغامدي ، حين أشار إلى الأسباب النفسية , التي تجعل الشاب يبتز الفتاة ، ومنها : " أنه عندما يريد الشاب أن يبدأ في علاقة مع الفتاة , فإنه يفكر فيها كأداة , أو وسيلة ؛ لتفريغ شهوته ، أي : ينظر لها نظرة جنسية ، بينما تنظر هي للشاب على أنه مصدر للحب , والعاطفة , والقوة . وعن طريق تفهم الشاب للحاجات النفسية للفتاة ، - خصوصاً - في مرحلة المراهقة , والشباب ، يستطيع في الغالب النجاح في تحقيق أهدافه ، - خاصة - إذا وُجد من الطرف الآخر التجاوب " .
لهذه الظاهرة أسباب كثيرة , لعل من أهمها : العنوسة , والحرمان العاطفي , والفراغ , والبطالة , وعدم وجود قنوات توعوية لتنظيم العلاقات , وعدم وجود دخل مادي ثابت . وهنا يأتي دور الأسرة في بناء شخصية الفتاة , وزرع القيم الفاضلة لديها , وربطها بالله , ولا يكون ذلك ممكنا إلا إذا استطاعت تهيئة المناخ العام الإيجابي , والمتمثل في قدرتها على خلق علاقات إنسانية ناجحة بين أفرادها , بعيدا عن الأزمات النفسية , والانفعالية , والرقي بعواطفهن إلى مرحلة الإشباع , والعمل على توعيتهن في البعد عن التفكير الخاطىء , ومن ذلك : القدرة على تمييز العلاقات الصحيحة من الخاطئة , والتعامل الإيجابي مع التقنيات الحديثة .
أهم ما يُمكن إضافته فيما تبقى من مساحة , هو الإشارة إلى إمكانية استحداث رقم للطوارىء لدى الجهات الحكومية ؛ لتقديم الاستشارات , والنصائح الهاتفية في هذا الباب , حتى ينعم المجتمع بالأمن الأخلاقي , والاستقرار الأسري .
بقلمي ..

أم رسولي... @am_rsoly
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وجزكي الله خير عالموضوع