ومن محبَّة الله الجميل للجمال أنْ خلق الجمال، خلق ذلك في كونه ومخلوقاته، وأرضه وسمائه، ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ .
خلق الله الإنسان على أجمل صورة، وأحسن هَيْئة، وأكمل خِلقة؛ ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ ، ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ . ومَن تأمَّل في
نصوص الشرع، رأى الاعتناء بالجمال والحثَّ عليه، فحين سأل أصحابُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: إنَّ أحدنا يحبُّ أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنةً؟ وخشوا أنْ يكون
هذا نوعًا من الكِبر، قال لهم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله جميل يحبُّ الجمال))
أي: يحب التجمُّل، فالتجمُّل قيمةٌ إسلاميَّة، وعمل صالح مرغوبٌ إذا صحَّت معه النيَّة، فربُّكم الكريم الجميل يحبُّ أنْ يرى أثَر نعمته على عباده، تُرَى هذه النعمة في التجمُّل في اللباس والهيئات، والمسكن والمركب، وفي حَياتهم كلها، تجمُّل في غير سرف ولا مخيلة.
ولكن في عصرنا هذا للأسف الشديد اختلف لدينا مفهوم الجمال ، فظهرت عندنا انواع من اللبس أو الزينة أو التجمل الذي يؤدي الى التشويه
أكثر مما يؤدي الى الجمال فهناك انواع كثيرة من التشويه للخلقة التي خلقها الله للإنسان ومنها ظهور( الوشم )
الوشم لغة : العلامة ، ويجمع على وشم ووشائم .
اصطلاحاً : هو غرز الجلد بإبرة حتى يخرج الدم ، ثم يذر علية نحو نيلة أو كحل ليزرق أو يخضر.
والمستوشمة : التي يفعل بها ذلك بطلبها .
والواشمة : التي تشم الوجه أو الذراع أو الشفاة أو الصدر أو اي جزئ من أجزاء الجسم .

فرغم أن الله سبحانه وتعالى قد حرم الوشم ولعن صاحبه ومن يفعله ولكن ظهر من يلتف على حكم الله سبحانه وتعالى وقال أن هذا
النوع هو من التزيين .
و قد تنبهت كثير من الدول قديماً إلى ضرره فتم تحريمه فقد تقدم مارتن مادون عام 1969بمشروع قانون بتحـريم الوشم رسميـًا في انجلترا ، وأصدرت الحكومة اليابانية عام 1870 مرسومًا يحرم الوشم .
و في تقرير نشره موقع قناة الجزيرة نقلاً عن شبكةرويترز الإخبارية ليوم الخميس 17/7/2003م حذرت اللجنة الأوروبية من أن هواة رسمالوشوم على أجسامهم يحقنون جلودهم بمواد كيمياوية سامة بسبب الجهل السائد بالموادالمستخدمة في صبغات الوشم.
وقالت إن غالبية الكيمياويات المستخدمة في الوشمهي صبغات صناعية صنعت في الأصل لأغراض أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار الكتابةوليس هناك على الإطلاق بيانات تدعم استخدامها بأمان في الوشم أو أن مثل هذهالبيانات تكون شحيحة. وسألت اللجنة في بيان مصاحب لتقرير عن المخاطر الصحية للوشموثقب الجسم "هل ترضى بحقن جلدك بطلاء السيارات".
وقال التقرير إنه إضافةإلى مخاطر العدوى بأمراض مثل فيروس إتش.آي.في المسبب للإيدز والتهاب الكبد أوالإصابات البكتيرية الناجمة عن تلوث الإبر فإن الوشم يمكن أن يتسبب في الإصابةبسرطان الجلد والصدفية وعرض الصدمة الناتج عن الالتهاب الحاد بسبب التسمم أو حتىتغيرات سلوكية.
وقال إنه جرى الإبلاغ عن حالتي وفاة بسبب الوشم أو تخريم الجسمفي أوروبا منذ نهاية عام 2002. و لقد حرم النبي صلى الله عليه و سلم قبل أكثر من 1400 سنة الوشم و لعن فاعله و فاعلته و اللعن و الإخراج من رحمة الله و ذلك يدل علىأن هذه الشريعة هي من صنع لطيف خبير
عن أبي جحيفة قال : نهى النبي صلى الله عليهوسلم عن ثمن الكلب، وثمن الدم، ونهى عن الواشمة والموشومة، وآكل الربا وموكله، ولعنالمصور. صحيح البخاري كتاب البيوع رقم الحديث 1980
وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت : "نَهَى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوَاشِمَةِ وَالْمُسْتَوْشِمَةِوَالْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ وَالنّامِصَةِ وَالْمُتَنَمّصَةِ» سنن النسائي
نجاسة الوشم وحكم ازالتة :
اتفق الفقهاء ان الوشم نجس ، لأن الدم انحبس في موضع الوشم بما ذُر علية .
واختلف الفقهاء في إزالة الوشم حيث إنة نجس على النحو التالي :
• ذهب الحنفية : إلى أن حكم الوشم حكم الإختضاب أو الصبغ بالمتنجس يطهر بالغسل ولا يضر بقاء أثرة ، فإذا غسل طهر ولا يشترط السلخ ، لانه أثر يشق زواله ، وتصح صلاته إمامته .
• وذهب المالكية : إلى ان الوشم اذا وقع على الوجة الممنوع بأن لم يتعين دواء ، ولم تتزين بة الزوجة لزوجها فإن لا يكلف صاحبه بإزالته بالنار بل هو من النجس المعفو عنه فتصح الصلاة به .
• وقال الشافعية وغيرهم : يجب ازالة الوشم مالم يخف ضرراً يبيح التيمم ، فإن خاف لم يجب ازالتة ولا اثم عليه بعد التوبة . وهذا اذا فعلة برضاه بعد البلوغ والا فلا تلزمة ازالتة مطلقا ، وتصح الصلاته وإمامتة ،ولا ينجس ما وضع فيه يده إذا كان عليها وشم .
- والخلاصة
اللهم يا مقلب القلوب ثبتنا على دينك