scson @scson
ثمرة اسرة حواء الناضجة
ظاهرة ضعف تحصيل التلاميذ في الأسر ة العربية
تعاني بعض الأسر العربية من ضعف تحصيل بعض الأبناء خلال الموسم الدراسي مما يقلق الأسرة على مستقبلهم ويوقعهم في حيرة لمعرفة أسباب هذه الظاهرة من ناحية، وكيفية مواجهتها من ناحية أخرى.
أسباب فطرية:
في البداية تؤكد الدكتورة فاطمة موسى -أستاذة الأمراض النفسية والعصبية بطب القصر العيني- أن ضعف التحصيل له أكثر من سبب:
1- نقص عقلي أقل من المتوسط، أصيب الطفل به في رحم أمه أثناء الحمل أو بالوراثة، وينتج عنه ضعف التحصيل رغم أنه من الممكن أن يذاكر كثيرًا، ولكن دون تحصيل.
2- عدم القدرة على التركيز بسبب تشتيت الأفكار وكثرة الحركة ونقص الانتباه، وعدم القدرة على المكوث فترة من الوقت في مكان بعينه، وعدم الإصغاء لشرح المدرس والانشغال عنه باللعب واللهو والاندفاع .. كل هذا ينجم عنه ضعف التحصيل الدراسي.
3- نقص في قدرات النمو "تأخر في النمو" أو "التأخر النمائي الخاص" سواء تأخر نمو القراءة أو الكتابة أو القدرة على إجراء العمليات الحسابية، وهذه حالة مرضية ينتج عنها ضعف عام في نمو القدرات التحصيلية.
والحل في هذه الحالات جميعها هو التدريب المركز لهؤلاء الأطفال من خلال مدارس خاصة معينة يطلق عليها مدارس بطيئي حيث يتم تدريب الأطفال وتعليمهم في فترة مسائية بعد المدرسة حتى يلحقوا بباقي زملائهم، وهذه مدارس موجودة في العالم الغربي، والعالم العربي بخاصة في قطر، وتعتمد هذه المدارس الخاصة على نظام تعليمي خاص بالأشياء التي تلفت الانتباه وتقوي الذاكرة لديهم -سواء للحساب أو الكتابة أو القراءة- بوسائل مجسمة لاستخدام أكثر من حاسة، بالمواد البارزة الملموسة، والألوان الزاهية الجذابة لتنمية قدرات المتعلم الإدراكية.
وتنصح الدكتورة أولياء أمور هؤلاء بالصبر على أبنائهم لاجتياز هذه المرحلة التي من السهل عبورها والتقدم نحو التفوق؛ حيث كان عدد غير قليل من عباقرة الفكر والسياسة والثقافة والأدب في عالمنا العربي وفي الغرب يعانون من ضعف التحصيل.
عادات القراءة:
بينما يرى الدكتور سعيد عبد العظيم -نائب رئيس الجمعية الإسلامية للصحة النفسية بالقاهرة- أن ضعف التحصيل ينتج عن عدم تعود الطفل القراءة بالتدريج سواء في الروضة أو في المنزل، وتصبح القراءة بالنسبة له شيئا ثقيل الظل، لم يشجعه عليها أحد من قبل، كما لم يجد من يحترم لديه المحاولة والخطأ وفرصة التصحيح بعيدا عن العقاب، أو المقارنة المتعسفة مع المتقدمين من زملائه في القراءة والتحصيل؛ مما يجعله يكره المدرسة ويصعب تحصيله للمواد الدراسية في هذه الحالة.
وأضاف: إن مؤشرات ضعف التحصيل تتمثل في: الشرود والسرحان، وعدم الانتباه، وعدم المشاركة والتفاعل مع الآخرين في الفصل بالقيام بأداء الواجبات، مشيرا إلى أن من أسباب ضعف التحصيل وجود الخلافات العائلية بين الزوجين وانشغالهم عن متابعة الطفل، وضعف التغذية أيضًا يؤدي إلى نفس النتيجة.
ويوضح د.سعيد أنه في حالة ما إذا كانت الشكوى من ضعف التحصيل تنسحب على جميع المواد بشكل لافت للنظر يجب إجراء اختبار ذكاء للطفل في الحال لمعرفة العمر الزمني والعمر العقلي لدى الطفل؛ للتعامل معه على أساسهما، ويبدأ العلاج مع الصبر.
اللغة والمعاني والفهم:
بينما يرى فكري عبد العزيز -استشاري الصحة النفسية- أن المشاكل العلمية التي تواجه الأطفال كثيرة جدا: إحداها ضعف التحصيل، وأسبابه معروفة، وأهمها أن ضعف الحصيلة اللغوية وصعوبة فهم ما يقال؛ الأمر الذي يؤكد على أهمية اللغة العربية في فهم جميع المواد مما يستوجب تدريسها من خلال برنامج متكامل لتنمية الثروة اللغوية لدى الأطفال وإدراك معاني كلماتها وتراكيبها وأسلوبها حتى يقودهم ذلك إلى فهم بقية المواد الدراسية من حساب وعلوم ومواد اجتماعية وبيئية، وعدم الاكتفاء بمقرر اللغة العربية.
ويضيف: إن أطفالنا يستخدمون اللهجة العامية في الحياة اليومية، ويستخدمون الفصحى في التعامل مع الكتاب والدروس؛ مما يصعب عليهم فهمها، ويستوجب توحيد نمط اللغة التي يستخدمها الأطفال في حياتهم العامة في ثوب الفصحى الميسرة.
بالإضافة إلى ما سبق يمكن أن يسهم المدرس بأسلوبه الخاطئ في التدريس وإيصال المعلومة بطريقة مشوهة، وعدم إثارة انتباه الطفل أو حبه للاستطلاع وشغفه للمعرفة، كما لا يعفي د. فكري الأسرة من مسئوليتها عن ضعف مستوى الابن في التحصيل وضرورة أن يكون هناك طريق ذو اتجاهين من المدرسة إلى البيت والعكس، وتعاونهما معا من أجل مساعدة الطفل على التحصيل.
ومنهم عباقرة!
وأوضح أن كثيرا من العباقرة كانوا في طفولتهم ضعيفي التحصيل مما يدعونا للصبر مع أبنائنا في طفولتهم، وأشار إلى أن الكتاب المدرسي هو أحد الأسباب الحقيقية التي تعوق التحصيل الجيد لأطفالنا، وكم نادينا بإلغائه بعد المرحلة الابتدائية والاستعاضة عنه بأسلوب البحث والدراسة وتدريب المدرس على هذا الأسلوب قبل الأطفال، حتى يختفي أسلوب التلقين.
ويرى خبير التربية الإسلامية بالأزهر الشريف، عضو جبهة علماء الأزهر "خيري ركوة" أن أسباب ضعف التحصيل متعددة منها ما هو متعلق بالطفل نفسه، كأن يكون مصابا بسوء التغذية، أو وجود مشاكل أسرية، أو وسائل الترفيه المنتشرة في البيوت من تلفاز و"أتاري" ومسجلات وغيرها، وما هو متعلق بالمنهج الذي يفوق القدرات، أو بالمعلم الذي لم يستطع أن يوصل المعلومة وغير مؤهل لهذه المرحلة، أو يكون السبب في الوسائل التعليمية "تكنولوجيا التعليم" حيث تفتقد للمرغبات والمشهيات التي تربط التلميذ بالمادة أو المعلومات التي تعطى له، وقد كانت السبورة قبل نصف قرن هي أعلى الوسائل التربوية المرغبة للتلاميذ، بينما اليوم اختلفت المسألة في كيفية إقبال الطفل على التعليم وتحصيل أكبر قدر من المنهج بأقل قدر من الجهد، وفي وقت أقل مع عناصر التشويق من صور وأشياء ملموسة تجذب اهتمام الطفل في هذه المرحلة الدراسية، وأصبح المطلوب الآن أن يتلقى الطفل المعلومة وهو يلعب ويضحك، ودون أن يشعر، وبعيدا عن مفهوم الكتاب المقرر؛ حيث تطورت المفاهيم التربوية والوسائل التعليمية بحيث تناسب طبيعة العصر، وهو ما تهدف إليه البرامج التربوية الحديثة.
منقـــــــــــــــول
1
544
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
scson
•
للرفع
الصفحة الأخيرة