شنت أسرة شاب ألماني اعتنق الإسلام قبل عامين وبدل اسمه من (ديفيد) إلى داود من مقر إقامتها في ألمانيا حملة اتصالات هاتفية ورسائل خطية تطالب فيها بإعادة ابنهم إليهم «قبل أن يبدأ» مناسك الحج.
وكادت حملة الاتصالات أن تثمر عن تحقيق رغبة الأسرة «اليهودية» ضد رغبة ابنها، 22 عاماً، لولا تطورات اللحظة الأخيرة التي دفعت داوود إلى صعود حافلة بعثة الحج الألمانية المتجهة إلى مقرها في المشاعر المقدسة. وهو الأمر الذي دفع بالمسؤولين السعوديين المعنيين بشؤون الحج إلى إلزام بعثة الحج الألمانية بشهادة الممثلين الديبلوماسيين الألمان بسلامة الشاب طوال رحلة الحج وضمان عودته بعد نهاية المناسك.
الأسرة تطالب بعثة الحج الألمانية التي رافقها الابن إلى مكة منذ أسبوعين تقريباً بإعادته فوراً، وتطالب المؤسسات الرسمية الألمانية بالعمل على إعادته فوراً لمبررات صحية ونفسية.
وبعد حملة الاتصالات والضغوط غير العادية التي مارستها العائلة، انهار داوود وتعرض لأزمة نفسية حادة أدخل على إثرها مستشفى الصحة النفسية في المدينة المنورة للكشف على وضعه الصحي المستجد.
وهنا، أوضح المتحدث الرسمي في صحة المدينة المنورة عادل عبدالرحيم شرف أنه تم استقبال الشاب بناءً على طلب مرافقيه في البعثة الألمانية، وبعد الكشف عليه اتضح أن حاله النفسية سيئة، ويمتنع عن الحديث مع أي شخص، وتصيبه نوبات من التشنج والانفعالات العصبية.
وأشار شرف إلى أن الشاب الألماني خرج من مستشفى الصحة النفسية، خلافاً لتوصيات الأطباء الذين طالبوا بمتابعة علاجه حتى يتحسن وضعه الصحي، إذ أصر مسؤول البعثة على إخراجه من المستشفى، تمهيداً لتسليمه إلى القنصلية الألمانية في جدة، وإرجاعه إلى أسرته في ألمانيا.
بدوره، أوضح المدير العام لفرع وزارة الحج حسن البكري أنه التقى بالشاب دايفيد المسمى حالياً بداوود، في فرع الوزارة، في حضور طبيب نفسي ومترجم، وسأله عن مدى رغبته في إتمام فريضة الحج، إلا أن إجابته أظهرت إصابته بازدواجية في الشخصية، نتيجة شعوره بالاضطراب بعد مشاهدته المدينة المنورة والحرم النبوي، وتقرر تسليمه إلى السفارة لكي يعود إلى ألمانيا.
وأضاف بكري أنه «في آخر لحظة قرر داوود متابعة مسيرته إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وأخذ تعهد على رئيس البعثة بالحرص والانتباه إلى سلامته حتى يكمل فريضة الحج».
من جهته، قال رئيس الجاليات الإسلامية في ألمانيا الشيخ محمد صديق «إنه التقى داوود في فرع وزارة الحج، وكانت حاله النفسية هادئة، ولكن في الوقت نفسه فاقد للتركيز والاستيعاب، إذ كانت إجاباته غير واضحة عند توجيه الأسئلة إليه، كأنه لا يدرك مغزاها».
وأشار إلى أن الوزارة استشارته في إبقاء داوود لأداء فريضة الحج أو إعادته إلى وطنه، كما تمت استشارة طبيب نفسي مرافق للبعثة اسمه الدكتور إبراهيم رشف، والذي جلس مع الشاب الألماني لنصف ساعة، وقرر أن من الأفضل إعادته إلى بلده، لأنه يعاني من ازدواج الشخصية، حتى أفراد البعثة الذين جاء معهم عبر القاهرة أكدوا أنه كان يظهر تصرفات عجيبة، وأراد الخروج من مطار القاهرة، وشجعوه على الاستمرار إلى المدينة المنورة، وعند وصوله إليها خرج من الفندق، ما اضطرهم للبحث عنه، وإرجاعه، وأجمعوا على إعادته إلى ألمانيا، وتمكينه من أداء فريضة الحج العام المقبل، كونه غير مهيأ نفسياًَ وجسدياً هذا العام.
وأضاف صديق أن داوود عندما أتى إلى المملكة لأداء الفريضة، لم يبلغ أفراد أسرته، فقاموا بإبلاغ الشرطة عن فقدانه، قبل أن يعلموا عن ذهابه لأداء الحج، علماً أن والدته أبلغته مسبقاً عن اعتراضها لأدائه هذه الفريضة. وأشار إلى أنه قام بالاتصال على والد داوود، وعلم أن أسرته اعترضت على حجه، بذريعة أن حاله الصحية والجسدية لا تسمح له بأداء هذه الفريضة.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
منقول
اخلاقي قافلة @akhlaky_kafl
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
و اتم له دينه و حجه و ثبته على دين الحق
آمين يا رب العالمين