عاااااااااااااااااااااااااااااجل ومهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكم الله بالخيرات
عزيزياتي من منطلق الأخوة الإسلامية وخوفا عليكن قررت كتابة هذه الموضوع
فبعد أن قرأت ما ورد من ردود بعض الأخوات وحديثهم في أمور قد تسبب لهم الأثم
فنزلت هذ الموضوع
هدنا الله جميعا لما يحب ويرضا
التحذير من غيبة العلماء والأمراء !!
الحمد لله رب العالمين ، تفضل على عباده العالِمين ، بمعرفته فكانوا هم له أشد خشية
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
أيها الأحبة : لا نستغرب ولا نعجب إذا سمعنا من يسب العلماء ويتهكم به ويلمزهم
فهذا أكرم الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل فيه ما قيل ،فلا يضرهم ولا يضرنا كيد هؤلاء ومكرمهم
، ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) ، ورحم الله من قال : رحم الله السلف ،
فقد كانوا يعظمون علماءهم وشيوخهم ويعرفون لهم قدرهم ، لأنهم صمام أمان لهذه الأمة من البدع والمنكرات وما يخالف الدين ،
وكلما نقص منهم واحداً كلما دخل في الدين من البدع والخرافات ما لا يعلمه إلا الله ، فالعلماء نور يهتدي به الناس ، وإذا ذهب النور ، تاه الناس ، ويالله ، كم ر أينا وسمعنا ممن نسي أو تناسى فضل العلماء؟ وكم رأينا من يقدح فيهم ، ويتهمهم بسائر التهم ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله
فهذا الإمام أحمد يقول فإذا ذهب الشيوخ ، تودع من العيش ، فكأن الحياة لا تطيب إلاّ بوجودهم ،
فاللّهم ارحم موتاهم ، واحفظ أحياءهم ، وارزقنا الأدب معهم على الوجه الذي يرضيك .)
فهذه أقوال أهل العلم والبصيرة في خطر سب العلماء والتهكم بهم واغتيابهم ،
وهي معروضة لمن أراد الله به الهداية ، أما ( من اتخذ إلهه هواه) ، ( فلن تجد له سبيلاً ) .
قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى
في بيان فضل العلماء وخطر شأنهم :
(واعلم بأن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، ومن وقع فيهم بالسلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب،
قال الله تعالى: { وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً } فالذي يغتاب العلماء إنما يأكل لحماً مسموماً ) أ.هـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
(وغيبة العلماء ليست كغيبة عامة الناس لأنّ العلماء لهم من الفضل والتقدير والاحترام ما يليق بحالهم ولأن غيبة العلماء تؤدي إلى احتقارهم
وسقوطهم من أعين الناس وبالتالي إلى احتقار ما يقولون من شريعة الله وعدم اعتبارها وحينئذ تضيع الشريعة بسبب غِيبة العلماء ويلجأ الناس إلى جهالٍ يفتون بغير علم
وكذلك غيبة الأمراء وولاة الأمور الذين جعل الله لهم الولاية على الخلق فإن غيبتهم تتضاعف لأن غيبتهم توجب احتقارهم عند الناس وسقوط هيبتهم
وإذا سقطت هيبة السلطان فسدت البلدان وحلت الفوضى والفتن والشر والفساد ولو كان هذا الذي يغتاب ولاة الأمور بقصد الإصلاح فإن ما يفسد أكثر مما يصلح
وما يترتب على غيبته لولاة الأمور أعظم من ذنب ارتكبوه لأنه كلما هان شأن السلطان في قلوب الناس تمردوا عليه ولم يعبأوا بمخالفته ولا بمنابذته وهذا بلا شك ليس إصلاحاً بل هو إفساد وزعزعة للأمن ونشر للفوضى
والواجب مناصحة ولاة الأمور من العلماء والأمراء على وجه تزول به المفسدة وتحل فيه المصلحةبأن يكون سراً وبأدب واحترام لأن هذا أدعى للقبول وأقرب إلى الرجوع عن التمادي في الباطلوربما يكون الحق فيما انتقده عليه المنتقد لأنه بالمناقشة يتبين الأمر وكم من عالم اغتيب وذكر بما يكره ؟
فإذا نوقش هذا العالم تبين أنه لم يقل ما نسب إليه وأن ما نسب إليه كذب باطل يقصد به التشويه والتشويش والحسد
وربما يكون حقاً ولكن له وجهة نظر تخفى على كثير من الناس فإذا نوقش وبين وجهة نظره ارتفع المحظور
أما كون الإنسان بمجرد ما يذكر له عن ولي الأمر من أمير أو عالم يذهب فيشيع السوء ويخفي الصالح
فهذا ليس من العدل وليس من العقل وهو ظلم واضح
قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا)
يعني لا يحملكم بغضهم على ترك العدل (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا جميعاً أسباب الشر والفساد وأن يؤلف بين قلوبنا
وأن يجعلنا من المتحابين فيه المتعاونين على البر والتقوى إنه على كل شيء قدير. ) اهـ .
وقال أيضا رحمه الله :
( أحذر إخواني المسلمين من غيبة العلماء وغيرهم من ولاة الأمور ولست بذلك أقول كفوا عن مساويهم ولا أن هؤلاء العلماء أو الأمراء معصومون بل هم يخطئون كغيرهم
ولكن الطريق السليم أن نتصل بالعلماء الذين بلغنا أو رأينا منهم ما يجب التنبيه عليه فنذكر لهم ما أخطئوا فيه وهم بخطئهم قد يكونوا معذورين إما بتأويل أو بجهل في الواقع أو لغير ذلك من الأعذارفإذا اتصلنا بهم وبينا لهم ما نرى أنه خطأ وناقشناهم فيه فقد يكون الصواب معهم ونكون نحن مخطئين وقد يكون الصواب معنا وحينئذٍ يلزمهم أن يرجعوا إلى الصواب
والخلاصة أن الغيبة من كبائر الذنوب لأي واحد من المسلمين وأنها تتعاظم ويكبر إثمها فيما إذا كانت للعلماء أو ولاة الأمور
فنسأل الله تعالى أن يحمي ألسنتنا مما يغضبه ونسأل الله تعالى أن يكفنا عن مساوئ غيرنا ويكف غيرنا عن مساوينا
وأن يجعلنا ممن رأى الحق حقاً واتبعه ورأى الباطل باطلاً واجتنبه.) اهـ .
وقال أيضا رحمه الله :
(وإذا كانت الغيبة في ولاة الأمور من العلماء أو الأمراء كانت أشد وأشدلأن غيبة العلماء يحصل بها انتقاصهم، وإذا انتقص الناس علماءهم لم ينتفعوا من علمهم بشيء فتضيع الشريعة، وإذا لم ينتفع الناس بعلم العلماء فبماذا ينتفعون؟ أبجهل الجهال؟ أم بضلالة الضلال؟ولهذا نعتبر الذي يغتاب العلماء قد جنى على الشريعة أولاً، ثم على هؤلاء العلماء ثانياً
ووجه الجناية على الشريعة ما ذكرته أنه يستلزم عدم قبول ما تكلم به هؤلاء العلماء من شريعة الله لأنهم قد نقص قدرهم وسقطوا من أعين الناس فلا يمكن أن ينتفعوا بعلمه، وأما كونه غيبةً للشخص فهذا واضح.
أما الأمراء فغيبتهم أيضاً أشد من غيبة غيرهم؛ لأنها تتضمن الغيبة الشخصية التي هي من كبائر الذنوبوتتضمن التمرد على الأمراء وولاة الأمور؛ لأن الناس إذا كرهوا شخصاً لم يستجيبوا لتوجيهاته ولا لأوامره بل يضادونه ويناوئونه، فيحصل بهذا شر عظيم ؛ لأن قلوب الرعية إذا امتلأت حقداً وبغضاً لولاة الأمور انفلت الزمام، وحل الخوف بدل الأمان ، وهذا شيء مشاهد ومجرب.
ولهذا نرى أن الواجب على عامة الناس وعلى طلبة العلم بالأخص إذا سمعوا عن عالمٍ ما لا يرونه حقاً أن يتثبتوا أولاً من صحة نسبته لهذا العالم ، كم من أناس نسبوا إلى العلماء ما لم يقولوه ! ثم إذا ثبت عنده أنه قاله يجب عليه من باب النصيحة لله عز وجل ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين أن يتصل بهذا العالم يقول : بلغني عنك كذا وكذا، فهل هذا صحيح؟ فإما أن ينكر وحينئذٍ نطالب من نقل عنه هذا القول بالبينة، وإما أن يقر فإذا أقر أبين له وجهة نظري
أقول : هذا القول الذي قلته غير صحيح، فإما أن يقنعني وإما أن أقنعه، وإما أن يكون لكلٍ منا وجهٌ فيما قال ، فيكون هو معذوراً باجتهاده وأنا معذورٌ باجتهادي وليس أن أتكلم في عرضه ؛ لأنني لو استبحت لنفسي أن أتكلم في عرضه لكنت أبحت له أن يتكلم هو أيضاً في عرضي وحينئذٍ يحصل التنافر والعداوة والبغضاء.) اهـ .
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول لأهميته ،،
واترككم مع هذا المقطع القيم للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
أم الفضيل @am_alfdyl_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جدة الزين
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة