جليس الساحة @glys_alsah
عضو فعال
عاجل / من تضمن وجودها غداً هنا في عالم حواء تدخل للأهمية.
أعرف أن جميع من دخلت هنا أنها غير ضامنة البتة تواجدها بالغد، لأنه لا احد يضمن بقاءه ولو دقيقة واحدة، ولكني أعرف أن دخولكم هو فقط لمجرد رؤية ما خلف هذا العنوان
ووالله أني أقف متعجباً لحال الكثيرات من بني قومي في هذا الزمن وكأنهنّ خلقنَ للدنيا وشهواتها، فإنهن إن فكرنَ فللدنيا وإن أحببنَ فللدنيا، وإن عمِلنَ فللدنيا، وبسببها يتهاونَّ أو يتركنَ كثيرأ من أوامر ربهن، حتى أن بعضهنَ مستعدة أن تترك الصلاة أو تؤخرها عن وقتها من أجل لذة نوم أو من اجل اجتماع عمل أو من أجل مسلسل أو برنامج أو موعد مهم ونحو ذلك !!
كل شيء في حياتهن له مكان ! للوظيفة مكان، للرياضة مكان، للتجارة مكان للرحلات مكان، للأفلام والمسلسلات وللأغاني مكان، للنوم مكان، للأكل والشرب مكان، كل شيء له مكان إلا القرآن وأوامر الدين، من يرى أحوالهن وما هن عليه من شدة جرأتهن على ارتكاب المعاصي وتهاونهن بها يقول: إن هؤلاء إما أنهن لم يصدقن بالنار، أو أن النار قد خلقت لغيرهن، نسوا الحساب والعقاب وتعاموا عن ما أمامهم من أهوال وصعاب انشغلن براحة أبدانهن وسعادتهن في الدنيا وأهملن سعادتها وراحتها في الأخرى .
أوقاتهن للأسف ضائعة بلا فائدة، بل إن أغلبها قد تضيع في المحرمات وإضاعة الواجبات يبحثنَ بزعمهن عن الراحة والسعادة، وهن بعملهن هذا لن يجدنَ إلا الشقاء والتعاسة، شعرنَ بذلك أم لم يشعرن لقوله تعالى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً"
والله لقد مات عند الكثير منهن الشعور بالذنب، و الشعور بالتقصير، كم هن الكثيرات اللاتي ركننَّ إلى الدنيا وكأنهنّ سيُخلَّّدنَ فيها؟؟!!!
والله لقد تغيّر الحال كثيراً لا رجال لا نساء شباب فتيات، فماذا جرى ؟؟! وما هذه الغفلة ؟!! لقد اقترب الحساب وهنَّ والله في غفلة
(اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون، ما يأتيهم من ذِكر من ربهم مُحْدَثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون، لاهيةً قلوبهم .. الأية )
إني والله لكنَّ ناصح قبل فوات الأوان، والله إنكِ لا تعلمين بعد قراءتكِ لهذا المقال هل ستقرأين غيره أم ينتهي بكِ المطاف الأن في هذه الحياة، فهل أنتي بحق مستعدة ؟!
باب التوبة مفتوح فاستغلي الفرصة الأن وأعلمي أن الشيطان سوف يسوّف لكِ أعمالك ويأمركِ بإتباعه ويواصل قائلاً لا داعي لتحرمي نفسكِ من ملذات الدنيا والموت بعيد ولا زال الوقت مبكرا للتوبة،،، وكل ذلك حتى يغويكِ إلى أن يقبض قلبكِ هادم اللذات ثم تفيقين من غفلتك وتندمين ولكن حينها لا يجدي الندم،،
وحتى وإن كانت ذنوبكِ كثيرة وجرمكِ كبير فتذكري قوله تعالى « قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفرُ الذنوبَ جميعاً إنه هو الغفورُ الرحيم » وجاء تفسيرها للسعدي : قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي, وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم, إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت, إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده, الرحيم بهم.
فتذكري أختي الأن قبل فوات الأوان
34
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أغلى شهد :(ثم ردوا إلى اللهِ مولاهم الحق، ألا لهُ الحكمُ وهو أسرع الحاسبين). اللهم ردنا اليك ردا جميلا جزاك الله خيرا فلاش راااائع انشودة جميلة تخص الموضوع http://saaid.net/flash/maot.htm وجاءت سكرة الموت بالحق وجاءت سكرة الموت بالحق والحق أنك تموت .. والله حى لا يموت والحق أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. وجاءت سكرة الموت بالحق والحق أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ذلك ما كنت منه تحيد.. ذلك ما كنت منه نهرب .. ذلك ما كنت منه تجرى .. ذلك ما كنت منه تخاف.. تحيد إلى الطبيب إذا جاءك المرض .. خوفاً من الموت .. وتحيد إلى الطعام إذا أحسست بالجوع .. هرباً من الموت .. وتحيد إلى الشراب إذا أحسست بالظمأ .. رعباً من الموت .. ولكن .. ثم ماذا؟ أيها القوى الفتى .. يا أيها الذكى .. يا أيها العبقرى .. يأ أيها الكبير .. يا أيها الوزير .. يا أيها الأمير .. يا أيها الصغير .. كل باك فسيبكى وكل مذخور سيفنى ليس غير الله يبقى * * * وكل ناع فسينعى وكل مذكور سينسى من علا فالله أعلى أيا من يدعى الفهم تتبع الذنب بالذنب أما بان لك العيب وما فى نصحه ريب أما أسمعك الصوت فتحطات وتهتم وتختال من الزهو كأن الموت ما عم! إلى اللحد وتنغط إلى أضيق من سم إلى كم يا أخى الوهم وتخطى الخطأ الجم أما أنذرك الشيب أما نادي بك الموت أما تخشى من الموت فكم تسير فى السهو وتنفض إلى اللهو كأنى بك تنحط وقد أسلمك الرهط هناك الجم ممدود إلى أن ينخر العود فذود نفسك الخير وهيئ مركب السير بذا أوصيك يا صاح فطوبى لفتى راح ليستأكله الدود ويمسى العظم قد رم ودع ما يعقب الضير وخف من لجة اليم وقد بحتك من باح بآداب محمد يأتم وصدق الله جل وعلا إذ يقول: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}() كلا إذا بلغت التراقى .. إذا بلغت الروح الحلقوم.. وقيل من راق : من الذى يرقيه؟ من الذى يبذل له الرقية؟ من الذى يقدم له العلاج؟ من الذى يحول بينه وبين الموت؟ أنظر إليه!! وهو من هو؟ صاحب السلطان! صاحب الأموال! صاحب السيارات.. صاحب العمارات .. صاحب الوزارات.. أنظر إليه وهو على فراش الموت .. التف الأطباء من حوله .. ذاك يبذل له الرقية .. وذاك يقدم له العلاج .. يريدون شيئاً، وملك الملوك قد أراد شيئاً آخر.. أنظر إليه أيها الحبيب أصفر وجهه، وشحب لونه، وبردت أطرافه، وتجعد جلده ، وبدأ يحس بزمهرير قارس، يزحف إلى أنامل يديه وقدميه. يحاول جاهداً أن يحرك شفتيه بكلمة التوحيد، فيحس أن الشفة كالجبل، لا يريد أن يتزحزح إلا لمن يسر الله له النطق بـ لا إله إلا الله. إلا لمن عاش على الإيمان، ومات على الإيمان كما قال ربنا جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} () وينظر إلى أهله .. إلى أحبابه .. فيراهم مرة يبتعدون ومرة يقتربون ويرى الغرفة التى هو فيها مرة تضيق عليه فتصير كخرم إبرة ومرة يراها كالفضاء الموحش. فإذا وعى ما حوله .. فى الصحوات .. بين السكرات والكربات .. نظر إليهم نظرة استعطاف.. نظرة رجاء .. نظرة أمل .. نظرة تمن وقال لهم بلسان الحال بل وبلسان المقال: يا أحبابي .. يا أولادى .. يا أبنائى .. لا تتركونى وحدى ولا تفردونى فى لحدى.. أنا أبوكم .. أنا حبيبكم .. أنا الذى بنيت لكم القصور .. أنا الذى عمرت لكم الدور.. أنا الذى نميت التجارة .. أنا صاحب الجاه .. أنا صاحب الوزارة .. أنا صاحب السلطان .. أنا صاحب الأموال .. أنا صاحب الكرسى .. أنا .. من أنا .. لا تتركونى وحدى.. ولا تفردونى فى لحدى!! فأفدونى بأعماركم .. من منكم يزيد فى عمرى ساعة أو ساعتين؟! وهنا يعلو صوت الحق كما قال الله وجل وعلا: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} () سبحانك يا من ذللت بالموت رقاب الجبابرة. سبحانك يا من أنهيت بالموت آمال القياصرة. سبحانك يا من نقلتهم بالموت من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود، ومن ملاعبة الجوارى والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان، ومن التنعم فى ألوان الطعام والشراب إلى التمرغ فى الوحل والتراب!! وقيل من راق: أى من الذى يرقى بروحه إلى الملك جل وعلا. أى من الذى يرتقى بهذه الروح من الملائكة وظن أن الفراق .. والتفت الساق بالساق. أهذا هو الذى سيخرج به؟ هذه الأكفان .. هذا القماش .. أين ماله؟ أين جاهه؟ أين كرسيه؟ أين سلطانه؟ أين دولاراته؟ أين أولاده؟ أين جنده؟ أين طائراته؟ أين دباباته؟ أين وزاراته؟ أين الجاه؟ أهذا هو الذى سيخرج به؟ شعر في الموت يقول الشاعر..: يا عجبا للناس لو فكروا و حاسبوا انفسهم ابصروا و عبروا الدنيا الـى غيرها فـأنما الدنيا لـهـم معبر لا فخر الا فخر اهل التقى غـدا اذا ضمهم المـحـشـر ليعلمن الناس ان التـقـى و البر كـانـا خير ما يـدخـر عجبت للانسان فى فخره و هو غدا فى قبره يقبر مــا بــال مـن اولـه نـطـفـه و جـيـفــه اخـره يـفـجـر اصبح لا يملك تقديم ما يرجـو و لا تأخـيـر مـا يـحـذر و اصبح الامر الى غيره فى كل ما يقضى و ما يقدر ويقول الاعرابى فى السابقين الاولين من القرون لنا بصائر لما رايت مواردا للموت ليس لها مصادر ورايت قومي نحوها يمضى الاكابر والاصاغر ايقنت اني لا محاله حيث سار القوم سائر فاعتبروا يا اولى الابصار(ثم ردوا إلى اللهِ مولاهم الحق، ألا لهُ الحكمُ وهو أسرع الحاسبين). اللهم ردنا اليك ردا...
اللهم آمين،، وشاكراً لك.
الصفحة الأخيرة
اللهم ردنا اليك ردا جميلا
جزاك الله خيرا
فلاش راااائع انشودة جميلة تخص الموضوع
http://saaid.net/flash/maot.htm
وجاءت سكرة الموت بالحق
وجاءت سكرة الموت بالحق
والحق أنك تموت .. والله حى لا يموت
والحق أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة
أو ملائكة العذاب.
وجاءت سكرة الموت بالحق
والحق أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران
ذلك ما كنت منه تحيد.. ذلك ما كنت منه نهرب .. ذلك ما كنت منه تجرى .. ذلك ما كنت منه تخاف..
تحيد إلى الطبيب إذا جاءك المرض .. خوفاً من الموت ..
وتحيد إلى الطعام إذا أحسست بالجوع .. هرباً من الموت ..
وتحيد إلى الشراب إذا أحسست بالظمأ .. رعباً من الموت ..
ولكن .. ثم ماذا؟
أيها القوى الفتى .. يا أيها الذكى .. يا أيها العبقرى .. يأ أيها الكبير .. يا أيها الوزير .. يا أيها الأمير .. يا أيها الصغير ..
كل باك فسيبكى
وكل مذخور سيفنى
ليس غير الله يبقى
* * * وكل ناع فسينعى
وكل مذكور سينسى
من علا فالله أعلى
أيا من يدعى الفهم
تتبع الذنب بالذنب
أما بان لك العيب
وما فى نصحه ريب
أما أسمعك الصوت
فتحطات وتهتم
وتختال من الزهو
كأن الموت ما عم!
إلى اللحد وتنغط
إلى أضيق من سم إلى كم يا أخى الوهم
وتخطى الخطأ الجم
أما أنذرك الشيب
أما نادي بك الموت
أما تخشى من الموت
فكم تسير فى السهو
وتنفض إلى اللهو
كأنى بك تنحط
وقد أسلمك الرهط
هناك الجم ممدود
إلى أن ينخر العود
فذود نفسك الخير
وهيئ مركب السير
بذا أوصيك يا صاح
فطوبى لفتى راح
ليستأكله الدود
ويمسى العظم قد رم
ودع ما يعقب الضير
وخف من لجة اليم
وقد بحتك من باح
بآداب محمد يأتم
وصدق الله جل وعلا إذ يقول:
{كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}()
كلا إذا بلغت التراقى .. إذا بلغت الروح الحلقوم..
وقيل من راق : من الذى يرقيه؟ من الذى يبذل له الرقية؟ من الذى يقدم له العلاج؟ من الذى يحول بينه وبين الموت؟
أنظر إليه!! وهو من هو؟ صاحب السلطان! صاحب الأموال! صاحب السيارات.. صاحب العمارات .. صاحب الوزارات..
أنظر إليه وهو على فراش الموت .. التف الأطباء من حوله .. ذاك يبذل له الرقية .. وذاك يقدم له العلاج .. يريدون شيئاً، وملك الملوك قد أراد شيئاً آخر..
أنظر إليه أيها الحبيب أصفر وجهه، وشحب لونه، وبردت أطرافه، وتجعد جلده ، وبدأ يحس بزمهرير قارس، يزحف إلى أنامل يديه وقدميه. يحاول جاهداً أن يحرك شفتيه بكلمة التوحيد، فيحس أن الشفة كالجبل، لا يريد أن يتزحزح إلا لمن يسر الله له النطق بـ لا إله إلا الله.
إلا لمن عاش على الإيمان، ومات على الإيمان كما قال ربنا جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} ()
وينظر إلى أهله .. إلى أحبابه .. فيراهم مرة يبتعدون ومرة يقتربون ويرى الغرفة التى هو فيها مرة تضيق عليه فتصير كخرم إبرة ومرة يراها كالفضاء الموحش.
فإذا وعى ما حوله .. فى الصحوات .. بين السكرات والكربات .. نظر إليهم نظرة استعطاف.. نظرة رجاء .. نظرة أمل .. نظرة تمن وقال لهم بلسان الحال بل وبلسان المقال:
يا أحبابي .. يا أولادى .. يا أبنائى .. لا تتركونى وحدى ولا تفردونى فى لحدى.. أنا أبوكم .. أنا حبيبكم .. أنا الذى بنيت لكم القصور .. أنا الذى عمرت لكم الدور.. أنا الذى نميت التجارة .. أنا صاحب الجاه .. أنا صاحب الوزارة .. أنا صاحب السلطان .. أنا صاحب الأموال .. أنا صاحب الكرسى .. أنا .. من أنا .. لا تتركونى وحدى.. ولا تفردونى فى لحدى!!
فأفدونى بأعماركم .. من منكم يزيد فى عمرى ساعة أو ساعتين؟! وهنا يعلو صوت الحق كما قال الله وجل وعلا:
{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} ()
سبحانك يا من ذللت بالموت رقاب الجبابرة.
سبحانك يا من أنهيت بالموت آمال القياصرة.
سبحانك يا من نقلتهم بالموت من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود، ومن ملاعبة الجوارى والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان، ومن التنعم فى ألوان الطعام والشراب إلى التمرغ فى الوحل والتراب!!
وقيل من راق: أى من الذى يرقى بروحه إلى الملك جل وعلا.
أى من الذى يرتقى بهذه الروح من الملائكة
وظن أن الفراق .. والتفت الساق بالساق.
أهذا هو الذى سيخرج به؟
هذه الأكفان .. هذا القماش .. أين ماله؟ أين جاهه؟ أين كرسيه؟ أين سلطانه؟ أين دولاراته؟ أين أولاده؟ أين جنده؟ أين طائراته؟ أين دباباته؟ أين وزاراته؟ أين الجاه؟
أهذا هو الذى سيخرج به؟
شعر في الموت
يقول الشاعر..:
يا عجبا للناس لو فكروا و حاسبوا انفسهم ابصروا
و عبروا الدنيا الـى غيرها فـأنما الدنيا لـهـم معبر
لا فخر الا فخر اهل التقى غـدا اذا ضمهم المـحـشـر
ليعلمن الناس ان التـقـى و البر كـانـا خير ما يـدخـر
عجبت للانسان فى فخره و هو غدا فى قبره يقبر
مــا بــال مـن اولـه نـطـفـه و جـيـفــه اخـره يـفـجـر
اصبح لا يملك تقديم ما يرجـو و لا تأخـيـر مـا يـحـذر
و اصبح الامر الى غيره فى كل ما يقضى و ما يقدر
ويقول الاعرابى
فى السابقين الاولين من القرون لنا بصائر
لما رايت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورايت قومي نحوها يمضى الاكابر والاصاغر
ايقنت اني لا محاله حيث سار القوم سائر
فاعتبروا يا اولى الابصار