----- عالــم الــصبر ----

ملتقى الإيمان







معنى الصبر

الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما .
فهو حبس النفس على ما يقتضيه الشرع، في عقولنا فنوقن بقصورها عن الإحاطة بحكمة الله عز وجل فيما قضى وقدر: ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
وفي ألسنتنا فلا نتجاوز ما أخبر به الحق عن أوليائه عند المصيبة قولهم: ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
وفي الجوارح فلا تظهر التسخط للحديث: ((ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)). وللحديث: ((من ضرب فخذه - أي عند المصيبة- حبط أجره، والصبر عند الصدمة الأولى)).


أنواع الصبر و أفضل الأنواع


الصبر على الطاعة:


وكلما ازداد العبد صبرا على الطاعة ازداد حبا لها وشوقا فهذا أحد الصالحين يفرش له فراشه بعد صلاة العشاء فيضع يده عليه ويقول: والله إنك للين ولكن فراش الجنة ألين منك ثم يقوم إلى صلاته إلى الفجر، حتى يسأل عمر ما أحب شيء إلى نفسه؟ فيقول: (ضرب السيف وصيام بالصيف)، ورسول الله يقول: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط))
ومراتب الصبر على الطاعة ثلاثة:
أ - قبل العمل: بأن تكون النية خالصة لله: ((إنما الأعمال بالنيات))
ب- عند العمل: فلا يكسل ولا يفتر: ((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))
ج- وعند الفراغ منه فلا يمن به ولا يطلب به سمعة: من جاء بالحسنة فله عشر أمثلها



الصبر عن المعصية:


فتحفظ نفسك عن كل ما يدنيك من المعصية في بصرك: ((النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها لله تعالى أبدله الله نورا يجد حلاوته في قلبه))،
وفي لسانك: ((أمسك عليك هذا وأشار إلى لسانه يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم))
وفي بطنك فلا يدخلها حرام للحديث: ((واعلم أن اللقمة الحرام إذا وقعت في جوف أحدكم لا يتقبل عمله أربعين ليلة))
وفي فرجك فلا تزني للحديث: ((من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة))



الصبر على المصائب و الأقدار ومنها:


الموت: هذه المصيبة تصيب الجميع: أهل وأقارب وأحباب وأصدقاء، كلنا نتجرع الصبر على الموت.
الصبر على الأمراض: أمراض كثيرة نسمع عنها كل يوم.
الصبر على أذى وسخف الناس .
الصبر على الفقر – الصبر على فشل الأولاد في المدارس.
الصبر بين الازواج (أي ما يحدث أحيانا من خلافات زوجية)


فمن أدى الثلاثة فقد اكتمل صبره .



قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :

"وأفضل أنواع الصبر : الصيام ؛ فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة ؛ لأنه صبر على طاعة الله عز وجل ، وصبر عن معاصي الله ؛ لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل يقول : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ؛ لأنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي )



دع الأيـام تفعـل مـا تشاء وطب نفسا إذ حكم القضاء

ولا تجـزع لـحادثة اللـيالي فمـا لحـوادث الدنيا بقاء

وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السمـاحة والوفاء

وأرض الله واسـعـة ولـكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء







كيف أصبر؟

للصبر على المصائب شروط :

1- لابد وأن يكون في اللحظة الأولي ، أول ما يأتي الخبر وكيف ؟
بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يمر على القبور فإذا بامرأة تبكي عند قبر بنواح. فقال لها النبي: يا أمة الله اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني – أي اتركني وشأني – فقال لها ، يا أمة الله اتقي الله واصبري ، فقالت : إليك عني ، فتركها رسول الله ، فذهب إليها الصحابة وقالوا لها : أتعلمين من هذا ؟ إنه رسول الله فذهبت إليه وقالت له : سامحني فلم أكن أعلم أنك رسول الله ، فقال لها : إنما الصبر عند الصدمة الأولى أي الآن هدأت ؟ الصبر كان لابد وأن يكون في لحظتها حتى تأخذي الثواب كاملا.


2- الشرط الثاني: أن تقولي في لحظتها " إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها "
ليتنا يا شباب نتعلم هذا الدعاء، في أي شيء يصيبك، سرق حذاءك وأنت تصلي ، ضاع منك أي شيء ، قل هذا الدعاء ، ولابد أن يعوضك الله خيرا منها.
أم سلمة زوجها " أبو سلمة " مات شهيدا في بدر ، فقال لها النبي قولي هذا الدعاء ربنا يخلفك خيرا منه ، فجلست تفكر من يكون خير من أبي سلمة صحابي ، وشهد بدرا ، ومات شهيدا ؟ لكنها قالته ، فتزوجها نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم إذن نتعلم أن نحرص على هذا الدعاء " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.

3- الشرط الثالث عند استقبال المصائب: أن يكون بلا ضجر وبلا شكوى هل معناه ألا أقول لأحد ؟ إذا كنت تقول بنية الأخبار وإنك تتألم من حدوث كذا وكذا .. يجوز، لكن لو بنية شكوى الله لا يجوز، فالأمر يتوقف على نيتك.
أوصيكم بتطبيق عملي على الصبر ، الصبر في البيوت بين الزوجات والأزواج ونصيحة بالذات للأزواج، يقول النبي صلي الله عليه وسلم :
"لا يبغض مؤمن مؤمنة إذا رأى منها خلق يبغضه رأى منها أخر يعجبه "
وهو يقصد الأزواج هنا ، فليس كل شيء في زوجتك سيء ، هناك فيها ما يعجبك ، إن سخطت منها شيء فارضي بالباقي .
قضية مهمة جدا ومنتشرة الآن في المجتمع ، أزواج كثيرين الآن ، يقولون أريد أن أتزوج مرة أخرى ، لا أستطيع الاستمرار مع زوجتي لماذا ؟

في الحقيقة هي حسنة المعاشرة وتربي أولادي , .. لكن فيها بعض الأشياء التي تضايقني .
أقول له: ألم تسمع قول الله تعالى " إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب"
وقول الله تعالى: " فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" النساء
انصح الأزواج أن يصبروا على زوجاتهم وإذا كان هناك ما يضايقك فيها حاول أن تصلحه معها وتساعدها على أن تعالجه.
من التطبيقات أيضا التي أوصي بها:
أوصي الناس التي تظل صابرة ومحتسبة عند المصائب ، لكن عندما يفتح الله عليها ويفرحها لا تستطيع الصبر ، يصبر على البلاء ولا يصبر عند النعمة يقول أحد الصحابة : أبتلينا مع النبي صلي الله عليه وسلم في الضراء فصبرنا ، ثم أبتلينا بالسراء فلم نصبر.
وهذا ما يحدث لبعضنا، هو صابر ومؤمن ، أول ما يفتح له الله وتأتي السيارة يعصي ، يأتي المحمول يعصي أكثر ، كل ما النعيم يفتح له يعصي أكثر ولا يقوى على الصبر فبالله عليك لا تغفل عن هذا المعني .

-- منقول من موقع عمرو خالد --

من مظاهر الصبر عند الدعاة

1-الصبر على أذى النفس : فهذه النفس الأمارة بالسوء تقول :يا عبد الله الناس مرتاحون, و لا يعادون خلق الله, وفي وظائف مرفهة, و أجور عالية, وأنت في هذا العمل الدعوي.
ولهذا لابد أن تقمعها ,وأن تقول: أيتها النفس لا تتكلمي؛ فإنني أعمل عمل الأنبياء الذين لم يتقاضوا عليه أجرا حيث قالوا لقومهم ] وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
ثواب المصائب والصبر عليها


1 - دخول الجنة: قال تعالى: وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ وقال عليه الصلاة والسلام: { يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة } . وصفيّه هو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان، والمراد باحتسبه: صبر على فقده راجياً الأجر من الله على ذلك، وفي الحديث القدسي، قال الله عز وجل: { ابن آدم إن صبرت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثواباً دون الجنة } . وصحح سنده البوصيري.

2 - إن الصابرين يوفون أجورهم بغير حساب. قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ قال الأوزاعي: ( ليس يوزن لهم ولا يكال. إنما يغرف لهم غرفاً ).

3 - معيّة الله لهم. وهي المعيّة الخاصة المقتضية للمعونة والنصرة والتوفيق. قال تعالى: إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ .

4 - محبته لهم. قال تعالى: وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ .

5 - تكفر السيئات. قال عليه الصلاة والسلام: { ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها خطاياه } . والنصب: التعب، والوصب: المرض، وقال عليه الصلاة والسلام: { ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة } .

6 - حصول الصلوات والرحمة من الله والهداية. قال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ قال بعض السلف وقد عُزِّي على مصيبة نالته: ( مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها ) يعني الخصال المذكورة في هذه الآية.

7 - رفع منزلة المصاب. قال عليه الصلاة والسلام: { إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبّره على ذلك حتى يبلّغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى } . ولهذا قال بعضهم: ( التهنئة بأجل الثواب أولى من التعزية بعاجل المصيبة ).




قصص في الصبر



صبر الصحابة على المرض


روي أن الحمى أصابت أهل قباء و لقوا منها ما لقوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكوا اليه. فقال لهم: ان شئتم دعوت الله فكشفها عنكم، و ان شئتم صبرتم فتكون لكم طهورا ( و قيل فأسقطت بقية ذنوبكم ). قالوا فدعها يا رسول الله.

و روي أيضا أن امرأة جاءت الى النبي تسأله أن يدعو لها أن يشفيها الله من الحمى، فقال لها ان شئت دعوت لك فيكشف عنك و ان شئت صبرت و تجب لك الجنة. قالت بل أصبر و لا أجعل و الله لجنته خطرا.
رواه البخاري
و روي أن امرأة أتت النبي صلى اللهم عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر و لكن ادع لي الله الا أتكشف فدعا لها.
رواه البخاري
و روي أيضا أن الطاعون أصاب معاذ و أبو عبيدة و شرحبيل ابن حسنة و أبو مالك الأشعري في يوم واحد، فقال معاذ: انها رحمة ربكم عز و جل، و دعوة نبيكم صلى الله عليه و سلم، و قبض الصالحين قبلكم، اللهم آت آل معاذ النصيب الأكبر من هذه الرحمة. فما لبث أن أصيب ابنه عبد الرحمن و قبل أن يموت قال لأبيه: يا أبت انه الحق من ربك فلا تكن من الممترين، فأجابه معاذ: بل أقول ستجدني ان شاء الله من الصابرين.
ثم اشتد النزع بمعاذ - نزع الموت - كان كلما أفاق قال : رب اخنقني خنقتك فوعزتك انك لتعلم أن قلبي يحبك.
أخرجه أحمد


الصبر على ذهاب البصر



عن زيد ابن الأرقم أنه قال: رمدت عيناي، فعادني النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا زيد أرأيت لو أن عينك ذهب نورها كيف كنت تصنع، قلت أصبر يا رسو الله، فقال لي النبي صلى الله عليه و سلم: لو صبرت و احتسبت كان ثوابك الجنة.
أخرجه البيهقي


الصبر على موت الأولاد



عن أنس رضي الله عنه أن حارثة بن سراقة قتل يوم بدر. فجاءت أمه فقالت: يا رسول الله أخبرني عن حارثة ان كان في الجنة صبرت و ان كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، قال صلى الله عليه و سلم: يا أم حارثة انها جنان و ليست جنة واحدة و ابنك أصاب منها الفردوس الأعلى.
فرجعت تضحك و تقول بخ بخ يا حارث
أخرجه الشيخان

روي أن أبي طلحة و أم سليم رزقا بولد. و أحبه أبوه حبا شديدا حتى مرض و قبضه الله بين يدي أمه. فلما رجع أبو طلحة سأل زوجته ما فعل ابني، قالت هو خير مما كان. و جهزت له عشاءه فتعشى ثم تزينت له فأصاب منها. ثم قالت له يا أبا طلحة: عارية استعارها قوم فلبثت عندهم ما شاء الله ثم ان أهل العارية أرسلوا في طلبها، ألهم أن يجزعوا، فقال لا، فقالت فان الله قد طلب عاريته فاحتسب ابنك فانه مات.فذهب الى النبي يحكي له ما فعلت زوجته فسأل النبي: أعرستم الليلة قال نعم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما. فقال رجل من الأنصار : فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم من حفظة القرآن.
أخرجه البخاري

و قيل لأبي ذر انك امرؤ ما يبقى لك ولد فقال : الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء و يدخرهم في دار البقاء.أمر أبي بكر الناس بالصبر على فقد الأقارب فقال: ليس مع العزاء مصيبة، وليس مع الجزع فائدة، الموت أهون ما قبله و أشد ما بعده، اذكروا فقد رسول الله صلى الله عليه و سلم تصغر مصيبتكم.

أمر علي بن أبي طالب الأشعث بن قيس بالصبر على فقد ابنه: إن تحزن فقد استحقت منك الرحم، و ان تصبر ففي الله خلف من ابنك. انك ان صبرت جرى عليك القدر و أنت مأجور، و ان جزعت جرى عليك و أنت مأثوم


الصبر على البلايا عامة


من الطرائف أن رجل مر على امرأة كانت بغيا في الجاهلية. فجعل ينظر اليها و قد ولت و لم يرفع نظره عنها حتى أصاب وجهه الحائط. فأتى النبي فذكر له ذلك. فقال صلى الله عليه و سلم: ان الله أراد بك خيرا، فان الله اذا أراد بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا، و اذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة.

كتب أبو عبيدة الى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم و ما يتخوف منهم. فكتب عمر له: أما بعد فانه مهما ينزل بعبد مؤمن من شدة يجعل الله بعدها فرجا، و انه لن يغلب عسر يسرين، و ان الله تعالى يقول في كتابه : يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون. ( آل عمران 200 )


صبر السلف و الصحابة على الايذاء و التعذيب



عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا فقال صلى الله عليه و سلم كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون * أخرجه البخاري

و كان صحابة رسول الله يحبون أن تندق أعناقهم و لا يصيب رسول الله بخدش.
و روي أن أبا بكر وطيء في مكة و ضرب ضربا شديدا دفاعا عن رسول الله و حجفا عنه من اعتداء المشركين. حتى أن عتبة بن ربيعة جعل يضرب أبا بكر بنعليه على وجهه حتى ما يعرف وجهه من أنفه. و حمل أبا بكر الى بيته و ما يشك أحد في موته. حتى اذا فاق أول شيء سأل عن رسول الله، و رفض الطعام أو الشراب حتى يطمئن على رسول الله. و أبى الا أن يحمل اليه. فحملوه اليه حتى اطمأن على سلامته صلى الله عليهو سلم.

و كانت أم مصعب بن عمير تمنعه الطعام و الشراب لترده عن الاسلام ثم طردته من بيتها

و كان صهيب بن سنان الرومي يعذب حتى يفقد وعيه و لا يدري ما يقول

و كان أمية بن خلف يضع في عنق بلال حبلا و يسلمه للصبيان ليطوفوا به في جبال مكة. و كان يضربه بعصاه و يجوعه و كان اذا حميت الظهيرة يطرحه على ظهره في الرمضاء و يضع الصخرة العظيمة على ظهره و يقال له ستترك هكذا حتى تكفر بإله محمد فلا يقول الا أحد أحد

و كان عمار بن ياسر و أبوه ياسر و أمه سمية موالي لبني مخزوم، فلما أسلما قيدهم أبو جهل في شدة حر شمس الظهيرة و ظل يعذبهم عذابا شديدا حتى مر بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم : صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة.
و اشتد بهم العذاب حتى مات ياسر من شدة العذاب و طعن أبو جهل سمية بالرمح في قبلها فماتت، فكانت أول شهيدة في الاسلام، و شددوا العذاب بعمار و كان صغيرا، فتارة يضعون الصخر الأحمر على صدره و بالحرق و بغطه في الماء تارة أخرى حتى يفقد وعيه. و قالوا له لن نتركك حتى تسب محمد ففعل من شدة العذاب.
و جاء الى النبي يبكي و يعتذر له فأنزل الله { و من كفر من بعد ايمانه الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان } ( النحل 106 )

و كانت أم أنمار بنت سباع الخزاعية تعذب مولاها خباب بن الأرت بالكي بالنار. و كان المشركون يلوون رأسه و يلقوه على النار و يسحبوه عليها فلا يطفئها الا ودك ظهره. و لا يزيده ذلك الا ايمانا و تسليما.

و زنيرة، الأمة الرومية، التي أسلمت فعذبت عذابا شديدا حتى فقدت بصرها، فقيل لها أصابتك اللات و العزى، فقالت و الله ما أصابتني بل هو من الله و ان شاء كشفه، فرد الله عليها بصرها

مقاطعة قريش لبني هاشم

قاطعت قريش بني هاشم مقاطعة شاملة و منعوا جميع القبائل من التعامل معهم. و استمر الحصار حوالي ثلاث سنوات. و انقطع عنهم الطعام حتى أنهم لجأوا الى أكل أوراق النبات و الجلود، حتى كان يسمع أصوات النساء و الأطفال يتضاغون من الجوع. و كان أهل مكة يشترون كل ما يرد الى مكة في قوافل التجارة حتى يمنعوا المسلمين من الشراء.
و لم يمنعهم ذلك من الخروج الى الناس لدعوتهم الى الاسلام.

و أبو ذر الغفاري الذي أسلم فقال و الله لأصرخن بها بين أظهر المشركين. فذهب الى المسجد و صرخ يا معشر قريش اني قد أسلمت. فانقضوا عليه يضربونه حتى كاد أن يموت.
فصاح بهم العباس: ويلكم أتقتلون رجل من غفار و عيركم تمر عليهم. فتركوه.
فرجع أبو ذر اليوم التالي فقال مثل مقالته بالأمس، فضربوه ثانية حتى كادوا يقتلوه فانقذه العباس مرة أخرى.


من سير الصالحات (أعجب قصة صبر معاصرة)


يرويها الدكتور خالد بن عبد الله الجبير استشاري وجراح أمراض القلب قال الدكتور حفظه الله :
أجريت عملية لطفل يبلغ من العمر سنتين ونصف ، وبعد يومين وبينما هو جالس بجوار أمه بحالة جيدة ، إذا به يُصاب بنزيف في القصبة الهوائية ويتوقف قلبه لمدة 45 دقيقة وتتردى حالته ، ثم أتيت إلى أمه فقلت لها : إن ابنك هذا أعتقد أنه مات دماغياً .أتدرون بماذا ردّت عليّ ؟
قالت : الحمد لله . اللهم اشفه إن كان في شفاءه خيراً له . تركتني .
كنت أنتظر منها أن تبكي ! أن تفعل شيئا ! أن تسألني !
لم يكن شيء من ذلك .وبعد عشرة أيام بدأ ابنها يتحرك
وبعد 12 يوما يُصاب بنزيف آخر كما أصيب من قبل ، ويتوقف قلبه كما توقّف في المرة الأولى .
وقلت لها ما قلت لها وردّت عليّ بكلمتين : الحمد لله .
ثم ذهبت بمصحفها تقرأ عليه ، ولا تزيد عليه .
وتكرر هذا المنظر سـتّ مرّات
وبعد شهرين ونصف ، وبعد أن تمّت السيطرة على نزيف القصبة الهوائية
فإذا به يُصاب بخرّاج في رأسه تحت دماغه لم أرَ مثله .
وحرارته تكون في الأربعين وواحد وأربعين درجة
قلت لها : ابنك الظاهر إنه خلاص سوف يموت
قالت : الحمد لله . اللهم إن كان في شفاءه خيراً فاشفه يا رب العالمين .
وذهبت وانصرفت عنّي بمصحفها وبعد أسبوعين أو ثلاثة شفا الله ابنها
ثم بعد ذلك أصيب بفشل كلوي كاد أن يقتله فقلت لها ما قلت
فقالت : الحمد لله . اللهم إن كان في شفاءه خيراً له فاشفه .
وبعد ثلاثة أسابيع شفاه الله من مرض الكلى وبعد أسبوع إذا به يُصاب بالتهاب شديد في الغشاء البلوري حول القلب ، وصديد لم أرَ مثله فتحت صدره حتى بان وظهر قلبه ليخرج الصديد
فقلت لها : ابنك الظاهر ها المرة ما فيه أمل !
قالت : الحمد لله .
وبعد ستة أشهر ونصف يخرج ابنها من العناية المركزة لا يرى .
لا يتكلّم . لا يسمع لا يتحرّك كأنه جثة هامدة
وصدره مفتوح ، وقلبه يُرى إذا نُزِع الغيار .

وهذه المرة لا تعرف إلا ( الحمد لله )
وإذا كان واحد منكم سألني عن ابنها فهي قد سألتني !
أبداً ! ستة أشهر ونصف لم تسألني سؤال واحد عن طفلها
وبعد شهرين ونصف ... ماذا حدث ؟؟
خرج ابنها من المستشفى يسبقها مشيا سليما معافى ، كأنه لم يُصب .
لم تنته القصة ... لم تنته القصة ... لم تنته القصة
فكان العجب بعد سنة ونصف
أن أخبرني ( السكرتير ) فقال : هناك امرأة ورجل وطفلان يُريدون أن يُسلموا عليك
جئت ، وإذا به زوج تلك المرأة الذي كلما أراد أن يتكلّم ويسألني قالت : اتركه .. توكّل على الله .
لم تسيطر على نفسها فقط ولكنها سيطرت على زوجها ؛ لأنها رمت حبالها وتوكلها وتذللها وانطراحها بين يدي الحي الذي لا يموت الذي يُحيي العظام وهي رميم .

رأيت ذلك ( مريضي هذا ) وقد أصبح ذو الأربع سنوات ، وعلى كتفها طفل عمره ثلاثة أشهر تقريبا
قلت لزوجها مازحا : ما شاء الله هذا رقم 10 وإلا 12 ! ( من بين الأولاد )
فضحك وقال اسمعوا ما قال قال : يا دكتور هذا الثاني !
لأننا بقينا ( 17 سنة ) في عقم نبحث عن علاج فرزقنا الله هذا الولد ثم ابتلانا به
فرزقنا ربي الشفاء فهو المنان الكريم
امرأة تنتظر 17 عاما وتذهب إلى بلاد العالم للعلاج ثم يأتيها طفل كهذا ثم يُصاب بما يُصاب ثم تصبر .

أتدرون من احترمها ؟؟؟
أتدرون من يأتي لها بالأكل والشرب ؟؟؟
إنهنّ الممرضات الكافرات !
لأنهن يحترمنها ويهبنها

لأنها – كما قالت إحدى الممرضات – :
هذه امرأة عندها مبادئ !
عندها قوة شخصية

ولكن الممرضة لم تعرف أن عندها قوة إيمان
انتهت القصة .

======
بقي أن نتأمل في هذه القصة التي ذكرها الدكتور
العجب الذي لا ينقضي أن هذه المرأة تعيش بين أظهرنا في زمان الماديات
والأعجب من ذلك هذا الصبر العجيب
والعجب الذي لا ينقضي أن هذا الطفل لم يأت إلا بعد معاناة سبعة عشر عاماً
ثم تُبتلى هذا الابتلاء ، وتصبر هذا الصبر

فـ لله درّها ما أعظم إيمانها بالله و لله درّها ما أصبرها
ولله درّها ما أبلغ قصتها من قصة وما أكبرها من موعظة



ومن الدعاء المأثور عن النبي قوله: ((اللهم إني أسألك من اليقين ما تهوّن علي به مصائب الدنيا))



كن عن الهموم معرضا وكل الأمور إلى القضا
وانعم بطول سلامة تسليك عمـا قـد مضـى
فلربما اتسع المضيق وربمـا ضـاق الفضـا
ولرب أمر مسخط لك فـي عواقبـه رضـى
الله يفعـل مـا يشـاء فـلا تكـن متعرضـا


12
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

noors
noors
جزاك الله كل خير والله كلامك هون على الكثير جعلنا الله من الصابرين وفرج كربتى وكربة كل مكروب اامين
saharrose
saharrose
آمين يارب ,,,,,,,,,, الله يفرج عليك يارب .
نسيت اضيف نقطة كانت تتكلم عن الاحتساب في الصبر ,,
وهو إنك تصبرين وإنتي محتسبة هذا الصبر وأجره في الآخرة إن شاء الله .
الاميره2
الاميره2
جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
غادة بيبو وصفصف
بورك لك وجزاك اللهخير الجزاء وازال منك الهم والغم والخزن وجعل لله يامك كلها افراحا
وحظيت بالغفران ودخول الجنخ مع سيدنا محمد صلى الله عليه واله واصحابه وسلم
لا اروع من هذا الكلام
ذهب نجد
ذهب نجد
جزاك الله خير