
اكبر شوشه
•


رموووووووولتي
الصداقة كنز معنــــــــــاها جميل = من ملكها اشهـــــــــــد انه ملك
تعرف اوصافك من اوصاف الخليل = والصديق احيان اقــرب من هلك
من كلام المصطفـــى سقنا الدليل = الجليس اثنين واحـــــــدهم هلـِك
حامل المســـــــــــك طبـّن للعليل = صاحب ٍ للخيــــــــر بدروبه سلك
لو تحس بضيق للضيقــــــــة يزيل = لو تغيب شوي عن الحـال سألك
والجليس السوء النــــــذل الرذيل = نافخ الكير من الكيـــــــر شعلك
مايعين بخير خيــــــره مستحيل = ماوراه احسان يجهـــــل بجهلك
لو تمر بســـــــــوء دور لك بديل = خاينــــــــــن ماشال هم ٍ لزعلك
الفضل لله والشكـــــــــر الجزيل = يافؤادي خير من المـولى شملك
البداية عيــــــــن وآخرها سبيل = والوســـــط (ابرة) وفكـر بمهلك
******************************************
الصداقة كنز معنــــــــــاها جميل = من ملكها اشهـــــــــــد انه ملك
تعرف اوصافك من اوصاف الخليل = والصديق احيان اقــرب من هلك
من كلام المصطفـــى سقنا الدليل = الجليس اثنين واحـــــــدهم هلـِك
حامل المســـــــــــك طبـّن للعليل = صاحب ٍ للخيــــــــر بدروبه سلك
لو تحس بضيق للضيقــــــــة يزيل = لو تغيب شوي عن الحـال سألك
والجليس السوء النــــــذل الرذيل = نافخ الكير من الكيـــــــر شعلك
مايعين بخير خيــــــره مستحيل = ماوراه احسان يجهـــــل بجهلك
لو تمر بســـــــــوء دور لك بديل = خاينــــــــــن ماشال هم ٍ لزعلك
الفضل لله والشكـــــــــر الجزيل = يافؤادي خير من المـولى شملك
البداية عيــــــــن وآخرها سبيل = والوســـــط (ابرة) وفكـر بمهلك
******************************************

اكبر شوشه :
مقالات الدكتورة نوال العيد
أحسني الظن بربك
لقد حث الرب ـ جل وعلا ـ عباده على الرجاء وحسن الظن به وعدم اليأس من رحمته فقال في كتابه:{وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}. وقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
فالتوبة التوبة ـ رعاكِ الله ـ وأجيبي نداء ربك:
يا ابن آدم.. إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي!
يا ابن آدم.. لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك.
يا ابن آدم.. لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة.
فهل تجيب النداء، لتحوز على رضا الله؟ "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل".
ويحسن هنا التنبيه إلى الفرق بين حسن الظن والغرور، فإن دعا حسن الظن إلى العمل وحث عليه، وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور.
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الجواب الكافي (41): "فمن كان رجاؤه هادياً له إلى الطاعة وزاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح، ومن كانت بطالته رجاء، ورجاؤه بطالة وتفريطاً فهو المغرور، ولو أن رجلاً كانت له أرض يؤمل أن يعود عليه من مغلها ما ينفعه، فأهملها ولم يبذرها ولم يحرثها، وحسن ظنه بأنه يأتي من مغلها ما يأتي من حرث وبذور وسقي وتعاهد الأرض؛ لعدّه الناس من أسفه السفهاء، وكذلك لو حسن ظنه وقوي رجاؤه بأن يجيئه ولد من غير جماع، أو يصير أعلم أهل زمانه من غير طلب للعلم وحرص تام عليه، وأمثال ذلك. فكذلك من حسن ظنه، وقوي رجاؤه في الفوز بالدرجات العلا والنعيم المقيم من غير تقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وبالله التوفيق"ا.هـ.
نشر بتاريخ 22-04-2009
أحسني الظن بربك
لقد حث الرب ـ جل وعلا ـ عباده على الرجاء وحسن الظن به وعدم اليأس من رحمته فقال في كتابه:{وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}. وقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
فالتوبة التوبة ـ رعاكِ الله ـ وأجيبي نداء ربك:
يا ابن آدم.. إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي!
يا ابن آدم.. لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك.
يا ابن آدم.. لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة.
فهل تجيب النداء، لتحوز على رضا الله؟ "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل".
ويحسن هنا التنبيه إلى الفرق بين حسن الظن والغرور، فإن دعا حسن الظن إلى العمل وحث عليه، وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور.
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الجواب الكافي (41): "فمن كان رجاؤه هادياً له إلى الطاعة وزاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح، ومن كانت بطالته رجاء، ورجاؤه بطالة وتفريطاً فهو المغرور، ولو أن رجلاً كانت له أرض يؤمل أن يعود عليه من مغلها ما ينفعه، فأهملها ولم يبذرها ولم يحرثها، وحسن ظنه بأنه يأتي من مغلها ما يأتي من حرث وبذور وسقي وتعاهد الأرض؛ لعدّه الناس من أسفه السفهاء، وكذلك لو حسن ظنه وقوي رجاؤه بأن يجيئه ولد من غير جماع، أو يصير أعلم أهل زمانه من غير طلب للعلم وحرص تام عليه، وأمثال ذلك. فكذلك من حسن ظنه، وقوي رجاؤه في الفوز بالدرجات العلا والنعيم المقيم من غير تقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وبالله التوفيق"ا.هـ.
نشر بتاريخ 22-04-2009

مقالات الدكتورة نوال العيد
وصايا التائبين
وصايا للتائبين
صلِّ الصلاة على وقتها؛ فإن ذلك من أحب الأعمال إلى الله، فلاشك أن صلاتك قد يلحقها النقص فأتممها بالنوافل، وأبشر ببيت في الجنة.. أخرج "مسلم" في صحيحه (727) من حديث أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبدٍ يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة: إلا بنى الله له بيتاً في الجنة" وهن كالآتي: ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، وركعتان بعد الظهر، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء.
* احرص على سنة الضحى؛ فإنها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة، كما أخرج البخاري (1124) وأخرج الإمام أحمد في المسند (4/153) من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول: "يا ابن آدم اكفني أول النهار بأربع ركعات، أكفك بهن آخر يومك" (صححه الألباني في صحيح الترغيب (1/422).
* لا تنس أن تختم ليلتك بوتر؛ فإن الله يحب الوتر، أخرج مسلم في صحيحه (755) من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره، فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل" والوتر خير للعبد من حمر النعم.
* اعلم ـ أيها التائب ـ أن شرفك قيام الليل؛ كما أخرج الطبراني في الأوسط (4/306) من حديث سهل بن سعد قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس" (قال الألباني في صحيح الترغيب (4019) حسن لغيره).. وأخرج الترمذي (3579)، من حديث عمرو بن عبسة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن" (صححه الألباني) وتذكر قول الرب جل وعلا: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذاريات:15 ـ 18)
* احرص على صيام الاثنين والخميس؛ لأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله. وصم ثلاثة أيام من كل شهر، وأكملها الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، وإلا فثلاثة أيام سواء من أوله أو أوسطه أو آخره. أخرج مسلم في صحيحه (1160) من حديث معاذة العدوية قالت: سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم".
* عليك بالصدقة؛ فإنها تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء. وتابع بين الحج والعمرة؛ فإنهما يزيدان في العمر والرزق وينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد. أعانني الله وإياك على طاعته، وتذكر قول الرب: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود:114)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وينبغي أن تكون الحسنات من جنس السيئات؛ فإنه أبلغ في المحو (مجموع الفتاوى 10/655).
وصايا التائبين
وصايا للتائبين
صلِّ الصلاة على وقتها؛ فإن ذلك من أحب الأعمال إلى الله، فلاشك أن صلاتك قد يلحقها النقص فأتممها بالنوافل، وأبشر ببيت في الجنة.. أخرج "مسلم" في صحيحه (727) من حديث أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبدٍ يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة: إلا بنى الله له بيتاً في الجنة" وهن كالآتي: ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، وركعتان بعد الظهر، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء.
* احرص على سنة الضحى؛ فإنها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة، كما أخرج البخاري (1124) وأخرج الإمام أحمد في المسند (4/153) من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول: "يا ابن آدم اكفني أول النهار بأربع ركعات، أكفك بهن آخر يومك" (صححه الألباني في صحيح الترغيب (1/422).
* لا تنس أن تختم ليلتك بوتر؛ فإن الله يحب الوتر، أخرج مسلم في صحيحه (755) من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره، فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل" والوتر خير للعبد من حمر النعم.
* اعلم ـ أيها التائب ـ أن شرفك قيام الليل؛ كما أخرج الطبراني في الأوسط (4/306) من حديث سهل بن سعد قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس" (قال الألباني في صحيح الترغيب (4019) حسن لغيره).. وأخرج الترمذي (3579)، من حديث عمرو بن عبسة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن" (صححه الألباني) وتذكر قول الرب جل وعلا: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذاريات:15 ـ 18)
* احرص على صيام الاثنين والخميس؛ لأنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله. وصم ثلاثة أيام من كل شهر، وأكملها الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، وإلا فثلاثة أيام سواء من أوله أو أوسطه أو آخره. أخرج مسلم في صحيحه (1160) من حديث معاذة العدوية قالت: سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم".
* عليك بالصدقة؛ فإنها تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء. وتابع بين الحج والعمرة؛ فإنهما يزيدان في العمر والرزق وينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد. أعانني الله وإياك على طاعته، وتذكر قول الرب: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود:114)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وينبغي أن تكون الحسنات من جنس السيئات؛ فإنه أبلغ في المحو (مجموع الفتاوى 10/655).

مقالات الدكتورة نوال العيد
كيف أتخلى عن ملجئي؟!
كيف أتخلى عن ملجئي؟!
ليس للعبد ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، ومع ذلك يفرح بتوبة عبده مع غناه عنه، يقول ابن القيم في المدارج (1/212): "فإذا تعرض عبده ومحبوبه الذي خلقه لنفسه، وأعد له أنواع كرامته، وفضله على غيره، وجعله محل معرفته، وأنزل إليه كتابه، وأرسل إليه رسوله، واعتنى بأمره ولم يهمله، ولم يتركه سدى، فتعرض لغضبه، وارتكب مساخطه، وما يكره وأبق منه، ووالى عدوه، وظاهره عليه، وتحيز إليه، وقطع طريق نعمه وإحسانه إليه التي هي أحب شيء إليه، وفتح طريق العقوبة والغضب والانتقام، فقد استدعى من الجواد الكريم خلاف ما هو موصوف به من الجود والإحسان والبر وتعرض لإغضابه وإسخاطه وانتقامه، وأن يصير غضبه وسخطه في موضع رضاه وانتقامه وعقوبته في موضع كرمه وبره وعطائه، فاستدعى بمعصيته من أفعاله ما سواه أحب إليه منه، وخلاف ما هو من لوازم ذاته من الجود والإحسان، فبينما هو حبيبه المقرب المخصوص بالكرامة إذا انقلب شارداً راداً لكرامته مائلاً عنه إلى عدوه مع شدة حاجته إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين، فبينما ذلك الحبيب مع العدو في طاعته وخدمته ناسياً لسيده منهمكاً في موافقة عدوه، قد استدعى من سيده خلاف ما هو أهله، إذ عرضت له فكرة فتذكر بر سيده وعطفه وجوده وكرمه، وعلم أنه لابد له منه، وأن مصادره إليه وعرضه عليه، وأنه إن لم يقدم عليه بنفسه قدم به عليه على أسوأ حال الأحوال، ففرا إلى سيده من بلد عدوه، وجد في الهرب إليه حتى وصل إلى بابه، فوضع خده على عتبة بابه، وتوسد ثرى أعتابه متذللاً متضرعاً خاشعاً باكياً آسفاً، يتملق سيده ويسترحمه، ويستعطفه، ويعتذر إليه، قد ألقى بيده إليه، واستسلم له، وأعطاه قياده، وألقى إليه زمامه، فعلم سيده ما في قلبه فعاد مكان الغضب عليه رضا عنه، ومكان الشدة عليه رحمة به، وأبدله بالعقوبة عفواً، وبالمنع عطاءً، وبالمؤاخذة حلماً، فاستدعى بالتوبة والرجوع من سيده ما هو أهله، وما هو موجب أسمائه وصفاته العليا، فكيف يكون فرح سيده به وقد عاد إليه حبيبه ووليه طوعاً واختياراً ....".
نشر بتاريخ 24-05-2009
كيف أتخلى عن ملجئي؟!
كيف أتخلى عن ملجئي؟!
ليس للعبد ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، ومع ذلك يفرح بتوبة عبده مع غناه عنه، يقول ابن القيم في المدارج (1/212): "فإذا تعرض عبده ومحبوبه الذي خلقه لنفسه، وأعد له أنواع كرامته، وفضله على غيره، وجعله محل معرفته، وأنزل إليه كتابه، وأرسل إليه رسوله، واعتنى بأمره ولم يهمله، ولم يتركه سدى، فتعرض لغضبه، وارتكب مساخطه، وما يكره وأبق منه، ووالى عدوه، وظاهره عليه، وتحيز إليه، وقطع طريق نعمه وإحسانه إليه التي هي أحب شيء إليه، وفتح طريق العقوبة والغضب والانتقام، فقد استدعى من الجواد الكريم خلاف ما هو موصوف به من الجود والإحسان والبر وتعرض لإغضابه وإسخاطه وانتقامه، وأن يصير غضبه وسخطه في موضع رضاه وانتقامه وعقوبته في موضع كرمه وبره وعطائه، فاستدعى بمعصيته من أفعاله ما سواه أحب إليه منه، وخلاف ما هو من لوازم ذاته من الجود والإحسان، فبينما هو حبيبه المقرب المخصوص بالكرامة إذا انقلب شارداً راداً لكرامته مائلاً عنه إلى عدوه مع شدة حاجته إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين، فبينما ذلك الحبيب مع العدو في طاعته وخدمته ناسياً لسيده منهمكاً في موافقة عدوه، قد استدعى من سيده خلاف ما هو أهله، إذ عرضت له فكرة فتذكر بر سيده وعطفه وجوده وكرمه، وعلم أنه لابد له منه، وأن مصادره إليه وعرضه عليه، وأنه إن لم يقدم عليه بنفسه قدم به عليه على أسوأ حال الأحوال، ففرا إلى سيده من بلد عدوه، وجد في الهرب إليه حتى وصل إلى بابه، فوضع خده على عتبة بابه، وتوسد ثرى أعتابه متذللاً متضرعاً خاشعاً باكياً آسفاً، يتملق سيده ويسترحمه، ويستعطفه، ويعتذر إليه، قد ألقى بيده إليه، واستسلم له، وأعطاه قياده، وألقى إليه زمامه، فعلم سيده ما في قلبه فعاد مكان الغضب عليه رضا عنه، ومكان الشدة عليه رحمة به، وأبدله بالعقوبة عفواً، وبالمنع عطاءً، وبالمؤاخذة حلماً، فاستدعى بالتوبة والرجوع من سيده ما هو أهله، وما هو موجب أسمائه وصفاته العليا، فكيف يكون فرح سيده به وقد عاد إليه حبيبه ووليه طوعاً واختياراً ....".
نشر بتاريخ 24-05-2009
الصفحة الأخيرة