ديباج الجنان

ديباج الجنان @dybag_algnan

عضوة شرف في عالم حواء

عالم من البؤس ينطلق من تلك العيون البريئة التي أنطفآ بريقها..وقلبآ ينوء بالآحزان..

الأسرة والمجتمع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




...
غاية الحرمان في هذه الحياة أن نولد دون أن نجد حولنا أبا يحنو علينا وأما تعطف علينا

غاية الحرمان أن تنطفئ تلك الشموع التي تضئ طريقنا ..أن تنطفئ قبل أن نراها.






ذلك هو حال الأيتام واللقطاء في دور الرعاية ..

الذين لا يرون الحياة إلا بمنظار أسود قاتم,

كل أيامهم:صباحهم ومساءهم ليل حالك دائم,

يقضون لياليهم بدموع الحزن الجارفة لفقد أبويهم, يقضونها بلوعة
المشتاقين إلى حنان الأم والأب وإلى المكان الذي يجمعهم بهم وإلى
ذلك الغطاء الوثير والحجرة الدافئة في حضن بيت أسري كما هو حال الآخرين من أقرانهم.


هذا الشعور الجارف هو شعور الأيتام واللقطاء في دور الرعاية الذين
يتمنون أن يصنعوا لأنفسهم عالما من الحنان الذي يفتقدونه.



حينما ترين هؤلاء الأطفال ..ترين تلك العيون التي إنطفأ بريقها والتي تشع منها نظرات حائره بريئة
يصاحبها تطلع بعيد نحو الآتي الذي يخترق كل الحجب المظلمة ويرنو للمستقبل السعيد المتلألئ في ظل والدين حنونين.


ترين أحلام الطفولة الصادقة بالعيش وسط أسرة مكونة من أب وأم وأخوة ,
ترين قلبا نابضا بالخوف , قلبا ينوء بحمل الأحزان ,
وعينان لا تجفان من الدموع حزنا على غياب الوالدين ,
ونفسا ممتلئة بالشجون وجسدا ناحلا أضناه الحزن.



ومهما فعلنا لهذا اليتيم أو حاولنا أن نقدم له فلن يعوضه ذلك فقد والديه!

حد ثتني صديقتي أن أخاها مشرف في دار الرعاية


وأن فيها حالات يتفطر لها القلب حزنا وأسى..
يرى أطفالا قد احتجرت دموعهم وسط محاجرهم ,
يلتفتون يمنة ويسرة يبحثون عن أمهاتهم ولكن دون مجيب,

لقد ضن الزمن على تلك البراعم الصغيرة أن يعيشوا وسط أسرهم

..كل يوم يعيش أخي معهم جوا متوترا مشحونا بالحزن والأسى على حالهم .

.تمر الأيام عليهم بطيئة متثاقلة لا يحسون فيها بطعم الحياة ولا بلذتها...

كان أخي معهم ذات مرة في رحلة برية وعندما جاء الغروب طلب منهم الركوب للسيارة فركبوا جميعا

ماعدا طفلا في السادسة من عمره كان جالسا تحت شجرة!!!





فناداه أخي أن يهم بالركوب فرفض فنزل إليه وسأله:ما بك؟


لماذا لا تركب السيارة.؟


فرنا إليه بنظرة يشوبها شئ من الأسى وقال:

لقد قالت لي المربية في الدار أن أبي وأمي قد نسياني تحت شجرة وأنا صغير
فأريد أن أجلس هنا لعلهما يأتيان ويأخذاني!



وطفل آخر في الصف الثالث ابتدائي سألني :
هل لي أم؟ جميع زملائي في المدرسة يتكلمون عن أمهاتهم !فأين أمي؟


لقد سألنا المدرس اليوم :

من التي تسهر الليالي إذا مرضت
ومن هي التي تحزن إذا حزنت وتفرح إذا فرحت؟
فقالوا جميعا: الأم ! فأين أمي أنا؟

لماذا لا تنام بقربي ولماذا لا تسهر بجانبي؟



وكثيرا ما كان أخي يدخل معهم في حوارات طويلة وأسئلة محيرة عن أمهاتهم وآبائهم ..

أسئلة يدمي لها القلب وتبكي منها العين..

من يجلس مع هؤلاء الأطفال يوما واحدا فلن يهدأ له بال ولن يطمئن له قرار..
سيشعر بوطأة ما يعانونه..وسيدرك عظيم نعمة الله علية بأن أوجد والديه على
قيد الحياة ومن عليه بنعمة العيش وسطهما.


وأخبرتني صديقتي أن أخاها يأتي لهم بيتيم من الدار كل أربعاء وخميس وجمعه
يمكث عندهم هذه الأيام ويقضي مع إخوانها أوقاتهم حيث يعملون على إسعاده والترفيه عنه ومحاولة دمجه بالمجتمع , ولقد تعلق والديها بهذا اليتيم فكانا ينتظران عصر الأربعاء بفارغ الصبر كي يحضر سلمان لمنزلهم وهو أشد منهم شوقا وانتظارا..


كان (سلمان) يرى أن الوقت يمضي بتسارع عجيب أن كان عندهم ويمضي ببطء قاتل إن كان في الدار..

وكانت صديقتي تذكرنا دائما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمسح على رأس اليتيم ويقول:

من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا الله كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات
ومن أحسن إلى يتيم أو يتيمة عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين) وفرق بين إصبعيه السبابة والوسطى.


واستطاعت صديقتي أن تقنعنا بأهمية مواساة اليتيم

فاتفقت مع زوجي أن نحذو حذوهم وفعلا ذهب زوجي إلى الدار في يوم أربعاء

وأحضر طفلا لقيطا في السابعة من عمره ( كعمر ولدي) ولن أنسى منظر الطفل(عبدالله)

حينما دخل المنزل متثاقلا يجر خطواته جرا.. تعلو وجهه نظرات حائرة ..خائفة ..

كلما ازداد اقترابه منا كلما ازداد خفقان قلبه..


فلم أتمالك نفسي من شدة التأثر.. تصورت ولدي في هذا الموقف !

رحمتك يا الله! كيف استطاعت أمه أن تتركه هكذا؟ حائرا في الدنيا! أي أم هذه؟ أي قلب تحمل؟


لم استطع تحمل رؤية عبدالله وهو يقف خائفا.. منكسرا..
يترقب كل من حوله بنظرات زائغة ..فدخلت غرفتي وبكيت على حاله وحال الملايين أمثاله .


في البداية كان مترددا.. خائفا.. أحجم عن كل شئ ..امتنع عن الأكل والكلام..
فاصطحبه ابني إلى غرفته حيث ألعابه هناك فقام

متثاقلا من غير رغبه وظل وقتا ليس بالقصير وهو على هذا الحال!


وبعد انتظار ممل وطول بال من ولدي اطمأن قلب عبدالله وزال عنه الوجل والخوف وأخذ يلعب بحرية وسعادة..




ولكن بمجرد أن أدخل عليهما يترك ما بيده ويصمت ,


وعندما سأل زوجي المشرف عن موقفه معي قال

جميع الأطفال هنا يرهبون الأمهات في البيوت لأنهم لم يعتادوا على وجود الأم .

.فالمشرفات عندنا وافدات من مصر يبدأ دوامهن من الساعة الرابعة عصرا حتى الساعة التاسعة مساء ,

أما الخادمات فمن الفلبين يقمن بوظيفتهن فقط من تنظيف وغسيل وإعداد للأكل والشرب واللبس لهم.


وهكذا مرت الزيارة الأولى بسلام حيث انصرف عبدالله والرضا يغمر قلبه,

ثم مالبث أن اعتاد علينا بعد توالي الأيام وأحبنا وأحببناه وأصبح كفرد من أفراد الأسرة .
.أصبح ينتظر بلهفة وشوق عطلة نهاية الأسبوع..

وحينما يوصله زوجي إلى الدار يرى على وجهه علامات الحزن وعدم الرغبة في تركنا

ويظل عبدالله يوصي زوجي قائلا:

سأنتظرك هنا عصر الأربعاء فلا تتأخر فأنا أعد الأيام عدا حتى يأتي يوم الأربعاء بسرعه .

أخواتي

أين العزاء بعد هذا كله؟ أين السلوى؟ إنهم يبكون دوما بدموع لا تجف لفقد الأم والأب!

فيا أخواتي:

أناديكن بعاطفة الأمومة الحقة !
أناديكن بعاطفة الحب السامية !
أناديكن بعاطفة المسلمة الصادقة!
هؤلاء الأيتام واللقطاء بحاجة ماسة للابتسامة الحانية والكلمة الطيبة


..بحاجة إلى من يدواي جراحهم النفسية
..

بحاجة لمن يواسي آلامهم الداخلية ... فهل من مجيب يكسر سجن معاناتهم ويحطم أسوار همومهم ؟
هل من مجيب يرسم البسمة على وجوههم ويمسح الدمعة من عيونهم؟ أتمنى ذلك.

*لــــــــــــــــــــــفته

ليس بالضرورة أن تستضيفي يتيما عندك إن كنت لا تستطيعين
ولكن يمكنك أن تدخلي الفرحة لهم بطريقة أخرى فمثلا:

سأقول لكِ مافعلته..

اتفقت مع مجموعة من المعلمات باستئجار استراحة بعد كل
شهرين ودعوة الأطفال الأيتام في الدار لمن أعمارهم من العاشرة
فما تحت بحيث نتقاسم نحن المعلمات تكاليف الاستراحة والعشاء والهدايا التي تقدم لهم في نهاية

الزيارة ولقد نفذنا هذا الاقتراح ثلاث مرات حتى الآن

حيث نخرج جميعا بصحبة أولادنا من بعد صلاة العصر ويتراوح عدد الأيتام الذين يحضرون

مابين خمسين إلى ستين طفل مع مشرفتين من الدار وخمس عاملات فلبينيات للاهتمام بهؤلاء الأطفال,

وإن تعذر عليك ذلك أيضا فبإمكانك أنت وولي أمرك التنسيق مع مشرف الدار بحيث تستأجرون

استراحة لهم مع التكفل بتقديم وجبة العشاء أو بالإمكان إعطاء المشرف المبلغ حتى يستأجر هو بنفسه الاستراحة ويتكفل بإحضار العشاء واحرصي على أيام العيد,

ولا تتصوري مدى فرحتهم بذلك مع ما يصاحب ذلك من مسابقات ومشاهد وإضفاء روح المرح خاصة للشباب الأيتام ,

فأرجو أن تعجبك إحدى الفكرتين وتنفذين ما ترينه مناسبا لإسعاد ولو يتيم واحد .



انتهى المقال لكاتبته جزاها الله خيرآ وجعله في موازين حسناتها

اختي الغاليه
الآن انتهيت من قراءة المقال فماانتي فاعله!


هل قراءتك للموضوع حرك فيك ساكنآ!!
أم هل عقدتي العزم على زيارة هؤلاء الأيتام والتحث معهم وأدخال الفرح لقلوبهم البريئه

الموضوع انتهى كنقل ولكن لنا معكم وقفات وأحاديث لن تنتهي الا بخير بحول الله وقوته

63
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام مـ ح ـسن
ام مـ ح ـسن
موضوع رائع
όяģώąn
όяģώąn
ومهما فعلنا لهذا اليتيم أو حاولنا أن نقدم له فلن يعوضه ذلك فقد والديه!

الله لايحرمنا يارب من والدينا
موضوع يثير الشجون
ويذكرنا بفئه قد نكون غفلنا عنها
موضوعك خلاني افكر واعيد اشياء اتمنى اسويها بحياتي وان شالله زياره دار ايتام وادخال البهجه لقلوبهم يكون من ضمنها

طرح رائع
جزاك الله خير
رى الوادى
رى الوادى
ومهما فعلنا لهذا اليتيم أو حاولنا أن نقدم له فلن يعوضه ذلك فقد والديه! الله لايحرمنا يارب من والدينا موضوع يثير الشجون ويذكرنا بفئه قد نكون غفلنا عنها موضوعك خلاني افكر واعيد اشياء اتمنى اسويها بحياتي وان شالله زياره دار ايتام وادخال البهجه لقلوبهم يكون من ضمنها طرح رائع جزاك الله خير
ومهما فعلنا لهذا اليتيم أو حاولنا أن نقدم له فلن يعوضه ذلك فقد والديه! الله لايحرمنا يارب من...

جزاك الله خير اختي ديباج

وشكرا لك ....على هذا الموضوع الذي يدمي القلوب


والله ان هذه الكلمات ابكتني ..يالله رحماك ...بهؤلا ء الاطفال.


فقصة عبد الله لقد رأيتها وعايشتها بنفسي

...........
عبد الله .....وطارق ...

طفلين كباقي الاطفال ....جميلين جدا ...مرتبين ...فيهم براءة عظيمه

ولكنهم يفقدون حناااااااااااااااااااااااااااااان الام والاب ....

يتوسلون الحب من الناس

لايخطون على احد ....ولايطلبون حلوى كباقي الاطفال ..


اذا حس احدهم بالجوع لايقول اني جائع ...اذا اخطاء احد الاطفال عليهم..

لايشتكون ...لاحد ...

لان انسى هذا المنظر ماحييت يلعبون الاطفال الكره وانا انظر اليهم

عندما يخطي احدهم على الاخر ...يذهب لامه يقول شوفي هذا وش سوى

وتعرفون شكاوي الاطفال

الا عبد الله وطارق يكتفون بالجلوس ويضع الواحد راسه بين رجليه كأنه يشكي همه لنفسه

والله اني عند رؤيتهم كنت اخفي دموعي حتى لايراها احدهم ...


والله اننا مقصرين مع هؤلاء الاطفال الايتام

واتمنى زيارتهم ......فليس لهم بعد الله الا نحن

عندي قصة مؤثره ولكن ساذكرها ان شاء الله فيما بعد
Golden Phoenix
Golden Phoenix
UP
رى الوادى
رى الوادى
UP
UP
للرفع