عاملي طفلك كما يعامل الضيف

تحرص الامهات اليوم على تغذية اولادهن جيدا، وبحماسة مفرطة في هذا الصدد يرغبن في ان يزدرد الطفل كل دواء اوصى به الطبيب غير عارفات انهن في عطفهن الزائد يغرسن في ذهن الطفل انطباعا بأنه نقطة الهدف الاساسي الذي ترمي اليه الأم، وما يشتهيه كل انسان.
ان الطفل يتعلم بسرعة انه يكفي ان يأكل ليلفت الانظار اليه، وبالفعل لا يتناول الا ما يدفع عنه غائلة الجوع، وهنا يزداد قلق الأم واما الطفل فيتخيل انه اصبح موضع الاهتمام فيزداد في دلاله.. فلاجل اجتناب هذه الحالة لاينبغي التكلم عن التغذية اثناء الطعام ويجب ان يعامل الطفل كما يعامل الضيف، وبإتباع هذه القاعدة يمكن تجنب عدد كبير من المصاعب الغذائية المرهقة، واذا كان الطفل لا يأكل كثيرا في وجبة ما، فلا داعي للقلق لانه سيأكل في وجبته الثانية، الا اذا كان مريضا او ينقص جسمه فيتامين (ب) فاذا تناول من خميرة البيره وحبوب القمح والعسل الاسود يوميا، وامتنع عن السكاكر بجميع انواعها وظلت قابليته ضعيفة فان الراجح جدا انه مصاب بمرض مصدره اضطراب او غيره من الاسواء.
فيعطى بين الوجبات فاكهة طازجة او مجففة، وحليبا مع الخبز الكامل والزبد، وزبدة الفول السوداني او جزرا او غير ذلك من الاطعمة الطبيعية.
وفي خلال محاضراتي كان كثير من الامهات يشكتين لي من ضعف قابلية اولادهن الذين لا يريدون الا الحلوى، ويكرهون كل غذاء مفيد لصحتهم فكنت اقول لهن: ان الاطفال لا يولدون ابدا مع قابلية مختلة، ولكنهم يحصلون على ذلك منكن.
فاذا كان اطفالكن لا يأكلون جيدا فامنعن عنهم حالا كل غذاء مصفى ومنقى، ولا تسمحن لهم بتناول السكر الابيض في اي شكل كان وخفض مقدار ما يتناولونه من المواد الدهنية بحذف الزبدة من الحليب. لان الدهون تخفف القابلية كما هو معروف، وتحقق من ان فيتامين (ب) موجود بوفرة في غذائهم، وضعن الاغذية الجيدة امامهم، ولا تقدمن لهم بين الوجبات الا شيئا بسيطا اذا لزم الامر، وبصورة خاصة لا تقلقن ابدا على ما يأكلون ماعدا الثناء الذي يستحقه ذلك النوع الذي احبوه من الطعام.
ان طريقة التغذية التي تكلمنا عنها يجب السير عليها باستمرار مدة نمو الطفل، ويجب ان نهتم بصورة خاصة في منع الطفل من تناول الاغذية المصفاة، والسكاكر والمشروبات.
ان تغذية الطفل باتباع نظام غذائي (مثالي) تجعله جديرا ببلوغ سن النضج بدون مرض من اي نوع، وفي نجاته من اضطراب طريق الهضم والعصبية، والامساك، وامراض الجلد، وتسوس الاسنان والتشوهات العظمية، وغيرها من الاضطرابات المنتشرة الان بكثرة بين الاطفال.

اليوم